من المكتبة الأجنبية: آفاق السنوات الأربع الأولى.. تقرير لنشاط الصندوق العربي للثقافة والفنون

من المكتبة الأجنبية: آفاق السنوات الأربع الأولى.. تقرير لنشاط الصندوق العربي للثقافة والفنون

أصدر الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) كتابه هذا للتعريف بإنجازاته خلال السنوات الأربع الأولى من عمره. فقد تأسس الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، كمؤسسة عربية مستقلة، في العام 2007 من خلال جهود فريق من النشطاء العرب في العمل الثقافي، عبر دعم مجموعة من المانحين على النطاق العالمي انطلاقًا من الحاجة إلى تمويل المبادرات الثقافية والفنية المستقلة ودعمها. وتسعى «آفاق» إلى توفير آلية دعم مستدامة للأفراد والمؤسسات في مجال صناعة الأفلام والفنون الأدائية والفنون البصرية والأدب وبناء القدرات، كما تعمل في الوقت نفسه على تسهيل التبادل الثقافي على مستوى المنطقة العربية والعالم.

تتلخص رؤية «آفاق» في إيجاد مشهد عربي ثقافي وفني مزدهر، واثق من قدرته على التعبير، منفتح على الحوار مع الآخر، ومتاح للجميع وقادر على الاستمرارية، من خلال توفير مصادر دعم دائمة له محليًا. بالتالي يهدف «آفاق» للعب دور ريادي في تحقيق هذه الرؤية، إضافة إلى دوره المركزي في دعم المبادرات المحلية في مختلف البلدان العربية، وذلك عبر الاستماع إلى الفنانين والعاملين في الحقل الثقافي والتفاعل معهم ودراسة احتياجاتهم وتسهيل التعاون وتبادل الأفكار فيما بينهم. ويقوم «آفاق» بتحديد الجهات الداعمة وتعريفها بالأثر الاجتماعي والاقتصادي للثقافة والفنون، وتقديم النصح للأطراف ذات الصلة حول ما يجب القيام به في هذا المجال، إضافة إلى دعم المشاريع من خلال توفير الدعم المستقل والمباشر. يعتمد الصندوق على مبدأين رئيسيين في عمله وهما: الشفافية في تقديم المنح، والاستقلالية من خلال الاعتماد على مصادر تمويل متعددة.

تاريخ المؤسسة

تأسس الصندوق العربي للثقافة والفنون عام 2007 بمبادرة من ناشطين عرب بالحقل الثقافي، بينهم بسمة الحسيني من «المورد الثقافي» ونبيل القدومي من الكويت، وبدعم قدمته مجموعة من المانحين حول العالم.

منذ تأسيسه استقبل الصندوق ما مجموعه 2100 طلب من 19 بلدًا عربيًا، للحصول على منح في المجالات الستة التالية: السينما والأدب والفنون الأدائية والفنون البصرية والموسيقى والبحوث والتدريب والنشاطات الإقليمية.

وقد ضمنت الدعوة المفتوحة والشفافية في الإعلان منح الصندوق وصول أكبر عدد من الطلبات بصورة حيادية من مختلف أرجاء المنطقة. وتبعًا لذلك وبالإمكانيات المتواضعة للصندوق العربي للثقافة والفنون، قدم الصندوق 216 منحة لمشاريع ذات جدوى في 15 قطرًا عربيًا، 75 في المائة منها للأفراد والـ 25 في المائة الباقية لمؤسسات صغيرة.

ويظهر التأثير الملموس لـ«آفاق» وحضوره في المشهد الثقافي على مستويات عدة بدءًا بسعيه لعرض أفلام المخرجين والمخرجات العرب في مهرجانات عالمية، إلى ترجمات من الأدب المعاصر إلى العربية ونشرها على الشبكة الإلكترونية مجانا، وصولًا إلى أرشفة وثائق وصور ليوميات الحياة الصعبة في الدول التي تمزقها الصراعات، كما في لبنان والعراق. ويمتد تأثير الصندوق إلى ورشات العمل التي تعلم الأطفال نسج القصص والحكايات عبر استخدام فن الدمى والرسوم المتحركة، إضافة إلى العمل على نشر السرد الروائي والقصصي في المنطقة العربية والعالم.

