عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • «البُحيرة».. بين البحتري ولامارتين

بالرغم من الفارق الزمني بينهما، والذي يكاد يبلغ عشرة قرون، يلتقي البحتري ولامارتين لقاء شعريًا رائعًا في خيال محبي الشعر ومتذوّقيه، وذلك من خلال قصيدتهما «البحيرة», حيث يعرض الاثنان وصفًا سحريًا لبحيرتهما يقف المتلقي أمامه مشدوهًا ومستمتعًا، وكأنه يقف بالفعل أمام بحيرة تسقط فيها شمس الغروب أيام الخريف فتكتسي صفحتها باللون الأزرق الناصع الذي يبعث على الشجن ويجعل العواطف الإنسانية تمور وتضطرب.

شعبان ناجي - مصر

  • ثورة تونس ملهمة العرب

إلى السيد رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان إبراهيم العسكري.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في البداية أتوجه إليكم بخالص التقدير والشكر لما تبذلونه من جهد كبير وعظيم للارتقاء بالثقافة العربية في جميع المجالات، وأنا حريص على قراءة مقالاتك لأنها تعبّر بصدق عن الهواجس الثقافية لكل مواطن عربي، وأشجع تلامذتي، خاصة في أقسام البكالوريا على قراءة مجلة العربي، وأهدي للمتفوقين منهم عددًا منها تشجيعًا لهم ولجعلهم يتعلقون بلغتهم العربية.

ولكني في الحقيقة أتوجه إلى سيادتكم بهذا العتاب، بعد أن قرأت مقالك الشهري «ثورة عصر» في العدد 629 - أبريل 2011، حيث كان حديثك عن ثورة شباب مصر ممتعًا، إذ قام تحليلك على قراءة عميقة للتاريخ وواقع الأمة العربية، ولكنني شعرت بصدمة كبيرة! إذ لم يتعرّض المقال للحديث عن ثورة شباب تونس في 14 يناير التي أطاحت بنظام ديكتاتوري، هذه الثورة التي ألهمت الشعوب العربية، وأولها الشقيقة مصر، فلست أدري لماذا سكت مقالكم عن الحديث عن ثورة شباب تونس؟ التي هي الأصل، فصدّقني يا أستاذي العزيز كنت أنتظر مجلة العربي حتى أقرأ حديثك عن ثورة تونس! ولكن كلنا قرّاء «العربي» في تونس صدمنا بعدم حديثكم عن ثورتنا وهي الأولى في البلاد العربية في هذا القرن، إذ أصبحت مثالاً يحتذى لكل بلد يتطلع للديمقراطية والكرامة، بل إن المصريين يعترفون بفضل ثورة شباب تونس على ثورتهم، فلماذا تسكت مجلة العربي العزيزة عن هذا الفضل؟!

وأخيرًا.. أستاذنا العزيز أرجو منكم ألا تنسوا بلدكم العزيز تونس التي أهدت الأمة العربية أجمل ثورة في العصر الحديث. وأخيرًا أبقاكم الله تعالى ذخرًا لثقافتنا العربية.

رياض فتاح - تونس

  • العرب والإسلام

السيد رئيس التحرير الأستاذ الدكتور سليمان العسكري أدامه الله وأبقاه ذخرًا للثقافة العربية بكنزها الثمين، والدرة الغالية مجلة العربي العزيزة على قلوب العرب جميعًا، وبعد: قرأت في العدد 631 - يونيو 2011 للكاتبة والأكاديمية د.نجمة إدريس موضوعًا عن التفكير بشكل مختلف: قراءة في كتاب: جغرافية الفكر. ولي بعض التعليقات فيما يخص شعوبنا العربية:

أولاً: أود أن أذكر بأن العرب كانوا أمة متناحرة، متنافرة، ومتخاصمة، وكانت روح الخلاف والاختلاف تدبّ في أوصال المجتمع العربي، تمزّقه الفرقة والتنابذ، وتسوده العادات والأعراف القديمة مثل: وأد البنات، السرقة، الربا، شرب الخمر، وقانون الثأر القبلي.. وما إلى ذلك من أمور كانت تجرّ عليهم حروبًا وويلات كثيرة، فمَن منّا لم يسمع عن حرب البسوس، وحرب داحس والغبراء من أيام العرب المشهورة، وحروبهم الطويلة على خلاف بسيط وتافه. ولما جاء الإسلام برسالته الخالدة غيّر أنماط الحياة والتفكير وهذّب سلوك الفرد خطوة خطوة ليرتقي به في معراج السموّ الإنساني النبيل، ومدارج الكمال الرفيع.

