لوحات أمين محفوظ الفنيّة تصيبك بالدهشة ابن «غوطة دمشق» يحمل ذاكرة تعود إلى الحرب العالمية الثانية

لوحات أمين محفوظ الفنيّة تصيبك بالدهشة  ابن «غوطة دمشق» يحمل ذاكرة تعود  إلى الحرب العالمية الثانية

تجاوز الثامنة والثمانين عامًا ولا يزال يرسم، يصحو مع الفجر، ويجلس في مرسمه محاطًا بلوحاته ومكتبته، ليضع اللمسات الأخيرة على لوحاته التي يستعد بها لإقامة معرضه الخاص قريبًا. 
دخل أمين محفوظ موسوعة الموهوبين بالرسم، دون أن يعلن هويته أو يقدِّم نفسه في استعراضات هوائية فارغة.
ابن غوطة دمشق، عاشق للفنون الأربعة، الرسم والموسيقى والأدب والمسرح، تراه مستغرقًا بسماع مقطوعة أوبرالية لعظماء الموسيقيين العالميين، يأخذك إلى فضاءات أعمالهم، منسجمًا مع مقطوعاتهم بكل ما فيها من ألحان وأداء، تعلو وتنخفض، كأنها أصوات حيّة تتعايش معها، وإلى عالم آخر في هذا الزمن الرديء... على حد قوله.

 

هذه‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الرسام‭ ‬التشكيلي‭ ‬أمين‭ ‬محفوظ،‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬فقد‭ ‬أبصر‭ ‬النور‭ ‬وكان‭ ‬عمره‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬وراح‭ ‬يرسم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬خياله‭.‬

كانت‭ ‬سورية‭ ‬تعيش‭ ‬تحت‭ ‬الانتداب‭ ‬الفرنسي‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الفتى‭ ‬أمين‭ ‬يذهب‭ ‬مع‭ ‬رفاقه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مدرسة‭ ‬الغوطة‮»‬،‭ ‬هناك‭ ‬رأت‭ ‬عيناه‭ ‬صورًا‭ ‬لعساكر‭ ‬ذوي‭ ‬ملامح‭ ‬أجنبية‭ ‬مدجّجين‭ ‬بالسلاح،‭ ‬يتقاطرون‭ ‬حول‭ ‬ثكنات‭ ‬عسكرية‭ ‬امتلأت‭ ‬بهم‭ ‬وبمدرعاتهم‭.‬

انطبعت‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬ذهنه،‭ ‬وأمسك‭ ‬القلم‭ ‬الرصاص،‭ ‬وصار‭ ‬يرسم‭ ‬تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬للعسكر‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬الذين‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬‮«‬le‭ ‬gens‭ ‬etranger‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬الناس‭ ‬الغرباء‭ ‬الذين‭ ‬خدموا‭ ‬تحت‭ ‬قيادتهم‭. ‬أخذته‭ ‬الريشة‭ ‬إلى‭ ‬عوالمها‭ ‬وأدواتها‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬تلازمه‭ ‬أينما‭ ‬حلّ‭ ‬أو‭ ‬رحل،‭ ‬وكان‭ ‬يثبّت‭ ‬رسوماته‭ ‬على‭ ‬شباك‭ ‬بيته‭ ‬المتواضع‭ ‬والمفتوح‭ ‬على‭ ‬الفناء‭ ‬الخارجي،‭ ‬المطلّ‭ ‬على‭ ‬الجنود‭ ‬والأسلحة‭ ‬والدبابات‭ ‬القادمة‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬الأمويين،‭ ‬وجلس‭ ‬متأملًا‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يدرس‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.‬

خرج‭ ‬محفوظ‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬فقيرة،‭ ‬سكنت‭ ‬بضواحي‭ ‬العاصمة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬يقطن‭ ‬تلك‭ ‬الواحة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬ولما‭ ‬كبر‭ ‬الفتى‭ ‬وبلغ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬بدأ‭ ‬برسم‭ ‬آباء‭ ‬وأجداد‭ ‬الموسرين‭ ‬ونسخ‭ ‬صورهم‭ ‬بقلم‭ ‬الفحم‭ ‬الأسود‭ ‬أو‭ ‬البنّي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صورة‭ ‬الهوية‭ ‬الرديئة‭!‬

بدأ‭ ‬يكسب‭ ‬عيشه‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬وجو‭ ‬‮«‬Portrait‮»‬ أهل‭ ‬قريته‭ ‬الموسرين،‭ ‬لتغطية‭ ‬نفقات‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬معيشية‭ ‬قاسية‭ ‬والغلاء‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬بلاد‭ ‬الشام‭. ‬

