بعد عامين من التحرير جامعة الكويت ولدت مرتين إبراهيم الخالدي


بعد عامين من التحرير جامعة الكويت ولدت مرتين

ولدت جامعة الكويت مرتين ، الولى في عام 1966 عندما أنشأتها الإجارة الكويتية التي تتطلع إلى المستقبل ، والثانية في عام 1991 بعد التحرير عندما عاد أبناء الكويت إلى الحرم الجامعي بعد أن مرست ضده عمليات النهب المنظم ، وتحولت قاعات الدراسة إلى مقرات للقيادة والإيواء العسكري لجنود الغزو . والآن بعد عامين من التحرير فإن جامعة الكويت تبدو وقد ولدت للمرة الثانية أكثر فتوة وبهاء .

عندما دخلت مواقع جامعة الكويت في الخالدية للمرة الأولى بعد التحرير بأشهر قلائل، لم يكن أمامي سوى حطام جامعة مدمرة وجهود حثيثة لإعادة بنائها، فالمكتبات صارت أطلالا تنتظر امرأ القيس ليقف عندها ويبكي، والكتب نقلت بوثائق رسمية إلى مكتبات الجامعات العراقية، وكذلك المختبرات بكامل معداتها وأجهزتها، أما ما لم يسعفهم الوقت لنهبه فقد قام الأشقاء الأشقياء بتخريبه، حتى أن بعض شاشات الكمبيوتر وجدت مكسورة بضربات بأعقاب البنادق.

وقتئذ قفزت إلى ذهني أحداث صباح يوم الغزو، وكنت قد سمعت بأخبار اعتداء عراقي على الحدود، ولكني لم أتصور أن ذلك سيحول دون إجراء اختبار مهم في مادة الكيمياء، كنت قد قضيت الليلة السابقة في الاستعداد له، وسرت في الطريق إلى الخالدية وكل ما يحيط بي يدل على أن الأمر أخطر مما ظننت، ووصلت إلى الجامعة لأجد زملائي يتبادلون أخبار الصباح، ليختلط ما يحكيه البعض من أن الغزاة وصلوا إلى المدن الشمالية، وكان المشرفون على الاختبار يحملون أوراقهم بقلق، وبعد مشاورات لعدم وصول معظم الطلبة، تقرر أن يؤجل الامتحان إلى يوم السبت التالي أي بعد يومين، ولا أزال أذكر زميلا كان بقربي وهو يقول: "حسنا.. إنها ستكون فرصة للمزيد من المذاكرة)!!، ومن المضحك المبكي أن هذه الفرصة استمرت أكثر من عام كما يعرف الجميع.

وعادت جامعة الكويت تفتح أبوابها يوم السبت 28/ 9/ 1991، وما أعادها لم يكن الإمكانات المتوافرة، بل كان الإرادة والإرادة وحدها، فتنظيف الجامعة وترتيب فصولها بل وحتى إعادة طلائها قام به طلبتها وموظفوها وأساتذتها قبل وصول الجهات المختصة، وبدأت لجان إعمار الجامعة كما أطلق عليها في العمل بكل الكليات منذ الشهر الثاني للتحرير (أبريل 1991) وكم كان جميلا أن ترى بين المشاركين أساتذة تركوا لقب الدكتوراة جانبا ومضوا يجهزون المقاعد لطلبتهم، وفتيات تركن الحديث عن الموضة واعتلين السلالم وأمسكن بالفرشاة يصبغن جدران الجامعة، فكانت تلك اللجان حلقة رائعة في قلادة الكويت الحرة.

نعم، أعادت الإرادة فتح أبواب الجامعة بعد سبعة أشهر فقط بعد التحرير، وقد يراها البعض فترة كافية، ولكن لنقرأ هذه الوثيقة العراقية، لنتعرف على خيوط الجريمة التي ارتكبها المحتلون وجاء فيها: "إلى رئاسة جامعة البصرة - السيد رئيس الجامعة: استنادا إلى ما جاء بكتاب عضو القيادة القطرية المرقم م ع ب 297 في 10/ 2/ 1990 والمتضمن نقل جميع الموجودات وبكل أنواعها من جامعة الكويت والمعهد الفنني الكويتي الفائضة عن الحاجة من محافظة الكويت إلى ما يقابلها في محافظات القطر الأخرى وبشكل عاجل"، وتحت حجة الفائض عن الحاجة سرق الغزاة الجمل بما حمل.

