قمر من الفردوس محمد إبراهيم أبوسنة

قمر من الفردوس

شعر

عسل تذوبه شفاهك
في عروقي
شمس...
تبعثر نفسها
في عشب عينيك
الذي يلقي النجوم
على طريقي
يدك التي بسطت
فضاء نهارها
في ليل قلبي
يستظل بها
شروقي
سحبي مبعثرة
وأيامي
تطايُر
فوق أجنحِة البروقِ
شجري يرنحه
الخريف
فتكتوي فيه الجذورُ
تظل عطشى
للحريق
زهرٌ تراقصه العواصف
كم يتوق
إلى نَداكِ
أمضي إلى قدري
يخايلني صباكِ
عبثا يحاول نهر
أيامي الرجوعَ
إلى المنابع وهو يركض في الرمالِ
فلتتركي يدك الجميلة
في خيالي
حلما تراوده الأماني
حين تحترق
الليالي
حلما يلوح للغريق
يغوص في ماء السؤالِ
هل تستطيع حمائم
الشوق
المرفرف
في ابتهال
أن تبعث القمر الذي
يهوي
وقد نفرته غربانٌ
وداسته السعالي
هل تمكثين على ضفاف
خواطري
ذكرى
تضيء بها غيومي
أم ترحلين
مع الربيع
ولا تُقيم سوى همومي
شفتاك..
بل نغم يرف على دموعي
هذا جديدك في قديمي
بدء لتقويم
تقوم به القيامة
ينتمي فيه
الحميمُ
إلى الحميمِِ
شفتاك..
بل برق يسافر
حين تشتعل
الدماء
إلى صميمي
وهواكِ..
أم قٌمر
من الفردوس
يسقط
في جحيمي
ريح تبعثرني
على رمل
المسافة
ثم تجمعني عيونك
من فضاءات
السديمِِ
قدرٌ يسل
سيوفه
ويداك
تنهمران بالنعمى
على ليلي البهيم.

 

محمد إبراهيم أبوسنة