محمد عبدالهادي أبوريدة

"كتاب تذكاري"
إعداد: الدكتور عبدالله العمر

لا تقوم الكتب التذكارية بأداء وظيفة التكريم وحسب ولكنها وسيلة للاتصال بين الأجيال ومناسبة لإعادة النظر في الإنتاج الكلي لصاحب الفضل، وهي فرصة لتجميع القلوب والعقول ومظهر لإثبات وجود "الجماعة" العلمية أو الأدبية أو الفنية. ولهذا رأت العربي أن تقدم هذا الكتاب لعله يسد فرقا في مكتبتنا العربية.

لكلية الآداب بجامعة الكويت فضل في العناية بتكريم المبرزين من أساتذتها، سواء منهم من ساهم في تأسيس أقسامها العلمية ودفع نشاطها إلى مراتب التميز أو من اختص بتأثير بارز في ميدان تخصصه ومثال ذلك كتابها في ذكرى المرحوم الدكتور محمد عبدالهادي أبوريدة بعد أن كانت قد أصدرت كتابا تذكاريا لتحية الأستاذ الدكتور زكي نجيب محمود، يا حياته في عام 1987، بمناسبة بلوغه سن الثمانين في عام 1985.

ويصدر الكتاب الحالي بعد أقل من عامين من وفاة الدكتور أبوريدة "في العاشر من نوفمبر 1991"، ويعود الفضل في إصداره إلى عميدة كلية الآداب الدكتورة سهام الفريح.

وقد صدر الكتاب في مجلد ضخم يحوي ستمائة وثماني صفحات، في أربعة أبواب، خصص الأول منها لسيرة حياة الدكتور أبوريدة وفكره، والثاني لأبحاثه في الفكر الإسلامي، وعنون الثالث بعنوان "قضايا وهموم"، أما الرابع فإنه يضم إسهامات باللغة الإنجليزية في تحية ذكرى الفقيد.

ويمتد الباب الأول على أكثر من مائة وعشر من الصفحات، وقد شارك فيه بالتعريف بحياة الدكتور أبوريدة ونشاطه وفكره كل من الدكتور فؤاد زكريا "أبوريدة الأستاذ والإنسان"، والسيد محمود حميدة عبدالكريم الذي كان الفقيد يشرف على رسالته للماجستير "أبوريدة وتجديد الفكر الإسلامي"، والدكتور عبدالقادر محمود الذي يشارك بإثبات نص مختصر لبعض محاضرات الدكتور أبوريدة "النظر العقلي في القرآن"، والدكتور حسن حنفي "الجديد في القديم"، والدكتور أحمد عبدالحليم عطية "تحقيقات أبوريدة".

ولن ننظر في مقالات هذا الباب الأول كل منها على حدة، ولكننا سنحاول استخراج صورة شاملة منها جميعا عن الأستاذ الدكتور محمد عبدالهادي أبوريدة من حيث حياته وأنشطته، الإنسان والعالم فيه، تكوينه العلمي، إنتاجه، فكره.

