قطر: تثري الثقافة العربية صادق يلي تصوير: سليمان حيدر

قطر: تثري الثقافة العربية

قضية تنمية الثقافة العربية في قطر تأخذ بعدا حيوياً.. إنها إحدى مفاخر تلك الدولة الخليجية الصغيرة ذلك الاهتمام الذي تبديه نحو الثقافة العربية سواء تم الأمر في مجال الترجمة أو إعادة طبع التراث أو المجلات الثقافية التي كانت عنصرا مهما توقفت لفترة ثم بدأت تسترد أنفاسها كي تعاود الصدور من جديد .. هذا الاستطلاع يمثل إطلالة على هذا النشاط المهم الذي تحاول قطر به أن تثري الثقافة العربية.

لقد اتخذ الاهتمام بهذا الجانب مسارا منظما في دول الخليج العربية كلها دون استثناء، وكانت دولة قطر واحدة من الدول الرائدة، فقد تفتح فيها هذا النشاط وبدأ يأخذ مكانه اللائق عند المهتمين بالثقافة منذ الستينيات من هذا القرن عندما أنشئت مراكز ومؤسسات اهتمت بنشر الكتب العربية محققة، وواكب هذا الاهتمام حركة ترجمة ناشطة اختارت كتبا متميزة يهتم بها الباحثون والدارسون لهذه المنطقة التي زاد الاهتمام بها في الآونة الأخيرة، ونخص هنا بالقول ترجمة كتاب "دليل الخليج" الذي يقدم مادة وفيرة ومهمة وموثقة لا يستغني عنها أي باحث لتاريخ هذه المنطقة من عالمنا العربي ، بالإضافة إلى نشر العديد من الكتب التراثية ذات القيمة العلمية ، ثم الاهتمام بإصدار الدوريات الناجحة مثل مجلة "الدوحة" التي أغنت الثقافة العربية في فترة كان القارئ العربي في مسيس الحاجة إليها، والتي مازال الفراغ الذي أحدثه اختفاؤها فارغا. وليت قطر تعيد التفكير في هذا المشروع الثقافي المهم الذي استقطب الكتاب من كل أنحاء الوطن العربي، وحول " الدوحة " المجلة والمدينة إلى واحة حقيقية للعلم والثقافة.

دليل الخليج

وإذا جـاز لقطر أن تفخـر بين دول الخليج العربي بأنها قدمت أكبر إنجاز ثقافي للمنطقة فهو ترجمتها لكتاب دليل الخليج لمؤلفه الإنجليزي " جون جوردن لوريمر"، ويعد من الوثائق البريطانية المشهورة عن الخليج، ويتكـون هذا الدليل من أربعة عشر مجلدا، سبعة منها تؤلف القسم التاريخي، والسبعة الأخرى تؤلف القسم الجغرافي. وقد أعدته وأصدرته الإدارة الخارجية لحكومة الهند بين عامي 1905- 1915 بناء على أوامر اللورد كروزن بعد رحلته التاريخية للمنطقة في عـام 1903. ومن المعروف أن استخـدام دليل الخليج كـان مقصورا فقط على الموظفين البريطانيين الرسميين والحكـومين حتى أوائل الخمسينيات من هذا القرن، عندما سمحـت الحكومة البريطانية بالاطلاع على هذا السفر المهم. ومنذ ذلك الوقت وجد هذا الدليل في عدد قليل من المكتبات. وقد قامت حكومة قطر بترجمة هذا الكتاب وأعادت طبعه مرتين، فقد طبع القسم التاريخي منه لأول مرة في عام 1967 ثم طبع القسم الجغـرافي في عام 1969، ثم أعيد طبع الدليل بقسميه في عام 1976 على نفقة أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حتى يستفيد منه الباحثون والدارسون لشئون المنطقة.

يقول الأستاذ خـالد سعـود الزيد الذي قام باستخراج كل ما يخص تاريخ الكويت وجغرافيتها من هذا الدليل، وأفرد لهذا العمل كتابا من جزأين سماه "الكـويت في دليل الخليج " لقد ضم هذا السفر الكبير صفحات من تاريخ مجهول عن منطقة هي من أهـم مناطق العالم مـوقعا، فهو وثيقة من أمهات الوثائق البريطانية عن الخليج جمعت مادته وحققت لتكون مرجعا لموظفي بريطانيا المخلصين ومعتمديها السياسيين.

إن كتاب دليل الخليج لم يترك أي شاردة أو واردة ولا كبيرة ولا صغيرة تخص المنطقة إلا وذكـرها، فقد رسم خرائطها وصور مواقعها وفصل تاريخها وذكر رجالها ومدنها وقراها وقبائلها وقادتها وسكانها وأنسابهم، حتى أنه أحصى حيواناتها وما ينبت فيها من نبات وشجر، كـما ذكر معادنها وما يحويه بحرها من ثروات. وهو بذلك موسوعة تاريخية جغرافية شاملة عن كل ما يتعلق بهذه المنطقة.