ثانيًا: إن العرب، لولا الإسلام لما كان لهم قيمة أو أهمية أو اعتبار، ويحضرني هنا أن أذكر مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشهيرة: «نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله».

وأخيرًا مهما حاولت الشعوب العربية أن تتقدم وتلحق بركب الحضارة، فلن يتحقق هذا إلا بالعودة إلى تاريخنا المجيد المشرق، واستحضاره، واسترجاع قيمه ومقوماته والوقوف والتأني، وأخذ العبرة من السلف الصالح ليتحقق لنا ما نريد، والله المعين.

عاطف مبارك بني يونس
إربد - الأردن

  • «العربي» هدية الكويت للعرب

الدكتور سليمان إبراهيم العسكري المحترم.. تحية تقدير ومحبة.. لقد واكبت مجلة العربي الرائدة منذ صدور العدد الأول بريادة ثلة من المفكرين العرب وفي مقدمتهم المرحوم د.أحمد زكي وحتى العدد الأخير. وكانت فعلا خير زاد للمتعطشين للمعرفة والفكر الحر، وقد عزفت عن المجلات الرصينة الأخرى منذ فترة ليست وجيزة، بسبب مشاغل الحياة التي تستوجب العمل الدؤوب لتوفير متطلبات الحياة المتزايدة. أضف إلى ذلك تقدم العمر وتراجع البصر وقدرة العين على المطالعة المستمرة. ومن المفارقة أنه أثناء زيارتي دمشق وجدت العدد (633) يباع بسعر (30) ليرة سورية، في الوقت الذي تباع المجلة في العراق بثلاثة أضعاف السعر. لذا نرجو من المسئولين في مجلتنا الكريمة، التي نعتبرها هدية الكويت لكل المثقفين والقرّاء العرب، ملاحظة ذلك لتصبح في متناول كل الطبقات الاجتماعية في عموم الوطن العربي، وتكون قد أدت رسالتها في خدمة الثقافة العربية ونشر الفكر الرصين.. وشكرًا غير محدود.

عبدالحسين ماشاء الله - العراق

  • القرآن وتطور القراءة والكتابة

الأستاذ الدكتور سليمان العسكري.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحيّاتي لكم ولأسرة «العربي».. أشير إلى العدد 632- يوليو 2011م وأخص:

1- موضوع: من تاريخ القراءة للدكتور قاسم عبده قاسم:

- يقول الدكتور قاسم في نهاية العمود الأول - ص 64 - «معنى هذا أن التطور في القراءة عادة ما كان ماديًا وخارجيًا على حين كان التطور في القراءة تطورًا فكريًا وداخليًا في عمومه ولكنه لم يكن ينسخ ما قبله أو يلغيه». وأقول: «تكررت كلمة القراءة مرتين والصواب أن الأولى هي: الكتابة، أما الثانية فهي في موقعها الصحيح.

- ص 65 بسط الدكتور - جزاه الله خيرًا - الكلام عن «القراءة أوربيًا» وأقول: «ليته عرج على القراءة عربيًا ودور القرآن الكريم في نشر القراءة والكتابة، خاصة أنه الكتاب السماوي الوحيد الذي كانت أولى آياته نزولاً «اقرأ»، وكان فداء أسرى بدر تعليم الأسير الواحد عشرة من المسلمين القراءة والكتابة».

- في بداية العمود الثاني ص 66 يقول الدكتور: «في تلك السهرات كان الناس يستمعون إلى واحد منهم.. في حين كانت النسوة تمارس..، والأطفال يلعبون.. فيما كان الرجال مشغولين بإصلاح..». وأقول: «إذا كان الرجال مشغولين بكذا، والنساء تمارس كذا والأطفال يلعبون كذا - فمَن هم الناس الذين كانوا يستمعون؟!

2- موضوع: لغة وإبداعُ لغة للأستاذ فاروق شوشة:

وأخص الجزء الخاص ببحث د.محمد داود حول الألفاظ التي شاعت على الألسنة والأقلام في مصر وعدد من البلاد العربية بعضها من وحي ثورة الشباب وبعضها الآخر من الألفاظ والتعبيرات التي تواكب المرحلة الراهنة وتعبّر عنها.

