ذلك الخريف من عام 53 محمد إبراهيم مبروك

قصة للكاتب الأرجنتيني: أوسبالدو سوريانو

في عربة أومنيبوس متهالكة، وفي وقت مبكر جدا، غادرنا بلدة نيوكين، عربة لا تليق أبدا بالمهمة الوطنية السامية التي كلفنا بها الرئيس القائد بيرون، إذ كنا خارجين لنلعب ضد الفريق الإنجليزي لكرة القدم في جزر الفولكلاند، ولقد أدخلوا في روعنا أننا بفوزنا الساحق عليهم نكون قد حررنا الجزيرة من اسمها القديم ومنحناها اسمها الجديد "لاس مالبيناس" وستظل تحمله للأبد وسيسجل ذلك في كل خرائط العالم، وكما اعتقدنا فتلك كانت الخطوة الأولى للرئيس القائد لاسترداد الجزر، ولهذا السبب كنا فرحين، نغني الأناشيد بتعال وكبرياء فوق الجبال وداخل الغابات المصورة في الكارت بوستال.

ذلك ما حدث في خريف الماضي البعيد من عام 1953 كان عندي عشر سنوات، وكنا في حصص الألعاب والهوايات نلعب لعبة الحرب، نحلم بالمعارك الحربية في الأفلام التي كانت تعرض بالأبيض والأسود حيث نجد فيها الطيبين والأشرار، الأبطال والخونة.

لم تكن الأرجنتين قد حاربت أبدا ضد أحد، ولم نكن نعرف كما نعرف الآن أي وجه للشبه بين الحرب من خلال أفكارنا عنها، وحقيقة الحرب كواقع، ما كانت تهمنا وتشغل تفكيرنا أيامها هي المدرسة التي كنت أكرهها، وكأس إيفيتا(1) للطفولة والذي فزنا به في الدور النهائي أمام لاعبي بيونس أيرس.

بعد مغادرتنا للبلدة بمسافة قصيرة وقع ما تنبأ به أحدب توليدو، فعربة الأومنيبوس كانت من القدم بحيث إنها لم تتحمل ثقل حمولتها التي لم تتجاوز سبعة وعشرين مسافرا، بالإضافة إلى حقائب الملابس وتنكات الوقود الاحتياطية التي نحتاجها وحملناها معنا كي تكفينا مؤنة اجتياز الصحراء. قال الأحدب: إن كاوتش إطارات العجلات قد لا يتحمل عبور المخاضة. ولم نكد نشرع في خوض أول مجرى للنهر حتى انفجر إطار العجلة الأولى.

كان البروفسور سيجوتي مدير المدرسة هو الذي يجلس في المقعد الأمامي للعربة محاطا بكوكبة من كبار موظفي الإقليم وكبار موظفي الدولة، أما نحن الأولاد الصغار فلقد ذهبنا كلنا للحلاق وتم حلق شعر رءوسنا جميعا، أما الفتيان الأكبر منا فقد أقبلوا وقد لبسوا جميعا البذل ودهنوا شعر رءوسهم بالفازلين كما لو كانوا قد تلقوا دعوات للجلوس على منصة التحكيم في الدور النهائي.

كان بالصندوق المربوط بحزام بسقف العربة ماء للشرب وأغذية معلبة ولحم مقدد كان علينا أن نعبر سلسلة جبال الأنديز، فالبحيرات، فالصحراوات، حتى نصل إلى المحيط الأطلنطي حيث ينتظرنا خفية مركب سيحملنا إلى الجزر التي نتحرق شوقا إليها.

عندما تسرب الهواء من إطار العجلة الاحتياطية ونامت، كان علينا أن ننادي على أناس من أهل البلدة ممن يمرون علينا وهم يمتطون خيولهم حتى يمدوا لنا يد المساعدة لسحب عربة الأومنيبوس خارج مياه المخاضة الموحلة.

