«حابي» طالب الرفاعي البحث عن هوية «جسدية» في تصادمات الواقع

تعاني ريّان، و«يعاني» ريّان، كلا المعنيين مستقيم في رواية «حابي» للروائي الكويتي طالب الرفاعي التي تنتصر للمساقات/ المسافات القريبة من الواقع، ليس بصفته مادة صالحة لكتابة روائية فحسب، بل لكونه مادة أصيلة وحيّة في النّسق الفني، كتابيًا على الأقل، حيث لا يمكن الفصل بين المتخيّل والحقيقي، فالواقع له صدماته بأكثر مما يستطيع الخيال التحليق في أوجاعه، مع الإبقاء على حرفيّة الأدب وقدرته على نقل الحكايات المُعاشة بشعريّة اللغة لترتدي قماشة ذلك التخييل الضروري، وفق توصيف ماركيز للرواية بأنها «الكتابة الشعرية للواقع»، وإلا أصبحت مساءلة الواقع محسوبة على مضمار كتابي آخر.
يختار الرفاعي عنوان/ اسم «حابي» لروايته الصادرة عن منشورات ذات السلاسل (الطبعة الأولى 2019) استلهامًا من أسطورة فرعونية قديمة، حابي «إله فيضان النيل، صورته على هيئة إنسان، ويظهر جسده معالم الجنس الأنثوي والذكري في وقت واحد»، في دلالة على تمازُج الذكورة والأنوثة في جسد حابي، وهو الاسم الذي أطلقته جوى، الصديقة المتحررة والمتّزنة في أفكارها ومبادئها، على بطلة/ بطل الرواية ريّان، لتكون خيارًا مختلفًا يحدد ما هي عليه، هل هي ريّان الفتاة التي أصبحت ولدًا، أم ريان الولد الذي يواجه أزمة عدم الارتياح بمغادرته قمقم الأنوثة المغلق عليه، والذي تصرّ عائلته أن يبقى فيه تجنبًا للفضيحة؟!
يلتقط الرفاعي حكايته من المجتمع، من المسكوت عنه في حكايا الحياة، من الذي نتغافل عنه لندسّه في مناديس الستر خشيةً على «السمعة» الشخصية ولا يهمّنا الآخر إلّا بمقدار ما يمكن أن يسببه من أذى لانتفاخ الذات أمام الآخرين.
الإهداء أراده المؤلف «لحبيبين عبرا معي درب الحكاية والكتابة: إسماعيل فهد إسماعيل روحًا، وليلى العثمان حضورًا»، في تماسّ واضح مع اللعبة الروائية التي تبحث معاناة الروح، وحضور الشخصية في مجتمع يركز على الهوية الجسدية الواضحة التي لا تتسامح مع فكرة التحوّل أو التبدّل بين جزئيتين منفصلتين نهائيًا: الرجولة والأنوثة، وهي الشاهدة على التأرجح في العلاقات، فأمّ ريان تعاني مع زوجها الانفصال التام، الرجل المتهندم والمتأنق الذي يغادر بيته معتدًا برجولته مقابل أنثى (الزوجة)، التي تعيش خارج كيانه، كما يعيش خارج محيطه الأسري في سهراته وخياناته، والحالة الأخرى للتشرذم ما تعيشه جوى في أسرة مكونة من أفراد لا يلتقون، تاركين لها وحدتها ومأزقها، والتي لم تسلم من تسلُّل الذئب إلى عالمها، محاولًا اقتناصها وهي البعيدة عن العائلة، حيث «الغنمة البعيدة يأكلها الذئب».
