وتريات

وتريات

سؤال؟

سألت الريح في صمت اكتئابي
لماذا تشتهي الدنيا مصابي؟
لماذا ألتقيني في عيون
تُنادمني أساها في اغتراب؟
وتلقاني الليالي في مداها
تلحّ بأن أظلّ على التراب
ألمُّ شتات عمري في يديها
وأفتح آهة في كل باب
لماذا الكون يأسرني لظاه
لماذا أحتمي وجه الغراب
تراودني الهواجع كل حين
وأبقى في الطريق بلا انتساب
وقلت لها وفي صوتي حريق
ألا تدرين من أفنى شبابي؟
وأخفى كل صوت فوق صوتي
وأشربني الدموع مع الشراب!
وأغرى الخوف يدمي كل نبض
ويركب وجهتي يعلي مصابي
وأغلق عن يدي الأبواب قهرًا
فلا أذن يلذّ لها خطابي
وأحصى كل خطو كان مني
وهيأ فرحتي لخطى الذئاب
فأمسى كل ركن فيه ذئب
يجول بقهره فوق الرقاب
وفي زمن الذئاب فلا أمان
فكل يحتفي صوت اغتصاب
وأجلسني الهموم بكل فن
فصار الهم أغلى من صحابي
يرافقني ويرعاني حنوا
على جسدي ينام بلا ثياب
وأجرى للرجولة كل دمع
وهذا الدمع غال كالكتاب
يسيل إذ احتواه الظلم يومًا
وأدماه الزمان بكل باب
وأنبحَ كل كلب خلف ظهري
فصار النبح مفتاح الخطاب
ألا تدرين من أدمى وجودي
وأوقعني بحمَّى في التهاب؟
فقالت: أنت تدري دون شك
كما أدري ألا فاسمع جوابي
فذا زمن تألق في صعود
على وهم التميز بالخراب
يذاهل من يعافيه ارتياحًا
ويرضيه بأفراح السراب
علت فيه الوجوه بلا اقتدار
وراحت تقتني ثمر التراب
وبالإرهاب أحنت كل رأس
وأسلمت العصير إلى الذباب
فعافاها الجبان بكل عشق
فطالت كفها وجه السحاب
ولم يغنم من الإنعاش إلا
وفيُّ ذل في ظل الركاب
علام الآن تغريني انفعالا
وما نفع انفعال وانتحاب؟
إذا سهر الصحاب بحضن ليلى
فلا تبقى الوحيد بلا تصاب
وقل يومًا لعلّي في زماني
أراني لا أرى خطو الذئاب
ويعلو وجهنا صبح جميل
به الأيام تحلو للصحاب
فلا حزن يُربى في يدينا
ولا صوت يظل بلا انتساب!

أحمد الحباشة - تونس

سوائم أقدارنا

سوائم أقدارنا ترعى بنا العمر
ما إن تصدّ حتى يُشرى بها النهم
لا تستثار فتعجل بالذي عزمت
أو تستكين بفعل الهم والسقم
نمضي على قدر قصّاد غايتنا
متقلقلين بها لا يثبت لها سنم
بغاة قصد ركبانا على خطر
أولى بها لو تحفظ بيننا الذمم
عوائد تنجزها الدنيا إذا وعدت
فلا نفق من فرح إلا على ندم
ولا نسترقّ طريقا نمتطي الأمل
إلا وعدناه أضعاف على قدم
رواجع بوجوه غير التي رحلت
مقنعة من الأحزان باللثم
لولا تلثمنا من الضحكات باللثم
غدت الوجوه محل الهم والظلم
ولو أنها تقنع منا بما أخذت
لما سعينا وإياها إلى حكم
رضينا بتقسيم العمر بيننا
نصفًا لنسعد ويبقى النصف للألم
تعطي على جهل لا علم ولا حيل
فكأنها إذا أعطت تعطي على رحم
كمثلها يبخلون بما ليس لهم
ليمت قوم من الجوع وهم من البشم
فواغر الفوه لا تشبع بطونهم
حربا علينا بما نجني من اللمم
يقولون أحرار لعمرك متى صدقوا
وفي الوجوه علامات الذل ترتسم
بل هل يكن حرا ويد الظلم تصفعه
متعثرا بقوته في حبها يهم
فمن يكن ذا عقل ويرى فعالها
يكن سواء لديه الوجد والعدم
تربت بنا خُفية وتصفعنا بجهر
لا تحنو لطفل أو ترأف لذي هرم
أعزة بها وُلدنا وعشنا أذلة
ونمُت بذنب وسنبعث على التهم

مسلم عمر سيد عمار
سوهاج - مصر

نداء للوحدة العربية

يا وحدة عربية في القلب أمنية
يا عربا هلموا نجم الشمل سوية
ولبوا نداء الشعوب العربية
بشروق فجر الوحدة العربية
يملأ الدنيا نشيدا بتسابيح عربية
تحرر القدس من أغلال اليهودية
بسيف عربي يقهر العبودية
يا وحدة عربية في القلب أمنية
قد عقدنا أن نزيح الظلام
قد عقدنا أن نمحو حدود الأوطان
ونهدي للتاريخ مجدا عربيا
بقصائد ثورية بدماء برزخية
تسجد صلاة للوحدة العربية
ترفع الهامات كراما وسجية
وابتهالات بأعياد سرمدية
يا وحدة عربية في القلب أمنية
صدق الودع فينا نحن خير البشرية
لا فروق لا حدود قيصرية
نحن أمة عربية بجيوش فردوسية
نحمل الرشاش فصالا وأغصان الزيتون النرجسية
أرواحنا فوق الرءوس فداء لصرخة الأم العربية
يا عربا هلموا نجمع الشمل سويا
يا وحدة عربية في القلب أمنية
اليوم نعصف بالأعادي بالذكريات العابرات
ستبارك السماء أقدارنا والمنية
بألحان الخلود بين الضلوع الشجية
بأشعار قلب جرحته القبلية
بين حدود شرقية وغربية
وجدار عازل لفلسطين العربية
أين الوحدة أين الأمة العربية
يا عربا بالله لبوا نداء الوحدة العربية

طحشي مريم - الجزائر