ملف الأدب والفن والثورة: السينما تعلن: هنا راديو الثورة.. وإليكم التفاصيل

ملف الأدب والفن والثورة: السينما تعلن: هنا راديو الثورة.. وإليكم التفاصيل

علمتنا كتب التاريخ الدراسية عن الثورات العربية في القرن العشرين مفاهيم كثيرة ما لبثت أن تغير بعضها عندما مرت الأزمنة، وصارت أشياء مختلفة مع مرور الزمن. ولم يكن غريبًا أن السينما في الكثير من البلاد العربية قد لعبت أيضًا الدور نفسه، مع الكثير من التفصيلات، كما سعت أفلام عدة إلى إثبات فساد النظام السياسي الذي قامت الثورات ضده، وكان المقصود بالنظام السياسي الحاكم وحاشيته، وليس الاستعمار العسكري أو السياسي, وقد حدث هذا بالنسبة لثورة يوليو في مصر، وما عرف بعد ذلك بثورة مايو، أو التصحيح، ثم جاءت ثورة يناير 2011، لينتبه الناس إلى أن ما كان يعرف باسم الثورة لم يكن أكثر من انقلاب سياسي.

الغريب في هذا الشأن أيضًا أن ثورة 1919، التي كانت مفخرة للمصريين، لم تنتبه إليها السينما قط إلا بعد يوليو 1952، فلم يحدث أن قام فيلم سينمائي واحد بالحديث عن هذه الثورة، في النصف الأول من القرن الماضي، بل إن فيلمًا حول كفاح «مصطفى كامل» قد واجه مشكلات رقابية منعت من عرضه إلى شهر ديسمبر 1952.

وبعيدًا عن المصطلحات السياسية، «ثورة أم انقلاب»، فإن السينما كرست الكثير من أفلامها لمتابعة التغيرات الملحوظة التي حدثت في البلاد أولًا بأول، ولعل أول فيلم ناقش مسألة الثورة بصورة واضحة هو «عفريت عم عبده» إخراج حسين فوزى عام 1953، وباعتبار أن الأحداث تدور في الماضي، فإن عم عبده بعد مصرعه، يتحول إلى شبح يسعى للانتقام ممن قتلوه، ويقوم بمساعدة أصدقائه للعثور على الكنز، وهو يتحدث بتمجيد عن الثورة ورجالها، ويتكلم بكل أمل وإعزاز أن الثورة جاءت للقضاء على عهد بائد، عهد الظلم، والفساد وأنها سوف تطهر الوطن، ويتحدث عن المبادئ الستة التي أعلنتها الثورة بالقضاء على الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال، وإقامة جيش قومى سليم، وما إليه من بقية مبادئ الثورة.

وبشكل عام فإن الأفلام التي تم إنتاجها من عام 1953، حتى عام 1969، حين تم إنتاج فيلم «ميرامار» قد تعاملت مع الثورة على أنها الحدث الطوبوي الكبير، ليس فقط على المستوى المحلى في مصر، بل في كل أنحاء العالم العربى، وقد شاهد المتفرج من خلال فيلم «ميرامار» أول انتقاد حقيقي للثورة، ومن قام بها، وقد فتح ذلك الباب لأفلام انتقدت الثورة وصانعيها عقب تخلص أنور السادات من أقرانه فيما عرف آنذاك بثورة مايو، وظهرت أفلام الكرنكة التي هاجمت فترة عبدالناصر، وقد عرفت هذه المرحلة بما يسمى «نقد الثورة».

تاريخ أم تزييف؟

والمتابعون لأحوال السينما في المرحلة الأولى من الثورة (الخمسينيات)، يلاحظون أن السينما قد غيرت من التاريخ المعاصر بشكل ملحوظ، حيث تأخر عرض فيلم «الله معنا» إلى ما بعد عزل اللواء محمد نجيب عن السلطة، وكان دوره بارزًا في الفيلم، وجسد دوره زكي طليمات، فلمّا عُرض الفيلم في مارس عام 1955، تم مسح شخصية الرئيس الأول للجمهورية، كما أن الأمر نفسه حدث في فيلم «رد قلبي» عام 1957، فالفيلم مأخوذ عن رواية ليوسف السباعي، كتبها عام 1954، وحكى فيها أن نجيب كان في مركز القيادة، وقد تعمد السيناريو المكتوب للفيلم إلغاء هذه الشخصية تمامًا، بينما بقيت شخصيات أخرى من الضباط الأحرار.