نعم.. إنها كانت الإرادة، ويحدثني أمين جامعة الكويت الدكتور خالد السعد فيقول: "عندما عدنا للجامعة بعد التحرير قررنا إعادة الدراسة في سبتمبر، مهما كانت الظروف، ولو اقتصر الأمر على أستاذ وطالب ومقعد!".

كيف كانت العودة؟

كانت جامعة الكويت قد أعلنت سنة 1990 خطتها الخمسية (90 - 95)، ولكن الاحتلال جاء وعطل خطة التطوير هذه، وبعد التحرير أقرت الجامعة ثلاث خطط زمنية، هي خطة الطوارىء، ثم الخطة الانتقالية، ثم الخطة بعيدة المدى وبدأت الألى في مارس 1991 أي بعد خمسة أيام من تحرير الكويت وانتهت في يونيو 1992 واستهدفت إعادة تشغيل الجامعة وفتحها لاستقبال الطلبة، والثانية وهي الخطة الانتقالية وتمتد من يوليو 1992 وحتى يوليو 1995، تهدف إلى استعادة الجامعة لقدراتها وبلوغها - بالتدريج - لمستواها المتميز قبل الاحتلال العراقي، والخطة الثالثة وهي الخطة بعيدة المدى (ما بعد يوليو 1995) تستند إلى محورين أساسين، هما الإبقاء على الهيكل الأكاديمي المقترح في الخطة الخمسية 90 - 95 مع استحداث تطورات نوعية وكمية حسب ما تقتضيه الحاجة، وتأجيل بدء التخطيط لجامعة ثانية لحين الانتهاء من صياغة الاستراتيجية الجديدة للتعليم الجامعي في الكويت، وهي استراتيجية تعكف وزارة التعليم العالي في الكويت حاليا على وضعها اعتمادا على معطيات حقبة ما بعد التحرير، واستجابة لمتطلبات كويت المستقبل.

وكانت الخطة الخمسية المعطلة وجاءت في حوالي 400 صفحة مطبوعة، تهدف إلى البدء بإعادة هيكلة البرامج الأكاديمية فيها، والتوسع الإنشائي في مواقعها الخمسة (الخالدية - الشويخ - الجابرية - العديلية - كيفان) لتطويرها وزيادة طاقاتها الاستيعابية إلى عشرين ألف طالب (عدد طلبة الجامعة الآن حوالي ثمانية عشر ألفا) وبتكلفة مائة وخسين مليون دينار كويتي (حوالي نصف مليار دولار أمريكي)، وتتكامل خطة التطوير هذه مع إنشاء جامعة ثانية تستوعب عشرين ألف طالب آخر، وعن هذا الأمر يحدثني معاون مساعد مدير جامعة الكويت الدكتور صالح ياسين فيقول إن خطة التطوير المزمع الانتهاء منها سنة 1997، بتأخير عامين من جراء الاحتلال العراقي الغاشم لا تتعارض مع المطالبة بجامعة أخرى، لأنه بحلول سنة 2010 سيكون في الكويت أربعون ألف جامعي، وبالتالي فإن الجامعة وضعت المنظور التخطيطي لحرم الجامعة الجديدة، الذي سيكون بمنطقة الشدادية - غرب مدينة الكويت. وأما خطة التطوير الحالية فتتوزع أعمالها كالآتي: 75% لمبان جديدة، 10% لتحديث المرافق القائمة، 10% لرفع كفاءة الخدمات 5% لتجميل وتحضير المواقع، منوها إلى أن الجامعة سوف تستثمر 59% من هذه المبالغ في موقع الشويخ و 28% في الخالدية و 10.5% في الجابرية و 1.5% في كيفان و 1% في العديلية وذلك في إشارة إلى أن معظم مرافق الجامعة سوف تتركز في نهاية الأمر بالشويخ والخالدية، كما أن تغييرات مهمة في البرامج الأكاديمية سوف تحدث، حيث من المخطط إنشاء ثلاث كليات جديدة وهي كلية العلوم الإدارية وكلية العلوم الاجتماعية وكلية اللغات والإنسانيات كبدائل لكليات الآداب والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية.

