الجديد حول حركة تخطّي البشرية

الجديد حول حركة تخطّي البشرية

تعززت‭ ‬المكتبة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بصدور‭ ‬ثلاثة‭ ‬كتب‭ ‬جديدة‭ ‬عن‭ ‬تيار‭ ‬
الـ‭ ‬‮«‬ترانسهومانسم‮»‬‭. ‬وكما‭ ‬بات‭ ‬معروفًا،‭ ‬فإنّ‭ ‬الترانسهومانسم‭  ‬‮«‬تخطي‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬الإنسية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬الخلط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإنسية‮»‬،‭ ‬تبعًا‭ ‬لمنظور‭ ‬المفكر‭ ‬الفرنسي‭ ‬لوك‭ ‬فيري‭, ‬هي‭ ‬حركة‭ ‬نشأت‭ ‬خلال‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬السليكون،‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬استثمار‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الكائن‭ ‬البشري‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬كائن‭ ‬هجين،‭ ‬‮«‬أومو‭ - ‬تكنو‮»‬‭ ‬خارق،‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السايبورغ‭ ‬ذي‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الهائلة‭. ‬ويرى‭ ‬أصحابها‭ ‬وأتباعها‭ ‬أن‭ ‬التضافر‭ ‬بين‭ ‬تكنولوجيات‭ ‬النانو،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحيوية،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والمعلوميات،‭ ‬وعلم‭ ‬الروبوتات،‭ ‬وعلم‭ ‬الوراثة،‭ ‬والعلوم‭ ‬المعرفية‭ ‬والعصبية،‭ ‬يسمح‭ ‬بتحسين‭ ‬القدرات‭ ‬الجسمانية‭ ‬والفكرية‭ ‬للإنسان‭ ‬وجعله‭ ‬مقاومًا‭ ‬للمرض‭ ‬والإعاقة‭ ‬والشيخوخة‭ ‬والموت‭.‬

‭ ‬صدرت‭ ‬الكتب‭ ‬الجديدة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬عن‭ ‬ناشرين‭ ‬مختلفين‭. ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬بعنوان‭ ‬اتأملات‭ ‬في‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭... ‬التذاوت‭ ‬والحكمة‭ ‬البيئيةب‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬جُزوي‭ ‬غِيبو‭ (‬نشر‭ ‬لارماتان‭). ‬وجاء‭ ‬الثاني‭ ‬حاملًا‭ ‬اسم‭ ‬امن‭ ‬الإنسي‭ ‬إلى‭ ‬متخطي‭ ‬الإنسية‭... ‬تأملات‭ ‬في‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسيةب‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬وليام‭ ‬فولبير‭ ‬يوغنو‭ ‬تابيكو‭ ‬وأناطول‭ ‬فوغو‭ ‬ومؤلفين‭ ‬آخرين،‭ (‬نشر‭ ‬لارماتان‭ ‬كاميرون‭). ‬أما‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬لِألكسندر‭ ‬مواتي،‭ ‬وعنوانه‭ ‬افي‭ ‬جذور‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭... ‬فرنسا‭ ‬1930‭ - ‬1980ب‭ (‬نشر‭ ‬أوديل‭ ‬جاكوب‭). ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬تعريف‭ ‬مختصر‭ ‬بهذه‭ ‬الإصدارات‭.‬

 

‮«‬تأملات‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬الإنسية‭... ‬التذاوت‭ ‬والحكمة‭ ‬البيئية‮»‬

  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤلف،‭ ‬يعمل‭ ‬جزوي‭ ‬غيبو‭ ‬ذ‭ ‬الذي‭ ‬عُرف‭ ‬أكثر‭ ‬بإصداراته‭ ‬الأدبية‭ - ‬تفكيره‭ ‬فيما‭ ‬أعلنه‭ ‬معتنقو‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬مستقبلية‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬إنسان‭ ‬هجين،‭ ‬نصفه‭ ‬آلة‭ ‬ونصفه‭ ‬الآخر‭ ‬بدن‭ ‬بشري‭. ‬مواضيع‭ ‬وقضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬يعالجها‭ ‬الكاتب‭ ‬لما‭ ‬تشكّله‭ ‬حركة‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬من‭ ‬نقلة‭ ‬فكرية‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإتيقا‭ ‬والميتافيزيقا،‭ ‬بل‭ ‬والمعرفة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭. ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬البشر‭ ‬سيعيشون‭ ‬مستقبلًا‭ ‬مع‭ ‬أناس‭ ‬معزّزين‭ ‬بقدرات‭ ‬إضافية،‭ ‬فإنّهم‭ ‬سيضطرون‭ - ‬لا‭ ‬محالة‭ - ‬إلى‭ ‬مساءلة‭ ‬هوّيتهم‭ ‬وطبيعتهم‭ ‬الإنسانية‭.‬

  ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الفلاسفة،‭ ‬يبدأ‭ ‬غيبو‭ ‬بحثه‭ ‬بطرح‭ ‬إشكاليته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تُسائل‭ ‬الموضوع‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬تأثيرات‭ ‬النظام‭ ‬الطبي‭ ‬الجديد‭ ‬الأنطولوجية‭ ‬والإتيقية‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الفكري‭ ‬الواجب؟‭ ‬أليسَ‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تُعيد‭ ‬تيارات‭ ‬الفكر‭ ‬النقدي‭ ‬تقييم‭ ‬موضوعها‭ ‬ومناهجها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأنطولوجيا‭ ‬والإتيقا‭ ‬والبيداغوجيا؟‭ ‬ألا‭ ‬يُعيد‭ ‬النظام‭ ‬الطبّي‭ ‬الجديد‭ ‬تركيب‭ ‬مشهد‭ ‬الواقع‭ ‬بكيفية‭ ‬جَذرية؟‭ ‬ما‭ ‬السُّبل‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬نحوها‭ ‬تدريس‭ ‬الفلسفة‭ ‬بشكل‭ ‬مغاير،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬التحولات‭ ‬العلمية‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البيولوجيا؟‭ ‬هل‭ ‬الإنسان‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬طبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬وفيًا‭ ‬لكينونته‭ ‬الأصلية؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬إخضاعه‭ ‬لحقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسها‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يُحول‭ ‬تكنولوجيًا؟‭ ‬وألا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُلحق‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاد‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬عملية‭ ‬تجميده؟‭ ‬

  ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬هناك‭ ‬أسئلة‭ ‬تخصّ‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المأزوم‭ ‬لبلدان‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬التي‭ ‬فرض‭ ‬عليها‭ ‬التقويم‭ ‬الهيكلي‭ ‬المتمثل‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬تدخلات‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬تقنية،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يحتّم‭ - ‬تبعًا‭ ‬لِغيبو‭ - ‬اعتماد‭ ‬خطط‭ ‬تقويم‭ ‬أكسيولوجي‭. ‬كما‭ ‬خص‭ ‬المؤلِّف‭ ‬صفحات‭ ‬عدة‭ ‬للمسألة‭ ‬البيئية،‭ ‬مسترشدًا‭ ‬بهانز‭ ‬جوناس‭ ‬وبالفيلسوف‭ ‬جلبير‭ ‬هوتوا‭.‬

  ‬يتكون‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام،‭ ‬وقد‭ ‬درس‭ ‬غيبو‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬جزّأه‭ ‬إلى‭ ‬بابين‭ ‬وثمانية‭ ‬فصول‭. ‬يحمل‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬عنوان‭ ‬اوفيات‭ ‬تخطي‭ ‬الإنسية‭ ‬وإصلاح‭ ‬الفلسفةب،‭ ‬وفيه‭ ‬نجد‭ ‬الفصول‭ ‬التالية‭: ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الطبي‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬تمثّل‭ ‬جديد‭ ‬للموت؛‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬المزيد‭ ‬إلى‭ ‬أنطولوجيا‭ ‬وإتيقا‭ ‬أعيد‭ ‬تقييمهما؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فلسفة‭ ‬للعجلة‭ ‬الإبستمولوجية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بيداغوجيا‭ ‬بمنهج‭ ‬تخميني‭.‬

