عزيزي العربي

عزيزي العربي

حلاوة اللقاء

كعادتي في مطلع كل شهر أذهب لاقتنائها من مكتبة محددة، فمنذ الفترة الأولى لصدورها - وقد كان والدي رحمه الله عودني الحصول عليها - تعلق قلبي بها وشغفت بها حبا وهياما... إنها صديقتي الوفية لا تتأخر عن موعدها كل شهر، فبين ثنايا دفتيها أحلق في شتى نواحي الحياة: «حديث الشهر، لغتنا الجميلة، وحينا آخر في رحاب العلم، ولا تحدثني كيف ننتقل بلا أجنحة لنزور فيافي الأرض وبقاعه: تارة في تونس وأخرى في لشبونة وثالثة في قرغيزيا وأصقاع كثيرة غيرها.. مناطق يعزُّ على كثير منا الوصول إليها لأسباب مادية أو معنوية، مقابلات مع شخصيات متميزة، أشعار وشعراء، مقالات طبية وأخرى فلسفية وأدبية، قصص شائقة متنوعة....» وكلما تقدمت من المكان الذي اعتدت لقاءها فيه تسارعت ضربات قلبي في شوق وحنين للقاء الصديقة الوفية! وعندما وصلت إلى المكتبة التي اعتادت أن تخصني بها فوجئت لا بل فُجعت بأنها غير موجودة. هُرعت من مكتبة لأخرى ومن شارع لشارع ومن منطقة لأخرى لكن دون جدوى.. عدت إلى منزلي خالية الوفاض مكسورة الخاطر فأنا أنتظر صديقتي بفارغ الصبر ولكن هذا الشهر وشهور أخرى دون جدوى.

دعاني ولدي الطبيب المقيم في أمريكا لقضاء فترة العيد عنده.. لبّيت دعوته، وفي طريقي إلى مطار بيروت توقفت في شتورة عند إحدى الاستراحات لأروي ظمأي من مائها المعين وأسدّ رمقي من الشطائر الشهية. جلست في إحدى الزوايا أحمل هم وطني وأبكي محبة أهلي وأصدقائي وجيراني آملة أن تنتهي الأمور على ما يرام.. أقلّب دفاتر ذكرياتي عندما كنت أنطلق من مطار دمشق بأمن وسلام وأصطحب صديقتي لتؤنسني في سفري وحلي وترحالي.. وبينما أنا على تلك الحال أجلت نظري في الزوايا المختلفة لذاك المكان الجميل البسيط: فتلك زاوية لأنواع الشوكولا المحببة، وأخرى للبسكويت والحلويات الشهية، وثالثة لألعاب الأطفال، وأخرى للإلكترونيات.. تساءلت في نفسي ألا يوجد زاوية للكتب والمجلات؟ لكن مهلا، وقبل أن أنفي يجب علي أن أبحث جيدا.. بدأت التجوال لأجد زاوية فيها رفوف بسيطة عُرضت فوقها مجلات وصحف متنوعة، ويا لروعة ما رأيت.. لم أصدق عينيي.. هل أنا في حلم أم حقيقة؟ ها هي صديقتي بطلّتها البهية تتصدر وتزين جميع المجلات.. إنها مجلة «العربي»!.

نجاة فخري
دمشق - سورية

مقالات الجوزو اللغوية بمجلة «العربي»
في رسالة ماجستير عراقية

أصبحت مقالات مجلة «العربي» هدفا للدرس العلمي الأكاديمي، حيث يتم فحصها ومناقشتها داخل مدرجات الجامعات العربية. وأخيرًا حصل الطالب العراقي الكردي هوكار عبدالرحمن سعيد على درجة الماجستير بجامعة السليمانية بالعراق عن أطروحته العلمية «النقد اللغوي عند مصطفى الجوزو مقالاته المنشورة في مجلة العربي أنموذجا»، حائزا على تقدير (جيد جيدا عال) من جامعته.