وعندما نتلمس كيفية إعادة الحياة إلى الجامعة بعد التحرير، في عملية تسجيل يدوية أعادت جامعة الكويت عشرين عاما إلى الوراء، سجل في سبتمبر 1991 حوالي (10500) طالب وطالبة، موادهم في العام الجامعي 91 / 92 ويمثل هذا العدد نقصا قدره 20% في أعداد الطلبة قبل الاحتلال البالغ عددهم 13367 ومعظمهم من الطلبة غير الكويتيين الذين غادروا الكويت نهائيا وارتبطوا بجامعات أخرى، وبالتالي ارتفعت نسبة الطلبة الكويتين من 80% قبل الاحتلال إلى 95%، ورافق ذلك تناقص في أعضاء هيئة التدريس ومدرسي اللغات إلى النصف تقريبا، وذلك من 1142 إلى 690 أستاذا ومدرس لغات بعد التحرير، كما رافق ذلك نقص مماثل في سائر الموظفين والعاملين ويقول عميد شؤون الطلبة بالجامعة الدكتور عبد العزيز الغانم إن نقص الفنين دعا الجامعة إلى تكثيف الدورات التدريبية للعاملين فيها بغية إكسابهم مهارات تساعدهم في مواجهة النقص الحاصل في الكوادر مشيرا بذلك إلى برامج التدريب والتعليم المستمر التي تعتبر إحدى أولويات جامعة الكويت.

خسائر الجامعة

وأمام جدول مفصل للخسائر المباشرة لجامعة الكويت من جراء الاحتلال العراقي الغاشم تتضح فصول المأساة حيث بلغ مجموع هذه الخسائر أكثر من مائة وخمسة ملايين دينار كويتي ( تفوق ثلث مليار دولار أمريكي )، وتتنوع الخسائر في جدول من عشرة بنود بين خسائر هندسية وخسائر أثاث وأجهزة وأدوات مكتبية وأجهزة كمبيوتر وملحقاتها، والأجهزة والمعدات المختبرية، وخسائر متفرقة، ونجد أن أكثر الخسائر كانت في المختبرات حيث وصلت إلى حوالي الاثنين والأربعين مليون دينار ونصف تليها خسائر المكتبات الجامعية من كتب ودوريات ومخطوطات وأبحاث ورسائل دكتوراة ووسائل سمعية وبصرية بلغت أكثر من سبعة عشر مليون دينار ونصف وهو مبلغ يقارن أيضا خسائر أجهزة الكمبيوتر.

وبلغ مجموع خسائر الكليات في بند الأجهزة والأثاث والمطبوعات ما نسبته 61.7% من مجموع خسائر الجامعة المباشرة. ومن تقرير أعدته الجامعة أخيرا نجد أن أكثر الكليات خسائر هي كلية العلوم ثم الهندسة ثم الطب، وأقلها تضررا هي كليات الدراسات العليا ثم كلية الشريعة، وتتفق هذه النسب مع ما تحتويه الكليات العلمية من مختبرات علمية متقدمة وأجهزة كمبيوتر ومكتبات حديثة.

ورغم المبلغ الضخم للخسائر فإنه لا يشمل ما تعرض له أعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفون من حرمان للدخل الشهري وفقدان الممتلكات الخاصة أو تكاليف السفر لمن غادروا الكويت أو المعاناة النفسية، كما لا يشمل الخسائر غير المباشرة مثل تدمير نظم المعلومات للجامعة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل البرامج الأكاديمية للدراسات العليا والأبحاث وبرامج خدمة المجتمع.

