البيت العربي: كيف تساعدين طفلك بطيء التعلم?

 البيت العربي: كيف تساعدين طفلك بطيء التعلم?

من بين أبرز علماء القرن العشرين وصف العالم الشهير أينشتاين بأنه كان يعاني بعض الصعوبات في التعلم أثناء الطفولة، كما اعترفت الأميرة فيكتوريا ولي عـهد السويد، مؤخرا، بأنها عانت في مرحلة الدراسة الابتدائية من صعوبات في التحصيل جعلتها ممن يعانون بطء التعلم. وهذان مثالان بين أمثلة عديدة لكثير من المشاهير الذين اعترفوا بمشكلاتهم الدراسية لكن هذا لم يمنعهم من التحصيل وتحقيق النجاح في حياتهم العلمية والعملية، لذا يمكن القول إن بطء التعلم لا يعوق العملية التعليمية وإنما يحتاج فقط لأسلوب مختلف في التعامل مع الطفل الذي يعاني هذه المشكلة.

والحقيقة أن الأسرة التي يوجد بها طفل ممن يعانون هذه المشكلة تواجه تحديا خاصا، فهؤلاء الأطفال لا يندرجون ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم يتصرفون بشكل طبيعي خارج قاعات الدراسة، ولا يظهر أي دليل على وجود مشكلة طبية لديهم، لكنهم ببساطة لا يؤدون جيدا في المدرسة.

وهناك عدة قواسم مشتركة تظهر لدى بطيئي التعلم، أهمها أنهم بحاجة إلى وقت إضافي لاستكمال المهام الدراسية، مما يعني أن الآباء يجب أن يكونوا على استعداد لمضاعفة الجهد في المنزل بالإضافة للمدرسة بغض النظر عن كون هذا مثمرا أم لا. ثانيا، يجب أن تتاح للطفل الحوافز المناسبة. وبالنسبة للطفل، أفضل الحوافز هي الأنشطة العائلية، مثل لعبة أو نزهة وغيرهما من الأمور التي يرغب فيها الأطفال.

النقطة التالية هي التغذية السليمة: الأطفال بحاجة إلى وجبة الإفطار: وتشير كل دراسة أجريت إلى أن وجبة الإفطار المتكاملة والنوم الكافي هما أفضل طريقتين لتحسين الأداء الدراسي لدى الأطفال.

أخيرا، يجب على المعلم أو الأهل البحث عن وسائل حيوية ومختلفة للتعلم. وتحقيقا لهذه الغاية، يمكن الاستعانة بمواقع للتعليم الخاص على شبكة الإنترنت التي تملك بعض الأفكار العظيمة. وعلى الرغم من أن بطيئي التعلم لا يحتاجون إلى فصول دراسية خاصة، إلا أن المفاهيم التي يستخدمها المعلمون مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مثالية لمساعدة بطيئي التعلم إذا ما تم تشخيص نقاط الضعف في الطالب.

سمات بطيئي التعلم

بشكل عام، قد يتمتع الطلاب بطيئو التعلم ببعض أو كل هذه السمات، تبعا للسن ودرجة الصعوبة في اكتساب المعرفة في المدرسة.

أولا: بطيئو التعلم غير ناضجين كثيرا في علاقاتهم مع الآخرين وأداؤهم ضعيف في المدرسة.

ثانيا: لا يستطيعون حل المسائل المعقدة وبشكل عام يدرسون ببطء شديد، فهم يفتقدون القدرة على الالتزام بالزمن المحدد وأيضا نقل ما تعلموه من وسيلة إلى أخرى، بالإضافة إلى أنهم لا يتقنون المهارات ذات الطبيعة الأكاديمية، مثل جداول الضرب أو القواعد الإملائية. ولعل السمة الأكثر إحباطا هي عدم قدرتهم على أن تكون لديهم أهداف طويلة الأجل، فهم يعيشون في الوقت الحاضر، ولذا يعانون مشكلات كبيرة في إدارة الوقت، وربما يرجع ذلك إلى ضعف في مهارات التركيز والانتباه قصير المدى.

ويجب أن ننتبه إلى أنه إذا كان أداء الطفل ضعيفا في مادة واحدة فهذا لا يجعله بطيء التعلم، فعدد قليل جدا من الأطفال يتفوقون في جميع المواد. لذلك من الضروري أن يجري الوالدان أو المعلم دراسة متعمقة باستخدام عشرات الاختبارات ذات النتائج المحددة لمعرفة مستوى الطفل وقدراته ومشكلاته المتعلقة بالتحصيل الدراسي.

أفكار لمساعدة بطيئي التعلم

1 - توفير مكان هادئ للمذاكرة، حيث يمكن ملاحظة الطفل بسهولة ومنحه الدافع.

2 - إبقاء جلسات حل الفرض المنزلي قصيرة.

3 - توفير أوقات لممارسة أنشطة مختلفة قبل وأثناء أداء الفرض المنزلي.

4 - إضافة مجموعة متنوعة من الأنشطة أثناء المذاكرة حتى لو لم تكن ضمن فروضه المنزلية، مثل رسم لوحة عن موضوع القراءة.

