استيفان روستي مؤسّس مدرسة الكوميديا

يعدّ الفنان استيفان روستي (1891 - 1964) صاحب شخصية فنية متفرّدة، امتزج فيها الأداء التمثيلي بالمقوّمات الخاصة كالملامح والصوت والمظهر، فجاء أداؤه ذا حساسية فنية خالصة وغير مكررة، إذ استطاع أن يمنحنا أبعادًا كوميدية مختلفة لشخصية الشرير؛ جعلته واحدًا من ألمع نجوم زمن الفن الجميل، وأحد أبرز من جسّدوا هذه الشخصية في السينما المصرية؛ إذ تميّز ببصمة فنية خاصة ومختلفة أدهشت مختلف الأجيال اللاحقة من المشاهدين، بسبب سماته الخاصة جدًّا، والتي لا يشاركه فيها أحد، فهو الرجل الأنيق صاحب النشأة الأوربية، الذي لا ينتمي أداؤه إلى أي مدرسة فنية، ولذلك فقد بدا في كل أدواره مختلفًا.
وصل عدد الأفلام التي شارك روستي في تمثيلها وإخراجها إلى نحو 350 فيلمًا سينمائيًا على مدى 40 عامًا هي عمره الفني، نجح خلالها في أن يجمع بين الشر والكوميديا، فقدّم دور الشرير بذكاء شديد جعله لا يشبه أحدًا، حتى أصبح وحده الشرير الكوميديان الذي لا بدّ أنه سيلفت الأنظار، بل أكثر الأشرار تفردًا وخصوصية، وهي البصمة الخاصة التي جعلته متفردًا ومختلفًا بين كل أشرار السينما المصرية منذ نشأتها، وحتى الآن. ولعل لقب اشرير السينما الأنيقب، الذي أُطلق على كثير ممن جسّدوا شخصية الشرير، يليق أكثر ما يليق باستيفان روستي الذي جسّد هذه الشخصية بحبّ وشجاعة نادرة، ساعدته على ذلك إمكاناته الخاصة كممثل، ونشأته الاجتماعية كابن للمجتمع الأوربي، فلم يخشَ حُكم الجمهور الذي قد يأخذ موقفًا ضديًّا ممن يداومون على إجادة مثل هذه الأدوار، بل أحبه الجميع وتعلّق به وبأدائه الراقي، حيث تميّز بـ اإفّيهاتب لا تُنسى، وأبدع في تجسيد شخصية اليهودي عدة مرات في الأفلام السينمائية.
مخرج ورائد الكوميديا
لا تأتي القيمة الفنية لاستيفان روستي كممثّل فحسب؛ فلا يمكن إغفال دوره كمخرج سينمائي بارز، أخرج للسينما أفلام اليلىب (1927)، واصاحب السعادة كشكش بيهب (1931)، واعنتر أفنديب (1935)، واالورشةب (1940)، واابن البلدب (1942)، واأحلاهمب واجمال ودلالب (1945)، لكنّه ترك العمل في الإخراج السينمائي، بعد أن ساهم في وضع اللبنات الأولى للسينما المصرية، وواصل عمله كممثل يجيد لعب أدوار الشرير الأرستقراطي ويجسّدها بمنتهى الإتقان، فشارك بطولة الكثير من الأفلام مثل: ابلبل أفنديب، واغزل البناتب، واعفريتة هانمب، واشاطئ الغرامب، واحسن وماريكاب، واالدنيا لما تضحكب...، وغيرها.
كما شارك في غالبية أفلام نجوم سينما الأبيض والأسود، أمثال عمر الشريف، وفاتن حمامة، وعماد حمدي، وليلى مراد، وفريد شوقي، وأنور وجدي، وإسماعيل ياسين، ومحمود المليجي، ونعيمة عاكف... وغيرهم.
ولد استيفان روستي في 16 نوفمبر 1891 من أم إيطالية وأب نمساوي يعمل سفيرًا للنمسا بالقاهرة، وقد انفصل الوالدان، وانتقل استيفان للعيش مع والدته في إيطاليا، وواصل تعليمه الابتدائي، ثم ترك المنزل شابًا عندما تزوجت أمه رجلًا آخر، إذ تأثّر نفسيًّا، وقرر أن يرحل إلى أوربا.
