د. ليلى الموسوي: نطمح إلى إثراء المحتوى العلمي العربي بلُغَة حديثة

د. ليلى الموسوي: نطمح إلى إثراء المحتوى العلمي العربي بلُغَة حديثة

‭ ‬تُعدّ شركة التقدم العلمي للنشر بدولة الكويت من أهم المراكز التي أطلقتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1983، والتي تهدف إلى نشر الثقافة العلمية لتعبّر عن رؤية المؤسسة في فتح آفاق جديدة للعلم والابتكار، ليكون داعمًا للتنمية المستدامــة، ولبناء مستقبـل أكثر إشراقًا. وقد حرص المركز منذ إنشائه علـى أن يكون إنتاجه من الإصدارات متنوعًا ومواكبًا للتطورات العلمية، إضافة إلى تعزيز البحث العلمي لإثراء المعــــرفة بأشكالها المختلفة، ودعم الشراكة الفعالة مع مختلف قطاعات المجتمع.

توجّهتُ‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وهناك‭ ‬التقيت‭ ‬الرئيسة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لشركة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي،‭ ‬مديرة‭ ‬برنامج‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬د‭. ‬ليلى‭ ‬الموسوي،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬حول‭ ‬نشاط‭ ‬المؤسسة‭ ‬اللافت‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭. ‬

●‭ ‬شركة‭ ‬التقدّم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مراكز‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬العلمية‭ ‬لكل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬نشاط‭ ‬النشر‭ ‬فيها‭ ‬يظهر‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬ومختلف‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والبرامج‭ ‬المكملة‭ ‬لها،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬الأهداف‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬المتّبعة‭ ‬في‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬،‭ ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬متغيّرة‭ ‬باستمرار‭ ‬لتواكب‭ ‬التغيير‭ ‬السريع‭ ‬بسبب‭ ‬الثورة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والتكنولوجية؟‭ ‬

‭- ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬دأبت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬الثقافة‭ ‬العلمية‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬البحوث،‭ ‬أو‭ ‬شركة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬بطباعة‭ ‬بعض‭ ‬الكتب‭ ‬المختارة،‭ ‬ومجلّتي‭ ‬العلوم،‭ ‬والتقدّم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر،‭ ‬وتوفيرها‭ ‬بأسعار‭ ‬رمزية‭ ‬للقارئ‭ ‬العربي،‭ ‬والمشاركة‭ ‬بالحضور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭ ‬العربية‭.‬

لكنّ‭ ‬التحوّل‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬النشر‭ ‬جاء‭ ‬متزامنًا‭ ‬مع‭ ‬الإعداد‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬المؤسسة‭ ‬للأعوام‭ ‬2017‭ - ‬2021،‭ ‬ولذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬توجّه‭ ‬مختلف‭ ‬لنوعية‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلات‭ ‬المختارة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬والفعلية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواكبة‭ ‬التحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬تسارعت‭ ‬خطواته‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬وتغيّرت‭ ‬طبيعة‭ ‬القراءة‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬الإيقاع‭ ‬السريع‭ ‬للحياة‭ ‬اليومية‭.‬

وتركز‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للنشر‭ ‬على‭ ‬إثراء‭ ‬المحتوى‭ ‬العلمي‭ ‬العربي‭ ‬بلُغة‭ ‬حديثة،‭ ‬واختيار‭ ‬موضوعات‭ ‬منوّعة‭ ‬تناسب‭ ‬جميع‭ ‬القراء‭ ‬من‭ ‬مختصين‭ ‬وغير‭ ‬مختصين‭ ‬وجميع‭ ‬المراحل‭ ‬العُمرية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬رصينة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتأسيس‭ ‬قاعدة‭ ‬عامة‭ ‬للثقافة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬غير‭ ‬المختصين‭ ‬بالعلوم‭. ‬

وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬نوّع‭ ‬الفريق‭ ‬المحتوى‭ ‬العلمي،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬كتب‭ ‬علمية‭ ‬تخاطب‭ ‬القارئ‭ ‬العام،‭ ‬وتستعرض‭ ‬بالتفصيل‭ ‬أحدث‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬النظريات‭ ‬العلمية،‭ ‬وكتب‭ ‬عملية‭ ‬مصورة‭ ‬للقراءة‭ ‬الميسّرة،‭ ‬وكتب‭ ‬علمية‭ ‬للأطفال‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬القصص‭ ‬وكتب‭ ‬تعليم‭ ‬المبادئ‭ ‬العلمية‭ ‬وكتب‭ ‬الأنشطة‭. ‬كما‭ ‬صارت‭ ‬المجموعة‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬تشمل‭ ‬6‭ ‬مجلات‭ ‬تخاطب‭ ‬الشرائح‭ ‬العُمرية‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الناشئة،‭ ‬عبر‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية،‭ ‬والمبتكرين،‭ ‬والباحثين‭ ‬المختصين،‭ ‬ووصولًا‭ ‬إلى‭ ‬القيادات‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الإدارة‭ ‬المتوسطة‭ ‬والعليا‭.‬