قضية معقّدة
تطرح الرواية ببساطة قضية معقّدة، على اعتبارات عدّة، تبدأ بالاجتماعي، ولا تنتهي بالديني، وتأتي «حابي» ضمن سياقات سردية قدّمه طالب الرفاعي سابقًا، وهو يقترب من الواقع بشكل مدهش، حيث يختصر المسافة على القارئ ليضع المجتمع أمامه بصورة صادمة، واقعيّة أكثر من اللازم، يحيطه بما حوله من أبنية وشوارع وشخصيات تكاد تتشابه حتى في أسمائها مع مَن حوله من بشر، يشير الناشر في الغلاف الأخير إلى أن الرفاعي يخوض عبر هذه التجربة الكتابية «مغامرة روائية جريئة، متناولًا قضية إنسانية اجتماعية شائكة ومتفاعلة، ورافعًا بتقنية عالية جميع الأغطية عن قصة تحوّل جنسي، معرّيًا محنة فتاة كويتية تقف في البرزخ بين أنوثة وذكورة».
تنقسم الرواية إلى جزأين، الأول «حا» بصوت سردي يأتي بصيغة المتكلم: (ريان البنت) التي عاشت 15 عامًا كفتاة، تشعر أنها ولد، تفكير ذكوري لا يتماسّ مع الاهتمامات النسائية المعروفة، والثاني «بي» بصوت (ريان الولد)، يقدّمها المؤلف على أنها كتابة البطلة/ البطل عن التجربة المعاشة، وهنا تمكن الإشارة إلى ما يمكن تسميته بتثقيف البطل لتمرير الجمل الأدبية على لسانه، وتكررت في أعمال أدبية كثيرة، حيث الشخصية المحورية مثقفة تقرأ لدوستوفسكي وشكسبير وجون غرين وجبران وغيرهم، مأخوذة بسحر التوثيق للألم، ويمكن عبر تلك الخديعة الأسلوبية، إن جاز التعبير، تبرير المستوى الفني للغة البطل المحكية داخل العمل، فريّان قارئ/ قارئة بنهم، تكتب/ يكتب المعاناة/ المواجهة في الداخل والخارج، داخل الجسد والروح، ومع الآخرين، المقولبين في أطر متوارَثة ترى في تصحيح العيوب الخلقية عبثًا بالصّنعة الإلهية الأولى، وهناك فارق بين مَن يتعامل مع المسألة على أن التصحيح «علاج» وبين من تبدو له جريمة أخلاقية.
حالة استرجاعية
الجملة الأولى تحذيرية منذ البداية على لسان مريم (الأخت) لتصرخ: «لا تصيري ولدًا»، وتمضي الحركة الدائرية للسرد في حالة استرجاعية للتداعي الحكائي، فالبداية ليست مع اكتشاف المشكلة، بل مع علاجها، في مستشفى يانهي التايلندي، ويظهر حرص الكاتب على استكمال أدواته في التعاطي مع قضية الحدث الروائي، بوجود استشاريين متخصصين في الجراحة العامة والجوانب النفسية والقانونية، قدّم لهم شكره في مفتتح الرواية، قبل الدخول في الحدث الروائي المقسّم فنيًا إلى حدث حالي، وآخر ماض مستدعى، بتنويع فنّي اعتمد على شكل الخط المستخدم (بين الفاتح والغامق).
وتعود الرواية في جزئها الثاني «بي» لتّتخذ ذات التداعي للذاكرة، لكن من خلال زمن ومكان واضحين، طائرة تحلّق بين الكويت ولندن، مع أزمنة وأمكنة أخرى تبدو كأطياف لريّان، وبجواره جوى، الصديقة التي يراها بعيني الرجل لا بعيني الفتاة الصديقة، والحالم بها زوجة، إذ تبدو الذكورة تتصاعد من العمق، بعد سنوات من البقاء حبيسة لجسد أنثوي، والأهم: التفكير القابع في داخل الفتاة، مع تأكيد الدكتور المعالج: فكّر كرجل.