وعالج‭ ‬الباب‭ ‬الثاني‭ ‬تجميد‭ ‬الجثث‭ ‬وعوائق‭ ‬المَثَل‭ ‬الأعلى‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬البائد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أربعة‭ ‬فصول‭ ‬انصبّت‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬التجميد‭ ‬ومناهجه،‭ ‬والافتراض‭ ‬الاختزالي‭ ‬للتجميد،‭ ‬ثم‭ ‬فيزياء‭ ‬الحرارة‭ ‬المنخفضة‭ ‬والاستلزام‭ ‬الاختزالي‭ ‬المضاد،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬الاعتراضات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الاختزال‭ ‬التجميدي‭. ‬

  ‬ويتحدد‭ ‬موضوع‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬التذاوت،‭ ‬وتناولت‭ ‬أبوابه‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتضمنة‭ ‬10‭ ‬فصول‭ ‬التيمات‭ ‬الآتية‭: ‬كسوف‭ ‬الذات‭ ‬الفردية‭ ‬والتهدئة‭ ‬الموضوعية؛‭ ‬معالجة‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالتقابلية‭ ‬المعكوسة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتيقا‭ ‬امتمدرِسةب‭ ‬للتدبير‭ ‬العمومي‭. ‬

ونطالع‭ ‬الحكمة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بابين؛‭ ‬عالج‭ ‬الأول‭ ‬موضوع‭ ‬االمبدأ‭ ‬العاطفي‭... ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حكمة‭ ‬بيئية‭ ‬للتناظرب،‭ ‬وبحثت‭ ‬فصوله‭ ‬في‭ ‬االوضع‭ ‬الحالي‭... ‬تدهور‭ ‬الإفراطب؛‭ ‬يليه‭ ‬افي‭ ‬ضرورة‭ ‬حكمة‭ ‬بيئية‭ ‬للتماثلب؛‭ ‬ثم‭ ‬افي‭ ‬القيمة‭ ‬الإنزيمية‭ ‬للانفعالب؛‭ ‬وختم‭ ‬بـ‭ ‬االمبدأ‭ ‬العاطفي‭... ‬انفعالية‭ ‬مستنيرةب‭. ‬

وخُصص‭ ‬الباب‭ ‬الثاني‭ ‬للفيلسوف‭ ‬البلجيكي‭ ‬الراحل‭ ‬جلبير‭ ‬هوتوا‭ ‬ولزوم‭ ‬عقلانية‭ ‬بديلة؛‭ ‬وقد‭ ‬تدارس‭ ‬غيبو‭ ‬فيه‭ ‬المواضيع‭ ‬التالية‭: ‬فلسفة‭ ‬العلوم‭ ‬التكنولوجية‭ ‬عند‭ ‬جلبير‭ ‬هوتوا؛‭ ‬ثم‭ ‬مناطق‭ ‬الظل‭ ‬لدى‭ ‬جلبير‭ ‬هوتوا‭ ‬والمناصرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عقلانية‭ ‬بديلة‭. ‬وفي‭ ‬الصفحات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أشار‭ ‬الكاتب‭ ‬إلى‭ ‬مجموع‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬اعتمدها‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬عميقة‭ ‬ومستوفية‭ ‬لشروط‭ ‬تحرير‭ ‬المقالة‭ ‬البحثية‭.‬

 

‮«‬من‭ ‬الإنسي‭ ‬إلى‭ ‬متخطي‭ ‬الإنسية‮»‬

  ‬يفحص‭ ‬هذا‭ ‬المؤلف‭ ‬قضية‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬منطلقاتها‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيقية‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬البشري‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬المعاصرة،‭ ‬منطلقًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬حركة‭ ‬علمية‭ ‬فلسفية‭ ‬تستمد‭ ‬أصولها‭ ‬من‭ ‬التخييل‭ ‬العلمي‭ ‬وترتبط‭ ‬به،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مشاريع‭ ‬ومخططات‭ ‬تستهدف‭ ‬إدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬الكائن‭ ‬البشري‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬سايبورغ‭ ‬خارق‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأسئلة‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬ويعالجها‭ ‬مؤلّفو‭ ‬الكتاب‭ ‬سؤال‭ ‬معنى‭ ‬الحياة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تحرّر‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬إكراهات‭ ‬وضرورات‭ ‬الوضع‭ ‬البشري‭ ‬كالقلق‭ ‬والألم‭ ‬والشيخوخة‭ ‬والموت‭.‬