وقد وجد الطالب في مقالات الجوزو الواردة بمجلة العربي، من الوسطية ما لا يجده في غيرها، ذلك أن كاتبها لا يفتح الباب على مصراعيه أمام عوامل التغيير، ولا يسده في وجه كل تجديد، بل يتيح للغة أن تساير الحياة في تطورها الاجتماعي والعلمي، بصورة لا تخرج عن أساسيات اللغة ولا تجافي مقوماتها.

ولاحظ الطالب الكردي أن معظم الذين ألَّفوا في الأخطاء الشائعة درسوا الصيغ والتراكيب، وحكموا عليها بالخطأ والصواب بصورة مختصرة، وقلما بيَّنوا بصورة مفصلة سبب تخطئتهم لهذا الاستعمال وتصويبهم لذاك، حتى أن اللاحق منهم ليقلد السابق، ويردد رأيه دون تمحيص ومناقشة، على حين أن الجوزو توسع في الإبانة وناقش المواضيع بمنهج علمي دقيق، مبينا سبب الخطأ، موضحا وجه الصواب.

وقد قسم الطالب البحث إلى قسمين، الأول بعنوان «منهج الجوزو وأسلوبه في النقد اللغوي، وتناول فيه الاستدلال اللغوي، وقضايا السماع والقياس، وشواهدهما في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وكلام العرب شعرا ونثرا، وموقف الجوزو من كل هذه الأمور، ومنهجه وآراءه وأهم ردوده على القدامى والمعاصرين، وبعض ترجيحاته واختياراته.

أما القسم الثاني فيشتمل على دراسة لنقد الجوزو اللغوي على المستويين الصرفي والنحوي، مع إلقاء الضوء على مواضيع المعرَّب والدَّخيل والمترادف والهجين وغير ذلك.

واستند الطالب في بحثه إلى مصادر كثيرة منها كتب التفسير والقراءات، ولا سيما تفسير الطبري والتفسير الكبير للرازي وروح المعاني للآلوسي، إلى جانب عدد من مصادر النحو والصرف، أبرزها «الكتاب» لسيبويه و«المقتضب» للمبرد، و«شرح المفصّل» لابن يعيش، فضلا عن كتب فقه اللغة وأصولها، وكتب الأخطاء الشائعة.

لبس تاريخي

الاستاذ الدكتور سليمان إبراهيم العسكري رئيس تحرير مجلة العربي المحترم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لكم منا كل الاحترام والتقدير للجهود الجبارة التي تبذلونها في خدمة الأمة العربية ورفع الوعي العربي وهي الرسالة التي نهضت بها «العربي» منذ تأسيسها لترفع منار العلم والثقافة والعروبة من الكويت.

سيدي الكريم:

أود أن أُعقب على مقال الدكتور طارق شمس المنشور في العدد (645) - أغسطس 2012، تحت عنوان (علاقة تيمورلنك بالفقهاء).

بداية أود شكره على المعلومات القيمة التي أوردها في مقاله ولكن لفت نظري لبس تاريخي فيما يبدو وقع فيه الدكتور عند الحديث عن السيد محمد السربدال حيث قال «ويطلق عليهم أيضا السربدارية أي أصحاب الرؤوس المرفوعة على المشانق وسموا بذلك لأن المغول لما دخلوا إيران كانوا يشنقونهم ويعلقونهم جماعات على المشانق» وهو أمر فيه كثير من اللبس، فمن الواضح ان الدكتور أراد أن يقول ان السيد محمد السربدال ينتمي إلى السربدارانية وهؤلاء لم يسموا بهذا الاسم للسبب الذي ذكره الدكتور الفاضل. ففي الواقع التسمية تعني «رؤوس على المشانق» بالفعل ولكنه شعار رفعه أهل إقليم نيسابور بإيران عندما قاموا ضد السيطرة المغولية على بلادهم وبدأ الأمر عندما حاول جندي مغولي نزل ضيفا عند أحد الفلاحين فأطعمه وسقاه ثم أراد ان يعتدي على نساء الفلاح فقتله وحدث هذا أواخر زمن الدولة المغولية وأوان ضعفها فذهب الرجل إلى أهل قريته فأخبرهم بالواقعة ووصل الأمر إلى الشيخ حسن الجوري الذي كان فقيها يتزعم تلك النواحي من نيسابور وبعد ان تشاور الجوري مع اتباعه قرر الثورة بمن معه على المغول رافعين شعارا بالفارسية يقول (سر بدار ميدهيم اما زير بارننك نميرويم) وهو يعني حرفيا الموت شنقا أفضل من الحياة ذلا. وسمو من حينها السربدارانية نسبة إلى سربداران وتعني «رؤوس على المشانق» كما أسلفنا.