والحقيقة أنه ليس المقصود بالخليج في الكتاب هو دوله الموجـودة بضفتيه أو الواقعة على شاطئيه، بل إن الكتاب يحوي ما هو أبعد من هذا مدى وأرحب مسافة ومساحـة، فهو يؤرخ للمنطقة منـذ وطأتها أقـدام البرتغاليين إلى بداية دخـول القرن العشرين، فيؤرخ لعمان ولدول الخليج، كـما يؤرخ لإيران والعراق وتركيا ووسط الجزيرة العربية منذ قيام الدولة السعودية الأولى، كـما يؤرخ لإمارة جبل شمر، ويؤرخ لكل ما يتصل مع بريطانيا بعلاقة أيا كان نوعها منذ دخول بريطانيا للخليج.

الدوحة مجلة الثقافة

وتعد مجلة " الدوحـة " إحدى المجـلات الثقافيـة التـي ساهمت بنصيب كبير في نشر الثقافة العالمية على مستوى الوطن العربي، فهي كمثيلاتها من المجلات الثقافية العربية مثل مجلة " العربي " و " الفيصل " و"التوباد " و"الهلال " و " الثقافـة العربية "، فقد كانت هذه المجلة من المفـاخر التي تعتز بها دولة قطر، وقد بدأ صدورها عام 1969 وتوقفت عن الصدور عام 1986.

يقول الدكتور مرزوق بشير وهو واحـد من الأخوة القطريين الذين ساهموا في تحرير الدوحة، لقد تشرفت بالعمل في مجلة الدوحـة رئيسا لقسم دراسات الخليج والجزيرة العربية، وعملـت مع الأستاذ محمد جـابر الأنصاري الذي أثرى هذه المجلة حيث قام باستقطاب مجموعـة كبيرة من خيرة المثقفين العرب للكتـابة في المجلة، إذ كـانت جامعـة أشبه بالجامعة العربية لتنوع كتابها، وربما ترجع أسباب نجاح هذه المجلة إلى أنها حاولت أن تخاطب جميع طبقـات المجتمع- المثقفين وغير المثقفين- بلغة واحـدة، لغة مفهومة للجميع، دون أن تحرج المثقف الأكـاديمي المتبحـر، وفي الـوقت نفسه دون أن تتعالى على القارئ العادي، لقد حاولت الدوحة أن تكـون جسرا بين الثقافـة الأكاديمية وبين المفهوم السائد بين الناس، لقـد حـاولت أن تشكل لنفسها لغة خاصة، لغة مفهومة للجميع.

أما الدكتور درويش مصطفى الفار ويعمل مستشارا في متحف قطر الوطني وكان أحد المساهمين في تحرير المجلة فيقول: أعتقد أن المجلات الثقافية في عالمنا العربي ثشبه المنارات التي تنشئها دول بعينها لهداية السفن للطرق البحرية، ولا ينبغي إطفاؤها تحت أي ظرف من الظروف.

والمعروف أن مجلة الدوحة كانت في البداية نشرة إعلامية تغطي أخبار دولة قطر، ولكن طغى عليها الجانب الثقافي والفكري، ثـم بعد ذلك طـورت وفي سنة 1975 صارت مجلة ثقافية بحتـة، وكان يشرف عليها الدكتور إبراهيم الشوش وهو صحفي سوداني ، كـما أشرف عليها أيضا الطيب صالح، وبعـد ذلك تولاها الأستاذ رجاء النقاش الذي أعطاها دفعـة أخرى للأمام.

الصقر.. ثقافة رياضية

أما مجلة الصقر فكانت من المجلات الرائدة في نشر الوعي الرياضي بين الشباب، بل إنها كانت تقدم ثقافة رياضية مميزة للشباب العربي، وقد صدرت في فبراير عـام 1977، وكـانت تصـدر عن وزارة الدفـاع القطرية، وقـد تمكنت هذه المجلة من أن تصنع لها مكانة كبيرة لدى قراء الرياضـة في الوطن العربي. يقول الأستاذ سعد الرميحي رئيس تحرير مجلة الصقر عن هذه المجلة: رأست تحرير هذه المجلة في نوفمبر عام 1980 وحتى آخر يوم لتوقفها في 5/8/ 1986 ، لقـد كانت تصدر شهريا، وفي يناير عام 1982 تحولت إلى مجلة تصدر أسبوعيا، ورغم وجود تخوف كبير لدى الكثير من عشاق هـذه المجلة بأن تجربة العمل في إصدارها أسبوعيا قد تكون مختلفة وشاقة، ولكن بفضل الدعم الذي لقيناه من المسئولين وتفاعل قراء المجلة تحقق نجاحها، ولعل وجودها في مختلف البطولات والأحداث الرياضية في مختلف أنحاء العالم هو الذي أوجد لها تلك السمعة والمكـانة الكبيرة بين عشاق الريـاضة، وأعتقد أنه منذ توقفت الصقر عن الصدور هناك فراغ كبير في الساحة الرياضية في عالمنا العربي.

