سلامة البشرية في.. سلامة البيئة

سيارة كهربائية .. ولكن من نوع جديد

من أجل سلامة البيئة نجح العلماء الأمريكيون في ابتكار سيارة كهربائية تختلف اختلافا كليا عن السيارة الكهربائية التي تعتمد على بطاريات، وقد أخذت السيارة المرتقبة سبيلها إلى الأسواق أو كادت. والاختلاف لايعزى للسيارة نفسها بقدر ما يعزى للطريق الذي تسير عليه السيارة، فالطاقة الكهربائية التي تحتاجها السيارة لاتأتيها من بطاريات توجد في داخلها، وإنما من كابلات مدفونة في أسمنت (أو أسفلت) الطريق، ولعلها تذكرنا بالحافلات والباصات التي راجت قبل الخمسينيات من القرن العشرين، والسيارات الجديدة تحصل على ما تحتاجه من طاقة من الكابلات المدفونة في الأسمنت، دون أي تماس معها، ذلك أن الكابلات المدفونة تولد مجالا مغناطيسيا على سطح الطريق الذي دفنت فيه، فلا تلبث السيارة أن تلتقط القوة المغناطيسية التي تحتها وتحولها إلى كهرباء، وهي تفعل ذلك بواسطة ألواح معدنية خاصة تصفح السيارة من تحت.

ويبدو أن هذا الاختراع قد قطع شوطا بعيدا بدليل أن شركة أديسون في جنوب كاليفورنيا تنوي إنشاء طريق خاص تسير عليه السيارة الجديدة.. وذلك للدلالة على سؤية السيارة الجديدة وجدواها، وستتكلف الشركة المذكورة على مشروعها التجريبي نحو 2,5 مليون دولار، علما بأن دائرة الطاقة والماء في لوس أنجليس ستتعاون مع الشركة في تمويل المشروع.

إفرازات طبيعية تقوم بمهمة المبيدات
والمستحضرات الكيمائية

لعل الأعشاب الضارة في طليعة الآفات الزراعية استفحالا وإضرارا واستعصاء. فحسبك أنها تسبب تلفا بالغا للمحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة، وقد بلغ ذلك التلف حسب آخر الاحصاءات (10,000) مليون دولار سنويا.. هذا رغم مبيدات الأعشاب - وهي مستحضرات كيمائية - التي يرشها المزارعون الأمريكيون وقد بلغت جملتها في الإحصاءات السالفة الذكر 400 مليون رطل في السنة، يستثنى من ذلك بعض المزارعين .. نذكر منهم جاري يونج على سبيل المثال. فقد حرص هذا المزارع أشد الحرص على الامتناع عن استعمال المبيدات الكيمائية، ومع ذلك فقد نجح في التغلب على الأعشاب الضارة في حقوله التي تبلغ مساحتها (260) فدانا، فكيف تسنى له ذلك؟

تسنى له ذلك بالعمل على مساعدة النباتات على الدفاع عن نفسها بنفسها.. وقد عمد إلى التنويع والتراوح أو التعاقب في زراعة ما يزرع، فزرع الذرة وفول الصويا والسرغوم في خطوط مستقيمة متوازية شقها في أرضه، وخص أحد هذه الخطوط بالسرغوم كما خص الثاني بفول الصويا والثالث بالذرة، وأبقى على هذا الترتيب مدة سنة..

ولما عاد فكرر زراعة السرغوم في خطه الخاص به سنة ثانية تبين لجاري أن الأعشاب الضارة اختفت في ذلك الخط بنسبة 50 - 75% في تلك السنة الثانية.

ولم يدر جاري سبب ذلك حتى تدخل عالمان، أحدهما عالم بيولوجيا والآخر عالم بيئة يعملان في جامعات قريبة في مزرعة جاري.. فقد سمع العالمان بقصة جاري مع الأعشاب الضارة فدفعهما حب البحث ومعرفة الحقيقة إلى إجراء التجارب العلمية والكشف عن سر اختفاء الأعشاب الضارة بتلك النسبة الكبيرة.

وقد تبين للعالمين أن السرغوم (وهو نوع من أنواع الذرة يعرف بذرة المكانس في بعض البلدان) يفرز مادتين بل مركبين فعالين. مركب أحماض الفينوليك (phenolic) ومركب أحماض cyanogenetic glycosides ومن خصائص المركب الأول أن يكبت قدرة الأعشاب على التفريخ ويمنع بالتالي نمو الجذور والأغصان الجديدة، أما المركب الثاني فلا يكتفي بالأثر الذي يحدثه المركب الأول.. بل يضيف إليه أثرا آخر لايقل خطورة عما ذكرنا، فهو يتلف جدار خلايا الأعشاب.

وتبين للعالمين أيضا أن ثمة نباتات أخرى لها مثل تأثير السرغوم نذكر منها الخيار والجودار(rge) والفصة alfalfa ويمضي العالمان في تجاربهما على هذه النباتات وعلى نباتات أخرى غيرها.. ويمضى علماء آخرون في مدن مختلفة من الولايات المتحدة وسواها، فيما أصبح علما يعرف باسم (Allelopathy) والمستقبل القريب جدا كفيل باستكمال العلم الجديد نموه.. وتعميم ثماره..

وتجدر الإشارة إلى أن أكاديمية العلوم الأهلية في أمريكا قد أصدرت تقريرا في ربيع عام (1989) أقرت فيه العلم الجديد وباركت الجهود المبذولة من أجل تنميته.