جاذبية سرّي الزمان والمكان بين الناس والبحر والبيوت

يعد المثلث الذهبي للفنانات الثلاث تحية حليم وإنجي أفلاطون وجاذبية سرّي العلامة الثانية بعد رائدة التصوير المجسم عفّت ناجي. وقد شبّه المفكر كامل زهيري أعمالهن بصوت الموسيقى، مع اختلاف النغمات «وبينما كانت تحية حليم قمّة الشجن والحنان أشبه بعازفة الناي الشجي الحنون، تعد إنجي أفلاطون أقرب إلى الموسيقى الوترية وعازفة الكمان والفيولا، وظلّت ألحان الكمان العذب والمعذب تعلو من لوحاتها الجميلة. بينما تبدو جاذبية سرّي أقرب في لوحاتها إلى الموسيقى النحاسية، بألوانها الرنانة والفصيحة والصريحة والصارخة».
يعدّ هذا أجمل تشخيص لأعمال الفنانة جاذبية وعالَمها الفوّار الذي يمتدّ لأكثر من 65 عامًا بالتنوع والثراء، في تحوّلات وحالات وآفاق، خصوصًا أن جاذبية سري فنانة أناملها متوهجة بسحر الفن، تحترق من أجل أن تشدو لمستها في فضاء لوحة التصوير.
ومازالت رحلتها مع الإبداع تتدفق في دُنيا من الأنغام والألحان بين التجريد والتشخيص، وهي رحلة كانت بداياتها مع لوحات يمتزج فيها الواقع بالتعبير، كما في اأم عنترب واأم رتيبةب واأم صابرب، واالطيارةب، واالمراجيحب، تؤكد بداية فنانة تضيء على الشخصية المصرية بكلّ مكنوناتها الروحية والاجتماعية.
وتمتد في أعمالها بلا انتهاء، لتجعلها لا تحتاج إلى التوقيع على لوحاتها من فرط خصوصيتها وتميّزها، فهي أغنية مصرية طويلة متعددة النغمات. تنوعت في مراحل عديدة من الواقعية الاجتماعية إلى التعبيرية، إلى التلخيص الشديد الذي اختزلت فيه االزمان والمكانب، وهو اسم معرض لها، وانطلقت في قوة تعبيرية وفوران شديد، حتى تحوّلت أعمالها الحالية إلى أصداء وعلامات على مشوارها الفني بمنزلة شفرات تجريدية، جعلت منها رائدة من الجيل الذي تلى الرواد.
وتأكيدًا لمكانتها الفنية الكبيرة، تم اقتناء أحد أعمالها؛ لوحة االطيارةب من قبل متحف المتروبوليتان للفنّ في نيويورك، وهو أحد أكبر متاحف العالم.
ويعدّ هذا تتويجًا لمعنى الفن في عالمها، ومعنى فقه التصوير الذي يتجاوز الأطر والأشكال المعتادة.
الطفولة و«الحلمية»
في قلب حيّ الحلمية بالقاهرة، وبالقرب من السيدة زينب والقلعة، الذي ينتسب إلى عباس حلمي باشا، بعد أن بنى قصره بها، وأنشأ ميدانًا أطلق عليه ميدان الحلمية، وُلدت جاذبية في شهر أكتوبر عام 1925، ونشأت وقضت طفولتها وبداية الشباب حتى العشرين في بيت عتيق يتكون من ثلاثة طوابق تفصله عن العالم الخارجي بوابة كبيرة، وكأنه حصن أو قلعة من قلاع الزمن الماضي الذي يدخل في عمق التاريخ.
تحيط بجدران البيت مشربيات من الأرابيسك، ومن الداخل يتوسطه صحن واسع تطل عليه المناور والأجنحة للخدم، بيت كل ما فيه يحرّض على الإبداع ويدعو إلى التأمل.
وفي مدرسة الحلمية، بدأ حبّ جاذبية للرسم، وولعها الشديد بالتكوين، وقد كلفها هذا حصولها على 6 درجات من عشرين درجة في مادة الرسم، لأنها أرادت التعبير عمّا بداخلها وعقلها ووجدانها، مما يتعارض مع مناهج التربية الفنية التي تعرض أنماطًا محفوظة ومكررة وتعليمات مدرسية.