الرواية جسد معرفي
اعتمد الخطاب السردي على ذات اللعبة الروائية التي انحاز إليها الرفاعي في أكثر من عمل سابق، الاقتراب من الواقع بما يوحي أنه واقع أكثر من أنه رواية، هي محاولة ريان لكتابة قصته/ قصتها، فدفتر المذكرات لا يفارقها، يتصاعد صوت خطاب «الأنا» كتوثيق يومي لا تريده البطلة/ البطل للنشر، لكنّها مدفوعة بحرص الصديقة جوى على أن تكون الكتابة صرخة مستحقة لسماعها في مجتمع يضيق بمثل هذه الحكايات، تقنعها بأن ما كتبته رواية حقيقية، كأنما يقدم الرفاعي رواية البطل لا روايته، ويضعها على أرض الواقع الجافة والصادمة، يشير إلى ذلك في صفحة 140 على لسان ريان: «كتبت ما يمكن أن يكون روايتي بمحنتي»، ليختتم الجملة بالقول: «من المهم أن يعرف الناس الحقيقة»، تلك الفكرة التي ألبسها الروائي لسان السارد.
وفي مثل هذه الأعمال، فإن التعاطي مع موضوع علمي يتطلب مغالبة الوقوع في فخ التقريرية والمباشرة حينما تستدعي الضرورة تمرير معلومات عامة عن حالة علمية في الأساس، لكنّ الروائي المجرّب قاوم كثيرًا هذا المطب (الفنّي) للخروج بعمل يعتمد على الصراع النفسي وتعميق الحوار الداخلي لدى (ريّان) الفتاة والولد، والصراعات المتبادلة بين الشخوص لتوضيح ردود فعلهم إزاء قضية قال فيها العلم والدين كلمتهما بوضوح، لكنّ حسابات الحقل تختلف عن مرئيات العقل، والرواية جسد معرفي حيّ قابل لتوسيع مداركه، وما يطرحه من أفكار.
زيف الحداثة
يواصل الروائي طالب الرفاعي، عبر مجموعة من أعماله، كشفه للزيف الاجتماعي الذي زرعته الحداثة في مجتمعاتنا، حيث الرأسمالية المتحكمة في علاقاتنا مع ذواتنا... ومع الآخر، الآخر الذي قد يكون الأخ أو الابن، الوقوع في غياهب العصرنة إلى أقصى مدى ممكن، لكنّ مفاهيم العادات والتقاليد تقفز بقوة إلى واجهة الحدث حينما يشعر «العصريون» بتوجّس ما يمسّ جوهر مصالحهم مع الآخر، وصورتهم أمام المجتمع، حتى إن كانت القضية تشوّه خلقي يستوجب العلاج، كما هي رواية «حابي».
هي أيضًا رواية كشف قناع التديّن الرافض للعلم، المتمسك بصياغاته التقليدية المتوارثة حسب «المحفوظات» المتداولة من باب الحلال والحرام، وتغيير خلق الله، ويقدّم نموذج الأخت التي تريد نفي شقيقها لأنه يسبب الفضيحة، رغم الرأي العلمي الحاسم في هذه المسألة، كما يكشف زيف المجتمع المتعلم الذي يقصي الآخر، ولا يهتم بمعاناته، رغم أنه (العلم) ما يحاول تصحيح (الالتباس) الجسدي.
في موازاة ذلك ينتصر الرفاعي للأم التي تواجه الزيف، زيف الأب الأبرز دلالة في تشظّيه الداخلي، الحالم بأن يكون له ولد لكنّه يرفض التصحيح الجنسي لـ «ريان»، فتصبح الولد الذي يحلم به، مستعينًا بقاموسه من السخرية، ومواصلًا غيابه فيما تبقى الأم مع «ريان» الفتاة، إذ تواجه مصيرها حين تحاول عبور المنطقة المحايدة بين أنوثتها (التي لا تتوافر شروطها كاملة)، وبين الذكورة الطارقة للأبواب بقوّة الجينات، وغياب الرحم والمبيضين كتأكيد على الحقيقة التي يرفضها المجتمع، فكرة التحول، ليس التحول الجسدي كمعنى مباشر، ولكن العبور بالأشياء إلى دلالات صادمة أخرى، ولعلّها في حساسيتها الجسدية أكثر إثارة للتساؤل في مجتمع صغير، في إسقاط يتماسّ مع بقية الاعتراضات على التحولات في الأسرة حين تناقش الأب عن الميراث وما يزال حيًّا، فيصبح المال مقياسًا لوزن علاقتنا مع الآخر، ومعاناته، مما يمكن أن يصيب حصّتنا في المال الذي لا يزال باسم الأب، التفكير في الميراث بعد موته يعكس فكرة النظرة المادية الأهم من فكرة الدعاء للأب بطول العمر، كما هي مفاهيم «العادات والتقاليد»... المعلّقة حسب ما تريده المصالح.