وقد كتب الناقد مجدي فهمي الذي كان يوقع باسم ابن زيدون في مجلة الكواكب، إن فيلم «الله معنا» قد عالج الثورة من زاوية واحدة، فركز على القصة كلها على موضوع الأسلحة الفاسدة، والاتجار بها خلال حرب فلسطين، ويتسرب من هذه الزاوية إلى الطريقة التي كانت تدار بها شئون البلاد، ثم ينتهي إلى بيان أثر موضوع الأسلحة الفاسدة في التعجيل بقيام الثورة التي حررت البلاد من تجار الأسلحة، وتجار السياسة وطردت الملك الذي كان يحمى الفساد.

أما فيلم «رد قلبي» فهو يربط بين أحداث عدة شاهدها الوطن وأدت إلى قيام الثورة، وأمور خاصة في حياة الضابط علي.. ابن الفقراء، فهو أحد المشاركين في حرب فلسطين، ويعود بعد الهزيمة ليجد مظاهر السخط والتمرد تزداد انتشارًا في الجيش بفضل جهود الضباط الأحرار، كما أنه فقد حبيبته الراقصة في حريق القاهرة، وكان هذا سببًا في انضمامه إلى هؤلاء الضباط.

بدت كلمة «ثورة» وقد ولدت فجأة في الأفلام، والثورة لم يمر على قيامها سوى أشهر، مثلما حدث في أفلام من طراز «أرض الأبطال» إخراج نيازي مصطفى و«حكم قراقوش» لفطين عبدالوهاب، وفيلم «الأرض الطيبة» لمحمود ذوالفقار حول قانون الإصلاح الزراعي.

ثم امتدت هذه النغمة في أفلام الستينيات، مثل «المماليك» لعاطف سالم 1965، و«تنابلة السلطان» لكمال الشناوي في العام نفسه، وامتدت إلى الثورات العربية في «جميلة بوحريد» ليوسف شاهين، و«ثورة اليمن» لعاطف سالم 1966.

وقد تأججت الوطنية في الأفلام التي تم إنتاجها عن العدوان الثلاثي، حيث عزفت على النصر السياسي، والمقاومة الشعبية. وقد أسفرت هذه الأفلام عن سينمائيين من الجيش، عملوا بقوة في هذه الأفلام، منهم الكاتب وجيه أباظة، والروائي يوسف السباعي، والمخرج عز الدين ذو الفقار، والممثل أحمد مظهر، الذي رأيناه في أفلام ثورية عديدة، وجسد كذلك شخصية صلاح الدين الأيوبي، ممزوجًا باسم «عبدالناصر».

وفي الكثير من هذه الأفلام، كانت الثورة إما جماعية يقوم بها أفراد الشعب، مثل «المماليك» أو يعبر عنها شخص بمفرده، مثل «سيد درويش» في الفيلم الذي أخرجه أحمد بدرخان عام 1967.

الغريب أن آخر هذه الأفلام التي ناصرت هذه المرحلة، كان من إخراج كمال الشيخ الذي انتقد الثورة في «ميرامار»، وكان الفيلم يحمل عنوان «غروب وشروق» من تأليف جمال حماد أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، وقد عرض الفيلم قبل رحيل عبدالناصر ببضعة أشهر، وهو محاولة سياسية لإعادة هيبة الثورة، وتصوير الفساد السياسي لحكام الملكية ويمكن استخدام «الفكرة» العامة للفيلم نفسها في قصة أي فيلم يعبر عن الفترة السابقة على ثورة يناير دون أن تشهد الكثير من التغييرات.

