اقتصاد العالم يشكو عدَم اليقين

اقتصاد العالم يشكو عدَم اليقين

عصفت‭ ‬تداعيات‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬بمعظم‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬والسلع‭ ‬العالمية‭ ‬وخلّفت‭ ‬أزمات‭ ‬متنوعة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنامية‭ ‬والناشئة،‭ ‬لدرجة‭ ‬بات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬يقارن‭ ‬آثارها‭ ‬بأكبر‭ ‬أزمات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعروفة،‭ ‬كالأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ذهب‭ ‬آخرون‭ ‬بعيدًا‭ ‬لمقارنتها‭ ‬مع‭ ‬الكساد‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬اقتصاديات‭ ‬العالم‭ ‬عام‭ ‬1929‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬منشأ‭ ‬الأزمة‭ ‬صحيّ‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬فإنّ‭ ‬التداعيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬قاسية‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬مثل‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬والسياحة‭ ‬والطيران‭ ‬والنقل‭ ‬والصناعة‭ ‬والبورصات‭ ‬والوظائف،‭ ‬حتى‭ ‬سجّلت‭ ‬سلع‭ ‬وأسواق‭ ‬ومؤشرات‭ ‬نتائج‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬حسبان‭ ‬أشد‭ ‬المتشائمين‭ ‬قبل‭ ‬انتشار‭ ‬الجائحة‭.‬

 

النفط‭ ‬الخام‭... ‬تدهور

ومع‭ ‬أنّ‭ ‬سلعة‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أشد‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّها‭ ‬كانت‭ ‬الأكثر‭ ‬ارتباطًا‭ ‬بتوقّف‭ ‬أو‭ ‬تدهور‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال‭ ‬والأنشطة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬توقّف‭ ‬أعمال‭ ‬المصانع‭ ‬والمواصلات‭ ‬والطيران‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬ومشتقاته‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬تراجُع‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬بما‭ ‬يوازي‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬وحتى‭ ‬الخفض‭ ‬التاريخي‭ ‬لمنتجي‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك‭ ‬وخارجها‭ ‬المعروف‭ ‬بـ‭ ‬اأوبك‭ ‬بلسب،‭ ‬والمقدر‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬لم‭ ‬يفلح‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬الذي‭ ‬انحدر‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل،‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬أسعار‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬في‭ ‬المئة‭.‬

كذلك‭ ‬أثّر‭ ‬التراجع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬النفطية‭ ‬العالمية،‭ ‬الحكومية‭ ‬منها‭ ‬والخاصة،‭ ‬مثل‭ ‬شركات‭ ‬شل،‭ ‬وبي‭ ‬بي،‭ ‬وإكسون‭ ‬موبيل‭ ‬وهاليبرتون،‭ ‬وغيرها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسة‭ ‬البترول‭ ‬الكويتية‭ ‬وأدنوك‭ ‬الإماراتية،‭ ‬وكلّ‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬وضعت‭ ‬خططًا‭ ‬لتخفيض‭ ‬حجم‭ ‬المصروفات‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الخاصة‭ ‬بمشروعاتها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬لحين‭ ‬توافر‭ ‬اليقين‭ ‬حول‭ ‬آفاق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬ودخول‭ ‬عامل‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬اقتصادية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المنتجات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالنفط‭.‬

ونشأت‭ ‬عن‭ ‬تخمة‭ ‬المعروض‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬إرباك‭ ‬لحركة‭ ‬ناقلاته،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬خزانات‭ ‬النفط‭ ‬أقصى‭ ‬طاقتها،‭ ‬فهناك‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يتم‭ ‬تخزينها‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬وهي‭ ‬كمية‭ ‬تكفي‭ ‬نصف‭ ‬أوربا‭ ‬تقريبًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬أيضًا‭ ‬مصافي‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬نسبًا‭ ‬تجاوزت‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭ ‬التخزينية،‭ ‬وهو‭ ‬حدث‭ ‬أفضى‭ ‬الى‭ ‬نشوء‭ ‬أحداث‭ ‬غير‭ ‬مألوفة‭ ‬بالأسواق‭ ‬النفطية،‭ ‬مثل‭ ‬الأسعار‭ ‬السالبة‭ ‬لبرميل‭ ‬النفط،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي‭ ‬اغرب‭ ‬تكساسب،‭ ‬إذ‭ ‬تدهورت‭ ‬أسعار‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬20‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سارع‭ ‬مضاربون‭ ‬امتلكوا‭ ‬عقد‭ ‬خام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬الوسيط‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحيته،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬خزانات‭ ‬لتخزين‭ ‬النفط،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬أحد‭ ‬المضاربين‭ ‬يدفع‭ ‬40‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭ ‬لتجنّب‭ ‬تسلّم‭ ‬النفط،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬مقابلها‭!‬