فنّ البورتريه
عندما التحقت جاذبية بالمدرسة الثانوية، بدأت علامات التفوق والنبوغ في الرسم، خاصة حين بدأت برسم صور شخصية لأساتذتها أثارت إعجابهم ودهشتهم في ذلك الوقت، وقد تمرّست بفن البورتريه في هذه السن الصغيرة.
وبعد حصولها على الثانوية العامة (البكالوريا) أرادت لها العائلة أن تكون است بيتب، يعني أن تتزوج، وكان هذا بإجماع الأخوال والأعمام بعد وفاة والدها وهي في الرابعة عشرة من عمرها.
وتحت تلك الضغوط اضطرت إلى البقاء عامًا بأكمله في المنزل، وبعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للفنون الجميلة للمعلماتب.
لم تكن كلية الفنون الجميلة قد فتحت أبوابها بعد للبنات إلّا عام 1954، وتخرّجت في عام 1946، تقول جاذبية: اورغم أن أخوالي كانوا يمارسون الرسم كهواة، فإنّهم اعتبروا أنني اخترت مهنة دون المستوى، حتى عمّي سامي الذي كان له أتيليه (مرسم) مع الفنان الرائد أحمد صبري نظر إليّ بنفس المفهومب.
كانت البداية الحقيقية للفنانة جاذبية عندما عرضت لأول مرة في صالون القاهرة عام 1950، وعندما اشتركت مع جماعة شباب الفن، التي كانت تضم كمال يوسف وموريس فريد وسيد عبدالرسول وغيرهم، استفادت وأفادت كثيرًا في الحوار والتفاعل الجماعي.
لكنّ الجماعة تفككت بعد عام واحد، فانضمت إلى جماعة الفن المصري الحديث، التي أقامت أول معارضها عام 1946، واستمر نشاطها حتى عام 1955، وضمت جمال السجيني وزينب عبدالحميد وعزالدين حمودة ويوسف سيدة وصلاح يسري.
كما عرضت أعمالها أيضًا مع جماعة الفن المعاصر، وكان من أعضائها حامد ندا وعبدالهادي الجزار وسمير رافع وإبراهيم مسعودة وماهر رائف.
وفي ذلك الوقت تأمّلت كل الفنون المصرية مع تنوّعها وثرائها من الفن المصري القديم والقبطي والإسلامي والفن الشعبي.
عالَم جاذبية
في فترة الخمسينيات من القرن الماضي ظهرت لوحات جاذبية ذات البُعد الاجتماعي عندما قدّمت اأم رتيبةب واأم عنترب، واوأم صابرب، وتجلّت في ملامحهن القسمات المصرية الأصيلة.
كما تجلّى نقدها الاجتماعي في تصوير وضع المرأة في لوحتها االزوجتانب.
فقد صرخت اللوحة بملامح الحزن البادية على الزوجة الأولى، التي أعطاها الزوج ظهره هي وأولادها، وتصدّرت اللوحة الزوجة الثانية الدلّوعة المقرّبة مع وليدها.
ولوحاتها هنا كانت تطالب بتغيير اجتماعي حقيقي، ثم انطلقت فرشاتها بعد 1952، لتصوّر وضع المرأة الجديد، ورسمت العازفة التي تعزف لحن الثورة، والمعلّمة تحيط بها الطالبات، وحرّرتهن من المنظور والنسب. وانطلقت تحلّق وترسم آمال الوطن وآمال المواطن المصري وآلامه.
وجاءت لوحتها االمراجيحب (1956)، بداية للتغيرات الاجتماعية والسياسية فقد رسمتها من زاوية عليا، مع الإيحاء بأنها ترسمها من المقدمة، وبعدها بثلاث سنوات عام 1959 رسمت لوحتها االطيارة الورقيةب، التي رمزت فيها إلى الانطلاق والتحليق والطيران إلى أعلى، خاصة أن الطائرة انطلقت بعيدًا عن الأرض، تشق عنان السماء داخل منطقة مختلفة جدًّا عن الواقع وعن الطفلة الممسكة بها، بعيدًا عن كل قواعد المنظور، حيث نرى السماء مفتوحة، وكل شيء لا يخضع للمنطق الأرضي.