مجلة الأمة وكتابها

ومن الدوريات المهمة التي أصدرتها رئاسة المحاكم الشرعية والشئون الدينية في قطر مع بداية احتفالات العالم الإسلامي بدخول القرن الخامس عشر الهجري، وقد كانت مجلة الأمة التي صدر عددها الأول في محرم عام 1401 هـ، مجلة دينيـة إسلامية استقرت في الصدور لمدة ست سنوات متتالية، وقد جمعت أعدادها في ستة مجلدات ضخمة، وتعد مجلة الأمة من التجارب الرائدة في مجال الدوريات الدينية، فقد استطاعت أن تستقطب اهتمام القراء والباحثين والعلماء، وأصبحت منبرا يتم فيها طرح الكثير من الأفكـار على المستوى الديني، ويتم مناقشتها من قبل كبار المفكرين المسلمين في البلاد العربية والإسلامية، وكانت تطبع نحو 90 ألف نسخة شهريا دون أن يكون لها مرتجعات تذكر، حيث حملت فكرا متجددا يمكن حتى في وقتنا الحاضر الرجوع إليـه، وتشكل أعداد مجلة الأمة مرجعا للكثير من الباحثين والمفكـرين الإسلامين، ولا تزال المواد التي نشرتها تتناول بالبحث والدراسة في الجامعات والكليات المتخصصة، وقد لاقت مجلة الأمة كل الدعم والتشجيع من المسئولين، ولقيت قبولا أكثر مما كـان متوقعا لها.

يقول الأستاذ عبد الرحمن بن عبدالله آل محمود وكيل رئاسة المحـاكم الشرعية والشئون الدينية في قطر: لقد راعينا أن تكون مقالات المجلة ذات مستوى جيد، وأن تستقطب المثقف العـادي، حتى ولو لم يكـن ذا ميول دينية أو متخصصا في الشريعة، فيستطيع القارئ العادي أن يجد فيها مادة ثقافية فكرية جيدة ذات توجه إسلامي ، وبذلك استطاعت المجلة أن تستقطب العدد الكبير من القراء، كما كانت موادها متنوعة، وبجانب المقالات الدينية كـانت هناك استطلاعات مصورة عن عالمنا الإسلامي.

دورية المأثورات الشعبية

ومن الأعمال الـرائدة في مجال الثقـافـة دوريـة المأثـورات الشعبية التي تصدر عن مركز التراث الشعبي لدول الخليـج العربية وتتخذ من مـدينـة الدوحـة مقرا لها، وهي مجلة علمية فصليـة تجمع بين التخصص الدقيق والانفتاح الثقافي العام على القارئ والمهتم بالتراث الشعبي، فهي تهتـم بصفة خاصة بالدراسات والأبحاث والمواد في مجال التراث الشعبي في الخليج العربي، كما أنها تفتح المجال على صفحاتها للمواد والموضـوعات التي لها صلـة بتراث الـوطن العـربي أو المجتمعـات المجـاورة للخليج بـالنشر والدراسـة، وتخصص المجلـة جـانبا من صفحـاتها للمقالات والأبحاث والدراسات باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى ملخص باللغة الإنجليزية للموضوعات العربيـة المنشـورة بالقسم العربي، وقد ظهر أول أعدادها في يناير عام 1986.

يقول رئيس تحريرها الأستاذ عبد الرحمن المناعي: "المجلـة تنشر موضوعات محكمة بالدرجـة الأولى و (محكمـة) تعني أن أي مقال ينشر لابـد أن يحكم ويقيم من قبل لجنـة معينـة، وإننـا نـركـز على الموضوعات الخاصة بمنطقة الخليج، والموضـوعات المجموعة ميدانيا، والتي لا يكون فيها تدخل من قبل أي شخص، ومعروف أن هذه المواد المجموعة بهذه الطريقة بالنسبة للتراثيين هي المواد الأهم والتي ليس فيها تدخل من أي كاتب مثل طرح وجهة نظر أو مداخله، فهي مادة مجموعة ميدانيا من قبل الرواة أو من كبار السن،- ثم تصاغ بشكل جيد، والحق أن هذه الموضوعات مهمة باعتبار أن الكثير من الأمور لم ينشر عن منطقة الخليج، فهناك ممـارسات وتراث غني جدا لم ينشر حتى الآن، وهذه الموضـوعات توثق لفترة زمنية، وتوثق لحالة تراثية ولحالة اجتماعية كـانت سائدة، وقد وصلنا الآن إلى العدد 28، والمجلة تهتم بشكل كبير بالتوثيق بـواسطـة الصـور والتقنيات الأخرى، ونحن الآن نعـد لإصدار الكشـاف الأول للمجلة وهو يتضمن عناوين الموضـوعات التي سبق نشرها في هذه الدورية.

صحف ومجلات

وإذا كانت الصحف والمجـلات والدوريات إحدى العلامات البارزة لثقـافـة مجتمع ما، فإن ذلك يتجلى واضحا في قطر، فقد حققت الصحافة في قطر قفزات واضحة واتسع نطاقها وتشعبت اهتماماتها وتخصصاتها بعد أن أتاحت لها الدولة المناخ الصحي وحوافز الإبدل والانتشار، ووفرت لها الدعم المادي والمعنوي لتسهم في بناء الشخصية الوطنية، وقد أحرزت الصحافة القطرية تقدما كبيرا بصدور قانون المطبوعات والنشر في عام 1979، وفي خلال عقد واحد من الزمان ازدهرت الصحافـة المحلية بكل أشكالها ومجالاتها، فأصبحت هناك صحف يومية وأخرى أسبوعية وثالثة شهرية ومجلات دورية، وأصبحت هذه الصحف مؤسسات قائمة بذاتها تصدر عن دور نشر خـاصة تمتلك مطابع حديثة وأجهزة تقنية متكاملة.