وللناشئة‭ ‬لدينا‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬تعمل‭ ‬الأشياء؟‮»‬‭ ‬المصورة،‭ ‬التي‭ ‬تستعرض‭ ‬مقالات‭ ‬تمتدّ‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬الأساسية،‭ ‬والبيئة‭ ‬والتنوّع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬وسِيَر‭ ‬مختارة‭ ‬لعلماء‭ ‬متميزين‭.‬

 

مجلة‭ ‬العلوم

أما‭ ‬مجلة‭ ‬العلوم‭ ‬بمحتواها‭ ‬المنتقى‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬الأخبار‭ ‬والنشر‭ ‬في‭ ‬العلوم،‭ ‬فهي‭ ‬تخاطب‭ ‬الجميع‭ ‬مستعرضةً‭ ‬أحدث‭ ‬أخبار‭ ‬العلوم،‭ ‬ومتناولة‭ ‬الموضوعات‭ ‬العلمية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬قراءتها‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭. ‬وكذلك‭ ‬هي‭ ‬مجلة‭ ‬مدار‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬ساينس‭ ‬فوكس‮»‬،‭ ‬كذلك‭ ‬أضفنا‭ ‬أخيرًا‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬سكاى‭ ‬آت‭ ‬نايت‮»‬‭ (‬سماء‭ ‬الليل‭)‬،‭ ‬لتحفيز‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفلكية‭ ‬والتحبيب‭ ‬فيها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليم‭ ‬الرصد‭ ‬والتصوير‭ ‬الفلكي‭ ‬للجمهور‭ ‬عمومًا‭. ‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬المتخصص،‭ ‬فإننا‭ ‬أيضًا‭ ‬ننشر‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭ ‬لمجلة‭ ‬إم‭ ‬آي‭ ‬تي‭ ‬ماناجمنت‭ ‬ريفيو‭ ‬MIT Management Review،‭ ‬للتعريف‭ ‬بدور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬والابتكار‭ ‬وإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬بالطبع‭ ‬مجلة‭ ‬التقدّم‭ ‬العلمي،‭ ‬وهي‭ ‬مجلة‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬التي‭ ‬أعدنا‭ ‬توجيهها‭ ‬لتكون‭ ‬منارة‭ ‬لأهم‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬الممولّة‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬ومراكزها‭ ‬المتعددة،‭ ‬ولتعكس‭ ‬صورة‭ ‬المشهد‭ ‬العلمي‭ ‬والبحثي‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬تقدّم‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والباحثات‭ ‬الشباب‭ ‬قدوات‭ ‬للصغار‭ ‬والناشئة‭ ‬تدفعهم‭ ‬نحو‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬العلوم‭.‬

ولا‭ ‬نكتفي‭ ‬بالمطبوعات‭ ‬الورقية‭ ‬أو‭ ‬المواد‭ ‬المتاحة‭ ‬مجانًا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬بل‭ ‬ندعم‭ ‬ذلك‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬القراءة،‭ ‬والرحلات‭ ‬العلمية،‭ ‬وأنشطة‭ ‬العلوم‭ ‬المرحة،‭ ‬وبرمجة‭ ‬الروبوتات،‭ ‬وبهدف‭ ‬خلق‭ ‬تجربة‭ ‬غامرة‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العلوم‭. ‬

ولعل‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬سمعت‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الجائحة،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬متعجبًا‭: ‬‮«‬اليوم‭ ‬تعلّمنا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬دراسة‮»‬،‭ ‬ملخصًا‭ ‬بذلك‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬إليه‭ ‬لجعل‭ ‬العلوم‭ ‬مادة‭ ‬محبّبة‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬الأظافر‭. ‬

