علاقة الوالدين كثنائي زوجي بالأولاد

عمارة: معرض مصور يبحث سؤال هوية البيت العربي

كيف يمكن أن يتجسد تأثير العمارة على الهوية الثقافية لسكان هذه العمارة؟ ثم كيف تؤثر هذه الهوية على استمرار أو تغير نمط عمارة الشعوب والحضارات؟ بشرى المتوكل، المصورة اليمنية الشابة حاولت الإجابة على هذا السؤال بشكل فني عبر معرض أقيم تحت عنوان «بيت أبي». وبشرى المتوكل، التي تعد واحدة من أبرز المصورات اليمنيات المعاصرات كانت لها مساهمة أصيلة ومتميزة في هذا المشروع.
يأتي معرض المتوكل كجزء من مشروع دعا له وأشرف عليه المجلس الثقافي البريطاني الذي ركز على الهوية الثقافية في دول الخليج من خلال التصميمات الهندسية والمعمارية السائدة في منطقة الخليج العربي. المشروع جاب عددًا من الدول العربية في الشرق الأوسط خلال العامين 2009 و2010 وتناول فيه عرض مساهمات فوتوغرافية لثمانية فنانين، خمسة مصورين من الوطن العربي وثلاثة من بريطانيا.

شهد المتحف الوطني بصنعاء عرض الفيلم القصير «صورة لعائلة» لبشرى المتوكل، حيث تضمن صور معرض بيت أبي، وتناول الفيلم عرض صور بيت أجداد بشرى المتوكل وبيت أبيها وبيتها الحالي. وقد كان للصور أثر كبير تركته في نفوس المتلقين وتركت طابعا خاصا وحميميا مشيرة إلى عدة أجيال.

ألقى الفيلم الضوء أيضا على التصميم الداخلي للبيوت في صنعاء، محاولا تبين خصوصية هذا البيت وعلاقة تكوينه الداخلي بالعلاقات الاجتماعية للعائلة اليمنية، وعلى التاريخ العائلي لبيوت بشرى التي قدمتها في هذا الفيلم وفي معرضها المصور. خلال العرض كان هناك ألبوم فوتوغرافي مكون من الصور المعروضة في الفيلم.

استفاضت الفنانة بشرى المتوكل في موضوع المشروع من خلال تناول الهندسة المعمارية لمختلف البنايات من طبقات اجتماعية واقتصادية مختلفة في صنعاء كمحاولة لتصوير السمات الاجتماعية والشخصية للبشر الذين يشغلون تلك المساحات سكنا ومعيشة.

تقول بشرى: «عندما يتحدث الناس عن صنعاء، فإنهم يتناولون في حديثهم صنعاء القديمة باعتبارها واحدة من أقدم مدن العالم، ومن أبرز المعالم التاريخية من قبل اليونسكو. وبالرغم من أن بناءها المكون من الأحجار والطوب البني يعد بالفعل من ألوان العمارة شديدة الخصوصية بين تراث العمارة التقليدية في العالم، لكن ذلك يعكس جزءًا بسيطاً مما تحمله المدينة من خصائص معمارية أخرى. صنعاء هي أكثر من ذلك بكثير. وعندما عرض المجلس الثقافي البريطاني دعوته إليَّ بخصوص المشاركة في هذا المشروع، أعجبتني الفكرة وقررت أن أقدم البيوت في صنعاء بشكل مختلف ومن زاوية جديدة غير معتادة، من الجانب الداخلي الذي لم نعتده بسبب خضوعه لأعراف الخصوصية التي تعد سمة من سمات المجتمع اليمني المتحفظ».

حنين الماضي والطفولة

توسعت بشرى المتوكل في موضوع المشروع، وخلقت فرصة لدعوة المشاهدين إلى طفولتها وبيوتها الماضية والحاضرة عن طريق عرض صور لبيوت أجدادها وبيتها الحالي.

وبحنين دافئ تتذكر بشرى ذكريات طفولتها وقت عرض الصور وتقول: «كل غرفة ومساحة لها الكثير من القصص التي تحكي لحظات من السعادة والانكسار. لقد سعدت جدا بانضمامي لهذا المعرض الذي استغرق مني ثلاث سنوات كاملة لكي أتمكن من إنجازه بالشكل الذي خرج به إلى النور. خلال عملي في المشروع تعلمت الكثير من التفاصيل البسيطة عن المعمار والتاريخ اليمني والحضارة اليمنية في القرن الماضي، إضافة إلى أنني استرجعت العديد من ذكريات العائلة وتاريخها الذي لم يكن لي به علم، سواء ما تعلق بعائلتي أو حتى عن نفسي، وبالتالي أنا اعتبرها تجربة لها خصوصيتها كلون من ألوان التعرف على الذات أيضا سواء على المستوى الاجتماعي العام، أو على المستوى الشخصي الذاتي».
-----------------------------
* كاتبة من اليمن.

 

أفراح ناصر*