وعندما نتحدث عن خسائر تعرضت لها جامعة الكويت لا بد أن نتحدث عن خسائر لا يمكن تعويضها، منها ضياع سنة كاملة على الطلبة، واضطرار الجامعة لقبول دفعات كبيرة من الطلبة لا يوافقها ازدياد مماثل في عدد الأساتذة، الأمر الذي أدى إلى اختلال نسبة الطلبة إلى الأستاذ الواحد. وحول هذا الأمر يقول أمين عام الجامعة الدكتور خالد السعد: "إن المتعارف عليه عالميا أن تكون النسبة في الكليات النظرية (18:1) أستاذا واحدا لكل 18 طالبا، بينما في الكليات العلمية (12:1)، ولكن النسبة مختلة حاليا فهي بحدود (26:1) للكليات العلمية والنظرية على حد سواء، لكون كثير من الأساتذة الأجانب الذين كانوا يدرسون في جامعة الكويت ارتبط في الخارج أثناء الاحتلال ". وأضاف السعد قائلا: "إننا في جامعة الكويت نسعى لزيادة أعضاء هيئة التدريس للأفضل كما ونوعا خاصة عندما يتم إقرار مشروع تعديل رواتب أعضاء هيئة التدريس، الأمر الذي سيجذب نخبة متميزة من الأساتذة).

الجامعة في 27 عاما

عندما أزاح أمين الكويت الراحل الشيخ صباح السالم يوم الأحد السابع والعشرين من نوفمبر سنة 1996 الستار عن لوحة تذكارية في موقع الخالدية الجامعي لا تزال شاهدة على سبعة وعشرين عاما من عمر التعليم العالي في الكويت، لم يكن يؤذن ببدء عمل مؤسسة أكاديمية جديدة فحسب، بل كان يعلن مسارا جديدا في تاريخ التعليم في الكويت.

وبدأت جامعة الكويت بكليتين، الأولى هي كلية العلوم والآداب، والثانية هي كلية البنات، وكان فيها خلال العام الجامعي الأول 66 / 67 أربعمائة وثمانية عشر طالبا وطالبة يدرسهم واحد وثلاثون أستاذا، وتنامت الجامعة على كل الأصعدة حتى وصل عدد طلبتها في يومنا هذا إلى أكثر من ثمانية عشر ألفا يتلقون العلم في خمسة وخمسين تخصصا مختلفا في تسع كليات تمنح درجة الإجازة الجامعية (البكالوريوس أو الليسانس) وهي كليات: العلوم، والهندسة والبترول، والطب، والعلوم الطبية المساعدة والتمريض، والآداب، والتجارة والاقتصاد والعلوم السياسية، والتربية، والحقوق، والشريعة والدراسات الإسلامية، وهناك كلية عاشرة تقدم شهادة الماجستير أنشئت سنة 1977 وهي كلية الدراسات العليا، وبلغ عدد الدارسين فيها قبل الغزو 308 طلاب وطالبات يدرسون في ثمانية عشر تخصصا، هي سبعة تخصصات من كلية العلوم وستة من كلية الطب وأربعة من كلية الهندسة والبترول، بالإضافة إلى تخصص واحد من كلية الآداب هو الفلسفة، وقد تعطل برنامج الدراسات العليا سنتين، حيث أعيد العمل فيه في سبتمبر 1992 ومن المتوقع أن تقبل أول دفعة بعد التحرير في سبتمبر 1993 .