في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬والتجديد،‭ ‬تعمل‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬‭ ‬كشركة‭ ‬ناشئة‭ ‬رشيقة،‭ ‬تجرّب‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬المتاحة،‭ ‬وتستطلع‭ ‬الإقبال‭ ‬عليها،‭ ‬فتوسّع‭ ‬من‭ ‬الدوائر‭ ‬الأكثر‭ ‬جذبًا‭ ‬لاهتمام‭ ‬القارئ‭ ‬العربي،‭ ‬وتقدّم‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬غير‭ ‬مألوفة،‭ ‬مثل‭ ‬تشجيع‭ ‬هوايات‭ ‬علمية‭ ‬حتى‭ ‬لغير‭ ‬المختصين،‭ ‬مثل‭ ‬التصوير‭ ‬الفلكي،‭ ‬ولا‭ ‬نخشى‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬تجربة‭ ‬أو‭ ‬أيّ‭ ‬منتج،‭ ‬لأنّنا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأنّ‭ ‬ذلك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسار‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬الراسخ‭.‬

 

مبادرات‭ ‬وفرق‭ ‬تطوعية

●‭ ‬هناك‭ ‬مبادرات‭ ‬عديدة‭ ‬تقدّمها‭ ‬المؤسسة‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬أو‭ ‬تعاون‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬جامعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬حكومية‭ ‬وفرق‭ ‬تطوعية‭ ‬داخل‭ ‬الكويت‭ ‬وخارجها،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬وأهدافها،‭ ‬وكيف‭ ‬تقيسون‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات؟

‭- ‬أجيب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬بوصفي‭ ‬مديرة‭ ‬برنامج‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬بإدارة‭ ‬الثقافة‭ ‬العلمية‭ ‬بالمؤسسة،‭ ‬وهو‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬بزغت‭ ‬منه‭ ‬سياسة‭ ‬النشر‭ ‬الجديد،‭ ‬وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‭. ‬

وهنا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ميثاق‭ ‬تأسيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬التكافل‭ ‬بين‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬لذا‭ ‬فإنّ‭ ‬الصلة‭ ‬بجميع‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬ممتدة‭ ‬عبر‭ ‬تاريخ‭ ‬المؤسسة‭. ‬والاستراتيجية‭ ‬الجديدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحراك‭ ‬المجتمعي‭ ‬نحو‭ ‬نشر‭ ‬العلوم‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها،‭ ‬وتحفيز‭ ‬حركة‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭. ‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬مبادرات‭ ‬برنامج‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تقديم‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬معاصرة‭ ‬لإشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬العلوم،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬هي‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تُعرف‭ ‬بعلوم‭ ‬المواطن‭ ‬Citizen science،‭ ‬وهي‭ ‬حركة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حشد‭ ‬الأفراد‭ ‬لدعم‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتوفير‭ ‬المعلومات‭ ‬للباحثين،‭ ‬والاستفادة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬المقدرة‭ ‬الخلّاقة‭ ‬للعقل‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الأنماط‭ ‬غير‭ ‬المنطقية‭ ‬التي‭ ‬تحلّ‭ ‬أسئلة‭ ‬علمية‭ ‬تعجز‭ ‬عنها‭ ‬الآلات‭ ‬والحواسيب‭. ‬

وقد‭ ‬أطلق‭ ‬البرنامج‭ ‬مشروع‭ ‬تعقّب‭ ‬العقبان‭ ‬المهاجرة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬عدسة‭ ‬البيئة‭ ‬التطوعي،‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬الإشراف‭ ‬المباشر‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للبيئة،‭ ‬بهدف‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطائر‭ ‬المهدد‭ ‬بالانقراض‭. ‬وفي‭ ‬خضمّ‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬نعيد‭ ‬ربط‭ ‬المجتمع‭ ‬بجانب‭ ‬من‭ ‬تراثه‭ ‬المغيّب‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬التنوّع‭ ‬الفطري‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬واستعراض‭ ‬الصور‭ ‬الجميلة‭ ‬للبيئة‭ ‬الصحراوية‭ ‬ونباتاتها‭ ‬وحيواناتها،‭ ‬لافتين‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬صحراء‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬واحة‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬هجرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطيور‭ ‬المهددة‭ ‬بخطر‭ ‬الانقراض‭.‬

 