كان أحد سائقي العربة من مدريد، وكان اسمه رودريجو. ألصق رودريجو رقعة من الكاوتش فوق كوم آخر من الرقع الملصوقة فوق بعضها، وتبادلنا فيما بيننا جميعا النفخ حتى استدارت العجلة الثانية، ودفعنا عربة الأومنيبوس وسقناها حتى دخلنا بها منطقة الكثبان الرملية الصفراء لصحارى شوبوت.

وما أن تنقضي ثلاث أو أربع ساعات حتى نفاجأ بإطار الكاوتش نفسه أو آخر غيره وقد انفجر، وكان على رودريجو أن يتفنن في القيام بأعمال بهلوانية خلف عجلة القيادة ليتفادى بأعجوبة انحدار السيارة المفاجئ وسقوطها في هوة.

أما السائق الآخر لعربتنا فكان من شيلي، وكان قصيرا، وهو نفسه الذي قال بأنه يعرف المنطقة جيدا، لأنه يحمل خريطة كان الجيش قد أشرف على رسمها وطبعها في عام 1910، وهي الخريطة التي ما كان لأحد غيره أن يفهم طرقها، إلا أننا في اليوم الثالث وكنا نعبر إحدى البحيرات فوق معدية فإذا بعاصفة ثلجية تسوطنا، فطارت الخريطة ضمن تطاير الجانب الأكبر من المؤن والأغذية واحتياجاتنا الاحتياطية بينما الأنهار التي تنحدر من السلاسل الجبلية تأتينا ثائرة ويعلو هديرها كما لو أن أبواب الجحيم قد انفتحت علينا.

بعد أن خلفنا وراءنا الجبال، وكان ذلك في اليوم الرابع من بدء الرحلة، لمحنا مزرعة مهجورة ساعتها قال لنا السائق الشيلي إننا الآن ندخل إقليم سانتا كروث، وإن هذا هو آخر جزء من القارة قبل الوصول إلى أرض النار. أشعل رودريجو نارا في كومة من فروع الأشجار استعدادا للشواء ثم مضى ليصلح الردياتير المخروم لأنه قد اصطدم بحجر.

خطر للبروفسور سيجوتي أن يلفت الأنظار إليه، فجمعنا وأمرنا أن نقوم بأداء النشيد القومي أمام السادة الموظفين ثم أن نسمعهم - عن ظهر قلب - الدروس التي تلقيناها عن "لاس مالبيناس".

وبقرب النار جلسنا على الكثبان الرملية لنسمع ما نسمعه دائما، ففي ذلك الوقت كنا ما زلنا نعتقد كلنا أن تحت المستنقعات والمرتفعات الجرداء للجزر كنوزا مدفونة، وبترولا يكفي العالم بأكمله، لم يذهب بنا التفكير بعيدا لنطرح على أنفسنا سؤالا مثل: ما الذي جعل الجزر من حقنا، ولا كيف حدث أن فقدناها من قبل؟ ربما لأن القضية الوحيدة التي استولت على فكرنا كانت أن نكسب مباراتنا مع الإنجليز إذ إن أنباء انتصارنا الساحق عليهم ستطوف حول العالم كله.

- "أصل المسألة بالنسبة لحقكم في جزر لاس مالبيناس أنها أقرب للأرجنتين من إنجلترا تماما مثل جبل طارق مع إسبانيا"، قال رودريجو ذلك بينما كان يمر عليهم بإبريق الشاي ويوزع أكواب الشاي بادئا بالجالسين في الصف الأول.

اندفع الشيلي ليرد عليه: "لا أفهم كيف يكون ذلك هو السبب إذ إن الجزر قريبة أيضا من الأورجواي!".

رماه البروفسور سيجوتي بنظرة صاعقة ثم راح يذكرنا بالفارس "ريبيرو" والذي كان آخر الرجال الشجعان، إذ ظل يدافع عن الجزر حتى نال المجد وتوجت أعماله بالسجن والجنون في أحد الأديرة بلندن، أما بالنسبة لنا نحن الأولاد فلقد استثارنا ذلك كله، وقياسا إلى ما قاله البروفسور فقد تضاعف حماسنا لمجرد التفكير بأن الرئيس القائد قد اختارنا لنكون أول رجال الأرجنتين الذين تطأ أقدامهم أرض ميناء استانلي.

