الغمـوض الـذي
اكتنف اكتشـاف فـيروس مـرض الإيدز ( H I V ) سنة 1979 عاد ليقض مضجـع العلماء والأطبـاء مرة
ثانية.
ففد تبـين
للأطباء أن عددا من المرضى الـذين دلت القـرائن والدلائل كلها على أنهم مصابون بمرض
الإيدز الفعال وبفيروسه الفتاك ( H I V ) تبين لهم أن هذا الفيروس لا وجـود لـه في أولئك المرضى
على الإطلاق.
فمن جهة أثبتت
الدراسات أن أولئك المرضى كـانـوا معـرضين لعوامل الإصابة بمرض الإيدز الثلاثة
كلها. وهي الإباحية الجنسية ، واستعمال إبر مستعملة لأغراض الحقـن: حقـن المستحضرات
أو المخدرات في الدم، وتلقي دم موبوء في عمليـات نقل الدم. ومن جهة أخـرى دلت
الفحـوص على أنهم يعانون من نقص كبير ومفاجىء في كريات الدم البيضاء بحيث يتراوح
تعدادهـا بين (40) و (120)، علما بأن المستوى السوي هو (600 - 1200) أي أن مثل هذا
النقص الكبير غالبا ما يؤخـذ دليلا قـاطعا على وجود فيروس الإيدز (H I V)
في المصاب. وبالـرغم من هذا وذاك فقد ثبت للأطباء
أن الفيروس المذكـور غير مـوجـود في أولئك المرضى.
لا عجـب إذن أن
تحسـس الأطباء في تلك التناقضات وجود ظاهرة غريبة حقا جديرة بالدراسة المتأنية
المتعمقة، كـما قال الـدكتور مايكل مـرسون مدير برنامج الإيدز في منظمة الصحة
العالمية.
ومن يـدري، فقـد
لا يكـون فيروس الإيدز ( H I V ) الـذي
اكتشف سنة 1979 هـو السبب الوحيد للإصابة بمرض نقص المناعة في الإنسان- أي بمرض
الإيدز. هذا ما قاله الدكتور توماس سبيرا أحد أقطاب مراكز السيطـرة على الأمـراض في
الولايـات المتحـدة. ويتـابع هذا العالم كلامه فيقول: " ومن يدري أيضا. فقد يكون
ثمة فـيروس آخر يشبه فـيروس الإيدز المعروف (H I V) كثيرا.
ولكنه يختلف عنه
في كونه أكثر مكـرا ومراوغة بحيث لم يسمح لأحد من العلمـاء والأطباء باكتشافه حتى
الآن ". ولو صدق هـذا الافتراض لكـان معنـاه أن الإصابـة بمرض الإيـدز يسببها
فيروسـان اثنـان لا فـيروس واحـد: (H I V - 1) و (H I V - 2) وهكـذا تزداد مشكلة مرضى الإيدز تعقيدا. فقد بـدأ العلماء
في البحـث مجددا عن سبل الوقـاية من فـيروس جـديـد لم يستطيعوا بعد حصره ولا عزله.
في الوقت الذي لم يستكملوا فيـه بعد بحثهم الأول عن عقار ولقاح نـاجحين لفيروس
الإيـدز القديم.
جهاز جديد ينجز(الاختراع) بسرعة وسهولة
من المعـروف أن
عملية استئصال أورام الثدي تستـوجب التثبت من أن تلك الأورام أورام سرطانية خبيثة
حقا.
ومن المعروف
أيضا أن الطريقة التي كانت ومازالت متبعة للتثبت من حقيقة تلك الأورام: خبيثة كـانت
أم حميـدة، هي طـريقـة الاختراع ( biopsg ). وقوامهـا خـزعـة تسحب من الأنسجـة المتورمة ثم تحلل،
لتجرى عملية الاستئصال للمريضة إن كانت الأورام خبيثة وفق ذلك التحليل.
وتجدر الإشـارة
إلى أن تحليل الاختراع هذا يتم على مرحلتين: مرحلة الأشعة السينية ومرحلة
الاختراع.
ولو فكر المرء
بالمنجزات الباهرة التي تحققت في المجـالات الطبية والجراحية في المدة الأخيرة لشعر
بأن طريقة الاختراع لم تعد تليق بتكنولوجيا القرن العشرين. هذا، على الأقل، هـو
شعـور طبيب الأشعة الأمريكي، الدكتور ستيف باركر (من مدينة دنفر بولاية كولورادو
الأمريكية) وقد نجح في شهر مـارس 1992 في تطويـر أسلوب جديد يحل محل الاختراع ، وقد
يجعله في خبر كان عما قريب.
ويتميـز
الأسلـوب الجديـد ويسمـونـه ( Stereotactic automated large - core bicpsg
) أو إن شئـت، أسلوب اختراع اللب الأتوماتيكي،
يتميز بالقيام بمهمة الاختهل دفعة واحدة لا على مرحلتين، وبالجزم بحقيقة الأورام،
خبيثة كانت أم حميدة، في جلسة واحدة، وفي غضون دقائق معدودة. لا تزيد على 45 دقيقة
على أي حال. ويتميز أيضا بأنه لا يسبب للمصابة أي ألم جسدي أو عذاب نفسي ولا يترك
في الثـدي أثرا مثل الأثر الباقي الذي تتركه طريقة الاختراع القديمة.
تقشير البطاطا بأشعة ليزر
قـد تبدو لك
عملية تقشير البطـاطا عملية ثانوية أو تـافهة، ولكنهـا عملية مهمـة وخطيرة،
بـالنسبـة إلى مصـانع الأغذية والمعلبات على أقل تقدير ذلك أن كميـات البطـاطـا
التي تحتاجها تلك المصانع تبلغ عشرات أو مئات الأطنان يوميا، بحيث لا مفر من أن
تتكبـد خسائر فـادحة. مـا لم تكن عمليـة التقشير متقنـة 100%. ولكـن أجهـزة تقشير
البطاطا التي اعتمـدتها المصانع حتى الآن كـانت أجهـزة بخـار، وقد تعذر عليها تجنب
الهدر الذي بلغ 15% في كثير من الحالات.
لا عجب إذن أن
كان الأسلوب المبتكر الجديد في تقشير البطاطا موضـع ترحيب كبير. فهو يعتمد على أشعة
الليزر. إذ لا تعمل هذه على القضـاء على قشرة البطاطـا فحسب بل تبخرها بحيث لا يبقى
منها إلا رماد الكـربون والماء.. أما البطاطا نفسها. وخاصـة النشا الذي فيها فلا
تصيبه الأشعة بسوء لا من قريب ولا من بعيد.
بيد أن تكـاليف
هذا الأسلوب الجديد باهظـة وقـد لا يقل ثمن الجهاز الواحد عن مليون دولار!! ولكن
الشركة المبتكرة (شركة باتل في مدينة كولمبس في ولاية أوهايو) تؤكد أن الثمن رخيص
إذا ما قيس بما يضمنه الجهاز من توفير.