وقدم الصندوق العربي للثقافة والفنون خلال السنوات الأربع الأولى منذ تأسيسه تمويلًا لـ55 مشروعًا في السينما، و42 مشروعًا في الأدب، و32 مشروعًا في الفنون الأدائية، و30 مشروعًا في الفنون البصرية، و23 مشروعًا في الموسيقى، و34 مشروعًا في مجال البحث والتدريب والنشاطات الإقليمية. هذا وقامت الصحافة المحلية والعالمية بمراجعات متعلقة بالأعمال والمشاريع التي دعمها الصندوق، إضافة إلى دعوة أصحاب تلك المشاريع إلى مهرجانات رفيعة المستوى. ولم يتوقف الأثر عند هذه الحدود بل تعداها ليُلهم المئات من المواطنين في العالم العربي متابعة النشاطات الفنية عبر التدريب وورشات العمل. ولم تمنع هذه النجاحات وهذا الاعتراف الدولي الفنانين الحاصلين على منح من «آفاق»، من الاستمرار في تقديم إنتاجات ثقافية مستمدة من هموم المنطقة العربية ومشاغلها.

وقد ازدهرت الثقافة والفنون في السنوات الأخيرة في المنطقة عبر تأسيس المسارح المستقلة والشركات المتخصصة بالفنون والفرق الموسيقية ودور النشر وصالات عرض الفنون التشكيلية والمنظمات والهيئات الثقافية ومراكز الأبحاث.

وعلى الرغم من استمرار نمو الفنانين وهذه المؤسسات وتطورها على المستوى العددي كما على مستوى الحضور في المشهد العام إلا أنهم كانوا غالبًا محرومين من الوصول إلى الموارد المالية الضرورية، التي لم يضطلع بتأمينها سوى عدد محدود من المؤسسات الدولية المانحة، التي تعي الأهمية الاجتماعية والسياسية للإنتاج الثقافي. وعلى المستوى المحلي في المنطقة العربية، تم توجيه التمويل بشكل أساسي إلى معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، مما أبقى الفنانين العرب والمنظمات الثقافية العربية في وضع غير مستقر، يتنافسون في الحصول على التمويل من القطاع غير الربحي الغربي وقد اضطروا في الكثير من الأحيان إلى صياغة أعمالهم الإبداعية بأسلوب يراعي رغبات المانحين. وفي بيئة كهذه تضيق البدائل المتاحة أمام الفنانين والمبدعين ومؤسساتهم، لغلبة الطابع التجاري والدعائي عليها، حيث يحتفى بالقليل من مشاهير الثقافة والفن، وفي الوقت نفسه يتم التغاضي عن غيرهم من الفنانين والمبدعين ما يؤدي إلى خنق التعاون وإعاقته ويحول دون إدماج الشباب والمنتجين المبتدئين، في الحراك الثقافي والفني.

ولقد وصلنا إلى لحظة محورية ومفصلية في مجال العمل الثقافي المستقل في المنطقة العربية، إذ يتواجد 400 مليون عربي في المنطقة وأكثر من 40 مليونا آخرين يعيشون خارجها، فلا الأفكار تنقصنا ولا الطاقة الإبداعية الخلاقة والرغبة في التعبير عن الذات، وعليه فقد بات من المطلوب الاستفادة من هذه الموارد والطاقات وإيجاد نماذج جديدة للدعم المالي المحلي لرعاية الثقافة ودوام استمراريتها.

شخصيات:

تجمع مؤسسة آفاق عدة شخصيات ثقافية معروفة مثل:

د.غسان سلامة - نبيل القدومي - محمد برادة - فريال غزول - وأمين الزاوي.