5 - طرح الأسئلة المتعلقة بالموضوع الذي يدرسه الطفل أثناء مذاكرته له.

6 - مراجعة الدرس قبل النوم، وقبل الذهاب للمدرسة صباحا.

7 - تعلم كيفية استخدام التقويم لتتبع الزمن المحدد لكل مهمة دراسية.

8 - القراءة للطفل.

9 - استخدام أسلوب «نقل المعلومات بالطريقة الثلاثية» وهو شكل من أشكال التعلم، والذي يتطلب من الطالب إعادة المعلومات التي حصلها بثلاث طرق مختلفة غير القراءة. على سبيل المثال، قراءتها، وشرحها لشخص آخر، ثم رسم صورة تعبر عنها، وأخيرا تدوين الملاحظات عليها.

10 - الصبر مع الثبات على المبدأ.

11 - لا تكافئي الطفل عن المهام أو الفروض التي لم تكتمل.

تحديات لتحسين قدرات بطيء التعلم

ابدئي مع طفلك بالفروض الأكثر صعوبة أولا واتركي الأكثر سهولة للنهاية.

لا تكوني مفرطة في الحماية، فالطلاب الذين كثيرا ما يتدخل أهلهم في دراستهم ومستواهم في المدرسة لا يحترمون قدرات طفلهم. إذا طلبت لقاء المعلم، فليكن هذا لتحقيق نتيجة إيجابية. وتذكري أن غالبية المعلمين عملوا مع العديد من بطيئي التعلم ولديهم الكثير من الخبرة. ومع ذلك، تقاسم نقاط القوة والضعف لدى طفلك مع معلمه يجعل السنة الدراسية أكثر فائدة لجميع الأطراف.

اتصلي بمعلم طفلك في الحالات الضرورية فقط أو إذا كان هناك ما يستدعي الاتصال. وتذكري أن استدعاء المسؤول الإداري لا يحل أي شيء، لأن المعلم هو الحكم الشرعي الوحيد على المستوى الأكاديمي لطفلك.

اصطحبي طفلك إلى أماكن مثيرة حيث يمكن أن يرى أهمية النجاح الأكاديمي. رحلة إلى إحدى كليات الجامعة، وزيارة

لـ «الإطفاء» أو جولة محفزة في كواليس حديقة الحيوانات.

تغييرات بسيطة بنتائج كبيرة

في البيئة المحيطة: الحد من الملهيات، تغيير طريقة الجلوس أثناء المذاكرة لتعزيز الانتباه، وإتاحة مزيد من فرص الراحة.

الفروض والمهام الدراسية: جعلها أقصر وأكثر مع التنويع، تكرار العمل بطرق وأشكال مختلفة، وإعطاء مزيد من التدريب العملي على الفرض، ونسخ الفروض من قبل الطلاب، واستخدام أسلوب «نقل المعلومات الثلاثي».

عند التقييم: استخدام اختبارات أقصر، الاختبار الشفوي، اختبارات الإعادة، الاستعانة بملاحظات قصيرة، وعدم إدخال الطفل في منافسة مع غيره.

ما يجب تفاديه: عدم استخدام أسلوب التعلم بالتعاون مع زملاء آخرين، حيث إنه يعزل الطالب ويضعه في حالة من الشعور بعدم القدرة على تحقيق النجاح. وعدم إجراء الاختبارات التقليدية التي يقوم بها الطلاب العاديون وإنما الاختبارات المخصصة لهذه الفئة.

للتشجيع: القراءة عن الأصلح للطفل، تنمية الشعور بالمسئولية لدى الطفل، واستخدام أسلوب «تصنيف بلوم للأهداف التعليمية لجعل المهام أكثر ملاءمة».

  • قام العالم الأمريكي بنيامين بلوم، أستاذ في جامعة شيكاغو، عام 1956 بطرح أشهر أعماله للمشاركه بين المدرسين وهو «تصنيف بلوم للأهداف التعليمية» (Taxonomy of Education Objectives). وعرف بلوم 6 مستويات من البناء المعرفي، درسها على مدى 40 عاما من الأبحاث للتأكد من التعليمات التي تشكل وتطور مهارات التفكير العليا عند الطلبة وهي:

أولا: المعرفة وتتضمن استرجاع المعلومات وإدراكها.

ثانيا: الفهم ويحوي القدرة على الفهم والترجمة والتلخيص والتفسير.

ثالثا: التطبيق أي القدرة على استخدام المعلومات واستخدامها فى مواقف مشابهة.

رابعا: التحليل أي التعرف على التفاصيل والقدرة على اكتشاف وتوضيح الاختلافات والمكونات لموقف تعليمي.

خامسا: التركيب، وهو القدرة على تركيب الأجزاء الصغيرة لتكوين كيان جديد.

سادسا: التقييم ويعني القدرة على إصدار الأحكام والتقييم مستنداً إلى الأسباب والبراهين.
-------------------------------
* كاتبة من مصر.

 

 

هايدي عبد اللطيف