سيزار شافيز سيرة مناضل لاعنفي

سيزار شافيز سيرة مناضل لاعنفي

الّلاعنف‭ ‬فلسفة‭ ‬ونهج‭ ‬كرّسه‭ ‬غاندي،‭ ‬فألهم‭ ‬الآلاف‭. ‬واليوم‭ ‬بتنا‭ ‬نعي‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التربية‭ ‬اللاعنفية،‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬وخلاصًا‭ ‬محققًا‭ ‬لها‭. ‬سنعرض‭ ‬هنا‭ ‬لرائد‭ ‬من‭ ‬روّاد‭ ‬اللاعنف؛‭ ‬إنه‭ ‬سيزار‭ ‬شافيز‭ (‬1927‭ - ‬1993‭) ‬القائد‭ ‬الأمريكي‭ ‬اللاعنفي‭ ‬ذو‭ ‬الجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية،‭ ‬وهو‭ ‬أكثر‭ ‬ناشط‭ ‬أمريكي‭ ‬لاتيني‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬شهرةً،‭ ‬كرّس‭ ‬حياته‭ ‬لحماية‭ ‬وخدمة‭ ‬العمال‭ ‬الزراعيين‭ ‬الذين‭ ‬تذوّق‭ ‬وإياهم‭ ‬طعم‭ ‬العوَز‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مبكرة‭ ‬من‭ ‬حياته‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬منهجه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬واستراتيجياته‭ ‬القوية‭ ‬اللاعنفية‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬صراع‭ ‬عمال‭ ‬المزارع‭ ‬قضيةً‭ ‬أخلاقية‭ ‬لاقت‭ ‬الدعم‭ ‬عبر‭ ‬البلاد‭. ‬

أول‭ ‬مرة‭ ‬سمعت‭ ‬باسم‭ ‬سيزار‭ ‬شافيز‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وأنا‭ ‬المشغوفة‭ ‬بالطوابع‭ ‬البريدية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬ما‭ ‬يدرج‭ ‬ضمن‭ ‬ثيمية‭ ‬‮«‬الشخصيات‭ ‬المكرّمة‮»‬‭. ‬يحتوي‭ ‬الطابع‭ ‬على‭ ‬رسمة‭ ‬شافيز‭ ‬تعود‭ ‬لصورة‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬حقول‭ ‬العنب،‭ ‬والطابع‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬الفنان‭ ‬روبرت‭ ‬رودريغيز‭.‬

فمن‭ ‬هو‭ ‬سيزار‭ ‬استرادا‭ ‬شافيز؟

هو‭ ‬حكاية‭ ‬نضال‭ ‬لاعنفي‭ ‬أضحى‭ ‬نموذجـًا‭ ‬للعالم،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬وجه‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬اللاعنف،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أولاد‭ ‬المهاجرين‭ ‬الفقراء،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الكتّاب‭ ‬والمفكرين،‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬مقهورة‭ ‬مع‭ ‬آلاف‭ ‬عائلات‭ ‬العمال‭ ‬والمزارعين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬مكسيكية‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬لينتصر‭ ‬عبر‭ ‬جهوده‭ ‬الجبارة‭ ‬في‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬نيل‭ ‬حقوق‭ ‬العيش‭ ‬بكرامة‭. ‬

في‭ ‬فترة‭ ‬الأربعينيات،‭ ‬كان‭ ‬العّمال‭ ‬يفتقدون‭ ‬الضمانات‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬وكانوا‭ ‬يساقون‭ ‬إلى‭ ‬الثكنات‭ ‬ويتقاضون‭ ‬أجورًا‭ ‬زهيدة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صحية‭ ‬ومعيشية‭ ‬قاسية،‭ ‬وعند‭ ‬الاعتراض‭ ‬عليها،‭ ‬كان‭ ‬مالكو‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬يلعبون‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬الجنسية‭ ‬للتفرقة‭ ‬بين‭ ‬العمال،‭ ‬فتارة‭ ‬يفتعلون‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الفلبينيين‭ ‬والمكسيكيين،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬بين‭ ‬المكسيكيين‭ ‬والصينيين،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬كسب‭ ‬دعم‭ ‬الشرطة‭ ‬وقوى‭ ‬الأمن‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬كان‭ ‬شافيز‭ ‬يعمل‭ ‬بحقول‭ ‬القطن‭ ‬في‭ ‬ديلانو،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬إضراب‭ ‬له‭ ‬بوجه‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬السيئة‭ ‬للعمال‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬تزوّج‭ ‬شافيز‭ ‬من‭ ‬هيلين‭ ‬فابيلا،‭ ‬وتعرّف‭ ‬إلى‭ ‬كاهن‭ ‬الرعيّة،‭ ‬حيث‭ ‬أثارت‭ ‬محادثاته‭ ‬معه‭ ‬تحفيزه‭ ‬على‭ ‬المطالبة‭ ‬بتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمزارعين‭.‬

 