[لأن الرئيس القائد بيرون ممتلئ دائما بالحكمة التي لا تنفد، ولا يكف عن الابتسام أبدا، ودوما هو مسلح بفكر عبقري].

هذا ما كانوا يلقنوننا إياه في المدرسة، وهذا ما كان يقوله المتحدثون في الراديو، وما من قضايا أخرى يجب أن تشغلنا أو نحمل لها هما!.. فعند فوزنا بالكأس في بيونس أيرس جاء الرئيس ليسلمه لنا بنفسه لابسا بذلة بيضاء، راكبا فسبا يقودها بنفسه ودعا كلا منا باسمه، كما لو أنه يعرفنا فردا فردا من زمن طويل، مد لنا يده وصافحنا وهو يشد على أيدينا كما لو كنا كبارا.

أعاد ذلك إلى ذاكرتي حكاية أحدب توليدو الذي التحق بالمدرسة بالواسطة لأنه ابن عضو في لجنة من لجان الحزب الحاكم، إذ بدا له شديد البؤس، لا يزيد على كونه "عيل غلبان" حتى أنه قربه منه وسأله: "وأنت.. ماذا تريد أن تكون عندما تكبر يا شاطر؟" فأجاب الأحدب: "بيروني يا سيادة الرئيس!"، وذلك ما جعله يفوز بالرحلة إلى لاس مالبيناس.

طوال العودة إلى بتاجونيا قضيت الساعات الست والثلاثين التي استغرقها ركوبنا للقطار، منخرطا في البكاء لأن إيفيتا قد ماتت قبل أن تراني بطلا، لقد عرفتها من خلال صورها التي كانت تظهر فيها شقراء، ومن خلال أخبارها بالجريدة المصورة على شاشة السينما، وعلى العكس من ذلك كان أبي الذي اعتاد أن يغلق النوافذ بعد العشاء حتى يحول بين الجيران وسماعه وهو يسب ويلعن حتى تتقطع أنفاسه بسبب الصور التي أحتفظ بها في غرفتي، أما الآن فلقد صار فخورا بما يتحدث به إليه أهل البلدة عن ابنه الذي نجح في أن يكون هداف المباراة في جزر لاس مالبيناس.

انحدرنا وواصلنا التوغل بلا توقف في متاهة الطرق التي لم يسبق أن سلكها أحد، وفي كل مرة يخايلنا فيها مستنقع نعتقد أننا أخيرا قد بلغنا المحيط الأطلنطي، حيث ينتظرنا المركب الخفي، لقد عانينا من الرياح التي أخذت تعصف بنا والوقود الذي أوشك على النفاد وتناقص الطعام ومطاردتنا من قبل الأسود، وتطاير خيوط اللعاب على وجوهنا وأيدينا من قبل حيوانات اللاما الراكضة، ثم تطاير وضياع غطاء محرك السيارة وأعمدة مخفف الصدمات "المساعدين"، ثم تطوح وفقدان كل الأمتعة وحقائب السفر من سقفها.

أما البروفسور سيجوتي والموظفون الكبار فلقد تراءوا جميعا لنا كما لو كانوا بقايا كائنات بشرية، بل لقد استبد الهذيان بالبروفسور وبدأ يخرف من الحمى حتى أنه نسي حرفيا النشيد القومي، والعدد الصحيح للجزر التي تكون أرخبيل لاس مالبيناس.

