مساءٌ جميل

شعر

ما دهاها السماء؟
إنها تتشكل هذا المساء كقنينة،
أفرغت،
وبقايا الشراب على جوفها..
غابة من تهاويل!
هذا مساء جميل؟
يعود بنا لسنين انقضت،
ويُمتعنا.
أيهذا المساء الجميل استرح في فؤادي،
ودع زفرتي تتصعد.
كن والدي اللذين فقدتهما،
وفقدت الطفولة.
وائنس إليَّ،
استرح في فؤادي،
وكن لي كأم؟
ينازعها قلبها أن هذا الغريب المشرد ..
من لحمها.
أنها أرضعته،
وأن الصغير، الذى آب،
أضحى كبيراً!
له حزنه، ومراثيه،
يجلس في جنبها مطرقا،
لا ينام على صدرها فيريح،
ويرتاح!
هذا مساءٌ جميلٌ،
يُمتعنا،
ويعودُ بنا لسنين انقضت،
وعوالم لم يطأ الناس!
السماء تشكل قنينة أفرغت،
واستراح الندامى إلى مائها:
جدفوا،
واستعاذوا؛
ولكن مسا من الماء قد صادف القلب!
يفتح واحدهم عينه
فيرى - الآن - أبعد،
يرتجُّ في مائه حجرٌّ..
فتقوم الشياطينُ!
هذا مساء جميلٌ؛
يعود بنا لسنين انقضت،
وعوالم لم يطأ الناس.
السماء تشكَّلُ قنينة أفرغت،
واستراب الصحاب:
ربما هذه الخمر زائفةٌ!
هل يطول بهم كل هذا الكرى..
ليفيقوا على صحوها!
أيهذا المساء استرح في فؤادي،
وقرّ.
لا مفرّ.
بالغٌ كلُّ شىءٍ مداه .
السماء تشكل قنينة؛
فرغ الشاربون،
وما عاد غير التماع الزجاج،
وغير التوحش،
والإنشداه!