وفي الرحلة التاريخية إلى النوبة، سافرت جاذبية مع مَن سافروا من فنّاني مصر ومثقفيها عام 1962، وكان من بينهم حبيب جورجي، فنان المائيات وصاحب تجربة النحت التلقائي مع الأطفال، والمعماري حسن فتحي والدكتور لويس عوض والمفكّر الفنان حامد سعيد، رائد مدرسة الفن والحياة، وتحية حليم وآدم حنين ورمسيس يونان، وحامد ندا وحسين بيكار.
وظهرت النوبة، بكل مكنوناتها وملامحها البيئية، مثيرًا كبيرًا لجاذبية أضاف الكثير إلى تعبيراتها، وقدّمت العديد من الأعمال من وحي إلهامها، مثل اشروق في النوبةب وااستشهاد بلاد النوبةب، وصورتها في مجموعة لوحات، من بينها لوحتها االأم وأطفالهاب، التي تلخّص فيها، بكثافة تعبيرية، امرأة بطول اللوحة، بشال من النسيج الشعبي وفي أماميتها أربعة أطفال مع مساحة من الأحمر الناري، على خلفية من بوابة بيت نوبي تزدان واجهته بالنقوش والزخارف الشعبية من زهور ونباتات وعصفور مغرّد، وتعدّ تعبيرًا رمزيًّا عن الأم أو الوطن والأبناء.
إيمي إزار
يقول الناقد إيمي إزار: جاذبية سرّي فنانة مصرية أصيلة، فقد تحرّرت شيئًا فشيئًا من الصياغات التشكيلية التي تعترف بها المدرسة الأوربية، ونزعت إلى تجديد شباب رؤيتنا للتراث المصري القديم، إذ وفّقت بينه وبين أبحاثها في مجال اللون، لنقول إن هذه الأبحاث تستلهم هي الأخرى تراثًا قوميًّا هو النسيج القبطي.
ولكي نفهم هذا الفن إذن، علينا أن نسلّم بشيء آخر عمّا سبق أن رأيناه أو سبق أن عرفناه، وهو أنّها تتخذ نسقًا فنيًّا زخرفيًّا هو ليس من الزخرفي بشيء... ولا يمتّ بصلة إلى الأرابيسك، ولا إلى موضوعات مجازية أو تاريخية، لكنّه مزيج من الخبرة الداخلية الحميمة والفولكلور في نسق تتقارب فيه الخطوط، دون أن تنضوي تحت استخدام البُعد الثالث الذي تسعى جاذبية إلى التحرر منهب.
وعندما جاء الخامس من يونيو من عام 1967، أصاب الفنانة الكبيرة إصابة بالغة، فقد كانت النكسة بمنزلة صفعة قوية جعلتها تعزف عن الحياة فترة طويلة، تعيش الحزن والصمت، وجاءت لوحاتها انعكاسًا لتلك الفترة وأكثر تعبيرًا.
فقد شعرت أن الإنسان المصري تحوّل إلى حجارة، بمعنى آخر اانسخطب، بتعبيرها، كما في حكايات األف ليلة وليلةب.
ورسمت الإنسان على شكل بيت، وهو ما يعطي إيحاء بتحجّر مشاعره وأحاسيسه، ومزجت البيوت بالأشخاص والطبيعة، لكنّ البيوت بدت مفككة وخائفة وعاجزة تطلّ منها الأعين البشرية.
وما أبلغ تلك اللوحة التي صورت فيها فتاة منكفئة من شدة السقوط مع نوافذ مغلقة.
الباليتا الزرقاء
إلا أنّ أعمالها فيما بعد أصبحت تغني لمصر وتتغنى بسحرها في كل مكان، حيث تمزج البيوت بالبشر بصخب الحياة، من الواقع إلى الرمز ومن التجريد إلى التعبير في خصوصية الزمان والمكان بكل البقاع.