حياته وأنشطته

ولد الفقيد في مدينة العريش في شمال سيناء المصرية في 24 نوفمبر 1909، وتوفي في يوم الأحد العاشر من نوفمبر 1991م في سويسرا ودفن جثمانه في مدافن الجامع الإسلامي في مدينة جنيف، وهي المدينة التي أحبها وكان يطيل من الإقامة فيها كلما استطاع، وتعود علاقته بها إلى أيام دراسته للدكتوراة في سويسرا إبان الحرب العالمية الثانية وقد حصل على ليسانس الآداب من قسم الفلسفة من كلية الآداب بالجامعة المصرية "جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة من بعد ذلك" عام 1934، فكان بذلك ضمن أوائل من تخرجوا في هذا القسم، ودرس للماجستير ونال درجتها برسالة عن "إبراهيم بن سيار النظام" عام 1939، ثم سافر في بعثة لنيل درجة الدكتوراة من أوربا، ونالها من جامعة بازل في سويسرا عام 1945 برسالة بالألمانية عن "الغزالي ونقده للفلسفة اليونانية"، وقد عاد إلى مصر وعن مدرسا في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، ولكنه لم يلبث أن اختير لإنشاء المعهد المصري في مدريد عاصمة إسبانيا، عام 1949م، وعين أول مدير له وظل في هذا المنصب حتى عام 1953، ثم عاد بعد فترة إلى القاهرة، وبعد سنوات انتدب لإنشاء الجامعة الليبية ورأس قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية فيها، ثم يعود مرة أخرى إلى القاهرة عام 1962م، حيث كان قد انتقل من جامعة القاهرة إلى جامعة عين شمس، ثم ينتقل في النهاية إلى الكويت حيث يشارك في إنشاء كلية التربية ثم كلية الآداب بها ويصبح أستاذا للفلسفة فيها منذ عام ميلاد جامعة الكويت 1966م حتى عام 1987، وكان رئيسا لقسم الفلسفة لحوالي عشر سنوات ابتداء من وقت التأسيس، ويستمر نشاط الفقيد في مصر بعد عودته إليها في التدريس المنتظم بعد أن عين أستاذا غير متفرغ في جامعة الزقازيق في دلتا مصر، واستمر على هذه الصفة حتى رحل إلى عالم الغيب.

كانت هذه أبرز المراحل الإدارية لحياة الدكتور أبوريدة، ولكن يتخللها نشاط جم متنوع الأشكال، حيث عمل أستاذا زائرا في جامعة السوربون لبعض الوقت عام 1948م واشترك في العديد من اللجان العلمية والثقافية في البلاد التي عمل بها، وفي الكويت بخاصة، كما اشترك في عشرات المؤتمرات العلمية في المشرق والمغرب، حيث تجده في الجزائر وفي قطر، في فيينا وفي كراتشي، في باريس وفي تونس، وفي غير هذه المدن "راجع ص 11، 104، 126"، ولعل آخر مؤتمرين حفرهما الفقيد الكبير مؤتمر منظمة اليونسكو في مايو 1991 م، حول "تنمية الحوار الحضاري"، وندوة الجمعية الفلسفية المصرية الثالثة في يونيو 1991 في جامعة الأزهر، حول "نحو علم كلام جديد" ويشهد كاتب هذه السطور، الذي حضر هذه الندوة، كم كان حضور الفقيد العظيم بارزا متألقا معا وكم كان نشاطه فياضا، واستمر دوما على مشيته الرياضية وصوته القوي الرزين والتدفق الغزير في الأفكار والسرعة إلى الانتباه إلى مظاهر الإشكال وأوجه الرد عند الاختلاف.

ولكن نشاطه في جامعة الكويت هو الذي يستدعي تفصيلا خاصا، ليس فقط لبروزه وتنوعه، بل وكذلك لأن مدة عمله في جامعة الكويت بلغت واحدا وعشرين عاما، ففاقت بذلك مدة عمله في أي من الجامعات الأخرى التي عمل بها وهي على التوالي: جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، الجامعة الليبية.

يقول الدكتور عبدالله العمر في هذا الصدد:

"ومن المؤكد أن المتابعين للحياة الثقافية في الكويت، من أكاديميين ومثقفين، قد لمسوا أهمية العطاء وأصالة الإسهام العلمي اللذين أثرى بهما المرحوم أبوريدة المواسم الثقافية التي شهدتها الساحة الكويتية منذ أن التحق الفقيد بالعمل في جامعة الكويت في سنة افتتاحها عام 1966 وحتى نهاية خدمته فيها في عام 1987، ومن الواجب هنا أن ننوه أيضا بالنشاط المتميز الذي أسهم به في وسائل الإعلام المختلفة، سواء كان ذلك من خلال المقالات الصحفية، أو الندوات الفكرية المتلفزة، أو المقابلات الإذاعية، وإذا كان مؤكدا أن الراصد لإسهامات المرحوم أبوريدة يحتاج إلى جهد جبار، وإلى صبر طويل كيما يستطيع توثيق كل ما أسهم به مفكرنا الراحل في ميادين العلم والثقافة، فإن المناسبة هنا لا تتيح لي سوى الإتيان على ذكر بعض كتاباته وآثاره العلمية".

