د. سليمان العطار

د. سليمان العطار

رَحِم الله د. سليمان العطار، فقد كان أخًا عزيزًا وزميلًا جليلًا وأستاذًا يحبه طلابه قبل أن يحبه زملاؤه وأساتذته. عرفتُه في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات، فقد تخرّج طالبًا بقسم اللغة العربية في يونيو عام 1969، لكنه لم يكن كبقية الطلاب، بل كان متميزًا عنهم، وسبق أن تخرّج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1959، وعمل بعد ذلك في المجالات التي تُتيح له دراسةُ الزراعة العملَ فيها. وأظن أن عمله الأخير في هذا المجال كان مُفتشًا للتموين، ويبدو أن وظيفة مفتش التموين لم تكن ترضيه أو تُشبع نهمَه الثقافي، فقرر أن ينتسب إلى قسم اللغة العربية، وهذا هو ما حدث بالفعل، فقد التحق بالقسم طالبًا، وكان من الطبيعي أن يتفوّق على غيره من الطلاب بحكم ثقافته الواسعة من ناحيةٍ، ومحبته للقراءة والاهتمامات الثقافية المتنوعة من ناحيةٍ موازية.

كانت النتيجة أن أصبح العطار مُعيدًا في كلية الآداب عام 1969، وهو العام الذي تعرّفتُ فيه إليه، فوجدتُه نوعًا مُتميزًا من الأصدقاء، فقد كان أكبر مِنِّي سنًّا وأقرب إلى زملائي الكبار، مثل عبدالمنعم تليمة، ونعمان القاضي عليهما رحمة الله. لكنّ العطار كان أقرب إلى القاضي على وجه الخصوص، وذلك نتيجة تشابهٍ لطيفٍ جمع بينهما في محبة الليل والصعلكة على السواء. 
أما أنا فقد كنتُ منعزلًا لا أسمح لنفسي بالانطلاق مثلهما أو البُعد عن الكتاب لأيام، كما كانا يفعلان في ذلك الزمان البعيد. وظل العطار نموذجًا فريدًا بين أصدقائي، فهو يصل الليل بالنهار على نحوٍ غير مُعتاد.
وما أكثر ما كُنَّا نذهب معه إلى شقته التي كانت تقع في الطابق الأول بأحد شوارع حي المنيل القديم. وكنّا لا نكفُّ عن تحصيل العلم والقراءة في كل مجال، والنقاش الذي لا يتوقف أو ينقطع. لكننا كنا نشترك في صفات الشباب التي تقرن النقائضَ في إطارٍ واحد، فكانت تخصصاتنا العلمية لا تمنعنا من الانغماس في مُتع الحياة، أو الغوص عميقًا في بحور الجسد والروح في آن. 
لم تتوقف علاقتي الحميمة بالعطار، خصوصًا أننا ظللنا سنوات طويلة لا نكاد نفترق مع مجموعة رائعة من الشباب ضمّت أحمد مرسي، وتليمة، والقاضي، وغيرهم من أساتذة قسم اللغة العربية الذين ارتبطتُ بهم، واقتربت منهم بحُكم المقاربة في الجيل. 
فأنا من الجيل الذي انتسب إليه سليمان، رغم أنه يسبقني في الولادة بسنوات، وإن لم تخنّي الذاكرة، فهو من مواليد عام 1939 وأنا من مواليد 1944. لكنه ما إن تخرَّج في القسم وأصبح مُعيدًا فيه حتى انضم سريعًا إلى تجمُّعنا الشبابي الطموح الذي زاده حضورُه حيويةً ونشاطًا وحبًّا للحياة. 