سفراء‭ ‬الطبيعة

هذا‭ ‬النشاط‭ ‬مرتبط‭ ‬أيضًا‭ ‬بمبادرة‭ ‬أخرى‭ ‬أطلقها‭ ‬برنامج‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬سفراء‭ ‬الطبيعة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬ينمّي‭ ‬هواية‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬لتوثيق‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬والتنمية‭ ‬التربوية‭ ‬والتوجيه‭ ‬الفني‭ ‬العام‭ ‬للعلوم‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية،‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للبيئة،‭ ‬ومعهد‭ ‬الكويت‭ ‬للأبحاث‭ ‬العلمية،‭ ‬ناهيك‭ ‬بالأنشطة‭ ‬التقليدية،‭ ‬مثل‭ ‬دعم‭ ‬مشاركة‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬والدراسات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالبرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬بوكالات‭ ‬علمية‭ ‬دولية،‭ ‬مثل‭ ‬المنظمة‭ ‬الأوربية‭ ‬للأبحاث‭ ‬النووية‭ (‬سيرن‭)‬،‭ ‬ووكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوربية،‭ ‬وتشجيع‭ ‬مشاركة‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والرياضيات،‭ ‬وإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المسيرة‭ ‬العلمية‭ ‬للنساء‭ ‬والقيادات‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬والمنطقة‭.‬

وتقاس‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بتنامي‭ ‬عدد‭ ‬المدارس‭ ‬والطلبة‭ ‬المشاركين،‭ ‬والتغيّر‭ ‬في‭ ‬شخصياتهم‭ ‬بشهادة‭ ‬المعلمين‭ ‬والموجّهين‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وبلورة‭ ‬أفكارهم‭ ‬حول‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يودّون‭ ‬الالتحاق‭ ‬بها‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬فما‭ ‬فوق،‭ ‬فإنّ‭ ‬أحد‭ ‬مؤشرات‭ ‬القياس‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬النشر‭ ‬العلمي‭ ‬المتخصص‭.‬

 

مشروع‭ ‬علوم‭ ‬المواطن

●‭ ‬تحظى‭ ‬تنمية‭ ‬التفكير‭ ‬العلمي‭ ‬لدى‭ ‬الاطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬أيضًا‭ ‬باهتمام‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬البرامج‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬هذه‭ ‬الفئة؟

‭- ‬ضمن‭ ‬مشاريع‭ ‬علوم‭ ‬المواطن،‭ ‬أطلقنا‭ ‬بالتعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬والتنمية‭ ‬التربوية‭ ‬والتوجيه‭ ‬الفنّي‭ ‬العام‭ ‬للعلوم‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية،‭ ‬ومركز‭ ‬علوم‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬بجامعة‭ ‬الكويت،‭ ‬مشروع‭ ‬علوم‭ ‬المواطن‭ (‬ناسا‭ ‬غلوب‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيه‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلتين‭ ‬المتوسطة‭ ‬والثانوية‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬وتستخدم‭ ‬وكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬‮«‬ناسا‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬لتحسين‭ ‬أدوات‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬وهذا‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬إلى‭ ‬المفاهيم‭ ‬البيئة‭ ‬وتعمل‭ ‬أسس‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وتنمية‭ ‬شعورهم‭ ‬بالمواطنة‭ ‬الكوكبية،‭ ‬وقد‭ ‬تميّز‭ ‬طلبتنا‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬7‭ ‬ميداليات‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬سنة‭ ‬يشاركون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬العالمي‭ ‬للبرنامج،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضًا‭ ‬مجال‭ ‬جديد‭ ‬آخذ‭ ‬بالانتشار‭ ‬هو‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬الإعلام‭ ‬العلمي‭.‬

‭ ‬أيضًا‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬والتنمية‭ ‬التربوية‭ ‬والتوجيه‭ ‬الفني‭ ‬العام‭ ‬للعلوم‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية،‭ ‬وجامعة‭ ‬الكويت،‭ ‬ومعهد‭ ‬الكويت‭ ‬للأبحاث‭ ‬العلمية،‭ ‬بدأنا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬نشاط‭ ‬‮«‬مدير‭ ‬العلوم‭ ‬التنفيذي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعمد‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلتين‭ ‬المتوسطة‭ ‬والثانوية‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬قدراتهم‭ ‬على‭ ‬تخطيط‭ ‬الأنشطة‭ ‬وتنفيذها،‭ ‬ويبني‭ ‬مهاراتهم‭ ‬القيادية‭.‬

وكشركة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر،‭ ‬أطلقنا‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مكتبة‭ ‬الكويت‭ ‬الوطنية،‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الجائحة،‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬لتشجيع‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المتوسطة‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬قصص‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬معرض‭ ‬الكويت‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭.‬