الموجة الثانية

النوع الثاني من الأفلام ، تم إنتاجه بعد رحيل عبدالناصر، وذلك إذا استثنينا الحديث عن أفلام تم إنتاجها بعد هزيمة يونيو، واستطاعت أن توجه بعض الانتقاد لسلبيات الثورة ومن هذه الأفلام «القضية 68» لصلاح أبو سيف، حول أزمة الحل الاشتراكى، و«ميرامار» الذي أكّد أن أحد أعضاء الاتحاد الاشتراكي هو فاسد ولص.. وبلا أخلاق..

في فيلم «ميرامار» هناك أنماط سياسية عدة، لكل منها دورها السياسي الواضح، سواء في الماضي أو الحاضر، وهؤلاء الأشخاص يتبادلون الطعام على المائدة نفسها، ويحتسون المشروبات الساخنة معًا، فهم نماذج إنسانية عاشت المرحلة، باشوات سابقون أضرت بهم الثورة، وصحافيون تمت إحالتهم إلى الاستيداع، وجاءوا إلى خريف العمر من خلال البنسيون، وأيضًا سرحان البحيري، الرجل الذي ركب الثورة، وسرق واختلس، وارتقى باسمها.

وقد توقفت الأفلام السياسية إبان فترة النكسة بشكل ملحوظ، حتى إذا تم نصر أكتوبر بدأت مرحلة التركيز على سلبيات سنوات الخمسينيات والستينيات لمصلحة ثورة مايو، ومثلما شهدت دور العرض المزيد من الأفلام المناصرة للثورة ورجالها إبان هذين العقدين، فإن عقدي السبعينيات والثمانينيات قد شهدا أفلامًا عدة مضادة لثورة يوليو، وتناصر في الباطن الثورة الجديدة، كما أعلن عنها صاحب قمة السلطة السياسية. وقد بدأت هذه الظاهرة بعرض فيلم جيد على المستوى الفني قدمه علي بدرخان عن رواية لنجيب محفوظ باسم «الكرنك»، تبعته أفلام أخرى مأخوذة من نصوص أدبية، أو صحفية، مثل «ورا الشمس» لمحمد راضي، عن رواية لحسن محسب، ثم «احنا بتوع الاتوبيس» إخراج حسين كمال المأخوذ عن كتاب لجلال الدين الحمامصي، وأفلام أخرى مثل «أسياد وعبيد» لعلي رضا، و«شاهد إثبات» لعلاء محجوب.

هذه الأفلام كشفت أن سنوات الثورة امتلأت بقمع المعارضين، والقبض عليهم وتعذيبهم، وكان أكثرهم من الأبرياء، مثل الطلاب الذين يترددون على مقهى الكرنك، أو رجلين تشاجرا في الأتوبيس، فتم إيداعهما المعتقل، وتعذبا بالآلية نفسها التي عذب بها المعارضون السياسيون.

وبذكاء وخبث شديدين امتلأت هذه الأفلام بمشاهد التعذيب والقسوة، وكشفت عن تلفيق التهم للأبرياء من كل الأعمار.

أغرب ما حدث في تلك المرحلة، هو أن كاتبًا من مناصري الثورة ومؤيديها قد انقلب عليها بشكل واضح، وانتقدها في بعض قصصه التي تحولت إلى أفلام، الكاتب هو إحسان عبدالقدوس، الذي فجر قضية الأسلحة الفاسدة، والتى قيل فيها الكثير عن حقيقتها فيما بعد، وهو الذي كتب فيلم «الله معنا»، وجسّد لتجربته شخصية الصحفي التي جسدها شكري سرحان في الفيلم المذكور.