وبعد أن قتلوا الحامية المغولية التي في المدينة نظموا جيشا انتصر بعد معارك قليلة على المغول ليكتشفوا ان النمر المغولي أصبح نمرا من ورق وأسسوا دولة استمرت لخمسين عاما تقريبا (738هـ - 783هـ) حتى سقطت على يد تيمور الأعرج كما ذكر الدكتور.

وهو ما يأخذني إلى ملاحظتي الثانية حيث إنني لا أعرف على أي مصدر اعتمد الدكتور عندما أورد معلومته عن اتصال علي بن المؤيد بالشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ورفض الأخير التعاون معه، ونحن نعلم بأن العاملي من كبار فقهاء مدرسة الأصول والاجتهاد عند الشيعة الإمامية ومن هنا نستغرب أن يتصل به الطوسي إذا كان وفق قول الدكتور من أعداء مدرسة الاجتهاد وهو ما لم يكنه.

ولعل السبب في ما ذكر حول ابن المؤيد ان الجوري وابن المؤيد كانوا من اتباع الانتظار السلبي للمهدي المنتظر عند الشيعة وبعد تلك الحادثة مع الجندي المغولي غيروا وجهة نظرهم وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم معتبرين أن الانتظار الحقيقي هو ما اقترن بالعمل لا بالسلبية فظُن بأنهم كانوا ضد مدرسة الاجتهاد.

وفي الواقع فإن السربدارانية اتصلوا بالشيخ العاملي ليقدم إلى بلادهم ويصبح إمام دولتهم الناشئة وفقيهها والرجل لم يتمكن من ذلك لأنه كان في سجن السلاطين المماليك في دمشق فكتب لهم (اللمعة الدمشقية) وهي رسالة فقهية لتكون بمنزلة دستور يرجعون إليه، وللاستزادة عن الموضوع هذا يمكن الرجوع إلى مقدمة كتاب (اللمعة الدمشقية) للشهيد الأول وشرحها للشهيد الثاني شمس الدين العاملي بطبعاته الكثيرة.

أما بخصوص السربدارانية فيمكن الرجوع إلى القسم الأول من كتاب الدكتور علي شريعتي (التشيع العلوي والتشيع الصفوي) بطبعاته الكثيرة هوالآخر ومنها طبعة دار الأمير اللبنانية ص 34 وأيضا كتاب الاستاذ كمال السيد (سيد غابات الشمال) ص48 ـ 49.

ولكم جزيل الشكر على سعة صدركم.

علي عبدالهادي المعموري
النجف - العراق

سلة ثقافية منوعة

سأتجاوز عبارات الشكر والمديح لأن المجلة قامة ثقافية منذ صدورها وسأدخل في صلب الموضوع، أريد أن أعبر عن سعادتي الكبيرة بالحزمة الثقافية الرائعة التي وفرتموها في شكل سلة ثقافية متنوعة وبسعر في متناول الجميع.

أرجو أن تحافظوا على هذا العمل الرائع والنبيل وأن تحافظوا بقدر الإمكان على تثبيت سعر الحزمة بالشكل الحالي. إن عائلتي كلها تقرأ الحزمة من المجلة إلى كتاب العربي إلى العربي الصغير إلى العربي العلمي، إنها بالفعل هدية كويتية بنكهة عربية إسلامية.. دمتم مبدعين وناجحين ومستمرين في العطاء.

وليد لي زبيدة
طرابلس - ليبيا

لِمَ نقرأ؟ ولماذا نقرأ؟

طالعنا ملحق «البيت العربي» العدد 6 لشهر مايو 2012 بموضوع غاية في الأهمية «القراءة في العالم العربي» للأستاذ محمد سيد ريان، جزاه الله خيرا.