البطولة... أنثى
يواجه الرفاعي عبر «حابي» الهشاشة في عمق القوالب التي ترتدي أحدث الموضات العالمية، من ملابس وحليّ، لكنّها تعاني التشظّي، متعبة بزيف نظراتها نحو الأشياء، هشاشة المجتمع المشغول أفراده بمصالحهم الفردية الضيقة، من خلال كيان مصغّر لما يحدث في مجموعه الكلّي، الأسرة التي تضيق بمعضلة فرد فيها لتتشرذم، ولا تلتقي إلا على وقع خبطات الخيبات والتصادمات والانكسارات التي تتعمق أكثر فأكثر.
ليست الأم وحدها من يقدمّها الروائي طالب الرفاعي نموذجًا إيجابيًا موازيًا للبطل الأول داخل النسق الروائي، بل تتشكّل مجموعة بطولات نسائية أبرزها الأم (كنموذج مقدس بدلالات العطاء المطلق من حب واحتواء)، في مقابل سلبيّة رجالية يأتي في مقدمة أمثلتها الأب، الغائب والخائن والممارس للسخرية والإهانات تجاه القضية المحورية التي تواجهها ابنته/ ابنه ريان.
البطولة تستدعي قوة داخلية للمواجهة، وخوض الصراع، حتى نقطة الانتصار، رغم كل الخيبات والهزائم، عبر معسكرين واضحَي المعالم، الأول يتشكّل من نساء شجاعات: ريان الفتاة، التي تعيش بجسدين، وبفكرين، وبما لا يُحصى من عذابات ومواجهات تُدمي الروح، أكثر من الجسد الدامي بمعاناته الخلقية، وصديقتها جوى حيث تتغلب رابطة الصداقة على رابطة الدم، وأمها الأمريكية (إلى حدّ ما)، والأطباء الذين يدعمون فكرة التوجه، مقابل معسكر سلبي يفصح الروائي عنه بصراحة ووضوح على أنه جاهل يتخذ كبريائه التقليدية وعقده النفسية مصدّات ضد ما يقوله العلم والدين في قضية بيّن كلامهما فيها، الأب السلبي والمستهتر، وزوج ابنته نورة (اللحية كدلالة على التديّن) مع ثراء يساوم به لكسب مواقف تؤيد ما يراه، فيفتح بوابة المصالح لإبقاء الأب رافضًا للفكرة باعتبارها مخالفة لشرع الله، ويكافئ زوجته بعد العودة من شهر العسل متحجّبة بحساب بنكي يتضخّم داخله مبلغ كبير، ومحاولة الدفع لتهجير ريان خارج البلاد بعرض إغراءات مالية لتعيش بعيدًا عن وطنها، حفاظًا على سمعتهم.
صراع المواجهة
على رأس المعسكر المناوئ تبدو الشخصية النسائية نورة الأعنف حضورًا بما تقدّمه من فكرة (الحرام، الغضب الإلهي، دخول جهنم) في بناء على رؤية زوجها/ الرجل، فالخشية على السمعة تمنع زوج نورة المتديّن من الاستماع لفتوى هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة.
يتمسك كل طرف بوجهة نظره، لم تتنازل شخصيات الرفاعي عن مواقفها، منذ بداية الحدث وحتى نهايته، مع أن الحدث لا يبدو متصاعدًا في الرواية، بل هو معتمد على فكرة التداعي، ما قبل العملية الأولى (إزالة الثديين) وحتى ما بعد العملية الثانية (زرع أعضاء ذكورية)، ووصولًا إلى مشهد الطائرة الذي يحتلّ الجزء الثاني من العمل، فالقضية هي المواجهة، والصراع على فهم العلم والدين، وارتباط الأسري بالدائرة الأكبر؛ الاجتماعي، بمعنى أن هناك أربعة محاور سارت الرواية على فكرتها: العلم والدّين والأسرة والمجتمع، فيرفض الجانب العلمي باسم المجتمع والدين، وواجهته الأولى: الأسرة.