وقد كفل قانون المطبوعات والنشر حرية الصحافة في البلاد، ومن هنا فإن الصحافة القطرية تساهم في مناقشة قضايا المجتمع بكل حرية، وبهدف إيجاد الحلول المناسبة لها. وتعـد مجلة " العروبـة " الأسبوعية والتي كـان صدورها عم 1970 إيذانا بمولد الصحـافة الأهلية في قطر، وبعدها صدرت أول جريدة يومية سياسية هي جريدة العرب في مارس عام 1972 عن مؤسسة العروبة للصحافة والطباعة والنشر.

الإصدارات الثقافية

تقوم وزارة الإعلام والثقافة بدولة قطر بتبني العديد من الإصدارات الثقافية مساهمة منها في تشجيع الأقلام القطرية ودفعها إلى التأليـف والإنتاج الفكري، يحدثنا الأستاذ موسى زنيل الوكيل المساعد في وزارة الإعلام والثقافـة عن هذه الإصدارات قائلا: أريد أن أركز في هذه العجالة على إصدارات إدارة الثقافة والفنون بشكل خاص وكـذلك إصدارات وزارة الإعـلام، فهناك إصدارات من مختلف إدارات الوزارة تخدم أغراض كل إدارة، الإذاعة مثـلا تخرج كتابا عن بـرامجها وعن دراسـات الاستماع، وهنـاك قسم بحـوث المستمعين والمشاهدين، يقوم بعمل استبيانات ودراسات على استجابات الجمهور. هذه نوعية من الإصدارات. أما إدارة الشئون الإعلامية فهي تطبع مطبوعات إعلامية تخـص دولـة قطر مثـل التقرير السـنوي والكتـاب السنـوي. وفي المناسبـات الـوطنية المختلفـة تخرج مطبوعات هي في غالبها كتب إعلامية وسياحية.

الجامعة وحولياتها

ابتدأت جامعة قطر منذ عام 1973 بكليتين إحداهما للبنين والأخرى للبنات، وأخـذت تتوسع وتتعدد أنشطتها وكلياتها عاما بعد عام إلى أن أصبحت اليوم تضم سبع كليات رئيسية بالإضافة إلى أربعة مراكز للبحـوث ومركز للحاسب الآلي. والواقع أن جامعة قطر تعد من الصروح المعمارية الفريدة فهي تجمع بين الطابع الإسلامي والتسهيلات والتصميمات الهندسية العصرية، وهي تؤدي دورا رائدا في خدمة الثقافة بتلك المجمـوعـة الكبيرة التي تصـدرهـا من الحوليـات والأبحاث والكتب، يحدثنا الدكتور درويش العماوي الأستاذ المساعد للغة الإنجليزية في كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بالجامعة قائلا: إن جامعة قطر شأنها شأن كثير من الجامعات تهتم بالفكر لأننا ننطلق من أن الإنسان بناء فكري وبناء مادي ونهتم بالجانبين، إن هدف الجامعة في المقام الأول هو تغيير سلوك وتغيير فكر. إن جامعة قطر تحاول أن تؤثر في الطالب بمعنى أننا نحاول أن نخرج الطالب بعد مكـوثه في الجامعة قرابة أربع سنوات إنسانا مختلفا عنه عندما التحق بها، هذا هو الهدف الأول، والجامعة لها دور بارز في المجتمع يجب أن يتعدى الطلاب وقاعات المحاضرات وينتقل إلى المجتمع، ولما كـانت الجامعة إحـدى المؤسسات العلمية، لذلك يجب أن يكون لها تأثير ودور مهـم أمام المجتمع، ويجب أن يكون دور الجامعة في المجتمع أكبر من دور الأندية أو أي مؤسسة ثقافية أخرى بحكم ما لـدى الجامعـة من خبرة، ولأن فيهـا الكثير من التخصصات وفيها أناس توصلوا إلى مستوى راق من الفكر يؤهلهم لأن يؤثروا في المجتمع.

فالجامعة من هذا المنطلق لها إسهامات في مجال الثقافة كثيرة، فهي تعقد كل عـام دراسي موسما ثقافيا على مستوى الجامعة تحت اسم الموسم الثقافي للجامعة، يتم فيه استدعاء رجال الفكـر من شتى أنحاء العالم العربي من المغرب والجزائر وليبيا ومصر والكـويت، أساتذة بارزين لهم سمعتهم في مجال الثقافـة والفكر، وفي كثير من الأحيان تستضيف الجامعة مجموعة من السياسيين البارزين على المستوى العالمي. أذكر أن جامعة قطر قد استضـافت منذ نحـو سنتين الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان، وقد ألقى محاضرة قيمة تناول فيها السياسة الفرنسية وأبعادها، كـما أحضرنا المستشار الألماني الغربي السـابق هلموت شميت وكانـت محاضرته تدور حول دور ألمانيا في القضية الفلسطينية، ويمتاز هؤلاء الساسة بأنهم صرحاء لا يجاملون ولا يخفون أفكارهم عن أحد، وأذكر أنني طرحت على المستشار الألماني سؤالا قائلا له: ماذا قدمت ألمانيا للعرب؟ وما دور ألمانيا بالنسبة لقضية فلسطين؟ فأجابني: ماذا فعلتم أنتم يا عرب بالنسبة للألمان، ولماذا تتوقعون أن نعمل لكم شيئا وأنتم لا تعملون لنا شيئا. وأعتقد أننا نحن العرب بحاجة إلى مثل هذه الصدمات الصريحة لنفيق من سباتنا العميق.

