سلامة البشرية في سلامة البيئة

سلامة البشرية في سلامة البيئة

مرآة الفضاء..
الطاقة الشمسية تضيء أوربا ليلا

أخيرا وبعد مضي عشر سنوات أو تزيد تحققت البدعة، أن لم نقل المعجزة، فقد نجح العلماء في خزن الطاقة الشمسية نهارا وفي تسخيرها للإضاءة في منتصف الليل لأول مرة في التاريخ،. والعلماء المعنيون ليسوا أمريكيين ولا من اليابان، إنهم من الباحثين الروس (السوفييت سابقا). أما سر هذا الإنجاز المدهش فليس سوى مرآة صنعوها من مادة بلاستيكية وجعلوها على شكل المظلة، إلا أنها رقيقة وواسعة إذ يبلغ قطرها (20) مترا. حملتها مركبة الفضاء الروسية (بروجرس) إلى الفضاء الخارجي واتخذت لها موقعا على ارتفاع 362 كيلو مترا فوق القارة الأوربية.

وفي ليلة من ليالي شهر فبراير الماضي، فوجئت أوربا بظاهرة غريبة لم ثشهد لها مثيلا على مدى تاريخها الطويل. فوجئت بضوء فضي ساطع غمرتها به مرآة الفضاء واسمها بانر (Banner) فما أسرع ما تحول ظلامها إلى نهار أو كاد، ذلك أن الأشعة الساقطة على القارة من المرآة كانت محدودة، إذ لم يجاوز عرض رزمتها 4 كيلو مترات، ولم يطل أمد تنويرها القارة سوى ست دقائق.

يقول أحد الفرنسيين الذين شاهدوا تلك الظاهرة: "بدا ضوؤها فضيا وقد أخذ يتألق في السماء ويتلألأ، نبضات نبضات، ظننا أنها من صنع أجهزة إلكترونية متطورة، وقد بدت لنا تلك النبضات كأنها عقد من الماس لا تكاد تتألق إحدى حباته إشعاعا وضوءا حتى تختفي لتحل محلها حبة أخرى".

حقا كانت ظاهرة محدودة، ولكن ذلك لا يعيبها بل يضعها إلى جانب الفتوحات العلمية العظيمة، أو يكاد، أفلا تذكر الطيران، ترى كم طال أمد طيران الطائرة الأولى وبقائها في الجو، أعني طائرة الأخوين رايت الأولى!

عدسة تحرق الأعشاب الضارة..

لما كانت الطاقة الشمسية هي التي تعمل على نمو الأعشاب الضارة في المزارع والحقول، فلم لا تعمل الطاقة الشمسية على حرق تلك الأعشاب وهي في مكانها دون أن يتكلف المزارع في سبيل ذلك أية تكلفة مادية أو مشقة؟ ولما كان في إمكان أرخميدس صنع المرايا الكفيلة بإحراق الأسطول الروماني نفسه بواسطة أشعة الشمس المنعكسة على سطحها، فلم لا يكون في مقدور علماء القرن العشرين أن يصنعوا العدسة المناسبة. التي تضمن تسليط أشعة الشمس على الأعشاب الضارة، وتضمن حرقها فتنقذ المحاصيل من شرها؟!

تلك هى التوجهات الأولية التي حملت أحد علماء كاليفورنيا على المضي في تطوير عدسة الأعشاب المنشودة، وذلك وفق الشروط الضرورية التي اهتدى إليها العالم تبعا لما أجراه من أبحاث دقيقة وتجارب محكمة.

من تلك الشروط أن تكون العدسة ثابتة وطويلة، (20) قدما بالتحديد، وأن يقطرها الجرار أو التراكتور بسرعة لا تزيد على 5 أميال في الساعة، وأن تكون مصنوعة من البلاستيك، من مادة الأكريليك بالتخصيص. على أن تصنع من هذه المادة عدسات صغيرة، ويصنع من هذه العدسات ألواح منحنية، تعمل على تجميع ضوء الشمس وتركيزه ثم على إعادة بثه. ويعلق المخترع دنس لارسن الباحث في مختبرات شركة كامبل للحساء في مدينة ديفس الأمل على أن يجد المزارعون في اختراعه البديل الفعال لمبيدات الأعشاب الكيماوية، وأن يجدوا فيه أيضا البديل السوي بالمفهوم البيئي.

ويتساءل المرء هل تميز العدسة الجديدة بين أعشاب ضارة وأخرى غير ضارة، وكيف؟، وهل في الإمكان استعمالها في أيام الشتاء الغائمة، حين تحتجب الشمس ولا تمدنا بأشعتها؟!

منظمة الصليب الأخضر الدولية

قررت الجهات المختصة أخيرا إنشاء منظمة عالمية تتولى الاهتمام بقضايا البيئة، وتبادر إلى معالجة القضايا الطارئة في مجال البيئة والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها وذلك على الفور ودون أي تأخير، وقد تتسمى المنظمة المزمعة "منظمة الصليب الأخضر (لا الأحمر) الدولية"!، ذلك لأنها مستوحاة منها وتقوم بأعمال مثل أعمالها، وتطمح إلى أن تضاهيها في أداء الرسالة، ولو ذكرنا أنهم اختاروا لإدارة المنظمة الجديدة (غورباتشوف) لا أحد غيره، لشعرنا بالطمأنينة إلى أن منظمة الصليب الأخضر ستصيب من النجاح مثلما أصابته نظيرتها الأولى منظمة الصليب الأحمر.

ماذا عن الأوزون ؟!

تمثل الصور الأربع التي التقطتها أجهزة أحد الأقمار الصناعية الراصدة للبيئة (UARS) تمثل آخر وأحدث ما وردنا في مستجدات البيئة، أخبار تآكل طبقة الأوزون على وجه التحديد.

أما موضوع الصورتين (1 و 2) فمقدار ما يوجد في طبقات الجو العليا من أول أكسيد الكلور، فقد تضاعفت كميات هذه المادة المدمرة لطبقات الأوزون في فبراير سنة 1993 عما كانت عليه لا فبراير سنة 1992، وليس أدل على ذلك من البقعة الحمراء التي ترمز إلى تلك المادة، وإلى مقدار ما تراكم منها في أعالي الجو، فهي تظهر في الصورة رقم (2) ولا تظهر أبدا في الصورة رقم (1) علما بأن الفارق الزمني بين الصورتين لا يتعدى سنة واحدة. وقد التقطت الصورة رقم (1) في فبراير 1992 والتقطت الصورة رقم (2) في فبراير سنة 1993.

وأما موضوع الصورتين (3 و 4) فكثافة طبقة الأوزون التي تقينا شر الأشعة فوق البنفسجية، وشر أمراض سرطان الجلد التى تؤدي إلى الإصابة بها. انظر كيف تآكلت طبقة الأوزون في فبراير 1993 (البقعة الحمراء في الصورة رقم 4) وكيف كانت قبل ذلك، في فبراير سنة 1992 (البقعة الحمراء في الصورة رقم 3).

 









مرآة الفضاء





غورباتشوف.. هو المدير المناسب للمنظمة





ماذا عن الأوزون؟