وذات صباح عندما حل التعب برودريجو وانكفأ نائما فوق عجلة القيادة انحدرت عربة الأومنيبوس إلى الهاوية وظلت تنزلق وعجلاتها تغوص في وحل القاع حتى غمرها ملح بارد لا نهاية له، إذ ذاك فإن واحدا منا لم يكن باستطاعته أن يميز أحدا من أحد، ولا أن يعرف ما موقعها من الجحيم حيث تسكن الشياطين جزر لاس مالبيناس صاحبة المجد تلك، وعندما بلغت الهلوسات أوجها تقمص سيجوتي حالة الزعيم بيرون شخصيا، كذلك الموظفون لم الذين انتهوا للاعتقاد بأنهم الوزراء بل حتى رودريجو. الذي أخذ يحكي لنا كيف أنه قاد المقاومة البطولية دفاعا عن مدريد من داخل نفق قريب من متحف البرادو "المرج".

وأمام الأفق الخاوي واختناقه من تسلط حرارة الشمس عليه طفح الكيل بالبروفسور سيجوتي وما أن انتصف النهار حتى قفز متسلقا سقف العربة ليعلو صوته صارخا مناديا بضرورة وضع قائمة يسجل بها عدد المسافرين للتأكد مما إذا كان أحد منهم قد فقد في الطريق، وكم عدد الذين فقدوا، ووقتها اكتشفنا الدخيل علينا.

كان رجلا غريب المظهر والأطوار، أشيب، يرتدي بذلة سوداء، تعلو جبهته شامة مكدسة بالشعيرات وتحت ذراعه كتاب مجلد بتجليدة سوداء، وتصادف أن جاء جلوسه في مكان واطىء مما جعله يبدو قصير القامة، لم يبد عليه أنه متحدث جيد، لكنه وقبل أن يفيق البروفسور من الصدمة قدم نفسه بصوت يرعد في مواجهة العاصفة قبل أن تجتاحه:

- "وليم جونز من جزر الفولكلاند" ثم لوح أمام وجوههم بالكتاب الذي يحمله كما لو كان يقدم لهم جواز سفره: "مبعوث السيد المسيح إلى هذه الأنحاء".

كان يتكلم بلغة إسبانية متقطعة ومضطربة بينما تنطلق من فمه قذائف من الرمل المختلط باللعاب.

حدق فيه البروفسور سيجوتي وهو يكاد يجن بينما الموظفون يطلون عليه من نوافذ الأومنيبوس.

قفز البروفسور من فوق سطح العربة إلى أرضها ثم تشجع واقترب منه ببطء، وسأله "من أين؟!"

- "من ميناء استانلي" ثم أضاف وكأنه جون واين الذي يتكلم في فيلم الحدود المكسيكية: "وأنا أرجنتيني حتى الموت!"

كان أيضا مفاجأة لنا نحن الأولاد وإذ أثار فضولنا فلقد أخذنا نرقبه باهتمام، رد عليه سيجوتي بينما كان يقترب منه حتى احتك أنفه بأنفه:

- "لكن لا يوجد أرجنتينيون في لاس مالبيناس".

لوح جونز بالكتاب عاليا بينما تتعلق عيناه بالأفق الساكن حيث كانت تحوم الصقور:

- "كيف تقول بأنه لا يوجد أرجنتينيون؟! إنهم موجودون بلا جدال، حتى أنهم أقاموا لي حفلة عندما وصلت إلى هناك".

ما أن سمع سيجوتي ذلك حتى وافقه على الفور مؤمنا على كلامه بان دستورنا ينص على أن كل الذين ولدوا في لاس مالبيناس هم مواطنون أرجنتينيون، أيا كانت اللغة التي يتكلمونها أو الدم الذي يجري في عروقهم.