الموضوع يا سيدي غاية في الأهمية, جدير بالبحث والدراسة والتقصي، ومن ثم وضع الحلول الفعلية والعملية لعلاجه ولا يكفي مجرد التنظير أو النرجسية في التشخيص «وداوني بالتي هي الداء».

نعم نحن أمة «اقرأ» وناهيك عن أن اقرأ كانت ولله الحمد أول ما نزل من القرآن الكريم فإنها فعل أمر أي أنها قبل أن تكون مدخلا لأبواب العلم والمعرفة فهي فرض، ولهذا لم يكن عجيبا أن جعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فداء أسرى بدر تعليم كل أسير عشرة من المسلمين القراءة والكتابة.

مشكورًا عدّد الأخ محمد سيد ريان أسباب ضعف القراءة في المنطقة العربية من وجهة نظره، ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية بالثقافة كوزارة الثقافة ووزارة الإعلام، ووزارة التعليم، وأن ما ذكره من أرقام أوردتها إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وتقرير التنمية الثقافية العربي الثالث الصادر عن مؤسسة الفكر العربي في ديسمبر 2010م يندى لها الجبين لأنها حقا أرقام مؤسفة، بل تدعو للأسى والحسرة.

يا سيدي ألهانا الكم عن الكيف، كيف؟ إن وزارة الثقافة التي صنفها الأخ ريان على قائمة الجهات الثقافية قرأت لها كتابا اشتركت فيه مع عدة وزارات أخرى، هذا الكتاب وردت به عدة أخطاء لو أن أعدها برز على السطح فإنه لكفيل بإقامة فتنة طائفية - هنا في مصر - لا يعلم مداها إلا الله تعالى، فهل يكفي تذييل الكتاب باسم جهة معينة ليكون محل ثقة أو عامل جذب لقراءته؟ أم أنه كما قال عمر بن عبدالعزيز حين قال له أحدهم إن فلانا حفظ المصحف، فقال: «زادت نسخة في المدينة»؟

يا سيدي، نحن بحاجة إلى جهة يناط بها هذا الأمر، يجب وزن الأمور بموازينها الحقة. تحت يدي كتاب لوكيل إحدى كليات الحقوق يستشهد فيه - على رأي معين - بنصين كريمين في حين أنهما يتعارضان تماما مع الرأيين «هذه بضاعتنا»، أنا لا أتهم أحدًا في علمه لكنها العجلة في الأمر والحرص على الكم دون الكيف، أين دور المراجعة؟ لا وقت لها.

يقول الأخ ريان: «تفعيل حصة المكتبة في المدارس» وأقول: «من أمن العقوبة أساء العمل» يلزم أن تكون حصص المكتبة والقراءة والإملاء حصص مواد أساسية تضاف إلى المجموع، يلزم أن تكون هناك ضوابط صارمة لكل ما تطرحه دور الطبع والنشر فنتاجها غذاء الروح والعقل والفكر.

بقي مجرد استفسار واحد حملته أصغر فقرات المقال، وهي الفقرة الأخيرة حيث تقول: لم نقرأ؟ ولماذا نقرأ؟ فما الفرق بينهما؟.

حمدين الشحات محمد
المنصورة - مصر

انهيار المكتبات.. أزمة ثقافية

بعد السلام والتحية..

فقد أثار اهتمامي ما جاء في ملف الاستطلاع من قبل كادركم الموقر عن «المكتبات في الكويت.. قراءة وتجارة ورسالة» للسيد أحمد فضل شبلول وذلك في العدد (639) الصادر في فبراير 2012.

وجاء ما نصه تحت عنوان «من فات قديمه تاه» «غير أن للكتب التراثية والقديمة في الكويت هواة يجمعونها ويوفرونها لمن يريد اقتناءها أو استعارتها سواء في الكويت أو في دول الخليج، أو الدول العربية عموما انطلاقا من مقولة من فات قديمه تاه».

وأعلق بالقول على هذا النص أعلاه أن كتب التراث القديمة فيها من الجاذبية والسحر والبيان ما يبهر الألباب. وكتب التراث تعني الهوية والخصوصية التي ينتمي إليها المجتمع أو أي بلد في العالم.

