أشرعةٌ وسُفُن

أشرعةٌ وسُفُن

يمثّل البحر والمهن المرتبطة به جزءًا كبيرًا جدًا من تاريخ الكويت، فمن رحلات الغوص على اللؤلؤ ورحلات التجارة والسفر إلى الهند وشرق إفريقيا لجلب أساسيات المعيشة من أخشاب وتوابل وأرز وقمح، ساهمت السفن الخشبية الكويتية في تأمين المياه العذبة لسكان الكويت بجلبها من شط العرب.
ومع بداية القرن العشرين ازدهرت التجارة البحرية والمهن المصاحبة لها، وشهد القاصي والداني من دول العالم بمتانة السفن الكويتية، خصوصًا سفينة البوم الشامخة العابرة للمحيطات، وكان لها دور كبير بمنع المجاعة في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تنقل المواد الغذائية ذهابًا وإيابًا بين الكويت والهند.
وكان للسفن الكويتية الدور الكبير في تسويق التمور العراقية ونقلها إلى الهند وبيعها، ومن ثمّ جلب البضائع التي تحتاج إليها الكويت.
أمّا عن الغوص عن اللؤلؤ فقد بلغت السفن الكويتية 800 سفينة يعمل بها أكثر من عشرين ألف بحّار، وسفن  الغوص  تسمّى السنبوك والجالبوت والشوعي، ولكل سفينة هندستها وطريقة صنعها، حيث أبدع القلاليف الكويتيون (صُنّاع السفن) في صنعها بأخشاب إفريقية صلبة، وبعد ظهور نعمة النفط بالمنطقة انحسر العمل بالسفن الخشبية، وانخرط الكويتيون بمهن أخرى، لاسيّما المهن المرتبطة بالإنتاج النفطي، لكنّ للعبرة ولتذكّر الدور البطولي للأجداد، مازالت بعض السواعد السمراء تقوم بصناعة نماذج من السُّفن الخشبية الصغيرة المطابقة طبق الأصل للسفن الأصلية، لكن تختلف بالحجم لتكون مفخرةً وتحفةً تزيّن الدواوين والبيوت■