حدائق أورفيوس

حدائق أورفيوس

‭ ‬عودة‭ ‬أورفيوس‭ ‬

كأني‭ ‬حطّاب‭ ‬عُشب‭ ‬

في‭ ‬غابة‭ ‬زرقاء‭ ‬

كأنّي‭ ‬صائد‭ ‬سمك‭ ‬

في‭ ‬بحر‭ ‬أسطوري‭ ‬

من‭ ‬بقايا‭ ‬البحور‭ ‬

أو‭ ‬كأنّي‭ ‬طفل‭ ‬غريب‭ ‬

يلعب‭ ‬مع‭ ‬الطيور

ويتكلم‭ ‬مع‭ ‬الفراشات‭ ‬

في‭ ‬سرور‭ ...‬

كأني‭ ‬عمود‭ ‬النور‭ ‬

والكتابة‭ ‬مرآة‭ ‬مظلمة‭ ‬

كأني‭ ‬أُوجد‭ ‬في‭ ‬حلم‭ ‬

وكأني‭ ‬أحلم‭ ‬بي‭ ‬

في‭ ‬بقايا‭ ‬حلمي‭ ‬

وكأن‭ ‬همّي‭ ‬الوحيد

كأن‭ ‬همي‭...‬

أن‭ ‬أعثر‭ ‬على‭ ‬جيتارتي‭ ‬

مرميّة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الغابة‭ ‬

وأن‭ ‬أعثرَ‭ ‬عليك‭ ‬أنتِ

يا‭ ‬أوريديس‭...‬

وأنت‭ ‬تنتظرين‭ ‬عودتي‭ ‬

إلى‭ ‬البيت‭ ...‬

 

‭ ‬غُربة‭ ‬أورفيوس

يسكنني‭ ‬الألم‭ ‬

كلّ‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬

تسكن‭ ‬روحي‭ ‬

وأنا‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬معنى‭ ‬ما‭ ‬أرى‭ ‬

وحين‭ ‬أمشي‭ ‬فوق‭ ‬الثّرى‭ ‬

يبكي‭ ‬القلبُ‭ ‬ممّا‭ ‬جرى‭ ‬

لأصدقائي‭ ‬الطيبين‭ ‬

ويطرح‭ ‬ألف‭ ‬سؤال‭ ‬

وسؤال‭...‬

يُدثّرني‭ ‬حزن‭ ‬الجمال‭ ‬

ويرحل‭ ‬بي‭ ‬بعيدًا‭ ‬

إلى‭ ‬قرية‭ ‬نائية‭ ‬هناك‭ ‬

من‭ ‬قرى‭ ‬الشمال‭ ‬

كي‭ ‬أقضي‭ ‬بقية‭ ‬العمر‭ ‬فيها‭ ‬

رفقة‭ ‬نساء‭ ‬جميلات‭ ‬

لكنّني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬

فأنا‭ ‬كائن‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬آخر‭...‬

والحياة‭ ‬تهتمُّ‭ ‬بي‭ ‬كما‭ ‬تريد

العصر‭ ‬عصر‭ ‬الجليد‭ ‬

والروح‭ ‬غائبة‭ ‬عني‭ ‬

وذاهبة‭ ‬إلى‭ ‬الأقاصي‭ ‬

وأنا‭ ‬نجل‭ ‬الغابات‭ ‬

أنا‭ ‬ابن‭ ‬البراري

والكناري‭ ‬صديق‭ ‬وحدتي

يا‭ ‬لغُربتي

ويا‭ ‬لغربة‭ ‬الكناري‭!‬

مَن‭ ‬يعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬بيتي؟‭ ‬

مَن‭ ‬يرسلُ‭ ‬الرسائل‭ ‬لي؟‭ ‬

مَن‭ ‬يحدّثني‭ ‬في‭ ‬المقاهي؟‭ ‬

ومن‭ ‬يكتب‭ ‬سيرة‭ ‬حياتي؟‭ ‬

من‭ ‬يكتب‭ ‬آلامي؟‭ ‬

من‭ ‬يتحدّث‭ ‬عن‭ ‬آهاتي؟‭ ‬

ومن‭ ‬يُطفئ‭ ‬ناري؟‭ ‬

يسكنني‭ ‬الألم

والنار‭ ‬تسكن‭ ‬في‭ ‬وجداني‭ ...‬

تسكن‭ ‬في‭ ‬ليلي‭ ...‬

وفِي‭ ‬نهاري‭ ...‬

●‭ ‬مرآة‭ ‬أورفيوس‭ ‬

وهو‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬المرآة‭ ‬

يتراءى‭ ‬له‭ ‬شبح‭ ‬أوريديس‭ ‬

فيرسل‭ ‬إليه‭ ‬رسالة‭ ‬

ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬الجواب‭ ...‬

الحب‭ ‬كتاب‭ ‬مفتوح‭ ‬

وأوريديس‭ ‬

تعشق‭ ‬الإشارات‭ ‬

وتقرأ‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور‭ ‬

وتفهم‭ ‬لغة‭ ‬الكتّاب‭ ‬

ولا‭ ‬تبوحُ‭ ‬بالأسرار‭ ...‬

النار‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬مشتعلة‭ ‬

وهي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬سُبات‭ ‬

وأورفيوس‭ ‬وحيدًا‭ ‬

يغنّي‭ ‬للحياة‭ ‬

وينتظر‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬أوريديس‭ ‬

من‭ ‬نومها‭ ‬الطويل‭ ‬

فالينابيع‭ ‬عطشى‭ ‬

والعصافير‭ ‬تائهة‭ ‬بين‭ ‬الحقول‭ ‬

والحمام‭ ‬لا‭ ‬يطير‭ ‬إلّا‭ ‬حزينًا‭ ‬

وصامتة‭ ‬هي‭ ‬الأشجار‭ ‬

وأورفيوس‭ ‬يغني‭ ‬

حين‭ ‬تنزل‭ ‬الأمطار‭ ‬

وينتظر‭ ‬أوريديس

كي‭ ‬تعود‭ ‬إليه‭ ‬

ولا‭ ‬يملّ‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