اقترب‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الشباب،‭ ‬وبلغت‭ ‬شهرته‭ ‬حدودًا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يحسبها‭ ‬جيدًا،‭ ‬فقد‭ ‬تنامى‭ ‬إلى‭ ‬مسامعه‭ ‬أن‭ ‬اسمه‭ ‬يجري‭ ‬تداوله‭ ‬في‭ ‬مقاهي‭ ‬دمشق‭.‬

 

بين‭ ‬الدراسة‭ ‬والتدريس

كان‭ ‬على‭ ‬محفوظ‭ ‬أن‭ ‬يفتّش‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬جديد‭ ‬يكمل‭ ‬فيه‭ ‬تعليمه،‭ ‬فانتسب‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬المعلمين‭ ‬بالعاصمة‭ ‬السورية‭ ‬دمشق،‭ ‬وبعد‭ ‬تخرّجه‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التدريس،‭ ‬وتم‭ ‬تعيينه‭ ‬مدرّس‭ ‬رسم،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬ليلًا‭ ‬في‭ ‬مرسم‭ ‬توفيق‭ ‬طارق،‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬افتتاح‭ ‬كلية‭ ‬الفنون،‭ ‬وكان‭ ‬روّادها‭ ‬كبار‭ ‬الرسامين‭ ‬السوريين،‭ ‬وتقام‭ ‬فيها‭ ‬المعارض‭.‬

 

عاشق‭ ‬الربيع‭ ‬والطبيعة

أحب‭ ‬غوطة‭ ‬دمشق‭ ‬ورسم‭ ‬بساتينها‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬فيها،‭ ‬وعُرضت‭ ‬لوحاته‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الربيع‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬دمشق‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬الفنانين‭ ‬السوريين،‭ ‬أمثال‭ ‬الأساتذة‭ ‬محمود‭ ‬جلال،‭ ‬ونصير‭ ‬شوري،‭ ‬وناظم‭ ‬الجعفري،‭ ‬وفاتح‭ ‬المدرس،‭ ‬وكانت‭ ‬الشروط‭ ‬قاسية‭ ‬للاشتراك‭ ‬بهذا‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وقد‭ ‬بيعت‭ ‬كل‭ ‬لوحاته‭ ‬التي‭ ‬عرضها‭ ‬آنذاك‭.‬

عشقه‭ ‬للطبيعة‭ ‬أخذه،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أوجد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬بحيرة‭ ‬طبريا،‭ ‬فقد‭ ‬رسم‭ ‬البحيرة‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يخدم‭ ‬في‭ ‬العسكرية‭ ‬الإلزامية‭ ‬قبل‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للجولان‭.‬

عمل‭ ‬لسنتين‭ ‬رسّامًا‭ ‬في‭ ‬تلفزيون‭ ‬دمشق‭ ‬أثناء‭ ‬الوحدة‭ (‬1958‭)‬،‭ ‬وانتقل‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬تلفزيون‭ ‬الكويت‭ ‬عند‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1961،‭ ‬واستمر‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬مهنة‭ ‬الرسم‭ ‬لعشرين‭ ‬عامًا،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬خالد‭ ‬المسعود‭ ‬يتبوأ‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭.‬

منحه‭ ‬اشتراكه‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الربيع‭ ‬بدمشق‭ ‬زخمًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انخراطه‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الرسم،‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬يجني‭ ‬ثمار‭ ‬تعبه،‭ ‬حيث‭ ‬حظيت‭ ‬لوحاته‭ ‬بالرواج‭ ‬والطّلب‭ ‬عليها،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬سعى‭ ‬كثيرون‭ ‬لشرائها،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬عاملًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬شجّعه‭ ‬على‭ ‬المضيّ‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭.‬

ذهب‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬سنوية‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬وغاب‭ ‬سنة‭ ‬ونيفًا‭ ‬في‭ ‬أوربا،‭ ‬بدأها‭ ‬بميونخ‭ ‬دارسًا‭ ‬وعارضًا،‭ ‬ثم‭ ‬رحل‭ ‬إلى‭ ‬باريس،‭ ‬حيث‭ ‬مركز‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬ومتحف‭ ‬اللوفر‭ ‬والغاليريات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحي‭ ‬المشهور‭ ‬والمعروف‭ ‬باسم‭ ‬quartier‭ ‬latin‭.   