ولو تطلعنا قليلا إلى مؤشرات التطور، نجد أن جامعة الكويت قفزت خلال عمرها القصير نسبيا قفزات سريعة، فبينما بدأت الجامعة بموازنة سنوية قدرها خمسة ملايين دولار أمريكي سنة 1966 فقد تزايدت حتى وصلت في سنة 1990 إلى 240 مليون دولار، وقفزت بعد التحرير إلى 360 مليونا لمواجهة أضرار الاحتلال. ومن المتوقع أن تصل في نهاية الخطة الانتقالية سنة 1995 إلى 410 ملايين دولار. أما مؤشر التطور في أعداد الطلبة المقيدين فقد تضاعف عشرات المرات عن عدد الدفعة الأولى سنة 1966 وهو 418 طالبا وطالبة حتى وصل في العام الجامعي 84/ 85 إلى حوالي سبعة عشر ألف طالب وطالبة الأمر الذي أدى إلى تبني الجامعة سنة 1985 سياسة قبول أكثر انتقائية تستهدف قبول ما لا يزيد على 35% من إجمالي خريجي الثانوية العامة. مما أدى إلى تقلص عدد طلبة الجامعة المقيدين عند حدوث الاحتلال إلى 13367 طالبا وطالبة، وأمام الخلل الذي أحدثه ذلك الاحتلال كان عدد طلبة الجامعة بعد التحرير كما سبق ذكره 10500 طالب وطالبة، ولكن تزايدا غير طبيعي في عدد الطلبة جعل عدد المقيدين حاليا 18049 نسبة الطالبات منهم 64.5% حيث يصل عددهن إلى 11653 طالبة. بينما عدد الطلاب 6396 طالبا.

أما في أعداد الأساتذة، فقد تزايد العدد من 31 أستاذا سنة 1966 حتى بلغ 1142 أستاذا سنة 1990، ثم تناقص بعد التحرير إلى 690، وازداد سنة 1992 إلى 900 أستاذ وتهدف الخطة الانتقالية إلى إيصال عدد الأساتذة سنة 1995 إلى 1200 أستاذ، وفيما يتعلق بالعمالة المساندة في جامعة الكويت، فقد ازدادت من 170 عاملا سنة 1966 إلى 3475 عاملا سنة 1990 إلا أن العدد تناقص بعد التحرير إلى 2530، وازداد في السنة التالية للتحرير سنة 1992 إلى ثلاثة آلاف عامل. ومن المتوقع إيصال عددهم سنة 1995 إلى 3600 عامل مساند.

وفيما يتعلق بأعداد الخريجين، فإن البند الأول من أهداف الجامعة في الإطار العام الذي أقر سنة 1980 ينص على: "إعداد القيادات وتوفيرها في كل المجالات، وإعداد الشباب الواعي بتقاليد مجتمعه وقيمه السائدة" وحصدت جامعة الكويت سنة 1970 أولى ثمارها بتخريج 214 طالبا وطالبة من كلية الآداب و 50 طالبا وطالبة من كلية العلوم واستمرت الجامعة تخرج كل عام أعدادا متزايدة من الطلبة، بلغ مجموعهم الكلي 28622 طالبا وطالبة منهم 11331 طالبا و 17291 طالبة بدءا من سنة 1970 وحتى سنة 1990، ولم يقتصر إعداد الجامعة لأبناء الكويت فقط، فقد كان ثلث عدد خريجيها من غير الكويتيين حيث وصل عددهم إلى 9452 طالبا وطالبة ومعظمهم من العرب، وبعد التحرير في العام الجامعي 91/ 92 وصل عدد الخريجين إلى 1784 طالبا وطالبة منهم 1541 كويتيا و 243 غير كويتي.

هذا فيما يتعلق بالعنصر الإنساني، أما حول المرافق المساندة في الجامعة فنجد أن المكتبات في الجامعة بدأت بعد التحرير من الصفر، حيث توزعت كتبها بين الجامعات العراقية، وكانت تحوي في السابق ما بين 600 و700 ألف كتاب، وإعادة بناء المكتبات تحتاج إلى سنوات، حيث إن عدد الكتب بعد سنة من العمل لم يتجاوز المائة ألف كتاب، ويواكب عملية إغناء المكتبات بالكتب، تطويرها بنظم الحاسب الآلي المتطورة، بالإضافة إلى تزويدها بالوسائل السمعية والبصرية المتقدمة.