وتتوقّع‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يوجد‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬يلزمون‭ ‬منازلهم‭ ‬بسبب‭ ‬تفشّي‭ ‬الفيروس‭. ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬مرتبط‭ ‬بمدى‭ ‬قدرة‭ ‬الاقتصادات‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬أنشطتها‭ ‬حال‭ ‬انحسار‭ ‬موجة‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭.‬

 

أزمة‭ ‬الطيران‭ ‬والسفر

ويعدّ‭ ‬قطاع‭ ‬الطيران‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬ضحايا‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬كمفاهيم‭ ‬جديدة،‭ ‬مثل‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للاحتياطات‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬إذ‭ ‬يقدّر‭ ‬اتحاد‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬الدولي‭ (‬إياتا‭) ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬قطاع‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬252‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬عائداته‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬بسبب‭ ‬اكوروناب،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬ضعف‭ ‬توقّعاته‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬بداية‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬113‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

ووفق‭ ‬اإياتاب،‭ ‬فإن‭ ‬الأزمة‭ ‬باتت‭ ‬تلقي‭ ‬بثقلها‭ ‬على‭ ‬98‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الرحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بحسب‭ ‬المنظمة،‭ ‬التي‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬متوسطة‭ ‬تملك‭ ‬أموالًا‭ ‬تكفيها‭ ‬لشهرين‭.‬

ومع‭ ‬تفشّي‭ ‬موجة‭ ‬اكوروناب‭ ‬اضطرت‭ ‬شركات‭ ‬طيران‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬أسطولها‭ ‬بالكامل‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬وتضمّ‭ ‬اإياتاب‭ ‬290‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬تمثّل‭ ‬82‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الرحلات‭ ‬العالمية،‭ ‬وطلبت‭ ‬ادعمًا‭ ‬ماليًّا‭ ‬مباشرًاب‭ ‬للرحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والشحن‭ ‬لتعويض‭ ‬خسائرها،‭ ‬وأيضًا‭ ‬قروضًا‭ ‬وضمانات‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬الحكومات‭ ‬والمصارف‭ ‬المركزية،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬الضرائب‭ ‬والضمان‭ ‬الاجتماعي‭.‬

ومن‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬تخسر‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬24‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬الركاب،‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019،‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬بـ5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬عمّا‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬وأن‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ستتأثر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطيران‭ ‬والصناعات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نصف‭ ‬وظائف‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬البالغة‭ ‬2‭.‬4‭ ‬مليون‭.‬

ومن‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬للعام‭ ‬الحالي‭ ‬بنسبة‭ ‬51‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬اإياتاب،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يسبّب‭ ‬انخفاض‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬المدعوم‭ ‬بالطيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بمقدار‭ ‬66‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬130‭ ‬مليارًا‭.‬

‭ ‬وتستند‭ ‬هذه‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬قيود‭ ‬السفر‭ ‬الشديدة‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬تدريجي‭ ‬للقيود‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية،‭ ‬ثم‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬عبر‭ ‬القارات‭.‬

 

توقُّف‭ ‬السياحة

بالطبع،‭ ‬أدى‭ ‬ما‭ ‬نال‭ ‬حركة‭ ‬الطيران‭ ‬وسوق‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬حادّ‭ ‬إلى‭ ‬انحدار‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فشهد‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التفشّي‭ ‬إلغاء‭ ‬لملايين‭ ‬حجوزات‭ ‬على‭ ‬الفنادق‭ ‬والمنتجعات‭ ‬والمتاحف‭ ‬والمسارح،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬السياحية‭. ‬