 

تحديات‭ ‬النشر‭ ‬العلمي

●‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النشر‭ ‬العلمي؟‭ ‬

‭- ‬لعل‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬والمثير‭ ‬للأسى‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬حرص‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وغلَبة‭ ‬التسلية‭ ‬والألعاب‭ ‬على‭ ‬القراءة،‭ ‬فمن‭ ‬الملاحظ‭ ‬تراجُع‭ ‬قدرات‭ ‬القراءة‭ ‬بهذه‭ ‬اللغة‭ ‬الجميلة،‭ ‬وعزوف‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭ ‬عمومًا‭ ‬وعن‭ ‬القراءة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭ ‬خصوصًا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬التقليدية‭ (‬الورقية‭) ‬تعزّز‭ ‬مسارات‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الذاكرة‭ ‬لارتباطها‭ ‬بالمهارات‭ ‬الحركية،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تعدّد‭ ‬اللغات‭ ‬التي‭ ‬يتقنها‭ ‬الشخص‭ ‬تعزّز‭ ‬التفكير‭ ‬والذكاء‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬للمسائل‭. ‬

ثم‭ ‬هناك‭ ‬التحديات‭ ‬اللوجستية‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬المطبوعات‭ ‬الورقية،‭ ‬فالبريد‭ ‬التقليدي‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬أحواله‭ ‬بطيء‭ ‬جدًا‭ ‬وغير‭ ‬مضمون‭ ‬في‭ ‬أحوال‭ ‬كثيرة،‭ ‬أمّا‭ ‬خدمات‭ ‬التوصيل‭ ‬الممتازة‭ ‬فهي‭ ‬مكلفة‭ ‬وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬الكتاب‭ (‬المدعوم‭)‬،‭ ‬فيعزف‭ ‬الشخص‭ ‬عن‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وينتظر‭ ‬مواسم‭ ‬معارض‭ ‬الكتب‭.‬

 

معرض‭ ‬الكويت‭ ‬الافتراضي‭ ‬

●‭ ‬انطلق‭ ‬معرض‭ ‬الكويت‭ ‬للكتاب‭ ‬الدولي‭ ‬افتراضيًا‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬كشريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬بطريقة‭ ‬جديدة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الجائحة،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الرقمية؟‭ ‬

‭- ‬مع‭ ‬انطلاقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجديدة‭ ‬لشركة‭ ‬التقدّم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر،‭ ‬ركّزنا‭ ‬كفريق‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬وعملنا‭ ‬لأربعة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬منصة‭ ‬البيع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بجهود‭ ‬وطنية،‭ ‬وعندما‭ ‬حلّت‭ ‬الجائحة،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬ملائم‭ ‬لتوفير‭ ‬هذه‭ ‬المنصة‭ ‬أمام‭ ‬الناشرين‭ ‬المحليين‭.‬

‭ ‬ففي‭ ‬مايو‭ ‬2020،‭ ‬ومع‭ ‬اتضاح‭ ‬مدى‭ ‬الجائحة‭ ‬وتوارد‭ ‬النمذجات‭ ‬الحاسوبية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستستمر‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬يقلّ‭ ‬عن‭ ‬العامين،‭ ‬ومع‭ ‬توارد‭ ‬أخبار‭ ‬إلغاء‭ ‬معارض‭ ‬الكتب،‭ ‬وحظر‭ ‬السفر،‭ ‬تشاور‭ ‬الفريق‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناشرين‭ ‬المحليين،‭ ‬ووجدنا‭ ‬قبولًا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬كتاب‭ ‬تجريبي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الافتراضي،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬اتصلنا‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬لعرض‭ ‬الفكرة،‭ ‬ولقينا‭ ‬منهم‭ ‬كلّ‭ ‬الدعم،‭ ‬وكانت‭ ‬نتائج‭ ‬معرض‭ ‬الرفّ‭ ‬الإلكتروني‭ ‬مشجّعة‭.‬

وهكذا،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الجائحة،‭ ‬رأى‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للثقافة‭ ‬ألّا‭ ‬يتوقف‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب،‭ ‬وأن‭ ‬تستمر‭ ‬دورته‭ ‬الـ‭ ‬45‭ ‬افتراضيًا‭. ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬وناشرًا‭ ‬مستقلًّا‭ ‬محلّيًا،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬العربية،‭ ‬سواء‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وكلائهم‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المحلية،‭ ‬وحفل‭ ‬المعرض‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬عنوان،‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬المعرفة‭ ‬المتنوعة‭. 