كتب إحسان أقصوصة قصيرة عام 1975 باسم «محاولة لعلاج جرحى الثورة» نشرها ضمن مجموعته القصصية «الهزيمة كان اسمها فاطمة»، كما أن إحسان انتقد الثورة أيضًا بشكل واضح في قصته «يا عزيزي كلنا لصوص» والقصة الأولى تتحدث عن فاتن البلتاجوني، ابنة أسرة إقطاعية تمت مصادرة أراضيها، واضطرت الفتاة إلى أن تسافر إلى بيروت كي تعمل في الملاهى الليلية، يذهب ضابط من رجال الثورة للبحث عنها، وترفض العودة معه إلى مصر في أول الأمر، ثم تحكي له قصتها في مقابل بعض المال، إنها واحدة من جرحى الثورة، وعندما يعيدها الضابط إلى بلادها فإنها لا تتحمل أن تكون امرأة عادية، كل ما نعيش به هنا هو الحقد والغيظ، ماتت ابنة البلتاجوني، وتضطر إلى العودة إلى بيروت.

تحولت هاتان القصتان إلى فيلمين، الأول باسم «آه يا ليل يا زمن» لعلي رضا، صاحب فيلم «أسياد وعبيد»، والثاني «يا عزيزي كلنا لصوص» إخراج أحمد يحيى عام 1989، وفي الفيلمين هناك إشارات واضحة إلى المكاسب المادية التي حققها رجال الثورة والأموال التي تمت مصادرتها، وهناك إشارة إلى أن أحد الضباط المسئولين قد طلب من فاتن البلتاجوني أن تصير عشيقة له، وأن الثورة سوف تساندها، فترفض بشدة، ما يدفعها إلى الضغوط، فهذا الضابط الكبير هو الذي يملك حق المصادرة وإيقافها، وكان يمكن للفتاة أن تسترد ما انتزع منها لو أنها قبلت أن تعطيه ما قامت بمنحه بعد ذلك لرجل عربي خدعها في سويسرا.

إذن، فقد انقلبت صورة ضباط ثورة يوليو في السينما انقلابًا واضحًا، وقد جسد نظيم شعراوي في الفيلمين المذكورين ضابط الثورة الذي اقتنى لنفسه الجواهر الثمينة لأبناء أسرة محمد علي. كما أن إحسان كتب رواية عن الصعود السياسي لمحام فاسد في «حتى لا يطير الدخان» التي أخرجها أحمد يحيى عام 1983، حول الفساد السياسي في الستينيات.

الجدير بالذكر أن ثورة 1919 بدأت تظهر لأول مرة في قصص الأفلام التي عرضت في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ومنها فيلم «بين القصرين» لحسن الإمام، وقد شاهد الناس لأول مرة كيف حدثت المظاهرات في الشوارع، وكيف تكاتف أبناء الوطن الواحد ضد قوات المحتل البريطاني، كما قدم كمال عطية رواية «الشوارع الخلفية» عام 1954، المأخوذ عن عبدالرحمن الشرقاوي، حول ضابط مصري رفض إطلاق النيران على المتظاهرين، فتمت إحالته إلى الاستيداع.

في العقود التالية بدأت الأفلام تتحدث عن السلبيات التي أدت إلى هزيمة يونيو، مثلما حدث في فيلم «ملف سامية شعراوي» لنادر جلال عام 1988، الذي سعى لإدانة السلطات السياسية العليا أثناء أحداث يونيو، فالقائد العام للقوات المسلحة، كان في تلك الليلة، في سهرة خاصة خرج منها والطائرات الإسرائيلية قد حصدت المطارات المصرية، وقد صور الفيلم بعض الضباط الكبار بشكل سلبي، فأحدهم عصبي نهم في الملذات، يعشق النساء، ويحاول أن يصطاد لنفسه زوجة أحد الضباط، وقد عكس الفيلم حالة المجون التي عاشها بعض الضباط الكبار، كأنه يؤكد أن ما سبق أن اتهمت به السينما الملك من فساد، خاصة في قضية الأسلحة عام 1948 قد تكرر عام 1967، وأكد الفيلم أن حالة الفساد لم تكن فردية بل ظاهرة جماعية.

هناك أكثر من فيلم، رأى أن هزيمة يونيو كانت بسبب الأسلحة الفاسدة في أفلام عن حرب 1948، مثلما حدث في فيلم «الأقدار الدامية» لخيري بشارة عام 1981، ثم هناك مطارات هشة بسبب الفساد في عام 1967 بسبب الرشاوي، مثلما رأينا في فيلم «الشطار» لنادر جلال عام 1993.

