مأويّة فاروق شوشة

شعر

من الماء أنت
فلا تبرحي الماء،
إن جفاف الجداول
ترضعه شهقة منك
يندى
وتنعطف الريح
حين تروم احتواءك
هيهات!
أنت مراوغة
جسمك الياسمين
تأود منسربا كالشعاع
وأسلم أغصانه للحقول!

***

يلاحقك العطر؟
هذا زمان قديم
وتلك فضاءات كون توارى
ونقش على الصدر
منعقد
ونداء
يردده هاجس لا يريم
وحسب الأزقة أن تمسك اللون
في طلعه الشفقي
وأن تحبس الشجن المتناثر
عبر الشقوق
وعبر النوافذ
يصعد في لغة من سنابل
مضفورة لجميع الفصول!

***

وأنت غزالتها..
هل تحممت بالركض
شاردة في انعتاق الصدور
ومارقة من شراك الهواجس
موغلة في انعقاد الظلال
وفي فرح اللون باللون
ساطعة في بهاء اليقين
وداخلة
ها أوان الدخول!
تعودين للماء؟
- يا حظه الماء
يا جسدا يشتهيه
ويا لهبا في الضلوع
وفاكهة لجميع المواسم
أيقونة الند والزعفران
وأغنية بح فيها الحنين
ونجما بعيد المدار
ووعدا..
لهذا الفؤاد الملول!

***

وها أنت
ذائبة في المكان
وهاجعة في الزمان
وممسكة بموازين يحملها القلب
هل يرتضي قسمة الغرماء؟ و
هل يستجير إذا فسد الكيل؟
وانطفأت نجمة الروح
فاعتصمت وردة في الدماء
ومات ندى العشب في الماء
أيقنت الأرض
أن انتظار السماء يطول!

 

فاروق شوشة