وقد‭ ‬قضينا‭ ‬معظم‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬التفاهم‭ ‬مع‭ ‬العزلة‭ ‬النسبية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حاولنا‭ ‬تجنّب‭ ‬العدوى‭ ‬من‭ ‬مسبّب‭ ‬لمرض‭ ‬لا‭ ‬هوادة‭ ‬فيه،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬السّمة‭ ‬المُميِّزة‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬وسعى‭ ‬فريق‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‭ ‬أن‭ ‬يتاح‭ ‬للقراء‭ ‬وسيلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الكتب،‭ ‬وأن‭ ‬يتعاون‭ ‬الناشرون‭ ‬لعرض‭ ‬كتبهم‭ ‬أمام‭ ‬القراء‭. ‬

ولعلّ‭ ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬الجائحة‭ ‬أنّها‭ ‬أظهرت‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬البشر‭ ‬دائمًا‭ ‬يحققون‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يُمكن‭ ‬عندما‭ ‬يجدون‭ ‬غرضًا‭ ‬مشتركًا،‭ ‬ويعملون‭ ‬كفريق‭ ‬واحد‭ ‬لإنجاح‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الافتراضي‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬ملاحظات‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬والمؤلفين،‭ ‬ومن‭ ‬مستخدمي‭ ‬الموقع‭ ‬والقرّاء‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬لتحسين‭ ‬منصّة‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الافتراضي‭. ‬وقد‭ ‬ساعدتنا‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظات‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬وخلّاقة‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬نواة‭ ‬معرض‭ ‬الكويت‭ ‬الافتراضي‭ ‬للكتاب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الصغير‭ ‬التعاوني‭ ‬التفكير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬بفضل‭ ‬الالتزام‭ ‬المشترك‭ ‬بهدف‭ ‬جماعي‭.‬

 

لا‭ ‬منافسة

●‭ ‬هل‭ ‬ستكون‭ ‬المعارض‭ ‬الافتراضية‭ ‬بديلًا‭ ‬أو‭ ‬منافسًا‭ ‬أو‭ ‬مكملًا‭ ‬للمعارض‭ ‬الفعلية‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الجائحة؟‭ ‬

‭- ‬المعارض‭ ‬الافتراضية‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬أبدًا‭ ‬من‭ ‬منافسة‭ ‬الزخم‭ ‬الثقافي‭ ‬للمعارض‭ ‬الفعلية‭. ‬

فالتواصل‭ ‬الإنساني‭ ‬لا‭ ‬يعوضه‭ ‬أي‭ ‬تواصل‭ ‬افتراضي‭ ‬مهما‭ ‬بلغ‭ ‬تطور‭ ‬أدواته‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الذراع‭ ‬الافتراضية‭ ‬ستبقى‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الجائحة،‭ ‬لأنها‭ ‬توفر‭ ‬خدمات‭ ‬للقارئ‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يسافر‭ ‬لحضور‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬تعوقه‭ ‬انشغالاته‭ ‬اليومية‭ ‬عن‭ ‬زيارة‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬الاستزادة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الكتب‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬زار‭ ‬المعرض‭.‬

 

مطبوعات‭ ‬رقمية

●‭ ‬هل‭ ‬تعزّز‭ ‬المعارض‭ ‬الرقمية‭ ‬وتسرّع‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬للمطبوعات‭ ‬الورقية‭ ‬عربيًا،‭ ‬أم‭ ‬أنّ‭ ‬الطباعة‭ ‬الورقية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمتلك‭ ‬قاعدتها‭ ‬الجماهيرية‭ ‬عربيًا؟‭ ‬

‭- ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الإعداد‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬الجديدة،‭ ‬كان‭ ‬الفريق‭ ‬متحمسًا‭ ‬للتحول‭ ‬إلى‭ ‬مطبوعات‭ ‬رقمية‭ ‬بالكامل‭ ‬والتخلّي‭ ‬عن‭ ‬الطباعة،‭ ‬لكنّ‭ ‬الاستبيان‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬أطلقناه‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬التخطيط،‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬قارئ‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬بيّن‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مرغوبًا‭ ‬بشدة‭. ‬كذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬تصفّحنا‭ ‬لأحدث‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬عرض‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬أهميّة‭ ‬التمسك‭ ‬بتوفير‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬للأطفال‭ ‬والناشئة،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الذهنية‭.‬