أما فيما يتعلق بالبحث العلمي، وانطلاقا من البند الثاني من قائمة أهداف الجامعة الذي ينص على متابعة التقدم العلمي، والمساهمة في تقدمه عن طريق البحوث العلمية لحل مشكلات المجتمع، وتنميته اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فقد لقي النشاط البحثي اهتماما بالغا، حتى وصل عدد مشروعات الأبحاث سنة 1990 إلى حوالي 500 مشروع في مجالات العلوم والهندسة والطب والعلوم الإنسانية، تبلغ موازنتها عشرة ملايين دينار كويتي. ويحدثني أمين الجامعة الدكتور خالد السعد فيقول: " إنه بعد التحرير تم تأجيل البحث العلمي لمدة سنة واحدة لحين استكمال إمكانات الجامعة، ليتفرغ الأساتذة للتدريس فقط، للنقص الحادث في أعدادهم، ولكن بعد السنة عدنا لمواصلة البحث العلمي، ولدينا الآن مشروعات أبحاث كثيرة تصل موازنتها الإجمالية إلى مليونين وستمائة ألف دينار كويتي (أكثر من ثمانية ملايين دولار) ونأمل زيادتها عند اكتمال الهيئة التدريسية والأجهزة والكتب الناقصة".

الطلبة في جامعة الكويت

تفخر الكويت بحركة طلابية رائدة في المنطقة بدأت في أوائل الأربعينيات من هذا القرن، ففي سنة 1943 طالبت مجموعة من طالبات المرحلة الثانوية بإصلاحات في العملية التعليمية بالإضراب والتجمع، كما تظاهر الطلاب في الكويت سنة 1956 احتجاجا على العدوان الثلاثي علي مصر، وفي يوم 24/ 12/ 1964 أعلن عن قيام الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في القاهرة لكونها أكبر تجمع طلاب وقتئذ، حيث لم تكن جامعة الكويت قد أنشئت بعد وقد أسس الاتحاد خلال تاريخه فروعا بالإضافة إلى فرع القاهرة في بيروت (جمد فيما بعد) والمملكة المتحدة، وموسكو (جمد) والكويت (أسس سنة 1969 م وأصبح المقر الرئيسي للاتحاد) وأمريكا وفرنسا، كما اعتاد الاتحاد إقامة مؤتمره العام كل سنتين وتحضره وفود من فروع الاتحاد، ويتحول إلى مهرجان تقام فيه الندوات وتعقد كل مرة تحت عنوان تدور حوله المناقشات، وسيعقد المؤتمر المقبل في أواخر العام الحالي 1993 وهو المؤتمر الرابع عشر.

وتجرى انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع جامعة الكويت - في أكتوبر من كل عام، وسط جو ديمقراطي ساخن، ويتنافس فيها عدد من القوائم تختلف فيما بينها في الأيديولوجية والطرح، وقد اقترع في الانتخابات الأخيرة 7834 طالبا وطالبة. وبالإضافة إلى الاتحاد تحوي الجامعة تسع جمعيات علمية موزعة بين كلياتها، ينتخب هيئاتها الإدارية طلبة كل كلية تتبعها الجمعية على حدة، ويقيم الطلبة سواء في الاتحاد أو الجمعيات أنشطة طلابية وسياسية وثقافية واجتماعية، الأمر الذي يجعل من جامعة الكويت مؤسسة أكاديمية يطرح اسمها كعامل مؤثر على كل الأصعدة في المجتمع الكويتي، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الجامعة ليست كتابا يأتيه الطلبة لتلقي العلم ثم يعودون إلى منازلهم، بل إن الحياة الجامعية محصلة فعاليات كثيرة وإن كان التحصيل العلمي أهمها، ففي الجامعة أشياء كثيرة غير قاعة المحاضرات ومن هذه النظرة حرصت جامعة الكويت على إيجاد المرافق الترفيهية والرياضية للطلبة، وقد تم تخصيص إدارتين في عمادة شئون الطلبة: الأولى للنشاط الفني والثقافي، والثانية للنشاط الرياضي، كما تنتشر في المواقع الجامعية ملاعب لمختلف أنواع الألعاب وأحواض للسباحة، إضافة إلى السعي لإنشاء ناد رياضي متكامل لمستخدمي الحرم الجامعي من أساتذة وموظفين وطلبة في الشويخ سوف ينتهى من إنشائه قريبا.

