عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

إنه الربيع

  • .. عزيزي القارئ

يأتيك هذا العدد بينما الربيع في أوجمع ولعلنا نتساءل عن سر ما يحدث ليمتلئ الربيع بكل هذا الجمال؟ ولعلنا نجيب: لا شيء أكثر من أن الحياة تمضي قدما بأبسط سننها، وأوضحها، وأعمقها في الوقت نفسه، حيث يولد الجديد فيحتفى به ويتصدر لوحة الألوان البهية.

ولقد طرح علينا الربيع سؤاله الكبير: "هل حذونا حذوه ونحن نطمح إلى بعض ماله من جمال؟ " ولكن كانت فرحتنا عظيمة - عزيزي القارئ - عندما اكتشفنا الفلسفة، وكان الجهد بسيطا وواضحا.. أن نمضي في نهر الحياة ونحن نحترم أبسط وأعمق سنن الحياة، أي ترك براعم الجديد تتفتح وتزهو، سواء كان هذا الجديد جديدا في العمر، أو جديدا بحيوية الروح رغم الإيغال في العمر.

أكثر من نصف كتاب هذا العدد - عزيزي القارئ - من الشباب، وهو ما تكرر في أعداد كثيرة سبقته في الفترة الأخيرة، صحيح أنهم - على حد تعبير ناقد كبير تناول بقلمه مسيرة "العربي" حتى خطاها الأخيرة - شيوخ الشباب، بمعنى أنهم يتجهون نحو الرسوخ في الأداء رغم اخضرار العمر، ومعهم على الدرب - وعلى حد تعبير الناقد الكبير نفسه - شباب الشيوخ، الذين أغنوا العمر وأغناهم العمر بالكثير من خبرات الجمال والحكمة فتألقت أرواحهم بحيوية لم تنل منها الشيخوخة.

إنها فلسفة الربيع التي نطمح إلى التلامس معها عزيزي القارئ، لعلنا نفوز بشيء من بهاء الربيع في مجلتنا التي تعود إلى الصدور من أرض نشأتها، وهي تنادي أصدقاءها من الكتاب.. شيوخ الشباب، وشباب الشيوخ، أن يعاودوا الكتابة إليها بمثل ما كانوا يفعلون قبل الغزو الزائل، ذاكرين أسماءهم كاملة وعناوينهم التي يمكننا مراسلتهم عليها، حتى نعيد تعمير ما دمرته الجائحة.

ومع عدد الربيع هذا - عزيزي القارئ - سنمضي مع شيوخ شبابنا وشباب شيوخنا من فضيلة الحوار الذي يفتتح به رئيس التحرير العدد، ثم تأخذك "العربي" إلى "تايلاند" و"دير الزور"، ومن بحار تختبئ في أعماقها الكهرباء إلى سيارات تجري كالأحلام في شوارع المستقبل، سنتأمل عودة جامعة الكويت إلى حيويتها وسنقفز إلى ما بعد الحداثة لنطمئن على مستقبل التنوير.

عزيزي القارئ.. إنه الربيع، الفتنة والحكمة معا، فإلى لقاء متجدد لا تغيب فيه الحكمة عن الفتنة.

 

المحرر