ابدأ روستي رحلته الفنية كممثل مسرحي، وظهر لأول مرة في عام 1912 في دور الدوق بمسرحية شارلمان لفرقة سليم عطا الله، ونجح في هذا الدور. ولم يلبث أن تناوله المخرج المسرحي المعروف وقتئذ عزيز عيد، وأخذ يعنى به حتى أصبح ممثلًا مرموقًا يتجلّى في كل مواقفه التمثيليةب (مجلة التياترو- عدد يناير 1925)، كما أعجب عيد بطلاقته في اللغتين الفرنسية والإيطالية وألحقه بفرقته المسرحية.
عندما انتقل لاحقًا إلى فرقة نجيب الريحاني ذ في عشرينيات القرن الماضي - لم يجد الفرصة التي ينتظرها، لا سيما أن طموحه الفني ليس له سقف محدد، فرحل إلى أوربا وعمل بالتمثيل السينمائي، وشارك في بعض الأفلام منها فيلم االبرج الهائلب في النمسا، وفيلم ابوريدانب في فرنسا الذي عرض حينذاك في سينما متروبول بالقاهرة، وجسّد فيه روستي شخصية الانسوب، والتقى في رحلته محمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي حينذاك في ألمانيا وأعجب به، كما التقى سراج منير، ثم عاد روستي ليعمل في فرقة رمسيس، بعد أن تزوّد بخبرات فنية في آليات التنفيذ السينمائي من شركات لها خبرتها ومن سينمائيين مارسوا المهن السينمائية عدة سنوات في عواصم أوربا.
وحين عاد إلى القاهرة تعرفت إليه المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة. وكانت في ذلك الوقت تكاد تنتهي من إنتاج أول فيلم روائي طويل يحمل اسم انداء اللهب، وقد مرّ الفيلم بقدر هائل من المشاكل والمصاعب التي كان من الممكن أن تقضي على مشروع إنتاجه في أكثر من مرة، لولا إصرار عزيزة أمير منتجة الفيلم وبطلته، فقد اختلفت مع مخرج الفيلم الفنان التركي وداد عرفي، واكتشفت وجمهور المشاهدين في العرض الخاص وجود عديد من المشاكل الفنية، فاستبعدت عرفي من العمل، وأسندت إلى روستي مهمة الإخراج وتحوير قصة انداء اللهب إلى قصة أخرى تتفق مع العادات المصرية. وسرعان ما انهمك روستي في إخراج المناظر التكميلية والمشاهد الأخرى، وتم عرض الفيلم الذي حمل اسما مختلفًا هو اليلىب بسينما متروبول بالقاهرة في نوفمبر عام 1927.
برع روستي كمخرج سينمائي، وشارك في الحراك السينمائي الذي شهدته مصر في تلك المرحلة، وأخرج بين عامي 1927 و1945 ثمانية أفلام من أهم الأفلام الروائية في ذلك الوقت، فهو يعدّ واحدًا من أهم رواد صناعة السينما المصرية بما قدّمه من أعمال سينمائية لها اتجاه مختلف، سارت على نهجه فيما بعد بعض مدارس الإخراج. ويمكن اعتبار روستي أحد المخرجين البارزين الذين ساهموا في وضع حجر الأساس للسينما المصرية في بداية عهدها بالأفلام الروائية الطويلة، حيث قدّم أفلامًا مكتملة النواحي الفنية، حتى أن أحد هذه الأفلام هو اصاحب السعادة كشكش أفنديب عام 1931، وضع بطله نجيب الريحاني على خريطة السينما الروائية كنجم بارز، بعد أن كان الريحاني نجمًا مسرحيًا فحسب. كما شارك روستي كممثّل في عدد كبير من الأفلام الصامتة والناطقة منذ البدايات الأولى التي واجهت فيها السينما كثيرًا من المصاعب.