الحنين إلى المجد

المرحلة الثالثة من الأفلام، وثورة يوليو، نمت بعد مرور أكثر من أربعين عامًا على الثورة تقريبًا، كانت الثورة آنذاك قد صارت تاريخًا، ومشاهدة قصص عن رموز تلك المرحلة يمثل نوعًا من الحنين إلى أيام المجد والانتصار السياسي، كما رأى فيلم «ناصر 56» لمحمد فاضل عام 1996 بمناسبة مرور أربعة عقود على تأميم قناة السويس، من خلال لحظة بطولة سياسية، وفيلم عبدالناصر بتأميم القناة، وقد أحدث الفيلم تفجرًا في المشاعر الوطنية، في فترة تولى فيها نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل، وتوعد العرب بأنه لا حلول، فوجد المشاهد العربى في بطولات الماضي مكانة لاسترجاع هذه السنوات، ونجح الفيلم في التعبير عن مرحلة بعينها من الحياة السياسية، ما دفع بالمخرج السوري أنور قوادرى إلى أن يقدم فيلمه «جمال عبدالناصر» العام التالي.

في هذه المرة، تم النظر إلى الثورة، باعتبارها عملاً عظيمًا، وأن قائد الثورة قد كرس حياته لمواجهة الاستعمار، ومحاولة التخلص منه منذ أن التحق بالكلية الحربية عام 1935، وحياته داخل الكلية، ورفاق السلاح الذين كانوا معه في حرب فلسطين، وشكلوا معه الضباط الأحرار، وقاموا بالثورة تحت رئاسة محمد نجيب، والخلافات السياسية، وتأميم القناة، والانتصار العسكري، ثم هزيمة يونيو، حتى أصابته بالأزمة القلبية، التي أودت بحياته، إنها سيرة شخصية للرجل ووطنه، وأهم المراحل التي عاشتها الثورة من خلاله، وقد أفرد الفيلم بعض التفصيلات للمشير عبدالحكيم عامر، وفي هذا الفيلم رأينا الشخصيات بأسمائها الحقيقية وقد شجع نجاح الفيلم عمل فيلم آخر عن الرئيس الثالث للجمهورية، فقدم محمد خان فيلمه «أيام السادات» المستوحى من كتاب «البحث عن الذات» وفيه رأينا قصة الثورة من خلال رجل قرأ نبأ قيامها على الناس، وقد اهتم الفيلم بالحياة الخاصة للرئيس، بالإضافة إلى حياته السياسية، ومشاركته في أحداث الثورة، لكن الرجل لم يكن بارزًا في الأحداث، حيث اقتصر دوره في البداية على تولي رئاسة إحدى المؤسسات الصحفية، ثم صار في النصف الثاني من الستينيات رئيسًا لمجلس الشعب، ومن هنا بزغت مكانته، لذا فهو ليس فيلما عن الثورة، بقدر ما نحن أمام فيلم عن رجل حكم مصر بعد رحيل عبدالناصر.

مثل هذه الأحداث، لم تتكرر في الوطن العربي، قيام ثورة، وتكريس السينما لتمجيد هذه الثورة، حيث اختلفت التجارب، فالكثير من البلاد العربية ليست بها صناعة سينما مثل المملكة العربية السعودية، وليبيا، واليمن، والإمارات، وفى العراق تم تقديم فيلم «المسألة الكبرى» بمشاركة نجوم عالميين، على غرار تجربة «عمر المختار» الذي قدمه مصطفى العقاد، وفي الجزائر، تحدثت أفلام سينمائية عدة عن «معركة الجزائر» وثورة التحرير، ومن هذه الأفلام «فجر المعذبين» 1964، و«حكايات الثورة» 1968 وغيرها، حتى إذا أحست السينما الجزائرية أنها قد قالت كلمتها في هذا الشأن، انتقلت إلى الأفلام الاجتماعية.
------------------------------
* ناقد فني من مصر

 

محمود قاسم*