الأبحاث الأكاديمية

أما الأبحاث فهي تقـدم في جميع المجالات خاصة الصناعة والزراعة والاجتماع والتربيـة، وغيرها من المجالات الحيوية، وهذه الأبحـاث تنشر في الحوليات فهناك ست حوليات لكليات: الإنسانيات والتربية والهندسة والعلوم والإدارة والشريعـة والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى أربـع حوليات تابعة لمراكز البحوث، فجامعة قطر تتبعها أربعة مراكز بحوث وكل مركز يتبع إحدى كليات الجامعة، فمركز الوثائق والدراسات الإنسانيـة يتبع كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، ومركز البحوث التربوية يتبع كلية التربية، أما مركز العلوم التطبيقية فخاص بكلية العلوم، ومركز دراسات السيرة ملحق بكلية الشريعـة والدراسات الإسلامية، وهذه المراكز تختص بعمل البحوث وتتناول المجتمع القطري، والدولة تحاول أن تستفيـد من نتائج هذه البحوث، وبالتالي فإن كل بحث موجه لقضية من قضايا المجتمع. ومن هذه الأبحاث التي تم نشرها من خلال المراكز، بحث حول الكثبان الرملية في قطر وهو دراسة جغرافية، وكذلك بحث عن المربيات الأجنبيات في قطـر وأثـرهن على الأسرة وعلى اللغـة والجوانب النفسيـة والاجتماعية والسلوكية. أما كلية التربية فإن جميع أبحاثها متعلقة بوزارة التربية والتعليم لأنها تعالج الجوانب التربوية مثل الصعوبات التي تقابل الطفل في القراءة والكتابة والتعبير، أما البحـوث التي تقدم في الحوليات فالكثير منها بحوث أكـاديمية، وبعضها لا يمنع أن يكون له علاقة مباشرة بالمجتمع.

دار الكتب القطرية

وتعد دار الكتب القطرية أحد المعالم الثقافية المهمة في قطر، فقد أنشئت هذه الدار عام 1962 من مكتبتين كانتا موجودتين هما المكتبة العامة ومكتبة وزارة التربية والتعليم، وقـد قام المسئولـون عن دار الكتب في ذلك الوقت بعمل كبير وهو طبع كتب التراث وتوزيعها على المراكز العلميـة والمؤسسات الثقافية العربية، وكـذلك المراكـز العلمية في الخارج، وبعض هذه المطبوعات لا يزال موجـودا ويستخدم للتبادل. وقد أسهمت هـذه الدار منذ افتتاحها بقسط وافر في تنشيط الحركة الثقافية وإثرائها، وذلك من خلال العديد من الأنشطة والبرامج المنوعة التي تهدف إلى خدمة الباحثين والمثقفين يحدثنا الأستـاذ محمد حمد النمر مديـر دار الكتب القطرية عن هذه الإسهامات قـائلا: لقد بدأنا في تطوير العمل في دار الكتب فأنشأنا مكتبات فرعية بلغ عددها حتى الآن ست مكتبات في المدن الخارجية فعنـدنا الآن مكتبة في مدينة الشمال وأخرى في الخور وثالثة في مدينة الريان ثم مكتبة في مدينة الوكـرة، كـما أقمنا أول مكتبة نسائيـة متخصصة للسيدات، وتمتاز بأن إدارتها نسائية وجمهورها نسائي، كـما أن لدينا مكتبة كبيرة جدا هي مكتبـة أوقفها المرحوم الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني وهي الآن تحت إشراف دار الكتب.

قاعة المخطوطات

وتعد قاعة المخطوطات بدار الكتب القطرية من القاعات المهمة في الدار، فقد أقيمت مع افتتاح الدار عام 1962 وتضم مخطوطـات أصلية ومخطوطات مصورة على لوحات بالإضافة إلى المخطوطات المصورة على الميكروفيلم، وقد نقلت هذه المخطوطات إلى قسم جديد في الدار هو قسم التوثيق والميكروفيلم.

عن قاعة المخطوطات يقول الأستاذ محمد ميرغني الشناوي:

تضم القاعة مخطوطات أصلية يبلغ عددها 1821 مخطوطة وهي مكتوبة بخط اليد، كما تضم مخطوطات على لوحـات وعددها 221 مخطوطة مصورة على لوحات، أما المخطوطات المصورة على الميكروفيلم فهي 361 مخطوطة. والمخطوطات الأصلية هي مخطوطات كـانت مـوجـودة في الـديوان الأميري ثم نقلت إلى دار الكتب للحفاظ عليها لأن دار الكتب هي مكتبة الدولة الرئيسية وهي المكان المنوط به حفظ تراث الدولة.

ومخطوطة ديوان المتنبي تعد أقـدم مخطوطة تضمها هذه القاعة فقد كتبت سنة 632 هجرية بخط الزنجاني، وهي مكتوبة على ورق مصنوع من نبات الكتان، وهو ورق قوي بـدليل أنه مضى عليه أكثر من سبعمائة سنة وهو لا يـزال محتفظا بقيمته وصـلابته، أمـا بقيـة المخطوطات فهي تتناول جميع الفنون والعلوم ومعظمها في علوم الدين الإسلامي وفروعه كالتفسير وعلوم القرآن والحديث وعلـوم الفقه وأصـوله والمواريث والتصوف، بالإضافة إلى كتب الفلك والحساب والطب والكيمياء والتاريخ.