«البحر بيضحك» بداية لاتجاه سينمائي
لا تقل الرحلة الفنية لروستي في الإخراج عن رحلته الفنية كممثل متفرد في منطقة أداء معيّنة لا يشاركه فيها أحد، فبعد نجاح فيلم ليلى، الذي يعد ثاني فيلم في تاريخ السينما المصرية، ووجود لغط كثير حوله، بعد أن حوّله من فيلم باهت يحوي مناظر غير مترابطة، ومشاهد تُظهر المصريين على غير حقيقتهم، ويحمل اسم انداء اللهب، إلى فيلم روائي حقيقي يحمل اسم ليلى، ويأخذ مكانه في ذاكرة السينما المصرية، وقد استفاد مضطرًا من كثير مما تم تصويره من مشاهد فُرضت عليه من أجل تقليل الإنفاق، بعد أن أنفقت عزيزة أمير مبالغ مالية كبيرة على شرايط أو بكرات الفيلم وكثير من التجهيزات مع المخرج الأول.
وأخرج روستي فيلمه الثاني االبحر بيضحكب عام 1928، من بطولة أمين عطاالله، وإيريز ستاني، وبهية أمير، وفردوس حسن، وأمينة رزق، وعُرض في القاهرة والإسكندرية، ثم عُرض في سينما الكورسال ببيروت في يونيو 1929، ويحمل رقم 5 في قائمة الأفلام المصرية الروائية الطويلة.
وحقق نجاحًا كبيرًا بسبب بصمة روستي كمخرج، وحوى الفيلم عديدًا من الإفّيهات التي أثرت الأحداث وحققت درجة كبيرة من الإضحاك.
يحكي الفيلم قصة شاويش بالبوليس (أمين عطالله) يصادفه سوء حظ، ويتنقل في عمله بسبب سوء تصرّفه حتى يتم حبسه ويُطرد من العمل، فيضطر للعمل في مجالات أخرى، لكنه يفشل في كل مرة، فيقرر الانتحار ويفشل أيضًا في كل محاولاته.
وقد اعتمد الفيلم على الكوميديا الخفيفة التي تتولد من مواقف مفارقة للواقع، وهي المدرسة نفسها التي تولّدت منها أفلام إسماعيل ياسين مع المخرج فطين عبدالوهاب وغيره، مما يكشف عن عمق رؤية استيفان روستي واستباقه واكتشافه المبكر لهذا الاتجاه الكوميدي في السينما المصرية، الذي نجحت فيه عديد من الأفلام الكوميدية، لاسيما في حقبتي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. أي أن فيلم روستي الأول كمخرج شكّل بداية طريق، وأسس لاتجاه فني جديد في السينما الكوميدية. واعتُبر فيلم االبحر بيضحكب إرهاصة أولى في هذا الاتجاه، لاسيما أن الأفلام الأربعة الأولى في تاريخ السينما المصرية، التي سبقت هذا الفيلم، وهي افي بلاد توت عنخ آمونب، واليلىب، واقبلة في الصحراءب، واسعاد الغجريةب، لم تكن أفلامًا كوميدية.
ولعل صورة أمين عطالله بملابس البحر مع السائحات في البحر وعلى الشاطئ تشبه كثيرًا صور إسماعيل ياسين مع النساء اللاتي جئن إلى البحر بحجة الصيد في فيلم اابن حميدوب (1957)، الذي يعد من أشهر أفلام الكوميديا في السينما المصرية، كذلك أيضًا جاءت كثير من أفلام إسماعيل ياسين في تلك المرحلة من مراحل ظهور وتطور الكوميديا في السينما المصرية.
الريحاني والبداية السينمائية
أما فيلم اصاحب السعادة كشكش بيهب، الذي قام ببطولته نجيب الريحاني وأخرجه استيفان روستي، ويحمل رقم 15 بين الأفلام الروائية الطويلة في مصر، فهو ثاني الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، ومأخوذ عن مسرحيات الريحاني التي ابتدع فيها قرية وهمية اسمها كفر البلاص، وجعل كشكش بيه عمدة وحاكمًا يتصرّف كما يشاء.