    ‬دراسات‭ ‬عدة‭ ‬تُكوِّن‭ ‬هذا‭ ‬المؤلف‭ ‬الغني‭ ‬بالمعطيات‭ ‬والتأملات‭ ‬المنصبة‭ ‬جميعها‭ ‬حول‭ ‬الترانسهومانسم‭. ‬الدراسة‭ ‬الأولى‭ ‬بعنوان‭ ‬اأي‭ ‬مستقبل‭ ‬للبشرية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ثورة‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية؟ب‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬وليامس‭ ‬تابيكو‭ ‬الذي‭ ‬فحص‭ ‬فيها‭ ‬العبور‭ ‬من‭ ‬إنسانية‭ ‬الأنوار‭ ‬إلى‭ ‬تخطي‭ ‬الإنسية،‭ ‬ثم‭ ‬مجتمع‭ ‬التجويد‭ ‬ويوتوبياته‭ ‬العديدة،‭ ‬لينهيها‭ ‬بفصل‭ ‬امن‭ ‬متخطي‭ ‬الإنسية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الإنسيب،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬متسائلًا‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق‭. ‬وحرر‭ ‬دوني‭ ‬مْبيسا‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬عالجت‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والحياة‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬وانقسمت‭ ‬إلى‭ ‬المحاور‭ ‬التالية‭: ‬هل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬علامة‭ ‬تقدُّم‭ ‬أم‭ ‬علامة‭ ‬نمو؟؛‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ومكننة‭ ‬الطبيعة‭ ‬اللإنسانية؛‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والإتيقا‭. ‬وتناولت‭ ‬الدراسة‭ ‬الثالثة،‭ ‬التي‭ ‬وقّعها‭ ‬ألكسندر‭ ‬كاربونو،‭ ‬الخلود‭ ‬كأفق،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬أساطير‭ ‬الخلود‭ ‬إلى‭ ‬عبادة‭ ‬الخلود‭ ‬الجسماني،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الموت‭ ‬وتعويضه‭ ‬بالكلام‭ ‬عن‭ ‬الحياة،‭ ‬لتختتم‭ ‬بموت‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬إماتة‭ ‬جسد‭ ‬الكائن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الغير‭. ‬وانصبّ‭ ‬اهتمام‭ ‬لامودي‭ ‬تنكوانو‭ ‬عمرو‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬الخامسة‭ ‬على‭ ‬دوار‭ ‬الخلود‭ ‬الرقمي؛‭ ‬ونطّلع‭ ‬فيها‭ ‬على‭: ‬النظرية‭ ‬السبرانية‭ ‬ومنطق‭ ‬تخطي‭ ‬الإنسية،‭ ‬ثم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬كإكسير‭ ‬للشباب،‭ ‬وفي‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قراءة‭ ‬إتيقية‭ ‬للرغبة‭ ‬في‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭. ‬وجاءت‭ ‬الدراسة‭ ‬الخامسة‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬أولريش‭ ‬أوريليان‭ ‬مِتيندي‭ ‬متناولة‭ ‬إمكانية‭ ‬مجيء‭ ‬مجتمع‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الطبية‭. ‬وفيها‭ ‬فحصٌ‭ ‬لتفكّك‭ ‬العقائد‭ ‬الأخروية‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الكائن‭ ‬الحي،‭ ‬وأيّ‭ ‬مستقبل‭ ‬للإنساني‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الموت،‭ ‬ومساءلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬المائت‭. ‬واشتغل‭ ‬كونتان‭ ‬لوبليار‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬السادسة‭ ‬على‭ ‬المظاهر‭ ‬القانونية‭ ‬لاستزادة‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬قسمها‭ ‬إلى‭ ‬العناصر‭ ‬التالية‭: ‬التقدّم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المُكون‭ ‬لاضطراب‭ ‬قانوني،‭ ‬ثم‭ ‬القانون‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬الاضطراب،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬القانون‭ ‬كَحَلّ‭. ‬امن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬إتيقا‭ ‬الإنسان‭ ‬المتعددب‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬الدراسة‭ ‬السابعة‭ ‬والتي‭ ‬حررها‭ ‬جزوي‭ ‬يوروبا‭ ‬غيبو‭. ‬ونطالع‭ ‬فيها‭: ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬للإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الشرعية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتيقا‭ ‬لتخطي‭ ‬الإنسية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إتيقا‭ ‬للإنسان‭ ‬المتعدد‭. ‬الدراسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬حررها‭ ‬مويز‭ ‬فاندي،‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬منظور‭ ‬المفكر‭ ‬الكاميروني‭ ‬أبينيزير‭ ‬نجوه‭ ‬مويل‭ ‬للضبط‭ ‬في‭ ‬أبعاده‭ ‬كافة‭. 

  ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المؤلفون‭ ‬مجمعين‭ ‬على‭ ‬إيجابية‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والتقني‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬الإنسان‭ ‬ويطيل‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الشيخوخة‭ ‬كالزهايمر‭ ‬وباركنسون،‭ ‬إلّا‭ ‬أنهم‭ ‬يعبّرون‭ ‬عن‭ ‬تخوّفاتهم‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬أفكار‭ ‬تخطي‭ ‬الإنسية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس؛‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬راي‭ ‬كريزويل‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬ظهور‭ ‬كائنات‭ ‬جديدة‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬القادمة،‭ ‬ستمهد‭ ‬لإنسان‭ ‬المستقبل‭ ‬الموعود‭ ‬بالخلود،‭ ‬عن‭ ‬سبق‭ ‬تخطيط‭ ‬وإصرار،‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬مصادفة‭  ‬وملايين‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬مسّت‭ ‬خصائص‭ ‬الفرد‭ ‬البشري‭ ‬وقدراته،‭ ‬كما‭ ‬بينت‭ ‬أبحاث‭ ‬نظرية‭ ‬التطور‭. ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سيتحكم‭ ‬في‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬للكائن‭ ‬الجديد،‭ ‬وسيزوده‭ ‬بعكاكيز‭ ‬إلكترونية‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬أعضائه‭ ‬الهشّة‭. ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬فإنّ‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬وفي‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعديلات‭ ‬الوراثية‭ ‬يطرح‭ ‬ضرورة‭ ‬الضبط‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والقانوني‭.‬

 