رواية للتسلية
انتهى بي الأمر إلى أن حصلتُ على درجة الدكتوراه عام 1973، وكان ذلك في موضوع «الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي»، وهو العام نفسه الذي حصل فيه العطار على درجة الماجستير في موضوع «شعر الطبيعة في الأندلس»، فأصبحتُ أنا مُدرسًا، وأصبح سليمان الذي يكبرني بسنوات مُدرسًا مساعدًا. ومضت بنا سبُل الحياة المختلفة، فذهبتُ إلى الولايات المتحدة عام 1977 للعمل أستاذًا مساعدًا (زائرًا) للأدب العربي في جامعة وسكونس - ماديسون، مدة عام، وعدتُ إلى القسم. وإن لم تخنّي الذاكرة، فقد ذهب العطار في منحة إلى إسبانيا للحصول على مادة علمية تفيده في أطروحة الدكتوراه التي كانت عن «شعر التصوف في الأندلس حتى نهاية القرن السابع الهجري»، والتي حصل عليها عام 1978، وقد قدَّم د. العطار - بعد سنوات -  للترقية ما كتبه وما قام به من إنجازات عام 1984، فترقّى إلى درجة أستاذ مساعد في القسم. 
ولا أزال أذكر أن العام الذي أمضيتُه في الولايات المتحدة ساعدني على فهم النظريات النقدية الحديثة، وأذكر أنني عند انتهاء ذلك العام كنتُ ذاهبًا لركوب الطائرة في مطار نيويورك، فلمحتُ في أحد أكشاك الكتب والمجلات روايةً سميكة كثيرة الصفحات تحمل باللغة الإنجليزية عنوان «Hundred Years of Solitude» وكنتُ أبحث عن رواية كبيرة الحجم أتسلّى بها في طريق العودة إلى القاهرة، وأخفف بها عن نفسي عناء البقاء في الطائرة مدة طويلة مملة تزيد على عَشر ساعات. 
المهم أنني ما إن ارتفعت الطائرة في الجو منطلقةً في رحلتها إلى القاهرة حتى بدأتُ في قراءة الترجمة الإنجليزية لرواية «مئة عام من العزلة» لمؤلفها الكاتب الكولومبي جابرييل جارثيا ماركيز (ولا أظن أنّها كانت معروفة في ذلك الوقت، كما حدث بعد ذلك عندما حصل صاحبها على جائزة نوبل عام 1982)، حتى وجدتني مُنجذبًا كل الانجذاب إلى تلك الرواية التي فوجئتُ بأنها عمل أدبي رائع يعد نموذجًا للرواية الحداثية أو للرواية الواقعية السحرية التي عرفتُها لأول مرة من خلال قراءتي لتلك الرواية.

اختراع حداثي
ورواية «الواقعية السحرية» اختراع حداثي تمامًا تتميز به أشكال الحداثة في أمريكا اللاتينية. وهي رواية تضرب بالواقعية التي نعرفها عُرض الحائط، وتستبدل بها واقعية من نوعٍ جديد. أعني واقعية تقوم على الاعتراف بوجود عناصر وأحداث خارقة للطبيعة موجودة في الحياة اليومية للأبطال برواية أمريكا اللاتينية. وظاهر هذه الأحداث واقعي، لكنّها أحداث غير واقعية فيما يتصل بالعقل المنطقي؛ وذلك لأنّ الواقعية السحرية لها منطقها الخاص الذي يقوم على الوصل الكامل بين ما هو واقع وما هو من أفعال السِّحر أو الخيال الغرائبي، ولذلك يمكن أن تتطاير الأجساد في تلك الروايات، أو تتجسّد الأرواح أو تختفي المنطقية الفاصلة في علاقات البشر الذين يتجاوزون قدراتهم وعوالمهم على السواء.
وما إن وصلتُ إلى القاهرة حتى اتصلت بزميلي العطار وحكيتُ له عن تلك الرواية الرائعة، وطلبتُ منه - بإلحاح - أن يقرأها في نصّها الإسباني، ويترجمها. وبالفعل أعطيتُه نسختي الإنجليزية التي اشتريتها من مطار نيويورك، وظللتُ ألحُّ عليه في الحصول على نسخةٍ أصلية باللغة الإسبانية. وانتقل حماسي إليه، فحصل على النص الإسباني، وأخذ في ترجمة تلك الرواية التي كنتُ أدفعه دفعًا إلى إكمال ترجمتها. وبالفعل أكمل سليمان الترجمة، وأبدع فيها، وأسعدني بأن جعلني أول من قرأ ترجمته للرواية من لغتها الإسبانية إلى اللغة العربية. 
وقد ذهبتُ معه إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث طلبنا من صديقي المرحوم الشاعر صلاح عبدالصبور، الذي كان رئيسًا لهيئة الكتاب آنذاك، أن ينشرها بعد أن تعطلت هناك لعامين؛ لأن أحد عمال الطباعة خاف من نشرها لجرأتها، فبـدأ المسؤولون يبحثون عنها حتى وجدوها مُلقاة في أحد الأدراج، وكان أن أمر سميـر سرحــان، الذي حلّ محل عبدالصبور بنشرها فورًا ضمن مطبوعات الهيئة، وذلك عام 1983، أي بعد عام من حصول ماركيز على جائزة نوبل في عام 1982.
وهكذا أصبح د. العطار، بترجمته لهذه الرواية، واحدًا من أهم مُترجمي الروايات الحداثية، وواحدًا من الذين صنعوا أسطورة ماركيز. 