في كتاب د. لويس عوض االفنون والجنون في أوروباب (1969)، يشير المفكر الكبير عند زيارته إلى باريس عام 1968 إلى معرض جاذبية سري المقام هناك في ذلك الوقت بصالة الباليتا الزرقاء بشارع سين كثير المعارض هناك، وقد أمّه الكثيرون في المساء عند الافتتاح، وكان لقاؤه بها ومع سعادته بالأعمال من داخل المعرض، قرأ بالكتالوج كلمة الأديب الفرنسي الكبير ميشيل بيتور التي قال فيها: اسعيد أنا بأن أراك ثانية في فرنسا مع كل منازلك.
وفي اللحظات الأخيرة من إقامتي بمصر، كانت كل قرى الوادي وكل ضواحي القاهرة تذكّرني بك، كل هذا الطوب، وكل هذه الأبواب والشبابيك بمن فيها من السكان... وكل هذه النظرات والأشباح وأشجار البرقوق والروائح، والصرخات والهمسات والخطى الحثيثة، يجب أن تجيء كل هذه الأشياء لتلازم جدراننا وفاتريناتنا وأرصفتنا، وإنّي لأرجو أيضًا أن تقع بيوتنا في فخاخ عينيك، وأن تعودي برؤاها حتى القاهرة، وأن توشوش لنا لوحاتك يومًا بهذه الرؤىب.
والمنازل التي يشير إليها الأديب الفرنسي بيتور هي صور البيوت الكثيرة التي تميّزت بها موضوعات جاذبية.
البحر والبيوت
أعمال جاذبية تؤكد دائمًا أن فنّ التصوير فنّ حداثي يتجاوز الفن الأكاديمي، خاصة وهي تقول في معرضها الذي أقيم حول االبحر والبيوتب: رحت للبيوت والبحر بطريقة أخرى في التشكيل... طريقة فيها غموض وتفاؤل في الوقت نفسه، تعكس ما نعيشه حاليًا من متغيرات وأحداث على مستوى العالم، وما سوف يحدث بعد ذلك من تداعيات العولمة والخوف على الناس داخل البيوت والبحرب.
وتكمن قيمة أعمال جاذبية الحديثة، ليس فقط من أجل تكثيف مراحلها الفنية بلُغة تشكيلية تعتمد على الرمز والإيحاء والتلميح، ببلاغة شديدة مع التحرر الأكاديمي وتعبيرية اللون الذي ينطلق في قوة تجمع بين الوعي وحكمة التشكيل، وهي تفسر أحدث أعمالها، التي تنتمي إلى العقد الثاني من الألفية الثالثة: االبيوت عبارة عن رموز لبيوت مجرد إشارات تجمع بين الشكل الهندسي المتمثل في الشرائط والشكل العضوي للبيوت وما تضمّ من بشر، والشرائط هنا موجودة في كل مكان بالشارع من إشارات وعلامات، والتي تعني التوقف والحركة وتحديد الاتجاهات.
تراكُم لعالَم متّسع
جاء معرض الفنانة جاذبية اتجسيدب في ثلاثية من البحر والوادي والناس، وهو مساحة متّسعة تمثّل تراكمًا لعالمها المتسع بلا حدود، ممتدًّا باللمسة والمشاعر والأحاسيس، كما في لوحتها االمرأة والرجلب على خلفية تجريدية من الأزرق الصافي الذي يمتزج بالأخضر الزرعي.
كما يتوحّد البشر مع البيوت في لوحتها التي تضمّ ثلاثة شخوص، ما بين الوجوه الجانبية والوجه الأمامي مع بوابة عتيقة ترمز للبيت.
لقد اختزلت الفنانة عالَمها ولغتها التشكيلية، لكنّها باحت أيضًا بدُنيا تشخيصية، تموج بالناس في مصر، والبحر والوادي، وتشرق بالبيوت ذات الفتحات، والتي تطلّ بعيون شاخصة.