المعارض‭ ‬الرقمية‭ ‬ستعزز‭ ‬وتسرّع‭ ‬التحوّل‭ ‬الرقمي‭ ‬للمنصات‭ ‬التي‭ ‬توفّر‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الكتاب‭ ‬المطبوع،‭ ‬كما‭ ‬ستوفّر‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لشريحة‭ ‬واسعة‭ ‬عبر‭ ‬العالم،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬محدودًا‭. ‬

 

‭ ‬الترجمة‭ ‬العلمية

●‭ ‬تُصدر‭ ‬المؤسسة‭ ‬سنويًا‭ ‬كتبًا‭ ‬علمية‭ ‬مترجمة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المقالات‭ ‬والدوريات‭ ‬العلمية‭ ‬المترجمة‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬سهلة‭ ‬لغير‭ ‬المختص‭ ‬قراءتها‭ ‬ومبسّطة‭ ‬تخاطب‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي،‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬هذه‭ ‬المؤلفات،‭ ‬وما‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬فيها‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬العلوم‭ ‬التي‭ ‬تفضّلها‭ ‬وتركّز‭ ‬عليها؟‭ ‬وما‭ ‬الشريحة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬عند‭ ‬اختيار‭ ‬المؤلفات‭ ‬للترجمة؟‭ ‬

‭- ‬بالنسبة‭ ‬للكتب‭ ‬العلمية‭ ‬الموجهة‭ ‬للقارئ‭ ‬العام،‭ ‬تقوم‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬باختيار‭ ‬قائمة‭ ‬مما‭ ‬نشر‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الأجنبية،‭ ‬كما‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الطلبات‭ ‬للكتب‭ ‬المؤلفة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬العربية‮»‬،‭ ‬ونحرص‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الكتب‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يمضِ‭ ‬على‭ ‬طباعتها‭ ‬5‭ ‬أعوام،‭ ‬والتي‭ ‬حازت‭ ‬جوائز‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬مراجعات‭ ‬إيجابية‭. ‬أما‭ ‬المجلات‭ ‬والكتب‭ ‬المصورة،‭ ‬فنختارها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬رصينة،‭ ‬وتحرص‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬الاختيارات‭ ‬لتوفير‭ ‬محتوى‭ ‬علمي‭ ‬لجميع‭ ‬الشرائح‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والأسرة،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الباحثين‭ ‬والمختصين‭.‬

 

متعة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المعنى‭ ‬العلمي

●‭ ‬لكِ‭ ‬تجارب‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬الكتب‭ ‬العلمية،‭ ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تعريب‭ ‬العلوم‭ ‬للغة‭ ‬العربية؟‭ ‬

‭- ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬ممتدة‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬العلوم،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬تاريخ‭ ‬الفنون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والترجمة‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬هي‭ ‬نشاط‭ ‬ذهني‭ ‬ماتع،‭ ‬انتقل‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬عبارة‭ ‬تنقل‭ ‬المعنى‭ ‬بأكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الدقة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الوفاء‭ ‬للنصّ‭ ‬الأصلي،‭ ‬وبأقلّ‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬التدخلات،‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬الالتزام‭ ‬بروح‭ ‬النص‭ ‬الأصلي‭ ‬وجمالية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المعنى‭ ‬العلمي‭ ‬وكيفية‭ ‬ترجمته،‭ ‬وكيفية‭ ‬نقل‭ ‬المغزى‭ ‬الثقافي‭ ‬دون‭ ‬إثارة‭ ‬ملل‭ ‬القارئ‭.‬

أصعب‭ ‬ما‭ ‬يوجهنا‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬المصطلح‭ ‬العلمي،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مصطلحات‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬أربعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬نجد‭ ‬البعض‭ ‬يشتقّ‭ ‬مصطلحات‭ ‬جديدة‭ ‬لجهله‭ ‬بالمصطلحات‭ ‬القديمة،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬ثراء‭ ‬طرق‭ ‬الاشتقاق‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭. ‬ولمعالجة‭ ‬ذلك،‭ ‬فإننا‭ ‬في‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬‭ ‬نلتزم‭ ‬أولًا‭ ‬بالمصطلحات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬لنخدم‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬الأساسية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يوجد،‭ ‬فإننا‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستخدم‭ ‬على‭ ‬‮«‬ويكيبيديا‮»‬‭ ‬لنسهّل‭ ‬على‭ ‬القارئ‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬والشروح‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع،‭ ‬وإذا‭ ‬وجدنا‭ ‬إشكالًا‭ ‬في‭ ‬المصطلح‭ ‬المستخدم،‭ ‬نشتقّ‭ ‬مصطلحًا‭ ‬يعكس‭ ‬المعنى‭ ‬العلمي‭ ‬بلغة‭ ‬عربية‭ ‬سليمة،‭ ‬وهو‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يصادفنا،‭ ‬نظرًا‭ ‬لسرعة‭ ‬تواتر‭ ‬الإنجازات‭ ‬العلمية‭.‬