وأقول: لقد تضمّن هذا البحث ألفاظًا ومصطلحات سبقت في نشأتها ثورة الشباب بعشرات السنين - أو بعدة عقود - منها:

1 - لفظ: دقت ساعة العمل: هذا لفظ قديم يُسألُ عن عمره هواة أغاني الراحل عبدالحليم حافظ.

2 - الفوضى الخلاقة: هذا اللفظ وكذلك «خارطة الطريق»: هذان اللفظان منذ عهد كوندليزا رايس.

3 - لفظ «ملاءة مالية»: مصطلح تجاري قديم يستخدمه موظفو الائتمان والقروض في البنوك.

4 - لفظ «تجفيف المنابع»: هذا المعنى نشأ في التسعينيات حين أقدم صدام حسين على حرق آبار بترول الكويت.

5 - لفظا «الساحرة المستديرة / المستطيل الأخضر»: هذان اللفظان أطلقهما الراحل محمد لطيف.. أشهر معلق رياضي في السبعينيات.

هذا ما لزم إيضاحه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حمدين الشحات أبوالجود
المنصورة - مصر

  • «العرب.. هل يتجهون شرقًا؟»

لا مناص للعرب من إعادة بناء أنفسهم.. قبل الاتجاه صوب أيّ كان. إننا نود أن نأخذ طريق الحرير إلى الصين فاجتمعنا ببغداد، نحن معشر العرب وتهيأنا لدخول إيران عبر شط العرب، بيد أن ثمة شيئًا لم يكن على ما يرام. فالشرق لم يعد شرقًا.. الناس والحياة والطبيعة وعقلية الشرقي نفسها تحوّلت كثيرًا كثيرًا، فاضطررنا نحن معشر العرب إلى بيع بغالنا وخيلنا بالمزاد، كونها لم تعد صالحة في زماننا واشترينا سيارة رباعية الدفع لأن تلك الطرق الخوالي قد شقت واستبدلت بطرق سيارة، فللمرة الأولى ونحن بعد في الأراضي الإيرانية نحس بانتكاسة كروموزومات أجدادنا فينا وارتدادها، فلا عبق للرحلة التراثية العريقة تلك ظل ولحملنا على العدول ولا شواهد الإنسان الشرقي العظيم أجبرتنا على المضي.

فاليوم لا مفرّج لهموم العرب المتراكمة غير أنفسهم، فبرأيي سيدي الدكتور سليمان إبراهيم العسكري وأنا في معرض التعليق على مقالكم الشهري المثير للجدل «العرب.. هل يتجهون شرقًا؟» بمجلة العربي، العدد 626- يناير 2011، أنه لحري ببلدان المغرب العربي ألا تكلف نفسها مشقة التوجه إلى بعض الدول الشرقية التي مازالت تحتفظ ببعض سمات الدول الشرقية ككمبوديا ولاوس وبعض المقاطعات الإندونيسية وفيتنام والفلبين، فلماذا لا تستثمر طاقات ذلك التوجه الغير ذي منفعة - لأنه سيكون توجها مشابهًا لذلك التوجه الذي درجت تقيمه مع الدول الأوربية - لكي تزيد من ربط عرى الثقة مع المشرق العربي، ويقوم المشارقة هم أيضًا بالتوجه جماعيًا إلى المغرب العربي، وكذلك شمال العراق وسورية ولبنان إلى جنوب الوطن العربي حيث المنفعة السياحية الاكتشافية والمادية الاقتصادية معًا؟ لأن بلدانًا مثل الصومال وجيبوتي وجزر القمر وتشاد وجنوب السودان دول عربية في أمسّ الحاجة إلى التوجه إليها والتواصل معها على جميع المستويات، حيث التأخر عن ركب الحضارة والمادة الخام من أبرز سماتها، فقد رفضنا الغرب جملة وتفصيلاً بعد ما استجد من عداء فكري بينهم وبيننا، وحتى عقائدي نتيجة الإسلام السياسي والإرهاب الدولي - القاعدة - وتطور ذلك العداء بعدما كان يشبه تجاهلاً للعرب والإسلام المنطوي واللاعقلاني من قبل الانفتاح والديمقراطية والليبرالية الغربية لأن التيار كان ينقطع بينهما لأسباب تعارض الديمقراطية العالمية الغربية مع ما يصوغ ويشكل اللحمة العربية والإسلامية من تمسك بمبادئ المعتقد التي تقتل تلك الديمقراطية، وعندما تجاوز الأمر لقتلها فعلاً أصبح التيار لا يمر بين الغرب والعرب بعدما أفل نجم الاتحاد السوفييتي وظهر الإسلام السياسي الذي جوبه من لدنه بما يسمى «صراع الحضارات» و«صدام الحضارات» تمهيدًا للقفز على الديمغرافية والجغرافية العربية إلى الشرق مباشرة، ذلك الاتجاه الذي يكون عبر الهند والصين واليابان دائمًا بالنسبة للولايات المتحدة وأستراليا وهونغ كونغ بالنسبة لبريطانيا، وروسيا والقوقاز بالنسبة لألمانيا وفرنسا، وهكذا تتكرر تلك الاتجاهات الغربية نحو الشرق كلما جاءت ديمقراطيتهم التي ألهمت الشرقيين برئيس جديد بعد أربع أو سبع سنوات على أكثر تقدير، وربما باختصار مذهل للمسافات عبر القطب الشمالي والوسائط الإلكترونية وعبر أحدث ما يستجد من إنتاجات العقلية الغربية في مجال التكنولوجية والتقنية حتى عولمة تلك الديمقراطية والعلوم المادية الغربية والإنسانية والثقافية فغدا الشرق غربًا كله إلا فيما ندر، وأصبحت الثقافات المحلية تدمج فورًا في ثقافة الغرب إما نزوعًا إلى الحريات الفردية والجماعية - الديمقراطية - وإما للحاجة إلى ثقافة الاستهلاك لجديد الابتكارات العلمية والإنسانية.