ويتوقّع‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬خسائر‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬ثم‭ ‬أوربا،‭ ‬فمن‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬رحلة‭ ‬سياحية‭ ‬صينية‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬هناك‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬منها‭ ‬تتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬آسيوية‭ ‬محيطة‭ ‬كاليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وفيتنام‭ ‬والهند،‭ ‬ومع‭ ‬انقطاع‭ ‬الرحلات‭ ‬تكون‭ ‬مداخيل‭ ‬كبيرة‭ ‬للسياحة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬تلاشت،‭ ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬جزيرة‭ ‬بالي‭ ‬الإندونيسية‭ ‬أنه‭ ‬تمّ‭ ‬إلغاء‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬حجز‭ ‬بالفنادق،‭ ‬وفي‭ ‬إيطاليا‭ ‬وهولندا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬بقيت‭ ‬وجهات‭ ‬سياحية‭ ‬لا‭ ‬تخلو،‭ ‬في‭ ‬العادة،‭ ‬من‭ ‬الزحام‭ ‬خالية‭ ‬بلا‭ ‬زوّار‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬أسعار‭ ‬الفنادق‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الذي‭ ‬ارتفعت‭ ‬فيه‭ ‬معدلات‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الذي‭ ‬صادف‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬مارس‭.‬

وقال‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬البحوث‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬السياحة‭ ‬والضيافة‭ ‬بجامعة‭ ‬بورتموث‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬آدم‭ ‬بليك،‭ ‬إن‭ ‬ارغبة‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬لم‭ ‬تتغيّر،‭ ‬لكنّهم‭ ‬سيكونون‭ ‬أكثر‭ ‬حذرًا‭ ‬بشأن‭ ‬أفعالهم،‭ ‬وسيحتاج‭ ‬المسافرون،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬إقناعهم‭ ‬بأن‭ ‬السفر‭ ‬آمن،‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬التغيّرات‭ ‬الملموسة‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬لجعل‭ ‬السفر‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًاب‭.‬

 

فقدان‭ ‬وظائف‭ ‬وخسائر‭ ‬بالتحويلات

أدى‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬العديد‭ ‬وظائفهم‭ ‬أو‭ ‬تقليصها،‭ ‬أو‭ ‬انخفاضات‭ ‬في‭ ‬الأجور،‭ ‬ويقدّر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬التحويلات‭ ‬العالمية‭ ‬ستنخفض‭ ‬142‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬هبوط‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬بينما‭ ‬تكبح‭ ‬أزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬التحويلات‭ ‬النقدية‭ ‬إلى‭ ‬أسر‭ ‬تشتدّ‭ ‬حاجتها‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرًا‭.‬

وقال‭ ‬البنك‭ ‬إن‭ ‬انخفاض‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬ترسلها‭ ‬العمالة‭ ‬المهاجرة‭ ‬إلى‭ ‬بلدانها‭ ‬بحوالي‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬مرات‭ ‬عن‭ ‬مستوياتها‭ ‬إبان‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬2009،‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬أجورهم‭ ‬والوظائف‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬ديفيد‭ ‬مالباس‭ ‬إن‭ ‬االتحويلات‭ ‬مصدر‭ ‬حيوي‭ ‬للدخل‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬والركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الحالي‭ ‬بسبب‭ ‬كوفيد‭- ‬19‭ ‬يؤثر‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬أموال‭ ‬للوطن،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تقليص‭ ‬فترة‭ ‬التعافي‭ ‬للاقتصادات‭ ‬المتقدمةب‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬ديليب‭ ‬راثا،‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬فريقًا‭ ‬وضع‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬اكوفيد‭- ‬19ب‭ ‬على‭ ‬التحويلات،‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬التحويلات‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬بدأ‭ ‬البنك‭ ‬تسجيل‭ ‬بيانات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980‭.‬

 

التخوّف‭ ‬من‭ ‬الركود

توقّع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬ركود‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬2008،‭ ‬لكنّ‭ ‬التعافي‭ ‬سيكون‭ ‬أسرع،‭ ‬لأنّ‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بممارسة‭ ‬الناس‭ ‬لحياتها‭ ‬السابقة،‭ ‬حيث‭ ‬وضع‭ ‬الصندوق‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بتصرُّف‭ ‬دول‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التمويل‭ ‬العاجل،‭ ‬وأشار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اغولدمان‭ ‬ساكسب‭ ‬وابلومبيرغب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬سيتراجع‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

أما‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬فيواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبرى‭ ‬مع‭ ‬اكوروناب،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬بنك‭ ‬غولدمان‭ ‬ساكس‭ ‬إن‭ ‬اقتصاد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬سيتراجع‭ ‬25‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬أما‭ ‬بنك‭ ‬مورغان‭ ‬ستانلي‭ ‬فتوقّع‭ ‬تراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأمريكي‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭.‬

