امرأة في مقهى محمد إبراهيم أبوسنة
شعر
قنديل مطفأ
ذكرى
امرأة غائبة
كأس فارغة..
وسحاب
رجل في زاوية معتمة وكتاب
جلس يهيئ
تاريخا
للنهر الراكد
يرسم بعض عصور غابرة
فوق الأعشاب
يدعوه ربيع
مختال
للتجوال قليلا
ما بين حدائق غاربة
يلهو بثقاب
محترق..
تشتعل الأحطاب
يعرف أن غصون
الأيام الذابلة
تطأطىء أحلام
غوايتها
فيداعبها ويحاول
أن يلتمس الأسباب
كي تولد شمس صغرى
في قلب مختنق..
يطلع من أجنحة الليل
ويهوي
في عينيه
قمر
كذاب
ليل يعتنق نهارا
وفضاء مكتظ
بدموع
سفن تجري
لا
تدري وجهتها
سمك يتعفن في أقفاص النجوى
تتعالى صيحات الأغراب
ما هذا
الشفق.. المذبوح
على هيئة طير..
.. تتدلى منه عناقيد
الحزن..
تلوح
وجوه لا نعرفها
لا تعرفنا
جزر ممعنة في عزلتها
غرف باكية..
من خلف
الأبواب
***
هل نسأل هذي الريح
عن الفجر القادم؟
.. تلك رياح
تتهتك في ليل شتوي
تلتف على أشجار
ظامئة
تتشقق وهي تنوح
فيعصرها صمت مرتاب
***
في هذا المقهى
تتراءى الدنيا..
امرأة
تشرب قهوتها
تتهدل فوق مقاعده
وتنادي الأصحاب
قرع كؤوس دامية
وبقايا
أنخاب
زمن يترجل من فوق
حصان مهزول
تدعوه المرأة
يجثو يتمرغ
ما بين مرايا
ساقيها
العاريتين.. يحاول أن يتحسس
نور العينين المطفأ
زمن أعمى ..
وامرأة متمنعة .. وغراب
يتنقل
مختالا.. ما بين خرائبه
فتقوم المرأة
تاركة
بعض بقاياها
تضحك سخرية
من هذا الجالس
معتزلا في أوراق
دفاتره
يتدفق في نهر من أسئلة
حمقاء
تراوغ..
كي لا يمسكها
بين يديه
جواب
يخلو
المقهى..
إلا من بعض الأوجه
تعبر فوقى مراياه
ليفنى في الطرق الطينية
ومض شعاع
لاح وراح
وراء الأحباب
يتثاءب جرو معتل
يلعق..
وجه زمان أعمى
يمضي قمر.. يتهادى
لا يعرف وجهته
يتداعى .. يسقط
منكفئا
فوق جليد الأعتاب
***
نهر يصحو..
وسماء تتأمل
في
عينين
كواكبها
صلصلة الأجراس الواهنة
تدق
لتوقظ
بعض
زهور
نائمة
في وجه محتضر
خلاب