رسالة رئيس مجلس الأمناء:

يتصدر مفتتح الكتاب رسالة من رئيس مجلس الأمناء د. غسان سلامة، وهو عميد معهد باريس للشئون الدولية وأستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية بباريس، وفي جامعة كولومبيا بنيويورك. وهو من مواليد سنة 1951 بلبنان حيث درس القانون، ثم حصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس الأولى، ثم دكتوراه الآداب من جامعة باريس الثالثة. وقد عمل وزيرًا للثقافة في لبنان، وله نحو 12 كتابًا بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

وقد قال د. غسان سلامة في رسالته، إن عمل مؤسسة آفاق قد أتاح عبر السنوات الأربع الأولى من عمرها، قياس متطلبات الجماعات الفنية واحتياجات الساحة الثقافية من أجل تحديد مسار مستقبلي للمؤسسة. ولذا فهي تسعى إلى توسيع نشاطاتها من خلال الوصول إلى أجيال جديدة من الفنانين وزيادة قدرتها على دعم الإنتاج الثقافي العربي. وهذا يتطلّب تأمين المزيد من الموارد لتسهيل عملية النمو هذه.

وأضاف د. غسان سلامة أن الأحداث الأخيرة في المنطقة تأتي تأكيدًا على رغبة الشعوب العربية في التعبير عن الذات وتحقيقها.

رسالة المدير التنفيذي:

كتب أسامة الرفاعي، في رسالته أنه بناء على خبرة السنوات الأربع الأخيرة، حاولت المؤسسة أن تجعل عملية تقديم المنح أكثر انسيابية من خلال تعديد أماكن قبول الطلبات بوضعها عبر الإنترنت للمرة الأولى. ثم من خلال تخفيض الوقت بين إطلاق الدعوة للمنح وتقييمها واختيار الفائزين والتعاقد مع المستفيدين وصرف الدفعات الأولى بشكل كبير، مقارنة بالسنوات السابقة. وكذلك المحافظة على قنوات التواصل الدائمة مع المستفيدين السابقين من خلال مديري المنح والمحتوى في «آفاق»، مما يضمن تدفقًا جيدًا للمعرفة بين المستفيدين والإعلام والجهات المانحة.

واعترف الرفاعي بأن التأثيرات الطويلة المدى لهذه التغيّرات تبقى غير واضحة، إلا أنه يجب الحفاظ على الزخم الإيجابي في مجال الفن والثقافة من خلال الدعم المرن والمستقر. ولهذا السبب يجب أن تستمر «آفاق» في دعم الأعمال النوعية والمشاريع ذات الصلة والمبتكرة من جميع أنحاء المنطقة. فالكثير مما نراه اليوم يعكس روح العصر الخلاقة ويعبّر عنها. من خلال تسهيل المشاريع الثقافية والسياسية ذات الصلة في هذه المرحلة الحرجة، نقوم أيضًا بإيصال السرديات القوية إلى الجمهور المحلي والعالمي على حد سواء. ومع ذلك، فإنه لايزال من الضروري الحفاظ على الإخلاص للأشكال الأصيلة من التعبير الثقافي، بدل تلبية الاتجاهات التي يفرضها الاهتمام الإعلامي العالمي.

كما أضاف أسامة الرفاعي أن في موجة التغيير الأخيرة عودة لتنشيط الإحساس بالمصير المشترك لسكان المنطقة من المغرب العربي إلى مشرقه إلى الخليج، مما يجعل مفهوم «آفاق» الأساسي أكثر أهمية، أي صندوق يغطّي رقعة جغرافية شاسعة هي موطن لفسيفساء معقّدة من التقاليد الثقافية.

المنح:

تهتم «آفاق» بطلبات المنح لدعم المشاريع في المجالات التالية:

- السينما: إنتاج الأفلام الروائية أو الوثائقية القصيرة والطويلة.

- الموسيقى: إنتاج وعروض موسيقية وتسجيل ألبومات وغيرها من المشاريع المتعلقة بالموسيقى.

- البحوث والتدريب وبرامج التعاون المشترك: الأبحاث والدراسات والتدريب في المجالين الثقافي والفني، تبادل الخبرات بين الفنانين والأكاديميين، ومشاريع المكتبات الفنية متعددة الوسائل وتوثيق وأرشفة الأعمال الثقافية.

وتستقبل «آفاق» طلبات المتقدمين العرب فقط حاليا، على أن يحاكي موضوع المشروع المقترح قضايا وهموم المنطقة العربية، وذلك بشكل حصري عبر موقعها على الإنترنت، على الرابط:

www.arabculturefund.org

 

 

عرض: أمير الغندور