ويتوقّع‭ ‬بنك‭ ‬أوف‭ ‬أميركا‭ ‬تراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬بـ‭ ‬25،‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتوقّع‭ ‬اجي‭ ‬بي‭ ‬مورغانب‭ ‬تراجعًا‭ ‬قدره‭ ‬14‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬وتوقّع‭ ‬اغولدمان‭ ‬ساكسب‭ ‬أن‭ ‬يراجع‭ ‬اقتصاد‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭ ‬11‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬2020‭. ‬وتوقّع‭ ‬اجي‭ ‬بي‭ ‬مورغانب‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬اقتصاد‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬وهو‭ ‬أسوأ‭ ‬ركود‭ ‬في‭ ‬50‭ ‬عامًا‭.‬

ومع‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬وانتقاله‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬استمرت‭ ‬التوقّعات‭ ‬المتشائمة‭ ‬وتحوّل‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى‭.‬

ويقول‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬كان‭ ‬منصبًّا‭ ‬على‭ ‬إنعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬لكنّ‭ ‬ظهور‭ ‬الفيروس‭ ‬غيّر‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار،‭ ‬وبدأت‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬تعطيل‭ ‬أنشطتها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كبّدها‭ ‬خسائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬فادحة‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬المحلي‭.‬

 

تحفيز‭ ‬تريليوني

وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الكبرى‭ ‬حزمًا‭ ‬تحفيزية‭ ‬استثنائية‭ ‬لدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬فأعلنت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬حزم‭ ‬متعددة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بقيمة‭ ‬3‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬تتمثّل‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬مباشرة‭ ‬للأمريكيين‭ ‬وقروضًا‭ ‬لمختلف‭ ‬الشركات‭ ‬ومعونات‭ ‬للأسر‭.‬

وأعلنت‭ ‬اليابان،‭ ‬كذلك،‭ ‬عن‭ ‬خطط‭ ‬تحفيز‭ ‬تجاوزت‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬وتتضمن‭ ‬إقراضًا‭ ‬نقديًا‭ ‬للشركات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وتأجيل‭ ‬ضرائب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مساعدات‭ ‬نقدية‭ ‬للأسر‭. ‬وكشفت‭ ‬بريطانيا‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬تحفيز‭ ‬قيمتها‭ ‬81‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬توفّر‭ ‬ضمانات‭ ‬قروض‭ ‬بــــ‭ ‬400‭ ‬مليار،‭ ‬وتعليق‭ ‬مدفوعات‭ ‬الرهن‭ ‬العقاري‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬للمتعثّرين،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬تعليق‭ ‬ضريبة‭ ‬الممتلكات‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ليشمل‭ ‬قطاعَي‭ ‬الضيافة‭ ‬والترفيه‭.‬

واتفقت‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬540‭ ‬مليار‭ ‬يورو،‭ ‬وتشمل‭ ‬صندوقًا‭ ‬مشتركًا‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬يورو،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أداة‭ ‬بنك‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأوربي‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬من‭ ‬السيولة‭ ‬للشركات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خطوط‭ ‬ائتمان‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬240‭ ‬مليارًا‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭ ‬ضمن‭ ‬آلية‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأوربية‭.‬

 

البثّ‭ ‬التدفقّي‭ ‬يكسب

مع‭ ‬أنّ‭ ‬أزمة‭ ‬اكوروناب‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬كانت‭ ‬عميقة‭ ‬وقاسية،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬لها‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬إيجابية‭ ‬تمثّلت‭ ‬في‭ ‬أرباح‭ ‬لقطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬لاسيّما‭ ‬قطاعات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الوقاية،‭ ‬وكذلك‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬قطاعات‭ ‬نمت‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإغلاق‭ ‬التام،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬إلى‭ ‬تبنّي‭ ‬أساليب‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة‭.‬

فأضافت‭ ‬شركة‭ ‬الترفيه‭ ‬التلفزيوني‭ ‬انتفليكسب‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬المشتركين‭ ‬بلغ‭ ‬16‭ ‬مليونًا‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬لاسيّما‭ ‬بعدما‭ ‬أدّت‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬بقاء‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬منازلهم،‭ ‬ودفعتهم‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬أعمالها‭ ‬الدرامية‭ ‬والوثائقية‭ ‬وبرامج‭ ‬التسلية،‭ ‬وزادت‭ ‬أرباح‭ ‬انتفليكسب‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬الضعف،‭ ‬أي‭ ‬إلى‭ ‬709‭ ‬ملايين،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬ازووم‭ ‬فيديو‭ ‬كوميونيكيشنزب‭ ‬لخدمات‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الافتراضية،‭ ‬التي‭ ‬نمت‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬فارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المستخدمين‭ ‬لخدمات‭ ‬الفيديو‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشركة‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬خلال‭ ‬3‭ ‬أسابيع‭. ‬

