قالت الريح محمد إبراهيم أبوسنة

شعر

قالت الريح وهي تأوه..
.. لا شيء يبقى..
..ولاشيء يفنى
ولكنها عتمة تتبطن..
بالنور..
ماء مراوغ..
.. أجنحة..
لا تطير بعيدا
وتسقط بين دماء المواقيت
وسط الغصون..
.. التي تتكسر غصنا
فغصنا
هل ترى الروح ترجع..
.. بعد فراق الأحبة
تعشب في الصخر..
... تورق فوق الرماد..
المبعثر..

تنمو على سطح جذع قديم
وترسم بعض الوجوه الأليفة
تسكب ضوء النهار المفارق
في حلم قلب يتيم .

.....
هل ترى يرجع البحر..
.. بعض لآلئ أيامنا..

حين تهوي إلى اليم
تسكن جوف الظلال
حرة في الرمال
تتأمل في الصمت..
..هذي الفراديس..
.. تمضي بها وثبة
الموج
تصبو لما لا يقال
غارق في المحال
ذلك القلب
يلهو
ويضرم أهواءه في رءوس الجبال
شمسنا في الزوال
والهوى في الصبا
والأسى في اكتمال .

...
..
زهرة في أقاصي الحديقة
غابة في أقاصي الخريف
هذه الذاكرة
ملعب للطيوف
وسحاب شفيف
....
السماء الأخيرة
لم تزل في ضمير النجوم
والفؤاد الذي شقه..
شوقه للبحار التي في الغيوم
ماثل في العيون الحسيره

* * *
مال عطف الجميلة
وانثنى في دلال
كل شيء يبوح
بالذي
لا يقال
* * *

كل هذي العيون التي..
.. لا تنام
في انتظار النهار
والنهار البطيء
غارق في الظلام
* * *
ليس للريح
أن تستريح
وسط هذا
الفضاء الجريح
ما الذي قد يلوح؟
في الزمان الكسيح؟
* * *
اصمتي..
جنتي
واتركي وردتي
تنتشي لحظة
قبلما يحتويها
الذبول
طائر حائر في السهول
كوكب
دامع
في رماد الأفول
* * *
ما الذي قد تقول الرياح؟
غير ما قد تقول
الجبال؟
ما الذي قد تقول
الجبال؟
غير ما قد تقول البحار؟
ما الذي قد تقول البحار؟
غير ما قد نقول:
ساعة للرواح
ساعة للوصول
ساعة للفناء
ساعة
للحصول؟؟

 

محمد إبراهيم