وتنقلنا جاذبية في أعمالها إلى مرحلة الوادي والصحراء من حيوية الزروع إلى حركة الصحراء بكثبانها الرملية، كما نطالع مجموعة من الصور الشخصية (البورتريه) ذات الطابع التعبيري، من بينها صورة امن الشرفةب للسيدة والدتها، جالسة بالشرفة وسط الخضرة، وصورة للفنانة تحية حليم، وأخرى لزوجها ورفيق مشوارها في الفن والحياة عادل ثابث، يرحمه الله، الذي تقول عنه: ازوجي عادل وراء كل أعمالي، كأنّه قد تبنّاني، هو منتهى الإنسانية، شيء غير عادي يدعو إلى الافتخار ليس للرجال المصريين فقط، ولكن لكلّ رجال العالم، وفي الحقيقة نحن أصدقاء، وكان المسؤول عن أموري كلّها؛ الفنية والمالية، وثقتي به كاملةب.
أما هو فقال عنها: اجاذبية تستحق الاهتمام من كل إنسان، هي إنسانة وثروة وطنية، وقد تعرّف كل منّا إلى الآخر على أساس صداقة الفن التي توّجت زواجنا لأكثر من 50 عامًا. وقد جمعنا أول لقاء في اخان الخليليب بمقهى الفيشاوي الشهير، وكان معنا المرحوم لطفي الخولي وخطيبته في ذلك الوقت، وتحية حليم وحامد عبداللهب.
لوحة الطيّارة ومتحف المتروبوليتان
تسلّمت الفنانة الكبيرة جاذبية عددًا من الرسائل المتتالية من متحف المتروبوليتان للفن بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، أوّلها شهادة موقّعة من النائب الأول لرئيس مجلس الأوصياء شارم كوت، يعلن فيها أن مجلس الأوصياء بالمتحف يقرّر بكل العرفان والتقدير إهداء الفنانة المصرية جاذبية سرّي لوحتها االطيارةب - زيت على قماش 95×51 سم (1960)، وذلك بتاريخ أبريل 2009، لتكون ضمن المجموعة الخاصة للمتحف، ثم جاءتها رسالة من مدير المتحف توماس كامبل يشكرها على إهداء اللوحة للمتحف يشير فيها إلى أن إسهامها بها يعدّ إضافة متفرّدة لمقتنيات قسم القرن التاسع عشر والفن الحديث والمعاصر، خاصة أنها تعدّ مثالًا غير عادي للفن المصري المعاصر، وأن المتحف سيستمر بشكل ثابت ومتوازن في أن يكون مؤسسة تتميّز بأعلى درجة من الأستاذية والمعرفة والإلهام، وإن هذه الهدية ستساعد كثيرًا في تأكيد أن المتحف سيستمر في التحدي والإلهام للعديد من الأجيال القادمة، كما أن إسهامها بهذا العمل الفني سيعاون المتحف في الحفاظ على مكانته المرموقة في العالم، وهو يعطيها الحق في عضويته على أعلى مستوىب.
تقول جاذبية: وربما كان كتابي االولع بالألوانب، وهو مجلّد كبير في 230 صفحة من القطع الكبير، ويضم 130 لوحة بالألوان صدر عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية، أحد أسباب اهتمام قسم القرن التاسع عشر والفن الحديث والمعاصر بمتحف المتروبوليتان بلوحتي االطيارةب، وذلك لأنهم قرروا بمناسبة إنشاء قسم خاص بالفن الإسلامي، أن يطلقوا عام 2004 موقعًا إلكترونيًّا للفن الإسلامي المعاصر، اختاروا له 10 أعمال فنية لفنانين من العالم الإسلامي، ومن بينها لوحتي االطيارةب.
قال عنها الناقد الإيطالي اكارميني سينيسكالكو: أنظر إليها وهي تذهب وتجيء ومعها لوحات ذات حجم أكبر منها شخصيًا، وأدرك أن هناك أمرًا مهمًّا في هذه الظاهرة الطبيعية من القوة، التي هي محبوسة داخل جسد أنثوي صغير، لكنّه قوي، ولن تستطيع الاستغناء عنه أبدًا، ألا وهو الرسم، الرسم الذي تتنفّسه مع الهواءب.
تحيّة إلى لمسة توهّجت بسحر الإبداع وعمر من الفن الجميل ■
عائلة مصرية 1955
الابن والأم والجدة