عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

قافلة التغيير

بعد أن تبدَّلَ وعيُ البشرية بالعلم والعالم، أخذ العلماء يصفون عصورهم بالجديد الذي جاءت به، فهناك عصر المطبعة، وزمن الآلة، وعصر الثورة الصناعية، وزمن التكنولوجيا، وعقد الكمبيوتر، وهكذا الأمر مرورًا بالذرة والإنترنت وصولًا إلى الوقت المتناهي الصغر، في الفيمتو ثانية، والذكاء الاصطناعي للإنسان الآلي، والهواتف الذكية، وهي تسميات ارتبطت بأهم ما في حقبها من تطور، وأفضل ما بها من ابتكارات، وأكثر ما غيّر البشرية بواسطتها من اختراعات، لكن المفهوم الأبرز، الذي وجده رئيس التحرير في حديثه الشهري يستحق التوقف والتأمل والحديث عنه، هو مدن المعرفة، التي أخذ العالم ينشئها هنا وهناك، لكي تعيد صياغة المجتمع على أسس جديدة تخدم الشعوب والأوطان والأجيال اليوم وغدًا. وهو يتساءل عن مستقبل مدننا العربية، في خضم ذلك كله، وإذا كنا قد نجحنا، في محيطنا الإقليمي بشبه الجزيرة العربية، في بناء مدن حضرية فهل يحالفنا النجاح في تحويل هذه المدن؛ أو بعضها، إلى مدن معرفية، يقوم اقتصادها على رأس المال المعرفي، ولا تعتمد كلية على ودائع نفطية، إنها قافلة التغيير التي يجب أن نلحق بها إن لم نواكبها أو نسبقها.

إن مجتمعاتنا العربية تتغير، وهو التغيير الذي يلمسه كل متابع للشأن العربي، المجتمعي، والثقافي، والاقتصادي، وهو التغيير الذي ترصده «العربي»، فتقدم - من مختلف العواصم العربية - محورًا حول حراك الدولة المدنية، وملفًا عن الأدب والفن والثورة، وقراءة جديدة للحوار العربي، ونظرة إلى مستقبل المكتبات، ولا تغفل الحديث عن شخصيات ساهمت في صناعة ذلك المستقبل مثل ستيف جوبز في الأجهزة الذكية وتوماس ترانسترومر في الشعر وجعفر إصلاح في الفن التشكيلي، لتظل «العربي» ديوانا للحياة العربية راصدة لها وموثقة لفعالياتها ومحرضة على تقدمها.

كما أن «العربي» ديوان الرحلة العربية المعاصرة، وهي اليوم تسافر عبر الأطلنطي إلى المكسيك، وتحلق عبر التاريخ إلى قرطبة، وتنطلق معبرة عن آمال قرائها وتطلعاتهم، سواء في «العربي العلمي» التي تحولت من ملحق إلى مجلة مستقلة تصدر هذا الشهر، أو «البيت العربي» الملحق الجديد الذي شهدت انطلاقته ردود أفعال إيجابية تحفزنا على بذل المزيد من أجل قراء وقارئات «العربي» في كل مكان وبأية وسيلة، مطبوعة أو إلكترونية.

وعلى متن قافلة التغيير، حاملة كنوز الفنون والآداب والعلوم، تتجدد الرحلة مع القراء والقارئات الكرام.

 

 

المحرر