تقنيات‭ ‬جديدة

بدأ‭ ‬شافيز‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬عام‭ ‬1952‭ ‬عندما‭ ‬التقى‭ ‬زعيم‭ ‬منظمة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬فريد‭ ‬روس،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬بدوام‭ ‬كامل‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭. ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ (‬المرض‭ - ‬الشيخوخة‭ - ‬العجز‭) ‬للعمال‭ ‬المزارعين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬الاعتصامات‭ ‬والمقاطعة‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعّالة‭ ‬فيها‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬آثر‭ ‬ترك‭ ‬المنظمة‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬ليعود‭ ‬مزارعًا‭ ‬في‭ ‬مزارع‭ ‬كروم‭ ‬العنب‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1964،‭ ‬نشأت‭ ‬NFWA‭ ‬ـ‭ ‬National‭ ‬Farm‭ ‬Workers‭ ‬Association‭ ‬التي‭ ‬ضمّت‭ ‬آلاف‭ ‬الأعضاء‭. ‬وانضمّت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجمعية‭ ‬AWOC،‭ ‬أي‭ ‬نقابة‭ ‬العمال‭ ‬الفلبينيين‭ ‬في‭ ‬إضراب‭ ‬كبير‭ ‬عام‭ ‬1965،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬شافيز‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬عصيان‭ ‬مدني‭ ‬جديدة‭ ‬بأسلوب‭ ‬لاعنفي‭ ‬تميّز‭ ‬به‭.‬

هذا‭ ‬الشاب‭ ‬المصمم‭ ‬والمنتفض‭ ‬اللاعنفي،‭ ‬كرّس‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬1966‭ ‬‮«‬مسيرة‭ ‬سكرامنتو‮»‬‭ ‬للعمال‭ ‬الزراعيين‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬التي‭ ‬دامت‭ ‬25‭ ‬يومًا،‭ ‬وتـوّجت‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أبريل،‭ ‬حيث‭ ‬نجح‭ ‬شافيز‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬شركة‭ ‬Schenley‭ ‬الضخمة‭ ‬تدعوه‭ ‬إلى‭ ‬مفاوضات،‭ ‬بعدما‭ ‬انخفضت‭ ‬مبيعات‭ ‬الشركات،‭ ‬إثر‭ ‬المقاطعة‭ ‬اللاعنفية‭ ‬والإضراب‭.‬

وهكذا‭ ‬حصل‭ ‬العمال‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الأجور،‭ ‬وعلى‭ ‬إلزامية‭ ‬توقيع‭ ‬نص‭ ‬عقد‭ ‬معهم‭ ‬يكفل‭ ‬حقوقهم‭ ‬لثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬وعلى‭ ‬تأمين‭ ‬صحي‭ ‬والتزام‭ ‬بعدم‭ ‬استخدام‭ ‬مبيدات‭ ‬الحشرات‭ ‬السامّة‭ ‬والخطيرة‭.‬

 

أضخم‭ ‬مسيرة

إن‭ ‬مثابرة‭ ‬شافيز‭ ‬ورفاقه‭ ‬عبر‭ ‬تفعيل‭ ‬السبل‭ ‬اللاعنفية،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬كرّستها‭ ‬كثاني‭ ‬أضخم‭ ‬مسيرة‭ ‬لاعنفية‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬مارتن‭ ‬لوثر‭ ‬كينغ‭ ‬عام‭ ‬1965‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سالما‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬مونتغومري‭ - ‬أتلانتا‭ ‬التي‭ ‬انتصرت‭ ‬باللاعنف‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬نضال‭ ‬شامل‭ ‬لإلغاء‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬نفّذ‭ ‬شافيز‭ ‬إضرابًا‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬مدة‭ ‬21‭ ‬يومًا‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الناس،‭ ‬وأثمر‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة‭ ‬لنضال‭ ‬العمال‭ ‬الزراعيين‭. ‬أثناء‭ ‬إضرابه‭ ‬عن‭ ‬الطعام،‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬كينغ‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭: ‬‮«‬التزامك‭ ‬السابق‭ ‬والحاضر‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬البناء‭ ‬اللاعنفية‭ ‬وعلى‭ ‬عجز‭ ‬القمع‭ ‬العنفي‭... ‬أنت‭ ‬الآن‭ ‬مثال‭ ‬حيّ‭ ‬عن‭ ‬نموذج‭ ‬غاندي‭ ‬الذي‭ ‬جسـّد‭ ‬قوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬إعادة‭ ‬التصالح‭ ‬بين‭ ‬البشر‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬كينغ‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬قبيل‭ ‬اغتياله‭ ‬بقليل‭. ‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬التعريفات‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬اللاعنفي‭ ‬جان‭ - ‬ماري‭ ‬موللر،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬شافيز‭ ‬الذي‭ ‬التقاه‭ ‬لأول‭ ‬مرّة‭ ‬مطلع‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1972‭ ‬بكاليفورنيا،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬منذ‭ ‬الخامسة‭ ‬فجرًا‭ ‬في‭ ‬إضراب‭ ‬نظّمته‭ ‬‮«‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعمال‭ ‬الزراعيين‮»‬‭. ‬يقول‭ ‬موللر‭: ‬‮«‬عند‭ ‬العاشرة‭ ‬صباحًا،‭ ‬أطل‭ ‬صاحب‭ ‬الوجه‭ ‬الذي‭ ‬اختلط‭ ‬اسمه‭ ‬وتماهى‭ ‬بلقب‭ ‬‮«‬القضية‮»‬،‭ ‬صاحب‭ ‬القامة‭ ‬القصيرة،‭ ‬والوجه‭ ‬الجميل،‭ ‬الهادئ‭ ‬والمصمم،‭ ‬والمبتسم‭ ‬كشعاع‭ ‬متواصل‭... ‬كان‭ ‬يعي‭ ‬الثّقل‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬خصومه‭ ‬أرباب‭ ‬المال‭ ‬ومُلّاك‭ ‬الأراضي‭ ‬والكرمة‭ ‬يريدون‭ ‬سحقه،‭ ‬لكنّ‭ ‬اقتناعه‭ ‬العميق‭ ‬بالنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭ ‬حماه‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬واليأس،‭ ‬وأضاف‭ ‬إليه‭ ‬هذا‭ ‬الصفاء‭ ‬العميق‮»‬‭. ‬