ومع ازدهار النشاط السينمائي في مصر بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وكثرة الإقبال على السينما، قرر الريحاني أن يخوض التجربة لأول مرة من خلال تحويل الفكرة ذاتها إلى فيلم سينمائي، واختار استيفان روستي مخرجًا للفيلم وممثلًا فيه، كما اختار توليو كياريني ليتولى مهمة التصوير. وحقق الفيلم نجاحًا باهرًا، سواء عند عرضه صامتًا عام 1931، أو عندما أعيد عرضه ناطقًا عام 1933 باسم احوادث كشكش بكب وحمل رقم 30 في تاريخ السينما المصرية. وشارك في البطولة كل من حسين رياض، وحسن البارودي، وذكر نجيب الريحاني في مذكراته عن الفيلم أنه اتكلّف مبلغًا قدره أربعمئة جنيه مصري فقط لا غير. يعني أننا أخرجناه بتراب الفلوس، ومع ذلك فقد نجح وجلَب فلوس، وأقبل الجمهور على مشاهدته إقبالًا لم يكن يتوقعه أكثر الناس تفاؤلًاب، في حين لم ينجح فيلم اياقوتب ثاني أفلام الريحاني للسينما بعد احوادث كشكش بكب. وهو ما يؤكد إمكانات ورؤية استيفان روستي في إخراج الأفلام الكوميدية التي أسسها ووضع إرهاصاتها الأولى.
في عام 1935 ظهرا الأخوان بركات (شارل وهنري بركات)، ودخلا عالَم الإنتاج السينمائي بفيلم من إخراج استيفان روستي، وهو فيلم اعنتر أفنديب، وكتب روستي القصة والسيناريو، بينما كتب الحوار زكي صالح، وكانت البطولة لكل من مختار عثمان، ومنسي فهمي، وحسن فائق، وسميرة خلوصي، وسرينا إبراهيم، وقام هنري بركات بعمل المونتاج، كما عمل مساعد مخرج، وعُرض الفيلم في القاهرة والإسكندرية ولاقى قبولًا حسنًا من الجمهور الذي شاهده. ثم عاد روستي وعزيزة أمير للعمل معًا مرة أخرى من خلال فيلم االورشةب عام 1940، من تأليفها بالاشتراك مع محمود ذو الفقار، ومن بطولتهما معًا، وبمشاركة أنور وجدي، ونجمة إبراهيم، واستيفان روستي، وعبدالسلام النابلسي، وسرينا إبراهيم، ويدور في إطار كوميدي اجتماعي، حيث تتنكر امرأة (عزيزة أمير) في زي رجل من أجل أن تتابع ورشة زوجها المسافر، وقام بعمل المونتاج ومساعد المخرج هنري بركات، الذي أخرج بعد ذلك عديدًا من أهم أفلام السينما المصرية، منها ادعاء الكروانب، وافي بيتنا رجلب، واالحرامب،... وغيرها. أي أن بداية تعلّم بركات فن المونتاج وحرفيات الإخراج السينمائي كانت علي يد روستي.
«ابن البلد»... وعزيزة أمير مرة أخرى
واستكمالًا لنجاحهما في فيلمي ليلى، والورشة، جاء الفيلم الثالث لعزيزة أمير وروستي، والسادس في مشواره الفني مع الإخراج السينمائي، وحمل اسم اابن البلدب وهو الفيلم رقم 146 في الأفلام المصرية، وهو من إنتاج وبطولة عزيزة أمير، وبمشاركة محمود ذو الفقار، ودولت أبيض، وبشارة واكيم، وفردوس محمد، ومحسن سرحان، وغيرهم. وعرض بالقاهرة عام 1942، وهو فيلم اجتماعي يتناول قضية الطبقية وأثرها على المجتمع، خاصة في حالة فساد الطبقة الأرستقراطية، ويعمل الفيلم على الإعلاء من قيمة أولاد البلد، وحوى 6 أغان بصوت شهرزاد، في إطار تقديم الأغنية في ثوب درامي من خلال التعبير عن الأحداث.