نهضة مسرحية

وإذا اعتبرنا المسرح من الروافد المهمة للثقافة، فإن قطر منذ أن نالت استقلالها اهتم شبابها بإقامة الفرق المسرحية، وكـان ذلك في بـداية السبعينيات، حيث تشكلت فرقـة المسرح القطري من مجموعة من الشباب كانوا يدرسون في مدرسة دار المعلمين، ثم تلتها فرقة أخرى باسم مسرح السـد، وثالثة في عام 1974 تحت اسم فرقة مسرح الأضواء. ومن هنا كـانت البداية الحقيقية للمسرح في قطر.

وتقوم الوزارة باستضافة أساتذة المسرح في الوطن العربي لتقديم خبراتهم للفنانين القطريين، من خـلال المحـاضرات والندوات التدريبية، وكذلك استضافـة فرقـة عربية وعالمية لتقديم عروضها في قطر، وتشجع الوزارة الفنانين القطريين الراغبين في دراسة المسرح أكـاديميا، فتقوم بإرسالهم إلى المعهد العـالي للفنون المسرحية بالقاهرة أو الكويت لدراسة المسرح، وفي قطر الآن مجموعـة من الفنانين الذين أكملـوا دراساتهم الأكـاديمية وأصبحوا مشاركين في النهضة المسرحية القطرية، وتساهم الفرق المسرحية القطرية في العديد من المهرجانات العربية.

أما عن هموم وشجـون المسرح في قطـر فيحـدثنـا الدكتور مرزوق بشير قائلا: لا يخفى أن هموم المسرح في قطر لا تختلف عنها في أي دولة خليجية أو أي بلد عربي ، فالمسرح في قطر عمره لا يتعدى أكثر من 20 عاما. أما الهم الأول للمسرح في قطر فهو البحث عن هوية لأن الفن المسرحي شكل وافد على تقاليدنا وثقافتنا بصورة عامة، ونحن مازلنا نبحث عن هوية لهذا المسرح وتأصيله وفرضـه كشكل من أشكـال التعبير الثقافي والفني في مجتمعـاتنا. وهنـاك إشكـالات كثيرة هي بالدرجـة الأولى عدم وجود كتاب متخصصين للكتابة للمسرح، وكذلك ندرة العنصر النسائي، ففي كثير من الأحيان تتم الاستعانة بالعنصر النسائي من خارج قطر ، أما الإشكـالية الثالثة فهي كيفية تعويد الجمهور على ارتياد المسرح، والمسرح لا يزال يقع في مجال الهواية، إذ ليس هناك احتراف.

وفي عام 1982 كان هناك حدث مسرحي مهم في قطر تمثل في افتتاح مسرح قطر الوطني، وقد خـدم هذا المبنى المتكامل فنيا الحركة المسرحية خدمة جليلة، وأوجد ازدهارا، وكان لوجود التقنيات الحديثة من إضاعة وصوت وإمكانات فنية أخرى في هذا المبنى أن فتح المجـال أمام المخـرجين والممثلين كي يبدعوا، فأخـذوا ينتجون نتاجـات جيدة، ومـع افتتاح مسرح قطر الوطني بدأت الفرق المسرحية تأتي من الخارج وتقدم عروضها، فقد عرضت بعض المسرحيات العالمية برؤى جديدة، فقد قـدمت أعمال لشكسبير ولموليير.

متحف قطر الوطني

ومتحف قطر الوطني يمثل أحد المعالم الثقافية البارزة، وقد بدأت فكرة إنشائه عام 1972، وقد استقر رأي الأكثرية أن يكـون مبنى المتحف الوطني مجمعا صغيرا كان يقطنه أحد أمراء قطر.

ثم وضع القائمون على المتحف مخططات لإقـامة مبنى جديد هو مبنى متحف الدولة في ذات الموقـع على أن يكون تصميمه مسايرا لطراز ونمط المباني القديمة دون أن يكون منافسا لها.

