عزيزي القاريء

عام جديد / عدد جديد

عزيزي القاريء ...أتي إليك هذا العدد في مطلع العام الجديد حاملاً مودة العربي لقاء تلك المودة التي غمرها بها قراؤها في عام مضى. وتعبيرات المودة في لغة المطبوعات تأخذ شكلاً مغايراً للمألوف من طرق التعبير. فالمودة التي اكتمل شكلها على أعتاب العام الجديد ترجمتها الأرقام. فقد تلقت العربي في الشهر الماضي ثلاثة آلاف رسالة. ورغم أن سعر المجلة في مصر زاد بنسبة 50% منذ أكتوبر الماضي إلا أن الكميات المبيعة زادت بنسبة 200% مقارنة مع العام السابق. أما في السودان فقد طلب الموزع كمية كبيرة يدفع ثمنها مقدماً. وفي خطتنا فتح أسواق جديدة من مناطق عديدة من العالم.

لقد شكل هذا الفيض الودود تحدياً لكيفية الاستجابة، إضافة للتحدي الذي تلقيه على عاتقنا، عاتق كل مطبوعة، تلك الثورة في عالم الاتصالات التي أحالت العالم بالفعل إلى قرية جد صغيرة، تنتقل أحداث أقصى طرفها إلى الطرف الآخر في لمح البصر، بسرعة الموجات الكهرومغناطيسية التي تماثل سرعة الضوء، عبر الألياف الضوئية، ونبضات الإرسال الفضائي الذي يحرم كرتنا الأرضية. وجوهر التحدي هنا هو إدراك الأبعاد البصرية وسرعة المواكبة التي تتسم بها تكنولوجيا نقل المعلومات عبر الأقمار الصناعية. فماذا نفعل لقبول التحدي ورد مودة قرائنا بالطريقة التي تنتهجها لغة النشر؟.

لقد طمحنا إلى التطوير، ولم تخذلنا وزارة الإعلام الكويتية ممثلة في وزيرها الشيخ سعود ناصر الصباح ووكيلها الأستاذ فيصل الحجي، وتمت الاستجابة لطلبنا بزيادة ملزمة لتقديم عدد ممتاز في مطلع العام الجديد، وهي خطوة على درب من الاستجابات الكريمة لطموح المجلة في تطوير نفسها عبر استخدام الكمبيوتر في آلية إنجازها، ودعمها بما يلزم سعة الانتشار وجودة التقديم.

من ناحيتنا، كأسرة تحرير، طرحنا على أنفسنا السؤال: ما هي الإضافة اللازمة، كبداية لتطوير لن نكف عن الطموح إليه.. ؟ وتركزت الإجابة في نقطتين أولاهما البعد البصري في شكل المجلة، والأخرى مواكبة الجديد في حركة العلم والعالم بفنونه وآدابه ونشاطاته الإنسانية، وكان جعل كل صفحات المجلة مطبوعة بالألوان هو التغطية لأولى النقطتين، أما الثانية فهي باب جديد نقدمه مع هذا العدد تحت عنوان "من شهر إلى شهر"، وغايته كما يشير العنوان الفرعي أن نقبس من لمحات الجديد في العالم ما يفي بالحد الأدنى للمتابعة الخبرية. هذا، دون أن نتخلى بالطبع عن بسمة التأصيل والتعميق التي انتهجتها العربي على طول تاريخها الذي بلغ ستة وثلاثين عاماً حتى الآن.

ولعلنا لا ننسى عزيزي القارئ في ذلك كله، أن أي محاولة للتطوير هي مسبار للكشف، ومجس للاختبار. لهذا نؤكد أن كل محاولة للتطوير هي بداية وليست نهاية. وهي بداية نأمل أن تليق بجميل المودة التي يسبغها القراء على مجلتهم ومجلتنا.

عدد جديد، وعام جديد، نأمل لك فيه كل السعادة والرقي.. عزيزي القارئ.. ونأمل أن تتسع فيه سبل تواصلنا، وتتوثق أواصر مودتنا.

 

المحرر