كتابات الواقعية السحرية
 كنتُ أعلم أن زميلي العطار كان مهتمًا بدراسة ما هو مكتوب بالإسبانية في علم الأسلوب، ولذلك رجوته أن يترجم لنا بعضًا ممَّا لا نعرف في هذا العلم الذي كان لا يزال جديدًا كل الجدة، خصوصًا في صِيغهِ الحداثية. 
وأتذكر أنه استجاب لي وترجم بعض ما لم أكن أعرفه عن كتابات عَالِم الأسلوب الشهير في تاريخ النقد الأدبي الإسباني، داماسو ألونسو، ونشر ترجمته تلك في العدد الثاني من مجلة فصول، وكم كنتُ فرحًا به وهو يفتح لي بعض الآفاق التي لم أكن أعرفها، والتي كان الإسبان قد أحدثوا بها أثرًا مُهمًّا في تاريخ النقد الأدبي والأسلوبيات من ناحية، وفي تاريخ القصة الحديثة من ناحيةٍ موازية، خصوصًا بعد أن أصبح من المعلوم أن رواية «مئة عام من العزلة» هي إحدى روايات القمم التي تتميز بها كتابات الواقعية السحرية التي ندين للعطار بأنه قدّم نموذجًا من نماذجها الباهرة في ترجمته لهذه الرواية من اللغة الإسبانية مباشرة.
وما أكثر ما كنتُ أتحدث عنه بكل التقدير والإعجاب في تلك الفترة، وألحّ عليه بأن يمضي في الترجمة. 
والحق أن الرجل لم يخذلني، فقد كان يوازن بين الترجمة وبقية أشغاله الأخرى إلى أن ذهبتُ أنا في إعارة إلى جامعة الكويت في عام 1983 وعدتُ منها عام 1988، وكان سليمان في إعارة هو الآخر، فقد زار جامعة شيلي التي قضى فيها فترة من الزمن بوصفه أستاذًا زائرًا، وبعد شيلي ذهب سليمان إلى مدريد مديرًا للمعهد المصري للدراسات الإسلامية، وقد دعانا بأخوته الصادقة وطريقته المتميزة في البحث العلمي لكي نشترك معه في المؤتمرات التي كان يعقدها في المعهد بمدريد. 
وأعتقد أن وجوده في إسبانيا شجّعني على أن أرسل ابنتي المرحومة سهير إلى إسبانيا؛ لكي تكمل دراستها للدكتوراه مطمئنًا عليها؛ لأنّها كانت برعاية عمّها العطار. وأنا لا أقول هذه الصفة على سبيل المجاز الذي لا أساس له من الصحة، فقد كان سليمان قريبًا منّي كلَّ القرب، مُعينًا لنا كلَّ العون في أزمات الحياة التي كانت تواجهنا في ذلك الزمان البعيد، قبل أن تعرفنا الحياة العامة ونعرفها ونبلّغ ما فيها من خير وشرّ أو حزن وفرح.

