الْغِوَايَة

لَا شَيْءَ يَصْرِفُهَا قَسْرًا مِنَ الْخَلَدِ
رِيحٌ تَشُقُّ عِظَامَ الصَّدْرِ عَنْ عَمَدِ
قَدْ أَعْلَنَتْ مُنْذُ اخْتَالَتْ بِمَوْقِعِهَا
أَلَّا سَبِيلَ إِلَى إِخْرَاجِهَا بِيَدِ
رُوحٌ تَمَدَّدُ فِي أَرْجَاءِ عَالَمِهَا
نَارٌ تُطِلُّ عَلَى الدُّنْيَا مِنَ الأَمَدِ
يَشْوِي لَظَاهَا يَا حَرَّ اللّظى!! لَفَحَتْ
حَتَّى الَّذِي قَدْ أَتَى قَبْضًا مِنَ الْبَرَدِ
كَمْ خَبَّأَتْنَا فِي أَعْطَافِهَا خَبَرًا
وَاسْتَجْمَعَتْنَا غَايَاتٍ مِنَ الْوَصَدِ
دَارَتْ بِنَا لَا تُبَالِي كَيْفَ رَجْفَتُنَا؟
أَوْ مَا مَدَى إِغْرَاءِ الْقَلْبِ بِالْكَمَدِ؟
إِنْ جِئْتَ تَشْرَعُ فِي إِقْصَاءِ لَذَّتِهَا
آدَتْكَ أَمْوَاجُهَا نَارًا، وَلَمْ تَجِدِ
لَا يَخْدَعَنَّكَ قَوْلٌ: إِنَّهَا سَكَنَتْ
تَمْضِي بَعِيدًا، ولا تَبْقَى عَلَى الْجُدَدِ
تَمْضِي، وَإِنْ رَجَعَتْ تَجْتَاحُ فِي ظَمَأٍ
مَاءَ الْعُيُونِ، وَمَاءَ الْقَلْبِ والْجَسَدِ
لَا تَنْتَظِرْ وُدَّهَا إِلَّا لِنَشْوَتِهَا
تَمْضِي، وَتَأْتِي لَا تَأْلُو عَلى أَحَدِ
كَمْ أَوْعَدَتْكَ، وَلَمْ تُنْجِزْ مَوَاعِدَهَا
كَمْ فَاجَأَتْكَ، وَلَمْ تَسْبِقْ، وَلَمْ تَعِدِ
تُغْرِي فُؤَادَكَ أَنْ يَبْقَى فَتىً أَبَدا
هَيْهَاتَ إِنْ مَكَثَ الْفُؤَادُ فِي جَلَدِ
مَنَّتْكَ دَارًا فِي أَعْلَى مَوَاطِنِهَا
حَتَّى أَفَقْتَ عَلَى حَيْنٍ مِنَ الصُّفُدِ
قَدْ صَارَ مَوْتُكَ إِرْضَاءً لِبَهْجَتِهَا
لَسْتَ الْعَزِيزَ وَلَسْتَ آخِرَ الْعَدَدِ ■