الإنسان والعالم فيه

وصفت الدكتورة سهام الفريح الدكتور أبوريدة وصفا بليغا جمع في ثلاثة أسطر من خصائص الرجل الكثير: "لقد كنا نرى فيه هذا الرجل المتوحد الشامخ، سراجا هاديا، عاليا كالمنار، وارفا كالظل، زاخرا كالنهر، عميقا كالبحر، رحبا كالأفق، خصيبا كالوادي، مهيبا كالعلم، لا يرجو ولا يخشى، طاقته لا تنضب، كأن وراءها مددا يرفدها من سر الخلود" (ص 5- 6). وتضيف أنه كان من أولئك "الذين اتسمت شخصيتهم الفكرية بالنبوغ المبكر، والعبق القديم، وعطر الزمان الجميل، لقد شهد له زملاؤه ومعاصروه بالدقة، والأمانة العلمية، والثقافة الواسعة إلى جانب ما يتمتع به من خلق رفيع وتمسك بتعاليم الدين الحنيف" (ص 5). ويقول الدكتور عبدالله العمر الذي حضر له دروسه في الفلسفة الإسلامية والتصوف: "وكان أسلوب المحاضرات عنده مفيدا وشيقا، فقد كان المرحوم يشعرنا بأننا أنداد له ولسنا مجرد طلبة نتلقى العلم على يديه، وكان تواضعه الجم متناسبا مع علمه الغزير، فمن فرط تواضعه وأدبه العظيمين أنه كان يدلي برأيه من غير ما إصرار على صحته وكنت تراه يفصح عن وجهة نظره السديدة في الوقت الذي يطالبك فيه بإبداء وجهة نظرك بكل صراحة ووضوح".

ويؤكد الكثيرون في هذه الدراسات على تميز الفقيد الكبير بسعة الأفق والتفتح وعدم التعصب: "وكان من أبرز المدافعين عن الإسلام بلا تزمت أو تعصب للرأي، فعلمه الواسع بالدين كان أداة مهمة وفاعلة في عرض وجهة نظره بأسلوب منطقي رصين، وفي مجادلة الآخرين بالحسنى ومحاورة أبناء الديانات الأخرى "بالتي هي أحسن"، وكم حظي مفكرنا الراحل بتقدير عظيم، وبإعجاب بالغ في ندوات فكرية وفي مؤتمرات علمية أو حلقات نقاش استهدفت الكشف عن الجوانب الإنسانية في الأديان والتقريب - بقدر الإمكان - بين وجهات النظر المختلفة أو بين التيارات الدينية المتصارعة لقد حظي المرحوم أبوريدة بكل ذلك التقدير والإعجاب والإكبار نظرا لما كان يتميز به مفكرنا الراحل من خلق إسلامي رفيع، وأسلوب منطقي هادئ ورصين في عرض الحجج والآراء الفلسفية، فضلا عن استلهام الدين في دفع الشبهات عن العقيدة السمحاء" (د. عبدالله العمر ص 9).

ويضيف د. فؤاد زكريا في نفس هذا الإطار: "كان أبوريدة من أصدق الناس عقيدة ومن أشدهم إيمانا، وكان إسلامه نقيا صافيا، يقرب في بعض الأحيان من مرتبة التصوف، وكثيرا ما كان صوته وهو يرتل القرآن والأدعية في الفجر يصل إلى أسماعي عبر الجدران خلال سنوات تجاورنا في المسكن، وكان مدافعا صلبا عن الإسلام، فخورا أشد الفخر بإنجازات الحضارة الإسلامية.

ولكن هذا المسلم الغيور على دينه، الذي يستحيل أن يتطرق إلى ذهن إنسان عاقل أي شك في حسن عقيدته، كان يحترم العقل ويعده نعمة الإنسان الكبرى".