‮«‬في‭ ‬جذور‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‮»‬

  ‬يأتي‭ ‬كتاب‭ ‬ألكسندر‭ ‬مواتي‭ (‬مهندس‭ ‬فرنسي‭ ‬خريج‭ ‬مدرسة‭ ‬المناجم‭ ‬وباحث‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العلوم‭)  ‬لإغــــــنــــــــاء‭ ‬الـــــدراسات‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬انصبّت‭ ‬على‭ ‬تخـــطّي‭ ‬الإنسية،‭ ‬بحفر‭ ‬تاريخي‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬الفترة‭ ‬الواقعة‭ ‬بين‭ ‬1930‭ ‬و1980‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مهّدت‭ ‬لهذه‭ ‬الحركة‭. ‬ومن‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬حاول‭ ‬مواتي‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬دلالة‭ ‬اتخطّي‭ ‬الإنسيةب‭ ‬ومتى‭ ‬بدأ‭ ‬استعمال‭ ‬الاسم‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬جذوره‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬الفرنسية؟؛‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬ينسب‭ ‬إلى‭ ‬جوليان‭ ‬هكسلي‭ ‬الذي‭ ‬استعمله‭ ‬سنة‭ ‬1957‭. ‬يرى‭ ‬مواتي‭ ‬أن‭ ‬معتنقي‭ ‬هذا‭ ‬المذهب‭ ‬سعوا‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬سردية‭ ‬أنثروبولوجية‭ ‬جديدة‭ ‬يجعلها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الديانة‭ ‬الجديدة‭ ‬للـ‭ ‬انيوليبراليةب‭ ‬ولما‭ ‬بعد‭ ‬الإنسيّة‭. ‬ويسجل‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬قامت‭ ‬بتحليل‭ ‬آمال‭ ‬ومخاطر‭ ‬تخطّي‭ ‬الإنسية‭ ‬التي‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬النيوليبرالية،‭ ‬وعن‭ ‬الخطاب‭ ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬كفاءات‭ ‬الفرد‭ ‬البشري،‭ ‬خدمة‭ ‬لمصالحها‭ ‬الاقتصادية‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬توصل‭ ‬المؤلف،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنقيبه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬1930‭ ‬إلى‭ ‬1980،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬السابقين،‭ ‬استخدمت‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬فكرة‭ ‬اتخطّي‭ ‬الإنسيةب‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهندس‭ ‬جان‭ ‬كوترو،‭ ‬الذي‭ ‬كوّن‭ ‬مجموعات‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬ثالث‭ ‬بين‭ ‬الشيوعية‭ ‬والرأسمالية،‭ ‬وكان‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬تجاوز‭ ‬البشرية،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬تأسيس‭ ‬علم‭ ‬جديد‭ ‬للإنسان‭. ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬اجتهاداته‭ ‬استطاع‭ ‬بلورة‭ ‬اتخطّي‭ ‬الإنسيةب‭ ‬سنة‭  ‬1937،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينقله‭ ‬هكسلي‭ ‬إلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الأطلسي‭. ‬ويسجل‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬كوترو‭ ‬وهكسلي،‭ ‬بتخيّلهما‭ ‬لإنسان‭ ‬جديد‭ ‬أعلى،‭ ‬يكونان‭ ‬قد‭ ‬أخرجا‭ ‬الداروينية‭ ‬من‭ ‬الميدان‭ ‬البيولوجي،‭ ‬وأدخلاها‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬اليوتوبيا‭. ‬المفكر‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬اليسوعي‭ ‬تيلار‭ ‬دو‭ ‬شاردان،‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والدين‭ ‬في‭ ‬إيمانه،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬طوّر‭ ‬مفهوم‭ ‬االإنسان‭ ‬الفائقب‭. ‬أما‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬جان‭ ‬روستان‭ ‬الذي‭ ‬وظّف‭ ‬لفظ‭ ‬سوبرمان،‭ ‬وكان‭ ‬يقول‭ ‬بزيادة‭ ‬إمكانات‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬الجنس‭ ‬البشري،‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الانتقاء‭ ‬الجيني‭. ‬وهناك‭ ‬مفكر‭ ‬رابع‭ ‬هو‭ ‬الطبيب‭ ‬الجراح‭ ‬ألكسي‭ ‬كاريل‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬االإنسان‭... ‬ذلك‭ ‬المجهولب،‭ ‬الذي‭ ‬أخضع‭ ‬علم‭ ‬الأحياء‭ ‬لأيديولوجيته‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وفكّر‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬أرستقراطية‭ ‬بيولوجية‭ ‬متفوقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬النسل‭.  ‬كما‭ ‬خصص‭ ‬مواتي‭ ‬بعض‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالصحفي‭ ‬لويس‭ ‬باولز‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يصدر‭ ‬مجلة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي‭ ‬هي‭ ‬ابلانيتب‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬لاحظه‭ ‬مواتي‭ ‬خلال‭ ‬تتبُّعه‭ ‬لنشأة‭ ‬المفهوم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬هو‭ ‬تركيز‭ ‬المفكرين‭ ‬المذكورين‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬الناقص‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تركيزهم‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬المزيَّد‭. ‬

  ‬ويستشف‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬بحث‭ ‬مواتي‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬ترانسهومانسم‭ ‬الذي‭ ‬تنعت‭ ‬به‭ ‬الحركة‭ ‬الأمريكية‭ ‬اتخطّي‭ ‬الإنسيةب،‭ ‬فرنسي‭ ‬الأصل؛‭ ‬وأن‭ ‬أبحاث‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الشروط‭ ‬والمواصفات‭ ‬العلمية،‭ ‬رغم‭ ‬استنادها‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬علوم‭ ‬كثيرة‭. ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬مجرد‭ ‬حركة‭ ‬ثقافية‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها،‭ ‬تجاوزًا،‭ ‬حركة‭ ‬فلسفية‭. ‬وقد‭ ‬سجل‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬على‭ ‬المؤلَّف‭ ‬خلوّه‭ ‬من‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬المعطيات‭ ‬المتوصل‭ ‬إليها‭ ‬وبين‭ ‬السجالات‭ ‬الفلسفية‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬بين‭ ‬الوجوديين‭ ‬وبين‭ ‬معارضيهم،‭ ‬وبالأخص‭ ‬حول‭ ‬الماهية‭ ‬والوجود‭ ■‬