ملف المدرسة المباركية: 100 عام.. حديث الأحفاد عن إنجازات الأجداد: هذايل الحوقل

ملف المدرسة المباركية: 100 عام.. حديث الأحفاد عن إنجازات الأجداد: هذايل الحوقل

في ذكرى مرور 100 عام على تأسيس التعليم النظامي الحديث في الكويت، تسترجع مجلة العربي بداية الحكاية مع المحامية شريفة الخالد حفيدة العم مهلهل الخالد بن حمد الخالد الخضير أحد رجالات الكويت البارزين في ذلك الوقت؛ وصاحب البصمة الواضحة الشاهدة على إيمان أهل الكويت بأهمية التعليم.

لقد تحدثت المحامية شريفة الخالد عن دور عائلتها في تأسيس مدرسة المباركية وأطلعتنا على مجموعة كبيرة من المراسلات والصور التي تؤكد دور التكافل الاجتماعي الذي ربط بين أبناء الكويت منذ نشأتها.

وأشارت شريفة الخالد إلى أن العم خالد حمد الخالد والعم مشاري عبدالعزيز الكليب وغيرهما قد أثروا هذه المرحلة بما قدموه من وثائق وما استحضروه من ذكريات فكانوا مصدرًا لا يستهان به لمعلومات ضيفتنا التي شرفنا بلقائها، التي ذكرت أن الشيخ ناصر مبارك الصباح (ابن حاكم الكويت في ذلك الوقت) ناشد الإخوة فهد وحمد وزيد الخالد للمساعدة والتبرع بالمال ماديًا ومعنويا لتأسيس أول مدرسة للتعليم النظامي في الكويت، حيث كان التعليم في الكويت في ذلك الوقت مقتصرًا على العلوم الدينية التي تقدم في الكتاتيب والمساجد وبعض مبادئ الحساب البسيطة، فجاءت فكرة المدرسة بناء على اجتماع عقده مجموعة من أهالى الكويت لتنظيم عملية التعليم، بعد أن وجدوا اهتمامًا لدى الدول المتحضرة بالتعليم كأساس للتطور والرقي.

تقول شريفة الخالد إن جد والدها وإخوانه تبرعوا بأحد بيوت العائلة لتؤسس على أرضه المدرسة المباركية التي اختير لها هذا الاسم تيمنا باسم حاكم الكويت الشيخ مبارك، كما تبرعوا بخمسة آلاف روبية (وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت أي قبل مائة عام)، كما تبرعت أختهم سبيكة الخالد ببيت كانت تملكه بجانب البيت المتبرع به للتوسع في المدرسة وأوصت بأن تقدم أضحيتين كل عام حثًا منها على مواصلة عمل الخير، ومازالت وزارة التربية إلى الآن تتكفل بالأضحيتين منذ ذلك الوقت.

وتم الانتهاء من إقامة المدرسة التي أطلقوا عليها اسم المدرسة المباركية في ديسمبر عام 1911.

وبدأ تدريس القرآن ومبادئ الإسلام والحساب والجغرافيا وغيرها من العلوم الحديثة.

وكان تنظيم الصرف على المدرسة يتم بالتعاون بين رئيس المدرسة الشيخ ناصر مبارك الصباح والمسئول المالي فهد الخالد وإخوانه حيث كان الإنفاق على المدرسة يتمثل في العائد من استثمار مبلغ 50 ألف روبية متبقية من التبرعات وكان حمد الخالد يستثمرها في العقار حيث اشترى 3 دكاكين واستثمر إيجاراتها في الصرف على المدرسة، هذا بالإضافة إلى جمع التبرعات، وواردات رسوم التحاق الطلبة بحسب قدرات كل منهم، حيث كانت تراعى حالة الطالب المالية؛ فميسور الحال يدفع روبيتين ومتوسط الحال روبية وغير القادر لا يدفع شيئا.

وأظهر أحد المستندات أن من بين هذه المصروفات المدرسية قيمة مسطرة وفركال لعلم الهندسة، وهذا يؤكد ما طلبه عبدالرزاق الخالد أن تكون المدرسة المباركية مدرسة للعلوم العصرية.

وتوالت الأعمال الخيرية بهدف دعم المدرسة والقائمين عليها، وأنشأ فرحان فهد الخالد وأخواه علي وأحمد أول جمعية خيرية في الكويت على بيت وقف آخر يعود إلى عائلة آل خالد، وتمحورت أهداف الجمعية حول خدمة أبناء المجتمع الكويتي وتثقيفهم، كما حرصت الجمعية على إرسال طلاب العلم إلى الجامعات الإسلامية وتعليم الأميين الكتابة والقراءة، وتأسيس مكتبة مفتوحة للناس كأول مكتبة عامة، إلى جانب بعض الأعمال الصحية والخدمية الأخرى.

المدرسة الأحمدية

استمر العمل الخيري في الكويت خصوصا في مجال التعليم، وتبرعت عائلة آل خالد سنة 1921 بمبنى الجمعية الخيرية ليكون مقرًا لثاني مدرسة في الكويت وهي المدرسة الأحمدية، وسرعان ما توالت التبرعات من العائلات الكويتية الميسورة لدعم المدرسة الجديدة التي أطلق عليها اسم «المدرسة الأحمدية» التي امتازت عن المدرسة المباركية بإدخال مواد جديدة على المناهج التدريسية، منها: تطوير الدراسات المتعلقة بالهندسة والحساب، واللغة الإنجليزية، والرسم والأشغال اليدوية.

وما إن دارت عجلة التنمية في دولة الكويت حتى دخلت المدرستان في عهد جديد وضمتا إلى دائرة المعارف (ما يعرف اليوم بوزارة التربية) عام 1936م، الأمر الذي جعل منهما مدرستين حكوميتين فيما بعد.

 

هذايل الحوقل