نجح‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬غياب‭ ‬القوانين‭ ‬الحامية‭ ‬لحقوق‭ ‬العمال،‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬نقابة‭ ‬للعمال‭ ‬الزراعيين‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬انتصرت‭ ‬عبر‭ ‬مواجهة‭ ‬دؤوبة‭ ‬وقاسية‭ ‬بوجه‭ ‬المُلّاك‭ ‬وأصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬إنجازات‭ ‬للعمال،‭ ‬والأهم،‭ ‬قيمة‭ ‬ومكانة‭ ‬وقوة‭ ‬لهم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬باستطاعة‭ ‬أحد‭ ‬الاستهانة‭ ‬بها‭. ‬

علامة‭ ‬بارزة

اختار‭ ‬شافيز،‭ ‬الذي‭ ‬نذر‭ ‬نفسه‭ ‬منذ‭ ‬وعيه‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬عمره‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬عبر‭ ‬تأمين‭ ‬حقوق‭ ‬المزارعين‭ ‬وتبنّى‭ ‬اللاعنف‭ ‬نهجًا‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬والعمل‭ ‬لإحقاق‭ ‬الحق،‭ ‬قضية‭ ‬إنسانية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬محورية‭ ‬لنضاله‭. ‬غايته‭ ‬والوسائل‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬كانت‭ ‬متراصّة‭ ‬ومترابطة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬عريض‭ ‬الإنسانية‭. ‬فهو‭ ‬القائل‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخبز،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

هو‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬ورائد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬اللاعنف،‭ ‬عكست‭ ‬شخصيته‭ ‬وسلوكياته‭ ‬وأعماله‭ ‬أمثلة‭ ‬تحتذى‭ ‬كتجسيد‭ ‬لنهج‭ ‬اللاعنف‭ ‬فكرًا‭ ‬وممارسة‭ ‬ووسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭. ‬مشى‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬غاندي‭ ‬ومارتن‭ ‬لوثر‭ ‬كينغ،‭ ‬وقاده‭ ‬عقله‭ ‬وضميره‭ ‬ووجدانه‭ ‬إلى‭ ‬حتمية‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬عبر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقانيم‭. ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬اللاعنف‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭. ‬والثاني‭ ‬ضرورة‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬اللاعنف‭ ‬والتكتيكات‭ ‬والأفعال‭. (‬تتلمذ‭ ‬وترافق‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬مؤثرة‭ ‬جذبته‭ ‬بأفكارها‭ ‬وطرقها‭ ‬وجذبها‭ ‬بإيمانه‭ ‬ومثابرته‭ ‬وصفاء‭ ‬ذهنه‭). ‬والثالث‭ ‬استنباط‭ ‬الطرق‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬والمتوافقة‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬المزارعون‭ ‬وضمن‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتوافرة‭.‬

بعد‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬1993،‭ ‬أصبح‭ ‬رمزًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للمجتمع‭ ‬اللاتيني‭. ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬الجملة‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬نعم‭... ‬نستطيع‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تبنّته‭ ‬حملة‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‮ ‬الانتخابية‭ ‬شعارًا‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬2008‭. ‬تلقّى‭ ‬شافيز‭ ‬أثناء‭ ‬حياته‭ ‬وبعد‭ ‬وفاته‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والأوسمة،‭ ‬منها‭ ‬وسام‭ ‬الحرية‭ ‬الرئاسي‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬وكرّمته‭ ‬دائرة‭ ‬البريد‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فأصدرت‭ ‬له‭ ‬طابعًا‭ ‬تذكاريًا‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬العاشرة‭ ‬لرحيله‭ ‬في‭ ‬أبريل‭■  ‬2003‭