وحكى لنا جونز كيف أنه صعد إلى عربتنا قبل ليلتين في منخفض كاراكوليس عندما توقفنا لاصطياد حيوانات اللاما، وإذا كنا لم نكتشف وجوده قبل ذلك كما يقول، فذلك بفضل عناية الله التي تصحبه في كل مكان، استمر يتحدث إلينا طوال الليل، في الوقت الذي لم يكن واحد منا يعرف الإنجليزية، مع ذلك فلم ينقطع جونز عن الحديث بلغة هي خليط من الإنجليزية والإسبانية، كذلك ما من أحد منا إلا وحكى حكايته، يحكيها وهو يلف ويدور ليقول لنا ما سبق أن قاله حتى انتهينا كلنا إلى الاعتقاد بأننا أبطال الغزو، وقباطنة السفن الخرافية ورجال الملاحم الإسبانية، وختم رودريجو الليلة بحديثه عن نسف القصر وجسور المانثانا، وكيف أنه مع الفجر الذي طلع وصل إلى السلطة قائد قوات المقاومة في مدريد التي أقامها في خياله، بينما كانوا يكافحون في أنفاق وأقبية سرية تحت الأرض، وحانات بحوائط وهمية، لأنهم لم يعيروا دخول فرانكو بكتائبه انتباههم، وعندما انتهى من حكايته أحسسنا بالارتياح لأن أحدا منا لم يكن قد قتل لا ميجيل ولا فيديريكو، وعندما توجه رودريجو بالسؤال إلى جونز عما إذا كنا لم نزل بعيدين عن المحيط الأطلنطي، أجاب جونز باللغة الإنجليزية:

- "very much" (بعيدون جدا!)، وخيل إلينا أننا بعيدون جدا عن المحيط بقدر ما نحن بعيدون جدا عن فهم كلامه، إذ إنه ظل يتكلم بالإنجليزية، وعندما كان يجتهد في أن يتحدث بالإسبانية كان ذلك يحدث فقط عندما يحاول أن يقرأ لنا من الكتاب المقدس، خصوصا ذلك الإصحاح و من العهد القديم الذي يتحدث عن شيمون الذي ضل في صحراء التيه، وفي اليوم التالي مشينا وراء جونز ونحن نردد الصلوات والتضرع إلى الله حتى وصلنا إلى نهر توربيو.

ما أن وصلنا حتى أخبرونا بأن السيد الرئيس قد أمر بإسال طائرتي هليوكوبتر إلينا، وقبل أن تصل الطائرتان كانت ذقون الفتيان قد نمت، وكنا قد فزنا بمباراتين ضد فريق جونيور "يناير" الشيلي من ميناء ناتاليس، أما قائد قوات البوليس الذي وصل مع الطائرتين فقد أبلغنا أنه ينقل إلينا باسم السيد الرئيس توجيهاته بأن علينا أن ننسى ما حدث كله وألا نذكره أبدا، لأن الإنجليز - فيما لو حدث ونما إلى علمهم أي خبر عن غبائنا - فلن يعيدوا إلينا أبدا جزر لاس مالبيناس!

بعد ذلك توالت الأحداث التي وصلتني أخبارها: فيما يخص البروفسور سيجوتي فلقد ظل يخدم تحت حكم سلطتين دكتاتوريتين طوال حكمهما.

أما رودريجو فقد مات في مدريد تحت الأرض، إذ داسه مترو الأنفاق عندما كان يسير خلال النفق ليقطع المسافة على قدميه بين محطتي: سول "الشمس" وجران بيا "الجادة الكبرى".

أما جونز فلقد شرع في التبشير وإلقاء المواعظ من الإنجيل في جولاته عبر بتاجونيا كلها حتى انتهى به الأمر إلى المضي نحو الشمال والاستقرار وزراعة الطباق، ثم أنجب ولدا من زوجة تتكلم اللغة الجوارانية "لغـة هنود أمريكا الجنوبية".

والآن وقد مر زمن طويل على ذلك، وقاسينا ويلات الحرب، فإنني أستطيع أن أحكي هذه القصة التي حكيتها، فلو لم نكن قد ضللنا في صحراء التيه تلك، في ذلك الخريف الذي لا يمكن نسيانه ربها كنا قد تمكنا من تفادي ما وقع في عام 1982 (2)

ولزام علينا ألا ننسى أن جونز مدفون في مقبرة في بيونس أيرس، بينما يرقد ولده الذي سقط في جبل تومبلي داون في مقبرة أرجنتينية في ميناء استانلى.

 

محمد إبراهيم مبروك