حقًا استوعب الشرق الدرس ونهض وتعولم حيث لم يعد شرقًا بالمفهوم السياسي لكلمة شرق حتى إن التراث الروحي للشرق الأقصى والأوسط انحصر وتقوقع في المتاحف أو في المساجد والمدارس القرآنية والمعابد البوذية، حيث صاحت إندونيسيا في علمانية يقتضيها العصر. وقاومت دول ككمبوديا ولاوس وميانمار طويلاً تيارات الديمقراطية الجارفة غير أن الكل صائر إلى التحول التدريجي للديمقراطية الغربية والثقافة الغربية، ومَن أبى عُزل وتخلف عن التحديث واللحاق بالركب الذي شرعت فيه اليابان أواخر القرن التاسع عشر تقليدًا للنمط المصري التحديثي، وقد بلغ شأوه المفرط في عصرنا وجاوز الآفاق والحدود والتصورات، وأضحى معه طريق الحرير الأسطوري في أبجديات التفاعل الحضاري من ذكريات الماضي أمام حركة التصنيع المذهلة والتحديث والإبداع بفضل الغرب أولاً واتباع عقليته، ثم التعاون المحلي الآسيوي والتقليد للتجربة اليابانية، هذا ما يظهر لدى مجموعة دول جنوب شرق آسيا، ومجوعة دول النمور الاقتصادية، التي دخلت سنغافورة فيها مجموعة الثمانية بفضل الانفتاح على الغرب عن طريق اليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ. أما الشرق الأدنى المتمثل في باكستان وإيران وأفغانستان وبعض جمهوريات القوقاز، فقد اختار لنفسه التقوقع للمحافظة على «إرث الأجداد» فطوى صفحتهم العصر الراكض خلف الأسرع والأقوى والأبدع، فما بال العرب اليوم لا يتعظون - سيدي العسكري - وأنت تكرّر في حديثك الشهري ذلك بكل جلاء: «إن العلاقات الآسيوية - العربية تقوم على أساس المقارنة والدرس، والبحث الموضوعي لتلك التجارب، لأجل تنمية مجتمعاتنا العربية». فما العمل وقد زاغت مصر عن اللحاق بركب الغرب ولم تُقنع محاولات «إدوارد سعيد» ولا «أمين الريحاني» بضرورة أخذ العبرة في التخلص أولاً من معوقات التحديث وهي الأيديولوجية المقيتة، والمعتقد المهيمن الذي من شأنه أن يمكن العرب من تقليد التجربة المحلية التركية، أو حتى الجنوب إفريقية بقصد اللحاق بالركب وعدم تضييع مزيد من الوقت عبر طريق الحرير الذي أفنى شباب الأمة.

بوزيان بغلول - الجزائر

  • «أطباء يقرأون الكف»

السيد الأستاذ الدكتور / رئيس تحرير مجلة العربي الغراء.. تحية طيبة وبعد.. يسعدني أن أرسل إليكم هذا المقال متمنيًا أن ينال إعجابكم.