كلمة أخيرة

والآن بعد عامين من تحرير الكويت تنهض جامعتها الوحيدة لتكمل المسيرة التي انطلقت سنة 1966 وتضمد جراحها، ويلخص أحد مسئولي هذه الجامعة حالتها الآن فيقول: "إنها ليست جامعة بلا مشكلات ولكنها تحاول أن تكون كذلك". وقبل أن أخرج من الحرم الجامعي أشاهد لوحة رخامية سطرت فيها أسماء سبعة من شهداء الكويت كانوا لا يزالون طلبة في جامعتها عندما استشهدوا وهم: عبد الرحمن الكندري وصالح الفيلكاوي وعيسى محمد فايز وخالد الضامر وحماد الشمري من كلية الهندسة وسعاد الحسن من كلية الحقوق وخالد العجمي من كلية التجارة وأترك الجامعة وأنا أترنم بأبيات الشاعر الكويتي يعقوب السبيعي:

ناديت بالوجدان جامعتي التي

عبث الغزاة بحالها وحياتها

فتظل تصغي للحديث لعلمها

إن الحديث يضيء في إنصاتها

يا منبع العلم العظيم ومستقى

أرواح أبناء لها وبناتها

اليوم بعد الكرب عادت فرحة

كبرى ونور العلم في جنباتها

الورد غطى ساحة العلم الذي

نضجت مجاني العلم في شجراتها

ها غصنها الريان أورق مرة

أخرى ليطعم جائعا.. ثمراثها

 

إبراهيم الخالدي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




قاعة الوسائل السمعية والبصرية بالخالدية وقد تبعثرت محتوياتها، ويبدو أنهم كانوا يبحثون عن أشياء ثمينة‍





مختبرات كلية العلوم هكذا خلفها تتار القرن العشرين





شعار جامعة الكويت





سمو أمير الكويت يسلم إحدى المتفوقات شهادة تخرجها





بعض الخريجات أثناء حفل التخرج





مشهد يوضح نوعية الأحذية العسكرية التي وطأت مباني الحرم الجامعي





دبابة خلفها الغزاة في مواقف الجامعة بالخالدية





طالبة تجري تحليلا على بعض المواد الطبية





اجراء اختبارات على أحدث الأجهزة





دكتور يشرح لبعض الطلبة على أجهزة صناعية لتكوين الرأس





الدكتور يشرح للطلبة التكوين الداخلي لجسم الإنسان





دكتور يجري بعض الأبحاث المخبرية





بعثروا كل شيء.. كانت الفوضى هوايتهم





صورة تختصر كل ما حدث الحذاء العسكري اعتلى هامة كتاب العلم





وثيقة عثر عليها في الجامعة بعد التحرير توضح كيفية نقل الأجهزة العلمية إلى العراق





وثيقة أخرى توضح جريمة النهب المنظم الذي تعرضت له الجامعة





شاشة كمبيوتر وما لم يسرقوه تركوه مدمرا





طالب في جامعة الكويت يدلي بصوته في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت





د. خالد السعد أمين عام جامعة الكويت





د. صالح ياسين





توزيع ميزانية البرنامج الإنشائي لتطوير مواقع جامعة الكويت





دكتور يشرح لبعض الطلبة تكوين جسم الطفل أثناء إحدى المحاضرات





مؤشر تطور أعداد الطلبة المقيدين في جامعة الكويت (1966- 1992)





توزيع مجموع خسائر الجامعة ونسبها حسب نوع الضرر





بعض الطالبات يراجعن مكتبة الجامعة للحصول على أحدث المراجع العلمية





كتب كلية الشريعة وجدت ممزقة في أروقة الكلية