وقالت‭ ‬الشركة‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬يستخدمون‭ ‬تطبيق‭ ‬ازوومب‭ ‬يوميًا‭ ‬حاليًا،‭ ‬بعدما‭ ‬قفز‭ ‬عددهم‭ ‬بواقع‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬خلال‭ ‬22‭ ‬يومًا‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬برغم‭ ‬سيل‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬واجهها‭ ‬التطبيق‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومستخدمين،‭ ‬بسبب‭ ‬ثغرات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بالتشفير‭.‬

كذلك‭ ‬نمت‭ ‬عمليات‭ ‬التوزيع‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الوظائف‭ ‬المتاحة‭ ‬فيه‭ ‬بنسبة‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬اوول‭ ‬مارتب‭ ‬الأمريكية‭ ‬تعيين‭ ‬آلاف‭ ‬العمال‭ ‬لمواجهة‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬منازلهم،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬شركة‭ ‬اجي‭. ‬دي‭. ‬دوت‭ ‬كومب‭ ‬الصينية‭ ‬لتجارة‭ ‬التجزئة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬نموًا‭ ‬بنسبة‭ ‬215‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭ ‬في‭ ‬المبيعات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬لكنّ‭ ‬أكبر‭ ‬الرابحين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬كانت‭ ‬شركة‭ ‬أمازون‭ ‬التي‭ ‬عاكست‭ ‬سوق‭ ‬الوظائف‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الوظائف‭ ‬الجديدة،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬إنفاق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لزيادة‭ ‬أجور‭ ‬العمال‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الوباء،‭ ‬وعززت‭ ‬شركة‭ ‬أمازون‭ ‬خدمات‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬لديها،‭ ‬وكذلك‭ ‬خدمة‭ ‬بثّ‭ ‬الفيديو‭ ‬ابرايم‭ ‬فيديوب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬والمسلسلات‭ ‬مجانًا‭.‬

وذكرت‭ ‬مديرة‭ ‬شؤون‭ ‬المبيعات‭ ‬في‭ ‬أمازون،‭ ‬ستيفاني‭ ‬لاندري‭: ‬انحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬قد‭ ‬تأثروا‭ ‬اقتصاديًا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬مجالات،‭ ‬مثل‭ ‬الضيافة‭ ‬والمطاعم‭ ‬والسفر،‭ ‬تم‭ ‬فقدانها،‭ ‬لذا‭ ‬نرحّب‭ ‬بأي‭ ‬شخص‭ ‬خارج‭ ‬العمل‭ ‬للانضمام‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬أمازون‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتهاب‭.‬

 

اقتصاد‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬

لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬ستتعلّق‭ ‬بالتعايش‭ ‬مع‭ ‬الفيروس‭ ‬أو‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬ستكون‭ ‬مؤثرة‭ ‬جدًّا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نمو‭ ‬السياسات‭ ‬التحفظيّة‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لقواعد‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬التوسعات‭ ‬والبيع‭ ‬والأرباح،‭ ‬وستسود‭ ‬الأسواق‭ ‬حالة‭ ‬الحذَر‭ ‬لدى‭ ‬المستهلكين‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬بعد‭ ‬انحسار‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭.‬

كذلك‭ ‬سيظل‭ ‬أثر‭ ‬المحفزات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وبما‭ ‬يتم‭ ‬طرح‭ ‬المزيد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية‭. ‬ومن‭ ‬المرجّح‭ ‬تزايد‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والصحة‭ ‬والتواصل‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬وستواصل‭ ‬الإمدادات‭ ‬العالمية،‭ ‬ولو‭ ‬لفترة،‭ ‬الزيادة‭ ‬عن‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬النفط،‭ ‬مما‭ ‬سيتمخّض‭ ‬عنه‭ ‬فائض‭ ‬في‭ ‬المعروض‭ ‬يُضعِف‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬وربّما‭ ‬عندما‭ ‬يستشعر‭ ‬المستثمرون‭ ‬عمق‭ ‬الركود‭ ‬ستنتعش‭ ‬الأسواق‭ ‬بمستويات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬لكنّ‭ ‬الأولوية‭ ‬الكبرى‭ ‬ستكون‭ ‬للسياسات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الإنسان‭ ‬قبل‭ ‬الاقتصاد‭  ■