ويضع الدكتور فؤاد زكريا أيدينا على سمة مهمة عند صاحب هذا الكتاب التذكاري ويصف لنا وللتاريخ طريقته في المحاضرة: فهو "لم يكن من ذلك النوع من الأساتذة الذين يقدمون إلى تلاميذهم مادة أكاديمية موضوعية محايدة، ويدخلون قاعة المحاضرات ثم يخرجون منها وقد وضعوا على وجوههم قناعا من الأستاذية الباردة المترفعة لا يسمح لأحد باختراقه من أجل استشفاف ما يكمن خلفه من سمات الإنسان، كلا، ولم يكن أبوريدة آلة تفرز المعلومات، كما هو الشأن في كثير من أساتذة الجامعات، لا في بلادنا وحدها، بل في العالم أجمع، إنما كان بطبيعته أقدر الناس على إزالة الحواجز بين "الأستاذ" و"الإنسان"، وعلى حين أن الأستـاذ الآلة يقبل الاستبدال بسهولة تامة، أعني: أن من السهل أن نتصور حلول أي أستاذ محل الآخـر في تشغيل "آلة المعلومات" هذه، ما دام يملك المعارف اللازمة، فإن من المستحيل تصور "محاضرة أبوريدة"، سواء في محتواها أو في طريقتها، دون "شخص أبوريدة". ذلك لأن ما تقدمه هذه المحاضرة يظل جزءا لا يتجزأ مما يتسم به ذلك الأستاذ الفذ من حيوية وتنوع وقدرة على التشويق وجذب الانتباه".

أما عن عبارته التي كانت لافتة للنظر، سواء حين كان يتحدث أو كان يكتب، فيقول السيد محمود حميدة عبدالكريم: "كان لأبي ريدة تأثير بليغ بهدوئه الوقور ونبذه أساليب الخطابة والإشارات المتكلفة وتحريه البساطة فيما يقصده وكانت عبارة أبي ريدة فلسفية رصينة، تستوقفك معها مرة ومرات، فهي تحرك تفكير القارئ لإعادة النظر فيما يعرضه عليه" (ص 53، ونفس المعاني وغيرها في ص 92)، ونعود إلى عبارته في المحاضرة مع تلميذ آخر حضر دروسه: "كان يحاور ويسأل ويجيب، ونحن نحاور ونسأل ونحاول الإجابة، عرفنا التواضع، وانتزعت من نفوسنا هيبة مدرس الفصل في التعليم العام، كنا نفكر معا في جماعة، والسبورة السوداء وراءه يلتفت إليهـا ويعطينا ظهره آحيانا ويسطر عليها بالعربية والإفرنجية المصطلحات وأسماء الكتب، بقامته الرياضية وشبابه وكأنه ابن العشرين، يتكلم واقفا متحركا، ولم يدرس أو يحاضر جالسا قط".

ومن المهم أن نشير إلى جوانب تكوينه العلمي الذي ضمن له القوة والثراء والاعتدال على حد سواء، فقد درس في مدرسة الشيخ مصطفى عبدالرازق أستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة المصرية، وصاحب كتاب "التمهيد" الشهير، والذي تشير إلى أستاذيته كثير من صفحات هذا المجلد التذكاري "راجع مثلا ص 74، 79، 86، 103 وغيرها"، وهي المدرسة التي انكبت على قراءة التراث بالدقة المألوفة عن الطريقة الأزهرية مع إضافة طرائق النظر الجديدة التي اكتسبت بالمقارنة مع طرائق الغربيين، كذلك كان من أساتذة أبوريدة الطالب فرنسيون وأوربيون إلى جوار المصرين، وهو نفسه انكب على معرفة اللغة العربية من أصولها كما أتقن الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإسبانية، فضلا عن معرفته الممتازة باللغة اليونانية القديمة وبالفارسية والأوردية وغيرها، وقد هيأ له كل هذا معرفة وثيقة بأهم إنتاج الحضارة الإسلامية وتلك اليونانية وكذلك الغربية، سواء من حيث الجانب الفكري أو الجانب الديني على السواء.