‭ ‬ودأبنا‭ ‬أن‭ ‬نرفق‭ ‬بالترجمة‭ ‬المصطلح‭ ‬بالإنجليزية،‭ ‬وأيضًــــا‭ ‬المصطلحــــات‭ ‬العربية‭ ‬الأخرى‭ ‬الشائعة‭ ‬الاستخدام‭. ‬ومن‭ ‬واقع‭ ‬قراءتي‭ ‬لنصوص‭ ‬متعددة،‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬القارئ‭ ‬يدرك‭ ‬المعنى‭ ‬المراد،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬المصطلح‭ ‬العلمي‭ ‬المستخدم‭ ‬عمّا‭ ‬تعوّده‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬التي‭ ‬يطّلع‭ ‬عليها‭ ‬عادة‭. ‬

 

المستقبل‭ ‬القادم

●‭ ‬ما‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النشر‭ ‬العلمي،‭ ‬وما‭ ‬الخطط‭ ‬القادمة‭ ‬للمؤسسة؟

‭- ‬فريق‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬الصغير‭ ‬جدًا،‭ ‬هو‭ ‬فريق‭ ‬شديد‭ ‬النشاط،‭ ‬مدفوع‭ ‬برسالة‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة،‭ ‬ونعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬علمية‭ ‬للطفل‭ ‬العربي‭ ‬بمواد‭ ‬محلية‭ ‬الطابع‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭. ‬كما‭ ‬نستعد‭ ‬لإطلاق‭ ‬‮«‬باص‭ (‬حافلة‭) ‬العلوم‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬سيتنقل‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬والمحافل،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬قطاع‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬ويتيح‭ ‬المطبوعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬العلمية‭ ‬المرحة‭ ‬لجميع‭ ‬أطفالنا،‭ ‬أملًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬اهتمام‭ ‬الأطفال‭ ‬بالعلوم،‭ ‬وتأسيس‭ ‬الثقافة‭ ‬العلمية‭ ‬ومبادئ‭ ‬التفكير‭ ‬العلمي‭ ‬كركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬المجتمع‭.‬

●‭ ‬ما‭ ‬طموح‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وما‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لنتيجة‭ ‬ما‭ ‬تقدّمون‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬ومبادرات؟

‭- ‬إن‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬محبّة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬ومنفتحة‭ ‬على‭ ‬استخدامها،‭ ‬لكنّها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬متوجسة‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬ينتجها‭.  ‬مثلًا‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ذاكرتنا،‭ ‬وشهدنا‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الأساسية‭ ‬تؤتي‭ ‬أُكلها،‭ ‬وتقدّم‭ ‬سلاح‭ ‬وقاية‭ ‬فعالًا‭ ‬وآمنًا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬فكانت‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬مستقبلنا‭ ‬الجماعي،‭ ‬لكنّ‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشائعات‭ ‬المعادية‭ ‬للعلم،‭ ‬والأخبار‭ ‬الضعيفة‭ ‬المناهضة‭ ‬للتطعيم،‭ ‬والتي‭ ‬يعجز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬فحصها‭ ‬ودحضها،‭ ‬لأنّه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬أساسيات‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي،‭ ‬وغير‭ ‬مطّلع‭ ‬على‭ ‬أخبار‭ ‬العلوم‭. ‬

وطموح‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬للنشر‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نوفّر‭ ‬منارات‭ ‬تنشر‭ ‬العلوم‭ ‬وأخبارها‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬في‭ ‬سعينا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العلم‭ ‬راسخًا‭ ‬في‭ ‬ثقافتنا‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬منهجية‭ ‬البحث‭ ‬والنقد‭ ‬العلمي‭ ‬أسلوب‭ ‬تفكيرنا‭ ‬اليومي،‭ ‬فالعِلم‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬المستقبل‭ ‬

 

إصدارات‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬المتنوعة

إحدى‭ ‬المشاركات‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب