حدائق أورفيوس

● عودة أورفيوس
كأني حطّاب عُشب
في غابة زرقاء
كأنّي صائد سمك
في بحر أسطوري
من بقايا البحور
أو كأنّي طفل غريب
يلعب مع الطيور
ويتكلم مع الفراشات
في سرور ...
كأني عمود النور
والكتابة مرآة مظلمة
كأني أُوجد في حلم
وكأني أحلم بي
في بقايا حلمي
وكأن همّي الوحيد
كأن همي...
أن أعثر على جيتارتي
مرميّة في تلك الغابة
وأن أعثرَ عليك أنتِ
يا أوريديس...
وأنت تنتظرين عودتي
إلى البيت ...
● غُربة أورفيوس
يسكنني الألم
كلّ مياه البحر
تسكن روحي
وأنا لا أدري معنى ما أرى
وحين أمشي فوق الثّرى
يبكي القلبُ ممّا جرى
لأصدقائي الطيبين
ويطرح ألف سؤال
وسؤال...
يُدثّرني حزن الجمال
ويرحل بي بعيدًا
إلى قرية نائية هناك
من قرى الشمال
كي أقضي بقية العمر فيها
رفقة نساء جميلات
لكنّني لا أستطيع
فأنا كائن من طراز آخر...
والحياة تهتمُّ بي كما تريد
العصر عصر الجليد
والروح غائبة عني
وذاهبة إلى الأقاصي
وأنا نجل الغابات
أنا ابن البراري
والكناري صديق وحدتي
يا لغُربتي
ويا لغربة الكناري!
مَن يعيد ترتيب بيتي؟
مَن يرسلُ الرسائل لي؟
مَن يحدّثني في المقاهي؟
ومن يكتب سيرة حياتي؟
من يكتب آلامي؟
من يتحدّث عن آهاتي؟
ومن يُطفئ ناري؟
يسكنني الألم
والنار تسكن في وجداني ...
تسكن في ليلي ...
وفِي نهاري ...
● مرآة أورفيوس
وهو ينظر إلى المرآة
يتراءى له شبح أوريديس
فيرسل إليه رسالة
ولا ينتظر الجواب ...
الحب كتاب مفتوح
وأوريديس
تعشق الإشارات
وتقرأ ما بين السطور
وتفهم لغة الكتّاب
ولا تبوحُ بالأسرار ...
النار في قلبها مشتعلة
وهي تعيش في سُبات
وأورفيوس وحيدًا
يغنّي للحياة
وينتظر أن تنهض أوريديس
من نومها الطويل
فالينابيع عطشى
والعصافير تائهة بين الحقول
والحمام لا يطير إلّا حزينًا
وصامتة هي الأشجار
وأورفيوس يغني
حين تنزل الأمطار
وينتظر أوريديس
كي تعود إليه
ولا يملّ من الانتظار ■