ولما كانت قطر فخورة بتقاليدها باعتبارها مكانا يلتقي فيه تياران تاريخيان على غاية من الأهمية وهما الصحراء والبحر، فقد اقترح إنشاء بحيرة صناعية فيها نماذج من سفن الخليج التقليدية، كما اقترح بناء متحف بحري ومعرض للأحياء المائية، وعلى ذلك فإن متحف قطر الوطني الذي افتتح في يونيو عام 1975 يتألف من أربعة أقسام رئيسية هي مبنى القصر القديم، ومتحف الدولة ثم البحيرة والمتحف البحري ومعرض الأحياء المائية. ويعد متحف قطر الوطني من أكبر المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط تقدما وأرفعها شأنا في منطقة الخليج، وقد اكتسب منذ افتتاحه شهرة عالمية وعربية كمشروع تراثي وحضاري كبير، وقد أخـذت مرافق المتحف بالتوسع منذ ذلك الحين، وأصبحت منشـآت المتحف وأقسامه تغطي مساحة خمسين ألف متر مربع، حيث يضم المتحف خمسة أقسام رئيسية، القسم القديم وهو مجموعة من المباني القطريـة التقليدية الطراز ويعرض بها حاليا مواد من صميم البيئـة العربية القطرية قبل عصر البترول، والقسم الثـاني وهـو مبنى متحف الدولة وهو مبنى حديث خصص لعرض الإثنوغرافيا والتاريخ الطبيعي والعلوم والفنون الإسلامية والتاريخ الحديث والبترول وما يتعلق بالحياة العربية في الحاضرة والبادية، وكـذلك الأسلحـة وأدوات الغزل والنسج والسدو ثم الجمل والحصان والصيد والعادات والتقاليد ، أما القسم الثالث فهـو القسم البحـري أو معرض الأحياء المائية، وقد خصص لعرض عينات من الأسماك والأحياء المائية الموجودة في مياه الخليج العربي إلى جانب المعروضات عن حياة البحر والصيد والغوص وتجارة اللؤلؤ، والقسم الرابع هو البحيرة الصناعية وتضم مجموعة من السفن التقليدية المعروفة في منطقة الخليج مثل الشوعي والسنبوك والبوم، أما الحديقة النباتية فهي خامس أقسام المتحف، وهي مخصصة لاستزراع أنواع النباتات الصحراوية في مختلف مناطق العالم مما سوف يجعلها مستقبلا مختبرا طبيعيا لدراسة تلك النباتات بأنواعها. يقول الأستاذ أحمد عبد الله السليطي مدير متحف قطر: من الأمـور التي أعطيت أهمية خاصة تجميع مـواد من المجتمع القطري بشطريـه البدوي والحضري تعكس تقاليد ومهارات وصناعات هذا الشعب، وقـد قامت وزارة الإعلام بتوجيـه نداء إلى الشعب تحث أفراده فيه على إحضار مواد يشعرون أنها قد تهم المتحف إلى مركز تجميع رئيسي في الدوحة، وكا ن نتيجـة ذلك أن ازدادت مجموعات محتويات المتحف عددا وقيمة.

ترميم المباني القديمة

ومن الإنجازات المهمة التي قامت بها وزارة الإعلام والثقافة ترميم الكثـير من القلاع والبيوت التقليديـة وبعض المساجد القـديمة للحفاظ على المعالم القديمة وهذه المباني بنيت بالطريقة التقليدية وبالمواد الخام المتوافرة في ذلك الوقت وهو الجص والحصى والجندل والباسجيل والمنقور، وهي مواد كانت تجلب من إفريقيا عن طريـق السفن ويقوم بترميم هـذه البيوت العمال والفنيون القدامى فهم أعرف بهذا النوع من البناء، وتقوم إدارة المتاحف والآثار بوزارة الإعلام باستخدام هذه البيوت التقليدية المرممة لتكون متاحف أو معارض ، فقد استخـدمت الفـرق الموجـودة في قلعة الكـوت كمعـرض دائم للوحـات الفنـانين التشكيليين، كما استخدم مبنى آخر أعيد ترميمه كبيت للتقاليد الشعبية، يصور الحياة في قطر منذ نحـو مائة عام، وهذا البيت يمثل الديوانيـة أو المجلس والمطبخ القطري وغرفـة الزواج ومحتوياتها في ذلك الوقت.

قلعة الكوت

وخـير مثال نقدمه لهذا النوع من ترميم المباني يتمثل في ترميم قلعة الدوحة أو قلعة الكوت، فهـذه القلعـة شيدت عام 1310 هـ في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني على مرتفع يشرف على حي الأسواق في الدوحة القديمة، وكان الغرض من إنشائها هو المحـافظة على الأمن في هذه المنطقة التجارية المهمة.

يقول الأستاذ جاسم زيني مدير السياحـة والآثار بوزارة الإعلام: هناك مجموعة كبيرة من المباني التقليدية قـامت إدارة السياحـة والآثار بترميمها وإعادتها إلى شكلها القديم مستخدمة المواد الأولية نفسها التي كان الآباء يستخـدمونها في البناء، ففي مدينـة الزبارة قمنا بترميم بعض البيوت القديمة المطمورة تحت الأرض وكذلك قمنا بترميم قلعة الزبارة، والمعروف أن مدينة الـزبارة كـانت مدينة عامرة ومزدهرة أيام الغوص والتجـارة البحـريـة، إلا أنها بعد اكتشـاف البترول هجـرت وأصبح أهلها يعيشون في مدينة الدوحـة، وقلعة الـزبارة بها مجموعة من الآثار بعضها يرجع إلى عصور سحيقة ومعظمها أوان فخارية وبعض الأدوات النحاسية وبعض النقود. ويضيف الأستاذ جاسم زيني قـائلا: كـذلك تقوم الإدارة بترميـم قلعـة الخور وبها متحف صغير يضم الآثار القـديمة التي اكتشفتها بعثة الآثار الفرنسية وهي آثار ما قبل العصر الحجـري منها بعض السهـام والقطع الفخـاريـة وبعـض الآثـار الإسلامية، إلى جانب العادات والتقاليد التي اشتهرت بها المدينة مثـل صيد السمك وعرض اللؤلؤ وعرض للنقوش الجبسية والمباخر التي اشتهر بها أهل الخور،كـما رممت قلعة الـوجبة وهي تبعـد عن الدوحـة بحوالي 15 كيلومترا.