كان‭ ‬الحظ‭ ‬حليف‭ ‬محفوظ‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬فقد‭ ‬أتيح‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬لوحاته‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬Rue‭ ‬de‭ ‬seine  ‬المزدحم‭ ‬بروّاد‭ ‬الفن‭ ‬والشعر‭.‬

 

رحلة‭ ‬أمريكا

أخذته‭ ‬الظروف‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬أبعد‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬باريس،‭ ‬فقد‭ ‬ساءت‭ ‬أحواله‭ ‬الصحية،‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬مايو‭ ‬كلينيك‮»‬‭ ‬للعلاج‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬المتقدّم،‭ ‬انتهت‭ ‬به‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التغذية‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬‮«‬مايكروباتيك‮»‬‭ ‬وممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬وهي‭ ‬عادة‭ ‬لم‭ ‬ينقطع‭ ‬عنها‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة،‭ ‬خاصة‭ ‬السباحة‭ ‬الشتوية‭ ‬مع‭ ‬الصديقين‭ ‬الدائمين‭ ‬جورج‭ ‬مجاعص‭ ‬وكاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭.‬

كانت‭ ‬إقامته‭ ‬للعلاج‭ ‬في‭ ‬‮«‬مايو‭ ‬كلينيك‮»‬‭ ‬بمدينة‭ ‬روتشستير،‭ ‬واحتكاكه‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬طوال‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬ينتج‭ ‬لوحات‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬البيئة‭ ‬والطبيعة‭ ‬الأمريكتين،‭ ‬فقد‭ ‬لاقت‭ ‬لوحاته‭ ‬استحسانًا‭ ‬وقبولًا‭ ‬عند‭ ‬عرضها‭ ‬للجمهور،‭ ‬وتلك‭ ‬الرحلة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬والعطاء‭ ‬الفني‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬وأثناء‭ ‬علاجه‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬المتقدم‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬مايو‭ ‬كلينيك،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يئس‭ ‬الأطباء‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬شفائه،‭ ‬كان‭ ‬يركض‭ ‬يوميًا‭ ‬مدة‭ ‬ساعة،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يردد‭ ‬أمام‭ ‬أصدقائه‭ ‬‮«‬أدعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬وأنا‭ ‬راكض‭ ‬فوق‭ ‬العُشب‭ ‬الأخضر‭ ‬وفي‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬المستشفى‮»‬‭.‬

آنذاك‭ ‬رسم‭ ‬‮«‬بورتريهًا‮»‬‭ ‬لحاكم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬ويقول‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬عولجت‭ ‬على‭ ‬نفقته،‭ ‬وأهديته‭ ‬اللوحة‭ ‬عرفانًا‭ ‬بالجميل‮»‬‭.‬

 

معارض‭ ‬الكويت

أقام‭ ‬محفوظ‭ ‬معرضًا‭ ‬له‭ ‬بالمتحف‭ ‬الوطني‭ ‬الكويتي‭ (‬قرب‭ ‬قصر‭ ‬دسمان‭) ‬في‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وكان‭ ‬برعاية‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬سعدون‭ ‬الجاسم،‭ ‬وحضره‭ ‬مدير‭ ‬التلفزيون‭ ‬محمد‭ ‬السنعوسي‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬الأجانب،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الملحق‭ ‬الثقافي‭ ‬الفرنسي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن،‭ ‬وقد‭ ‬اشترى‭ ‬لوحة،‭ ‬وكتب‭ ‬كلمة‭ ‬عن‭ ‬اللوحات‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تتميز‭ ‬بالشفافية‭ ‬وروح‭ ‬الشرق‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬بيعت‭ ‬أكثر‭ ‬اللوحات‭.‬

اشترك‭ ‬بمهرجانات‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬قاطرات‭ ‬وتماثيل‭ ‬Stand‭ ‬لشركة‭ ‬البترول‭ ‬الوطنية‭ ‬وبنك‭ ‬الكويت‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ثمّ‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬معرض‭ ‬آخر،‭ ‬حيث‭ ‬اشترك‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬أقامته‭ ‬جمعية‭ ‬الفنانين‭ ‬التشكيليين‭ ‬الكويتيين،‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬التحرير،‭ ‬افتتحه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬المحمد‭ ‬الأحمد‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬وكيلًا‭ ‬للديوان‭ ‬الأميري،‭ ‬وبحضور‭ ‬الفنان‭ ‬محمود‭ ‬الرضوان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭.‬

دخلت‭ ‬أعمال‭ ‬محفوظ‭ ‬الفنية‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬افتح‭ ‬يا‭ ‬سمسم‮»‬‭ ‬للأطفال،‭ ‬الذي‭ ‬عُرض‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬واكتسب‭ ‬البرنامج‭ ‬شهرة‭ ‬طالت‭ ‬أرجاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭.‬