في حين تضمّن فيلمه التالي اأحلاهمب (1945) وهو السابع في مسيرة روستي مع الإخراج، 4 أغان للمطربة شيخة شافية، وهو من بطولة ميمي شكيب، وزكي طليمات، وشَرَفَنْطَح، وحسن فائق، ويناقش حالة الثراء التي تصيب بعضهم، وبحث الفقير عن ثريّ يُصاهره، فتنشأ في الفيلم جدلية ماتعة تفضي إلى مفارقات عديدة وتؤدي إلى مفاجآت وعُقد مثيرة للضحك. ويتضح أن روستي قادر على تحقيق النجاح أكثر في الأفلام الكوميدية، ويلاحظ زيادة اهتمامه بتوظيف الأغنية في الفيلم، وأصبحت الأغنية لا تغيب عن الأفلام التي يخرجها.
جاءت آخر أفلام روستي في الإخراج رومانسيًا غنائيًا، وهو فيلم اجمال ودلالب من بطولة فريد الأطرش، وليلى فوزي، وببا عزالدين، وهو فيلم مشوق، حوى 6 أغان من تأليف أحمد رامي، وبديع خيري، ومأمون الشناوي، وبيرم التونسي. ما يعني أن روستي إلى جانب كونه أحد روّاد السينما المصرية، هو أيضًا أحد رواد الفيلم الغنائي في مصر، فأكثر الأفلام السينمائية التي أخرجها تضمنت عديدًا من الأغاني، وحين كانت بطلة أحد الأفلام عزيزة أمير وهي ليست مطربة، فإنه كان يوظّف صوت المطربة شهرزاد في 4 أغان بطريقة الدوبلاج، نظرًا لحاجة البناء الدرامي لذلك.
تحتفظ الذاكرة السينمائية والتاريخ الفني بالكثير لهذا الفنان المبدع الذي قام مع كوكبة من الفنانين من أمثال يوسف وهبي، وأحمد جلال، ومحمد بيومي، وفيكتور روستيو، ومحمد كريم، وعزيزة أمير، وإبراهيم لاما، وتوجو مزراحي، وغيرهم ممن أسسوا وأثروا وعبّدوا الطريق للقادمين بعدهم، بوضع الإرهاصات الأولى لسينما مصرية لها تميّزها.
واستيفان روستي له خصوصية فريدة، لأنه أخرج أفلامًا مهّدت لظهور سينما مصرية لها شخصيتها الفنية النابعة من عادات المجتمع، ثم انصرف يمتعنا بأدائه الراقي حتى رحيله عام 1964، فلا يُنسى له أنه أنقذ فيلم ليلى، الذي يعتبر ثاني الأفلام الروائية الطويلة في تاريخ السينما، بعد فيلم افي بلاد توت عنخ آمونب، من إخراج فيكتور روسيتو، والذي عرض عام 1924، أما فيلم اقبلة في الصحراءب، من إخراج إبراهيم لاما، فهو ثالث الأفلام المصرية، إذ تم عرضه عام 1928.
وفي عام 1931 لم تنتج السينما المصرية سوى فيلمين اثنين فقط، أحدهما اصاحب السعادة كشكش بيهب من إخراج روستي، الذي كتب روستي السيناريو لكثير من الأفلام التي أخرجها، كما أدخل الأغنية الدرامية ووظّفها في نسيج الفيلم، ويلاحظ أن رؤيته الإخراجية للكوميديا هي نفسها العباءة التي خرج منها كثير من فناني الكوميديا اللاحقين عليه، حيث أسس الآخرون اتجاهاتهم للكوميديا بناء على الإرهاصات الأولى التي وضعها روستي الفنان المميز إخراجًا وأداءً، ولم نعطه حقه بعد كمخرج مميز ورائد حقيقي من رواد السينما المصرية، والمؤسس الأول للسينما الكوميدية في مصر، وأحد رواد الفيلم الغنائي ■