وأهيب بالقراء الكرام أن يتوجهوا بأفئدتهم وعقولهم نحو هذا النوع من الكتب القيّمة لأن فيها تعريفًا لهويتهم وهوية آبائهم وأجدادهم وبلدهم.

وحول الزيارة التي قام بها كادر المجلة الموقر للمكتبة التراثية والتعريف بها وبصاحبها الأستاذ صالح المسباح وما تحتويه هذه المكتبة العتيدة من تراث كويتي زاخر، فإنني من هذا المنبر الموقر أقدم تحية إعزاز وإجلال وإكبار للأستاذ صالح المسباح على جهده المبارك في تثبيت هوية بلاده والتذكير بتراثها الأصيل.

وما أود قوله في هذا الصدد أن دولة الكويت أصيبت بجرح كبير في العام 1990 - 1991 جراء ما تعرضت له من غزو صدامي غاشم على أراضيها الآمنة وفي جنح الظلام الدامس، ومن غير سابق إنذار.

وفضلا عما تعرضت له هذه الدولة المسالمة من أضرار جسيمة وإزهاق في أرواح أبنائها وممتلاكتهم، فقد تعرضت أيضا جراء هذا الغزو إلى هجوم سافر على تاريخها وتراثها وثقافتها وكل شيء يمت بصلة إلى ذاكرتها العربية الخليجية، لكي يتحقق الضم التعسفي إلى العراق - آنذاك - ذات النظام البوليسي ذي القبضة الحديدية المستبدة الواحدة.

وبعد أن تخلصت دولة الكويت من هذا الكابوس المظلم، وأخذت شيئا فشيئا تعالج جراحاتها النازفة وتسترد عافيتها. عندها بكل همة ونشاط انبرت الأقلام الكويتية الأصيلة تركز وبكل شدة على كتابة كل شيء عن دولة الكويت من تاريخ وتراث وحضارة وثقافة وعادات وتقاليد وحكم وأمثال وقصص وروايات شعبية قديمة. وكل ما يمتاز ويتخصص به شعبها العربي الخليجي الأبي.

وقد استوقفني ما أدلى به الأستاذ يحيى الربيعان صاحب مكتبة الربيعان لمجلتكم الموقرة بشأن قصة تصفية مكتبته ثم إعادتها إلى الحياة مرة أخرى: «فمع عزوف الناس عن القراءة، وتراجع توزيع الكتاب تأثرت المكتبة، وأصبحنا غير قادرين على النشر والتوزيع ولذلك أعلنا تصفية المكتبة عام 2006، ولكن هذا القرار لم يرض شخصيات علمية وثقافية كبيرة، وشخصيات في مراكز مرموقة في الدولة، واستنكروا هذا الإغلاق، وفي مقدمتهم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي أمر بدعم المكتبة واستمرارها وعدم إغلاقها، لأنها تمثل واجهة ثقافية للكويت»، ويؤكد الربيعان أن المكتبة تعيش حاليا على حس صاحب السمو أمير البلاد.

وهذا الموقف الكريم الذي بادر به صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد في إنقاذه لرافد مهم من روافد الثقافة في بلده الكويت موقف حقا يشكر عليه. وهذا الشكر ليس مقدما له من قبل صاحب مكتبة الربيعان فقط، بل هو مقدم له من كل مواطن عربي يهتم بثقافة بلاده وثقافة وطنه العربي الكبير.

ولا أبالغ إن قلت إن انهيارا عاما قد أصاب المكتبات العربية برمتها من المحيط إلى الخليج، جراء التوجه المبالغ به في أخذ المعلومة من الآلة الإلكترونية.

ومن خلال مجلتكم الموقرة أهيب بالحكومات العربية إيجاد حل لهذه الأزمة الثقافية، وإنقاذ ما تبقى من المكتبات العربية لا سيما المكتبات القديمة ذات السمة التاريخية والتي تعنى بتراث البلد الذي تنتمي إليه.

حسين هاشم آل طعمة
كربلاء - العراق