الأهواني والعريان
عندما انتهت مرحلة الإعارات، عاد د. العطار إلى الجامعة، ومرت الأعوام وظلت رائعة «دون كيخوته» تحتاج إلى ترجمة كاملة مدققة. وكنتُ أعلم أن المرحوم أستاذنا الجليل عبدالعزيز الأهواني قد ترجم أغلب هذا العمل الفذ الذي يعد عملًا بارزًا في تأسيس الرواية العربية. وقد تبنت هذه الترجمة سلسلة «الألف كتاب»، التي كانت تصدر بإشراف وزارة التربية والتعليم أيام ثورة يوليو 1952، وكان وزير التعليم في ذلك الوقت هو كمال الدين حسين، وكان يتولى الإشراف على السلسلة الأستاذ محمد سعيد العريان، كاتب الروايات التاريخية المعروف بميوله الإسلامية وانحيازاته إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم تشدّده وحَرْفيته فيما يتعلق بالقضايا الدينية. وتلك أمور لا بدّ أن تفرض نفسها عند قراءة رواية دون كيخوته لثيربانتس الذي كانت له تحيزاته المسيحية بالطبع. وهي تحيزات كان لا بدّ أن تنال من شخصية النبي محمد  عند كتابة الرواية التي صدرت طبعتها الأولى وكذلك طبعتها عن الإسبانية إلى اليوم، وكان ذلك بمنزلة مأزق يواجه ترجمة الرواية. 
من هنا كان من الطبيعي أن يترجمها أستاذنا الأهواني ترجمة دقيقة تحترم النص الأصلي ولا تتدخل فيه بالحذف أو التشويه. وكان الأهوانى يرى أن المترجم ينبغي ألّا يضيف أو يحرِّف في النص الذي يترجمه، ومن ثم قدَّم ترجمة عربية أمينة للنص الإسباني الذي كتبه ثيربانتس. لكنّ المشكلة أن تلك الترجمة لم ترقَ للنزعة الدينية المحافظة التي كان عليها المرحوم العريان، فرفض الأجزاء التي رآها تمسّ النبي محمدًا . وقد طلب من الأهواني أن يحذف كل ما يتعرّض لشخصية النبي  أو يسيء إليها في النص الإسباني. وكان من الطبيعي أن يرفض أستاذنا الأهواني أي تدخلٍ في الرواية أو حذف أي جزء من الترجمة، فقد كان هذا يخلّ بأمانة الترجمة في رأى أستاذنا الأهواني. ونتيجة لذلك اندلع الخلاف بين العريان، المشرف على سلسلة «الألف كتاب» ود. الأهواني المترجم للرواية. وكان قد صدر منها جزءان في الترجمة، فتوقّف الأهواني وقرر عدم الاستمرار في الترجمة، بعد أن وصل الأمر بينه والعريان إلى منطقة اللا عودة في اختلاف الآراء. وظلت الرواية موجودة بين أيدي القراء لكن في جُزأين فحسب من أجزاء الترجمة. 