هو رفض منطق العقل، وإلغاء العلم، فالأب لا يستجيب لحلمه بولد (لديه 6 بنات) كما يبدو قريبًا منه هكذا، يعيش خارج العقل حيث نذر نفسه لكل ما هو خارج البيت (سهرًا وسفرًا)، لا يقبل بالعلم وهو يهديه ولدًا، لأن تغييب العقل هو الأساس، بينما يقدّم الروائي الأم متعلمة، فهي تمتلك مكتبة بآلاف الكتب، وتكتب في مجلة الجامعة قبل أن يأخذها نضالها لمصلحة أسرتها من كل ذلك.
إنطاق المفردات
يمارس الرفاعي غوايته الشعرية في سرد (الواقع) بصدماته المباشرة، التي لا يقدمها برمزية مداريًا فجاجته، إنما يحيل هذه الرمزية إلى اللغة القادرة على سكب عطرها لعله يخفف قليلًا من رائحة الحدث، فينفخ الروح في المفردات لتكون لها حياة تتحرك، فالصمت «يفطن إليّ حين أكون وحيدًا، يدنو منّي فيحتضن لحظتي، يغافلني، ويلكز ذكرياتي متحرشًا بها، فتفتح عيونها متثائبة»، وفي مكان آخر يتحول إلى مخلوق مخيف يستقر فوق الطاولة «راح يقلّب وجهه في وجوهنا واحدًا واحدًا»، والرجفة «تنطلق لتصطدم بالجدار» وتعود لترتطم بجبهة ريان، وفي مواضع أخرى نقرأ تجسيمًا للمشاعر والأفكار، ومن أمثلة ذلك: «وجدت الانتظار جالسًا على حافة النافذة يطالعني»، و«بخروجه انتشر ضيق كالصمغ في أنحاء الصالة، لفّ وجه أبي وأمي والإضاءة والجدران والأثاث والهواء وأنفاسنا».
الخلاص... أين؟
هل رأى الكاتب أن الخلاص في العلم، أو في أمريكا؟!
بقيت النهاية مفتوحة على احتمالات شتى، مؤجّلة بضع سنوات، حتى تنتهي فترة الدراسة، ربما في الأرض الجديدة أمريكا متّسع ليعيش ريان (الولد) مع صديقته جوى التي يعرفها منذ الطفولة، ووقفت معه كما سافرت لتكون قريبة (حينما كان ريان البنت) إلى بانكوك لإجراء عمليتي التحول، فهل تستمر الحكاية ليتزوجا أو أن القارئ يضع مخيّلته ليرسم حدود الواقع الذي يعنّ له؟!
الرواية بدأت بمكان خارجي (تايلاند)، وانتهت بمكان خارجي آخر أيضًا (الطائرة في الطريق إلى لندن، ومنها إلى أمريكا)، بدأت بالتجسيد العلمي للخلاص من الازدواجية (كما يمكن أيضًا وصف الحالة الصحية) من خلال المستشفى، والترحال خارج الممنوع، حيث لا يمكن معالجة الحالة في الكويت، وتحليقًا إلى العلم ذاته، حيث طلب المعرفة من خلال التحليق إلى بقعة حريّة مختلفة، تتعاطى مع الحالات بمساحة أكبر من التفكير العقلاني، الخاضع للعلم لا العادات والتقاليد، والحرص على السمعة والوجاهة أمام الآخرين.
ليست رواية تضع في مواجهة قارئها ازدواجية حا/ بي، بل ازدواجيات متعددة، تمسّ هويّة لتبدو هويّات... تشرف على هوايات.! ■