حصد‭ ‬3‭ ‬جوائز‭ ‬عن‭ ‬شعارات‭ (‬logo‭) ‬برع‭ ‬فيها‭ ‬وأبدعها،‭ ‬واشترك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬عامة،‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬التوالي‭: ‬شعار‭ ‬لمؤسسة‭ ‬‮«‬أوابك‮»‬،‭ ‬و»بنك‭ ‬الخليج‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬و«المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر‮»‬‭.‬

 

الهوية‭ ‬الفنية

أمين‭ ‬محفوظ‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الرعيل‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬الانطباعية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فاتحة‭ ‬الفن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬باريس‭. ‬هويته‭ ‬الفنية‭ ‬مطبوعة‭ ‬بلوحاته‭ ‬الإبداعية،‭ ‬فالرسم‭ ‬عنده‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬لإبراز‭ ‬جمال‭ ‬الطبيعة‮»‬،‭ ‬وعندما‭ ‬سألناه‭ ‬عن‭ ‬معالم‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة،‭ ‬أجاب‭ ‬‮«‬أرسم‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬وصفاء‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬الذي‭ ‬دمّره‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يدمره‭ ‬بالحروب‭ ‬وبالتلوث‮»‬‭.‬

نقل‭ ‬محفوظ‭ ‬المدرسة‭ ‬الانطباعية‭ ‬بالرسم‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وهي‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬يدMonet‭ ‬&‭ ‬manet  ‬واتّبعها‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الرسامين‭ ‬المنفتحين‭ ‬ثقافيًا‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

أما‭ ‬اللوحة‭ ‬الناجحة،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬المشاهد‭ ‬بالدهشة،‭ ‬يصنعها‭ ‬بضربة‭ ‬فرشاته‭ ‬العفوية،‭ ‬تمامًا‭ ‬كالقصة‭ ‬الناجحة،‭ ‬عندما‭ ‬يعمد‭ ‬كاتبها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينهيها‭ ‬بصدمة‭ ‬أو‭ ‬بصعقة‭!‬

 

العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الموسيقى‭ ‬والرسم

أحب‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الأوبرا،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أعلى‭ ‬مرتبة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العطاء‭ ‬الفني،‭ ‬لأنها‭ ‬دراما‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الشعر‭ ‬واللحن‭ ‬والديكور‭ ‬والتمثيل،‭ ‬ويرسم‭ ‬في‭ ‬مرسمه‭ ‬المتواضع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬أربعة‭ ‬أمتار‭ ‬على‭ ‬صوتPavarotti‭ ‬‭ ‬يصدح‭ ‬في‭ ‬أوبراTurandot  ‬ليعيش‭ ‬بعالمه‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المرير‭.‬

وبسؤاله‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الرسم‭ ‬لديه‭ ‬أجاب‭: ‬‮«‬أرسم‭ ‬لأعبّر‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬وصفائه‭ ‬عندما‭ ‬يتلألأ‭ ‬بأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المشرقة‭ ‬وضوء‭ ‬القمر‭ ‬المنير‭ ‬الذي‭ ‬دمّره‭ ‬الإنسان‭ ‬ومازال‭ ‬بالحروب‭ ‬والتلوث‮»‬‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬الرسم‭ ‬عند‭ ‬أمين‭ ‬محفوظ‭ ‬بمنزلة‭ ‬هويّة‭ ‬اكتسبها‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬وتعلّمها‭ ‬ودرسها‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬عدة،‭ ‬دمشق‭ ‬وميونخ‭ ‬وباريس،‭ ‬وشارك‭ ‬بلوحاته‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كبار‭ ‬الرسامين‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬‭>‬

الكويت‭ ‬بقيت‭ ‬صامدة‭ ‬رغم‭ ‬العواصف‭... ‬حريق‭ ‬آبار‭ ‬النفط‭ ‬يرمز‭ ‬للكويت‭ ‬بالمركب‭ ‬الشراعي‭ ‬والعلم‭ ‬القديم

مقطورة‭ ‬كرنفال‭ ‬تمثل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أحصنة‭ ‬منحوتة‭ ‬من‭ ‬Stairoborq‭ ‬وشعلة‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬لشركة‭ ‬البترول‭ ‬الوطنية

بحيرة‭ ‬طبريا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬بهضبة‭ ‬الجولان‭ ‬المحتل

أمريكا‭ ‬قبل‭ ‬كولومبوس‭ ‬حيث‭ ‬يسود‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المخلوقات