ترجمة دقيقة
مرّت الأيام وذهب إشراف كمال الدين حسين على وزارة التربية والتعليم، ومن ثمّ إشراف العريان على سلسلة «الألف كتاب» إلى أن جاء المرحوم عبدالرحمن بدوي، وأصدر ترجمة كاملة لم نرضَ عنها نحن تلاميذ الأهواني بالقدر الكافي. 
وكانت رغبة إصدار ترجمة دقيقة عن النص الأصلي تسكننا جميعًا بوصفنا تلامذة الأهوانى، ودارت مناقشات بيني وبين العطار في مناسبات عديدة حول هذه الترجمة، إلى أن فوجئت بسليمان يدخل عليّ مكتبي عندما كنت أمينًا عامًّا للمجلس الأعلى للثقافة ومعه الترجمة الكاملة لـ «دون كيخوته» وقال لي إنه أكمل هذه الترجمة وفاءً لذكرى أستاذنا المشترك د. الأهواني، وتقديرًا لأمانته في الترجمة ونزاهته في العلم. وفرحتُ بالترجمة وأسلمتُها للمسؤولين عن الطبع في سلسلة «المشروع القومي للترجمة» التي كانت تصدر عن المجلس الأعلى للثقافة. وهكذا ظهرت ترجمة كاملة لسليمان العطار لتردّ إلى المرحوم الأهواني اعتباره، وكان ذلك بعد أن حاولنا فحص كل الأوراق التي تركها الأهوانى عن الترجمة أو بقاياها، لكننا لم نجد شيئًا، ويبدو أنّ هذا كان السبب الذي دفع العطار إلى أن يشرع في إكمال الترجمة احترامًا وتحية لأستاذه وأستاذنا الجليل.
والحق أن سليمان العطار كان محبًّا عظيمًا للحياة وعاشقًا لها. وظل كذلك إلى أن أصبح أستاذًا مرموقًا في قسم اللغة العربية، تشهد بذلك كتبُه القليلة المؤلفة المتميزة، وترجماته الأساسية والتأسيسية التي لا يمكن نسيانها. وعندما استقر به الأمر أستاذًا متفرغًا في قسم اللغة العربية، استبدل بمحبتنا محبةَ طلابه، فقد كان يذهب إلى قسم اللغة العربية في كل صباح - كما كان يقول لي - وينتظر في مكتبه إلى أن يأتيه أحد الطلبة يبحث عن معرفة أو معلومة تفيده في الأبحاث المطلوبة.

صديق مخلص
ظل العطار طوال حياته، بعد أن جاوز الستين، لا شاغل له سوى قسم اللغة العربية، وتقديم المساعدة الدائمة والعون الكامل لطلابه. وتعددت كتبه التي أراها قليلة بالقياس إلى حياته، لكنّه بالقطع قد أدى ما عليه في حق العلم، وسدّد ما ينبغي أن يقوم به تعليمًا لطلابه وإشرافًا على الرسائل العلمية لعددٍ من تلامذة القسم الذين حصلوا على الماجستير والدكتوراه بفضل رعايته وتحت إشرافه.
وعندما أفكر في العطار اليوم، بعد وفاته، أسترجعُ ذكريات جميلة معه بوصفه صديقًا مُخلصًا كلَّ الإخلاص لمن يعرفه أو يحبه، وكذا بوصفه رجلًا بكل معنى الكلمة في الوقوف إلى جانب أصدقائه ومدِّ يد العون لهم، دون أن يطلبوا أو يسألوا. 
أنا شخصيًّا من الأصدقاء الذين يتشرفون بمعرفة العطار - يرحمه الله - فقد كان أخًا عزيزًا وصديقًا حميمًا عشنا معًا أجمل سنوات العمر، سواء في القاهرة أم في مدريد. وهأنذا وأنا أكتب عنه، تنثال على ذاكرتي ذكريات جمعتنا في شوارع القاهرة العجوز، وفي مرابع مدريد القديمة والحديثة، بل في غيرها من مدن إسبانيا. وهأنذا أذكر أنني زرتُ مكتبة الأسكوريال في إسبانيا بصحبته، وكان نِعم الرائد والعارف والدليل في آن. رحمة الله الواسعة على صديق العمر الذي ترك لنا كتبه وترجماته، نتذكره بها كلما طالعناها، وكلما تحدثنا في المجالات المعرفية التي كان مُبرزًا فيها، والتي كان قائدًا لنا فيها في مدى حب المعرفة الذي كان ولا يزالُ يجمعُنا ■