حتى يتنفس الحب وتستمر الحياة دينا توفيق

حتى يتنفس الحب وتستمر الحياة

الحوار أو التواصل الإيجابي مهم في الزواج ، لأنه يفتح آفاقنا لأفكار قد نحار في تفسيرها لو أضمرناها في أعماقنا وادعينا مقدرة التغلب عليها وعلى العثرات الصغيرة أو الكبيرة التي تقف في طريق الحب..

الحب وحده لا يكفي . فالحب قد يختنق ويغتاله اتساع هوة الخلاف بين الحبيبين وهما في ذلك لا يعلمان . كما أنهما مقتنعان بأنهما بالحب وحده يتواصلان ، وذلك لا يمنع أن الحب عامل مساعد في التغلب على عدد من نقاط الخلاف . ولكن هناك العقل الذي لا يستطيع القلب على طول الخط أن يلغيه ويقلل من شأنه !! ولكي يعيش الحب عندما سألوني عنه قلت لهم : إن علماء النفس يؤكدون أن النصائح المباشرة أو تلك القوالب الجامدة لا تفيد. فكل امرأة لها شخصيتها ، وكل رجل كذلك . وكل منهما في علاقته الخاصة مع الطرف الآخر يعرف مناطق الشخصية ومميزاته وعيوبها، والقدرة على تقبل العيوب أو رفضها ، ومتى يحدث كل منهما الآخر ، ومن أي الزوايا يكون مدخل الحوار مع الآخر. فالمسافة بين الحبيبين يجب أن تكون واضحة لتجعل الحب يتنفس !!

وكما ذكرت فالنصائح التقليدية الجامدة الفاشلة التي يمكن أن يسديها لك الآخرون لا تساوى إلا مزيدا من العصبية والضغط.

خطوات ناجحة

وعلينا أن نعرف أن العلاقات السليمة لا تنتهي أبدا ، ولكن علاقات المتعة فقط هي التي تنتهي وبسرعة . إن المحاولات المستميتة لجعل العلاقة ممتعة هي بالتأكيد السبب في تدميرها. فالأشياء الرومانسية تحدث تلقائيا ، بشكل لا تكلف فيه . وكذلك الرغبة والمتعة أمور تنتهي بمرور الوقت . وعلينا أن نركز على الحفاظ على أمور الحياة ، مستوى المعيشة ، مستقبل الأبناء ، ولا تقاتل بضراوة ، لأنه لو تسلح الطرفان جيدا فهما إذن يستعدان لمعركة يجب أن يكون هناك منتصر ومهزوم . ولا تتحدث عن كل شيء . إن الحديث بصراحة شديدة لا يفيد غالبا

- إذن يجب إلا نكون دائما صرحاء ، وتقول الحقيقة كاملة .. وبأمانة شديدة ، فالصراحة تستلزم الحيدة الشديدة وهذا أمر مستحيل . وعموما شريكك لا يحتاج أن تصف له مشاعرك وأفكارك بحذافيرها!!!

ولا بد ألا ننكر شيئا حقيقا وأساسيا هو أن الشخص المسئول عن اقتصاديات الحياة له بالتأكيد سلطة أكبر في قرارات العلاقة والحياة . فيجب ألا تفسد عنجهيتنا الأمور ، إذ لا بد من تسوية هذا الأمر بشكل عاقل لأن كثيرا من الماديات تفسد حتى علاقات الحب التي ندعيها!!

مساحات التغيير

حتي في أكثر الزيجات نجاحا قد يتمنى أحد الشريكين تغيير بعض أشياء في الطرف الآخر . فهناك أشياء صغيرة تسبب القلق بتكرارها مثل الإهمال في المنزل. ولا بد أن تستقر في أذهاننا فكرة مهمة هي إن كان أحد الطرفين يريد تغيير بعض الجوانب في شخصية الآخر شريكه في رحلة الحياة ، فلا بد أن يكون ذلك في تلك المساحة المتروكة للاحترام وفرص تبادل الاهتمامات ، فلا يمكن أن نصمم على ذكر الأخطاء والسلبيات دائما.

التغيير يأخذ وقتا ، ولا يمكن أن نتوقع حدوث التغيير في يوم وليلة!

ولنعد معا لمساحة الاحترام. فللوصول لأهداف الزواج يجب أن يحترم الزوجان كل منهما الآخر وعمله واهتماماته. وأن يتبادلا الرأي حول الخطط الحالية والمستقبلية، لأنه ليس من المعقول أن ينفرد أحدهما بالقرار. وإن كان هناك أولويات لصاحب القرار.

تكرار الخطأ!!

وهناك مثل شعبي يقول" زن الدبور على خراب عشه"، أذكر هذا المثل الشعبي لأن هناك حالات يصمم فيها أحد الطرفين على اتخاذ نفس الخطوات ونفس الأسلوب الذي لا يجد منه جدوى لحل المشكلات. وذلك الأسلوب الآخر لن يكون بالتأكيد اللوم والعتاب. لأن ذلك الأسلوب قد أثبت فشله مع تكرار استخدامه.. فيا عزيزي ويا عزيزتي. زوجك أو زوجتك لن يتغير أو تتغير من تلقاء نفسه أو نفسها !!!. ولن تتغير الأمور باللوم والعتاب ، ولن يحدث ذلك أيضا بالبكاء والنحيب. ومحاولة التأثير العاطفي ، فمصير ذلك التأثير إلى الزوال السريع وتعود الأمور إلى ما كانت عليه وربما إلى أسوأ!!

 

دينا توفيق