إنتاجه

وقد أسهبت دراسات الباب الأول من هذا الكتاب في تحليل إنتاجه العلمي، الذي يقسم إلى ترجمات وتحقيقات وتأليف، فمن جانب الترجمات نجد خمسة كتب هي: "وجهة الإسلام: نظرة حديثة في الحركات الحديثة في العالم الإسلامي" (عام 1934 م)، دي يور: "تاريخ الفلسفة في الإسلام" (عام 1938 م)، آدم متز: "الحضارة الإسلامية في القرن الرابع " (عام 1940)، بينس: "مذهب الذرة عند المسلمين" (عام 1946م)، فلهوزن: "تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية" (1958م)، وتتميز طريقة الفقيد في الإضافات الكثيرة جدا التي يضعها في المقدمات والهوامش، فضلا عن الدقة الشديدة والعودة إلى النصوص العربية الأصلية. ونجد في جانب التحقيقات "رسائل الكندي الفلسفية" (عام 1955 - 1954م)، التي أشتهر بها أكثر من غيرها، و"التمهيد" للباقلاني بالاشتراك مع الأستاذ محمود الخضيري (عام 1947م)، "ديوان الأصول" للنيسابوري (عام 1969م)، "ثمرة الحكمة" لابن الهيثم (نشر عام 1987 في الكتاب التذكاري المهدى إلى الدكتور زكي نجيب محمـود - والمشار إليه في بداية هذا العرض - ثم مستقلا عام 1991 في القاهرة)، وغير ذلك مما هو في سبيله إلى النشر (راجع ص 123).

أما في جانب التأليف فهناك رسالتاه للماجستير والدكتوراة اللتان أشرنا إليهما، مع ملاحظة أن رسالته الثانية "بالألمانية" لم تترجم، ولعل بعض ذوي القدرة أن يهبوا إلى ترجمتها، وهناك كتاب "نصوص فلسفية عربية" (1955 م)، كما قام الدكتور أبوريدة بتأليف الكتاب المقرر في الفلسفة على مدارس الكويت لمدة طويلة، وهو "مبادئ الفلسفة والأخلاق"، ونشر له بعد وفاته عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كتاب "مضمون القرآن الكريم من قضايا الإيمان والنبوة والأخلاق والكون" (عام 1992 م)، وكان في الأصل مقدمة للمؤلف إلى مشروع المؤسسة لإخـراج "قاموس القرآن الكريم"، كذلك نشرت جريدة "القبس"، الكويتية نص كتاب له عن "أمهات المسائل في الفكر الإسلامي"، في ست عشرة حلقة من 6/ 10 / 1989، إلى 19/ 1 / 1990م، ولم تجمع بعد هذه الفصول في كتاب واحد، ثم هناك من بعد هذا أبحاثه الكثيرة وربما عدت بالعشرات التي شارك بها في المؤتمرات والندوات العلمية، ومنها ما طبع وما لم يطبع (راجع مثلا ص 104، ص 11).

ربما كان من السابق لأوانه تحديد جوانب الفكر المستقل للدكتور أبوريدة وذلك انتظارا لتجميع أبحاثه، المنشور منها وغير المنشور، والنظر فيها جميعا معا بشكل منهجي، ولكن بعض أصحاب الدراسات في الباب الأول من هذا الكتاب حاولوا وضع أيديهم على أهم اتجاهات الفقيد الفكرية، والتي ربما تلخصت في محاولته النظر العقلي في القرآن الكريم أكثر من محاولة الدفاع عما أنتجه الرجال في العصور الإسلامية المتتالية، وفي محاولته تقـرير موقف إسلامي بإزاء المشكلات الحالية للحضارة (راجع خاصة ص 22 - 52، ص 57 - 70، ص 89 - 100).

الدراسات

لقد شارك في تحية الفقيد الكبير بكتابة دراسات في ميادين التخصص المختلفة عدد كبير من الباحثين والأساتذة من داخل قسم الفلسفة بجامعة الكويت وخارجه، ومن داخل الكويت وخارجها، ومن العالم العربي ومن فرنسا وأمريكا، على السواء، وهي دراسات منوعة، ومنها ما يقدم جديدا حقا في التاريخ لجوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية ومن المأمول أن توفر جامعة الكويت هذا المجلد المتميز في المكتبات في البلاد المختلفة حتى يستطيع اقتناءه المهتمون بأبحاثه وألا تبقيه حبيس إطار الإهداء والتبادل مع الجامعات والهيئات العلمية.

 

عزت قرني