في عالم الدجل والشعوذة يدّعي بعض العرّافين أنهم يقرأون الكف، ويعرفون من خلاله أمور الغيب، وأسرار المستقبل. وقراءة الكف لطرافتها وغرابتها، تثير اهتمام بعض الناس، وقد تشغل بال بعض العلماء والكتّاب، مثل الكاتب الكبير أنيس منصور الذي كتب في جريدة «الأهرام» في عموده اليومي «مواقف» بتاريخ 4 / 4 / 2010: «هات يدك أقرأ لك الكف». فقد تعلّمت أخيرًا من سيدة يونانية أن هناك خطًا خفيًا في اليد قد اهتدى إليه العلماء، وأن هذا الخط هو مفتاح أسرار الكف والحياة. وأحب أن أقول شيئًا قد يكون هو الآخر طريفًا: إن الطبيب الماهر يستطيع أن يقرأ الكف، ويتعرّف على كثير من الأسرار التي تتعلق بصحة صاحب هذا الكف.

شكل الكف ولونه ولون الغضون «الخطوط» المتواجدة فيه، وحالة العضلات تحت جلد الكف، والرعشة التي تعتري كف الإنسان بجميع أنواعها وأشكالها، وأطراف الأصابع، وحالة المفاصل وما يصيبها من تشوّهات، والأظفار وما يصيبها من أمراض، وما يظهر عليها من علامات. كل هذا يعرفه الطبيب بالعلم وليس بالدجل والشعوذة.

مرض مثل التضخم الطرفي Acromegaly يجعل كف اليد كبيرًا وضخمًا، والجلد سميكًا، وهو مرض ناتج عن زيادة إفراز هرمون النمو. وعصب مثل العصب الزندي إذا أصيب بشلل يجعل الكف على شكل المخلب Claw hand. ومرض النقرس يؤدي إلى تكوين كتل جيرية تحت الجلد Tophi. ومرض الروماتويد يؤدي إلى تشوهات خطيرة بالكف: تشوهات بإبهام اليد تجعله يأخذ شكل حرف Z، وبقية الأصابع تتشوّه مفاصلها، وتأخذ شكل عنق الأوز العراقي Swan neck، كما يحدث انحراف للأصابع ناحية الخنصر «الأصبع الصغير»، كما يحدث أحيانًا احمرار لأطراف الأصابع نتيجة التهاب الأوعية الدموية.

وفي مرض القماءة أو الفدامة Cretinism الناتج عن قصور الغدة الدرقية في الطفولة، يصبح الكف مربعًا Square hand، أما إذا حدث قصور الغدة الدرقية بعد البلوغ وأدى إلى مرض الخَزَب Myxedema، فإن الكف يزداد في الحجم نتيجة المواد التي يتم ترسيبها واحتباس الماء في الجسم.

وفي مرض أديسون الناتج عن فشل الغدة الكظرية، وهما في الواقع غدتان موجودتان فوق الكليتين، فإن الغضون المتواجدة بالكف تصبح سوداء. وفي مرض أنيميا الخلية المنجلية يحدث التهاب للأصابع، وفي مرض خَزب الجلد Scleroderma يصبح جلد اليد رقيقًا، ومشدودًا، وبراقًا، ويحدث تشوّه انثنائي للأصابع. والأظفار تصبح هشة ومقعرة في حالة أنيميا نقص الحديد، وتصاب بتشوّه كبير في شكلها، حيث ترتفع عن وضعها الطبيعي، وتتضخم أطراف الأصابع Clubbing ، وفي هذه الحالة قد تكون موروثة، لكنها تتواجد في حالات أمراض القلب الوراثية، وأمراض الرئة الصديدية المزمنة وغيرها من الحالات المرضية.

والرعشة التي تصيب الكف قد تكون موروثة، وقد تكون ناتجة عن الانفعال والتوتر، وقد تصيب كبار السن ولا تدل على مرض، وقد تدلنا على مرض خطير مثل تسمم الغدة الدرقية، والفشل الكلوي أو الكبدي، وتسمم الزئبق، وإدمان الخمور، والشلل الرعاش، ومن خلال نوع الرعشة يتعرف الطبيب على نوع المرض. هذه بعض العلامات التي تظهر على الكف، لا يعرفها المنجمون والعرّافون، إنما يعرفها الأطباء الذين يقرأون الكف.

د. يحيى سنبل - مصر