عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

رسالة الأسير

في هذا العدد ستطالع رسالة من والد أسير كويتي إلى قارئ "العربي"، إليك أينما وجدت. هذه الرسالة مهمة، ليس لأنها من والد أسير كويتي عربي مسلم صفت عروبته وحسن إسلامه، وليس لأن كاتبها رب إحدى الأسر الكويتية التي فقدت عزيزا لها لا تعرف ماذا يعاني وبأي أرض هو الآن!! ولكن فوق ذلك كله فالكاتب نموذج لوجه الكويت الحضاري والإنساني والوطني. فقد رابط مع المرابطين إبان المحنة وأيام الغزو، رغم المخاطر، ونشط مع إخوان له في المقاومة بالكلمة والعمل، ووجه إنساني لأنه دافع - ولا يزال - بقلمه دائما عن الحق وعن الحقوق العربية أينما انتهكت، وحقوق الإنسان كيفما جرحت.

وهو نموذج للوفاء والتلاحم العربي، فعلى الصعيد الشخصي، وقبل أن يغيب ابنه أسيرا مع مئات الأسرى الكويتيين، فقد الكاتب أخا له من قبل شهيدا على الجبهة المصرية إبان حرب 1973 مع كوكبة من إخوانه وزملائه الجنود الكويتيين الذين سارعوا وقتها إلى القتال تلبية لنداء الواجب العربي عندما نادى، ووفاء من الكويت وأهلها للقضية العربية التي وجدت لها- مثل القضية الإسلامية - في الكويت مكانا وحضنا عطوفا ومتفهما ومساهما.

والرسالة التي ستقرؤها عزيزي القارئ هي أيضا رمز لمعاناة مئات الأسر الكويتية مازالت تلتف خيوط الألم والحسرة والترقب حولها صباح مساء، فمنهم من فقد الأب أو الأخ أو الأم أو الأخت أو الولد، وهم يتطلعون بلهفة إلى معرفة ماذا حل بهم وأي طريق هم سائرون فيه.

لقد مرت سنتان ونيف على غياب هؤلاء الأسرى والمرتهنين، وهم يعانون في غياهب السجون والمعتقلات لدى النظام العراقي ما يعانون دون ذنب جنوه إلا حب وطنهم وتمسكهم به.

بعد قراءتك - عزيزي القارئ - لهذه الرسالة الإنسانية يبقى عليك واجب إنساني وعربي وإسلامي، هذا الواجب هو أن تلتقط قلمك وباسم الضمير الإنساني تكتب لأقرب قنصلية أو سفارة عراقية في بلدك أو بلد قريب منه، تعلن عن تضامنك مع هؤلاء الأبرياء الذين قضوا حتى الآن أكثر من عامين في تلك السجون والمعتقلات، بعضهم كبار في السن والآخرون مرضى، ومنهم نساء لا حول لهن ولا قوة وبينهم أطفال قصر.

وستظل قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين - والتي لا توجد قضية شبيهة بها في تاريخ العرب الحديث - دليلا قائما وقاطعا على وحشية النظام العراقي الحالي ضد الإنسانية باحتجازه كرها مواطنين عربا عزلا وحرمانهم من أهلهم وذويهم طوال سنوات.

وعندما تحمل "العربي" هذه الرسالة إليك، فإنها تحملها ضد كل ظالم ومتعسف.

 

المحرر