الفنون التشكيلية

وإذا اعتبرنـا الفنون التشكيليـة أحـد الروافـد التي تصب في نهر الثقافة، فقد أولت قطـر جانبا من اهتمامها هذا النوع من الفن، فقد أبدع الفنان القطري في هذا الميدان فترجم بالفرشاة واللون موحيـات بيئته وسجل كل ما يحيط به من واقع هذه البيئة، فهو بذلك يسير على الطـريق السليم في إطـار من تشجيع الـدولة ورعايتهـا وإتاحة الفرص للدراسة على مختلف مستوياتها بموهبة أصيلة ورغبة صادقة، أمـا الحقيقة الجديرة بأن تقال عن الفن التشكيلي في قطـر، فهي بـروز تلك اللمحـات الخليجيـة الأصيلة في الكثير من أعـمال الفنـانين تشير إلى أن هذا الفن ومبدعه من منطقة الخليج العربي، ذلك أن التكوينات والتشكيلات التي تظهر في اللوحات تترجم ما يختلج في وجـدان فنـان الخليج من أسى على ضياع بعض ما اندثر من الماضي تحت وطأة المدنية الحديثة بكل عناصرها.

والمدرسة الفطرية أو الطبيعيـة هي المدرسة التي تمثل الغالبية العظمى من الأعـمال الفنية. يقول الفنان جاسم زيني: لـو أ نسجل هذا التراث العظيم عن طريق الفن التشكيلي لاندثر جزء عزيز من ماضينا وماضي أجدادنا الذين عاشوا على التراب القطري وفـوق أمواج مياه الخليج.

معرض تركي للخط العربي

وقـد حضرنا في أثنـاء وجـودنـا في قطر أحـد هـذه المعـارض وهو معـرض الخط التركي التـابع لمركـز الأبحـاث والفنون والثقـافـة الإسلامية لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

حـدثنا الأستاذ محمـد التميمي المسئول عن المعرض: نحن هنا في الدوحة لإقامة معرض فن الخط تحت اسم من روائع الخطـاطين الأتراك المعـاصرين، ويأتي هذا المعرض ضمن جـولة في دول الخليج العربي. وقد سبق لهذا المعرض أن قدم أعماله في بداية هذا العام في مدينة مسقط، ثم انتقل إلى ثـلاث من إمارات دولة الإمارات العربية المتحـدة، وهي دبي والشارقـة ثم أبوظبي، وقـد استمـر هذا المعرض في تلك البـلاد أربعين يوما، أما الآن فنحن في الدوحة ومنها سوف نغادر إلى الكويت.

يضم هـذا المعرض نخبـة قيمـة من أعمال الخطـاطين الأتراك المعاصرين. ويضم هذا المعرض 53 لوحة لثلاثة عشر خطاطا معاصرا، كـما يضم 12 نوعا من أنول الخط التي أشرنا إليها، ويصاحب هذا المعـرض عرض لبعض الأشرطة الوثـائقية حـول فن الخط أو التذهيب التي قـام بإنجـازها المركز، كـما أن هناك جانبا مخصصا لعرض منشورات المركز وبعض الكتب المتعلقة بالخط وتاريخه.

 

صادق يلي






الديوانية أو غرفة المجلس في قلعة الكوت حيث تعود رجال قطر أن يجلسوا ليتناقشوا في قضايا الفكر والثقافة وكل القضايا التي تهم الناس





لقطة جمالية لمجسم كبير لثلاث مزهريات يزدان بها أحد ميادين الدوحة العاصمة القطرية





أحمد عبدالله السليطي.. مدير متحف قطر





الدكتور مرزوق بشير





العمارة في قطر ذات طابع مميز يبهر القادم إليها





العمارة في قطر ذات طابع مميز يبهر القادم إليها





حتى المباني العصرية مثل مبنى الجامعة لم تخلو من هذه اللمسة الفنية





الحس العربي يبدو واضحا في التكوينات الهندسية للأبواب والنوافذ





استفاد هنا المنهدس المعماري من التراث الإسلامي





روعة التكوينات الهندسية ولمسات التراث تظهر في الأبهاء الواسعة داخل المنزل





الأستاذ عبدالرحمن المناعي رئيس تحرير مجلة المأثورات الشعبية





موسى زنيل أحد وجوه الأنشطة الثقافية المتعددة في قطر





يشهد فن المسرح في قطر نهضة كبيرة ساعد على هذه النهضة جمهور عاشق لهذا الفن





أحد العروض المسرحية يناقش مشاكل التعصب الرياضي





أحد العروض يقدم كوميديا شعبية عن الحياة اليومية في مدينة الدوحة





أحد العروض يقدم كوميديا شعبية عن الحياة اليومية في مدينة الدوحة





أحد العروض يقدم كوميديا شعبية عن الحياة اليومية في مدينة الدوحة





الفنان التشكيلي جاسم الزين





محمد عبدالغني الشناوي رئيس قسم المخطوطات بدار الكتب القطرية





متحف قطر الوطني من أهم المتاحف في منطقة الخليج





بعض مقتنيات المتحف القطري





بعض مقتنيات المتحف القطري





دار الكتب القطرية سجل زاخر بالمعارف الإنسانية روادها من الشباب المتعطش للثقافة





لوحة لصانع السلال





لوحة للفنان جاسم زين أما مجموعة من العمال الفنية





الأستاذ درويش العماري الأستاذ بجامعة قطر





مسابقة لتجويد الخط العربي في جمعية التشكيليين القطريين





أعداد من مجلة الدوحة التي كانت تصدرها قطر وتفكر الآن في إعادة صدورها





مجلة المأثورات الشعبية التي مازالت تواصل الصدور





مجموعة من الصحف والمجلات القطرية