اكتشاف علمي مهم.. لعلاج مرض السكري غدة بنكرياس اصطناعية تحيل مرض السكري إلى التقاعد علي جمال الدين

اكتشاف علمي مهم.. لعلاج مرض السكري غدة بنكرياس اصطناعية تحيل مرض السكري إلى التقاعد

توصل العلماء في الولايات المتحدة إلى ابتكار غدة اصطناعية لإنتاج الأنسولين سوف تحدث ثورة في علاج مرض السكري .. إذ إن هذا الغدة تستطيع أن "تعرف" الكمية التي يحتاجها الجسم من الأنسولين لمعالجة السكر في الدم، وتضخها عبر الأوعية الدموية، دون أن يعترضها جهاز المناعة في الجسم. وهو ما يعتبر ثورة في تاريخ علاج مرض السكري.

يقول الباحثون إنهم جربوا الغدة الجديدة على الفئران في المختبر وأثبتت نجاحا منقطع النظير، وفي المرحلة المقبلة سيبدأون تجربتها على البشر.

وجاء في تقرير أصدره معهد بيوهايبريد للتكنولوجيا في شروبري بولاية ماساشوستس الأميركية أن الباحثين في المعهد توصلوا إلى طريقة لزرع ما أطلقوا عليه "مصنع الأنسولين الدائم" تحت جلد الفئران المصابة بالسكري، لإنتاج الكمية التي يحتاجها الفأر بالضبط من الأنسولين.

مصنع كامل بحجم دبوس

وكان العلماء في أوائل عام 1991 قد توصلوا إلى طريقة لزرع جهاز مماثل في جسم المريض بالسكري، ولكن هذا الجهاز أكبر حجما، كما أنه يحتاج إلى عملية جراحية لزرعه في - أوردة البطن، أما الجهاز الجديد فإنه عبارة عن أسطوانة من البلاستيك لا يزيد قطرها على قطر الدبوس الصغير ولا يزيد طولها على 5. 2 سم، وهي تزرع تحت الجلد، وليست بحاجة إلى عملية جراحية من أي نوع.

وفي الولايات المتحدة وحدها هنالك ما يزيد على مليون شخص مصاب بالسكري (الدرجة الأولى) وهؤلاء بحاجة إلى جرعات يومية من الأنسولين لتنظيم مستوى السكري في الدم، إذ إن الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس لديهم مصابة بالعطب.

ويقول العلماء إن زرع غدتهم الاصطناعية الجديدة لإنتاج الأنسولين، تحت الجلد، يحمي المريض بالسكري من المضاعفات الخطيرة التي قد تترتب على حقن الأنسولين العادية، مثل العمى وتلف القلب والرئتين، فالغدة الجديدة تحتوي على مئات الخلايا الخاصة بإنتاج الأنسولين وهي تقوم بدور "المصنع المصغر" لإنتاج هذه المادة بصورة طبيعية داخل الجسم، إذ إنها تدرك الكمية التي يحتاجها الجسم لتخفيض مستوى السكر في الدم، وتنتج هذه الكمية بالضبط، وتضخها داخل مجرى الدم.

وكان الباحثون في مختلف أقطار العالم قد أجروا عدة تجارب لزرع خلايا بنكرياس في جسم الإنسان، وفي جسم حيوانات المختبر، ولكن هذه التجارب لم تتوصل إلى نتائج مرضية، بسبب رفض الجسم للخلايا المزروعة. ويبدو أن الغدة الاصطناعية الجديدة تتفادى هذه المشكلة، إذ إن الغلاف البلاستيكي الذي يحتوي على الخلايا الحية يحمي هذه الخلايا بحيث لا يستطيع جهاز المناعة في الجسم التعرف عليها ورفضها.

وكان الباحثون في معهد بيوهايبريد للتكنولوجيا قد توصلوا إلى إنتاج بنكرياس اصطناعي قبل عام تقريبا، أثبت نجاحه لدى تجربته على الكلاب المصابة بالسكري، ومازالت التجارب على هذا الجهاز (وهو أكبر حجما من الغدة الجديدة) مستمرة ولكنهم يرجحون أن تلقى الغدة الجديدة قبولا أكبر، لأنها عملية أكثر.

خلايا من بنكرياس الحيوان أيضا

وفي إحدى التجارب زرع الباحثون في معهد بيوهايبريد للتكنولوجيا الغدة الاصطناعية تحت جلد فأر جرى استئصال غدة البنكرياس لديه.. وكانت النتيجة أن الغدة بدأت تفرز الكمية التي يحتاجها جسم الفأر من الأنسولين لمعالجة السكر في الدم. وبعد 60 يوما من التجربة انتزع العلماء الغدة من تحت جلد الفأر، فارتفعت نسبة السكر في دمه بشكل مفاجئ، وبدأت تظهر عليه أعراض مرض السكري .. ويقول العلماء إنهم جربوا انتزاع خلايا بنكرياس من أجسام البقر، والكلاب، والخنازير وزعها داخل الغدة الاصطناعية، وزرع الغدة تحت جلد الفأر.. فأثبتت التجارب نجاحا كبيرا، ولم يتمكن جهاز المناعة في الجسم من اكتشاف الغدة، ورفضها.. وهذا يعني أنه يمكن زرع خلايا هذه الحيوانات في الغدة، وزرع الغدة داخل جسم الإنسان، دون أن يرفضها جهاز مناعته أيضا.

ويقول العلماء إن نجاح الغدة الجديدة بالنسبة للتجارب التي ستجرى على الإنسان يعتمد على تصميم الغلاف البلاستيكي الذي يحتوي على الخلايا، ويعكف العلماء منذ سنوات على تصميم غلاف يسمح بمرور الغذاء والأكسجين والجلوكوز من الأوعية الدموية الشعرية إلى الخلايا داخل الكبسولة، لكي تظل هذه الخلايا حية وعاملة، والغريب أن الخلايا داخل الكبسولة تستطيع أن تعرف نسبة السكر في الدم وتفرز الكمية اللازمة من الأنسولين عبر ثقوبها الشعرية وتضخه إلى مجرى الدم.

 

علي جمال الدين







جرعات الأنسولين ستحال إلى التقاعد بعد زرع الغدة الاصطناعية تحت الجلد





الغدة الاصطناعية نجحت نجاحا ساحقا على الفئران