«الثورة الرقمية... ثورة ثقافية» كيف تغيّر التكنولوجيا نظرتنا للحياة؟
يعمد معظم المؤرخين في المجال الإعلامي، إلى وسم التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في مطلع الألفية الثالثة بأنه بمنزلة ثورة صناعية ثالثة، مرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والتواصل، حيث يعتبرون أن المجتمع الإنساني مرّ بثورة صناعية أولى، ارتكزت على تطوير الآلة البخارية والسكك الحديدية، ثم ثورة ثانية اعتمدت على استغلال الكهرباء والبترول.
أمام هذا التصنيف يمكننا طرح إشكالات عدّة تتعلّق بأثر هذه الثورة على المجتمع، فكما هو معلوم أن الثورة الصناعية كان لها أثر كبير على المجتمع، بل غيّرت ملامحه إلى الأبد، كما أن ذلك أثّر في وعي الناس ونظرهم إلى العالم والكون.
كان لذلك تأثير على جوانب أخرى متعلّقة بالإنسان، سواء الجوانب الإبداعية أو العلمية، فلا شك في أن للثورة الرقمية دورها أيضًا في هذا التغيير، قد نكون نحن المستهلكين لهذه التكنولوجيا، داخل منطقة معتمة، ولذلك يصعب علينا تبيُّن أوجه التغيرات التي أحدثتها هذه التكنولوجيا على مناحي حياتنا، غير أنّ ذلك لا يعني عدم حدوثها.
في هذا السياق، يأتي الكتاب الذي سنحاول تقديم قراءة فيه، والذي أصدرته سلسلة عالم المعرفة تحت عنوان «الثورة الرقمية... ثورة ثقافية»، وهو من تأليف الكاتب وعالم الاجتماع الفرنسي ريمي ريفيل، الذي يدرّس اجتماعيات الإعلام في جامعة باريس الثانية.
يناقش الكتاب تأثير التكنولوجيا على ثقافتنا، منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي إلى عام سنة صدور الكتاب باللغة الفرنسية، والذي نقله إلى «العربية» المترجم المغربي سعيد بلمبخوت، ونشر في طبعته العربية شهر يوليو ضمن سلسلة عالم المعرفة، ورغم أن الكتاب صدر قبل سنوات من صدوره بالعربية، فإن القضايا التي يتناولها لا تفقد راهنتيها، وذلك لأنّ مظاهر التكنولوجيا الحديثة قد تتغير، لكنها تظل تحت الأهداف نفسها التي ظهرت من أجلها.
قبل الحديث عن محاور الكتاب الأساسية، لا بدّ من التعريف بمفهوم الثقافة كما يورده المؤلف، وكذلك أنواع الـ «ويب» التي يقصدها الكاتب بدراسته، يعرف في مقدمة الكتاب الثقافة بأنها «جهاز للقيم والتمثيلات، ومجموعة من الإنتاجات والممارسات الثقافية والفنية، التي تصف مجتمعًا معيّنًا»، فغرض الكاتب هو أن يتناول بالتحليل أثر الثورة التكنولوجية على هذه المنتجات الثقافية، مثل الكتاب، والسينما، والموسيقى... إلخ، وأثر ذلك على جهاز القيم ككل، والتمثّلات التي يؤمن بها مجتمع ما، فهو بذلك يرصد موضوعًا حساسًا جدًا.
أما أنواع الويب التي يقصدها المؤلف فهي ثلاثة أنواع، الويب الاجتماعية أو العلائقية، والوثائقية التي تشمل قواعد المعلومات، والويب الأخير الذي يقصده هو ويب الأخبار، مثل المواقع الإخبارية المستقلة.
ستكون محاور هذه الورقة عبارة عن أسئلة هي مضمون الكتاب، فبداية يطرح الكاتب إشكالية ما هو الرقمي بالنسبة لنا، سواء كأفراد أو كمجتمع؟ ثم يتساءل بعد عمّا يمكن أن يغيّره هذا الرقمي عند دخوله إلى المعرفة والمعلومات، مثلًا هل يشجع شكلًا جديدًا للإبداع؟ وفي الأخير يتساءل عمّا يغيّره الرقمي عند وصوله للخبر، وهل يساهم حقًا في تعزيز الحوار وتوسيع المجال العمومي والديمقراطية التشاركية مثلًا؟
ما هو الرقمي؟
بداية، يجب أن نعرف أن الرقمي يشكّل سياقًا تكنولوجيًا واقتصاديًا جديدًا، سياق يصبح فيه الإبداع والمعالجة وانتقال المعلومة مصدرًا رئيسيًا للسلطة والإنتاجية، وذلك على عكس تاريخ وسائل الإعلام التقليدية، التي عرفت تطورات عبر مُدد زمنية مختلفة.
ويختلف الاصطلاح الفرنسي عن بقية اللغات الأخرى، فجميع اللغات تقريبًا أخذت المفردة من النعت اللاتيني Digitus، التي تعني الأصبع، وذلك لتحديد التكنولوجيا الحديثة Digital technology، وهي بذلك كما يورد صاحب الكتاب تفضل معنى اللمس، أما المصطلح الفرنسي فهو مأخوذ من كلمة Numerus، بمعنى الرقم، وهذه المفردة تحيل إلى معنى الحساب، غير أن الرقمي لا يختزل في تقنية بسيطة، بل هو ينقل التمثيلات الأكثر تعددًا وفقًا للقطاع المعني، ويشكّل رمزًا للآمال أحيانًا، ومصدرًا للقلق والمخاوف أحيانًا أخرى، كما يورد صاحب الكتاب، وبذلك يصبح فهم الخيال الاجتماعي الذي يمرّره الرقمي بمختلف أشكاله، رهانًا كبيرًا لفهم أبعاد الثورة الرقمية.
ولفهم أكثر شمولية لمعنى الرقمي، لا بدّ من تحليل بعض مكوناته، وأهمها الشبكة العنكبوتية، أو الإنترنت، والتي ظهرت في الولايات المتحدة نتيجة التقاء عالمين مختلفين، بل ربما قد يبدو للوهلة الأولى أنهما متضادان، عالم البحث العلمي العسكري، وعالم مكون من باحثين في الإعلاميات، وهذا المجتمع بعد الحرب العالمية الثانية هو الذي ابتكر أول الحواسيب، معتمدين على التنسيق فيما بينهم، وموظفين لمهارتين أساسيتين، الذكاء والابتكار، والرقمي من وجهة نظرة فلسفية، يعكس وجه الشبكة، والتي يقتضي الانخراط فيها الارتكاز على أربعة أشكال من حيث تصور الإنترنت، أولًا فكرة الخدمة، التي تتوقف على المزايا، ثانيًا فكرة الاحتجاب، حيث يصبح الرقمي بيئة معيشية، أما الفكرة الثالثة فهي متعلّقة بمفهوم اختلال الإنترنت، الذي تصبح فيه سهولة تداول المعلومة، وكذلك مصادرتها أمرًا سريعًا، وأما الفكرة الرابعة فهي تتعلّق بتجربة المعرفة التي تعتبر أصيلة وغير مسبوقة.
علاقة الرقمي بالمجتمع
بعد تحديد معنى الرقمي، يشير الكاتب إلى علاقة الرقمي بالمجتمع، ويؤكد أنهما يتداخلان بشكل وثيق في العالم الرقمي، وبذلك يصبح للتقني دور في ثقافتنا، ويصبح للرقمي دور في تغيير عميق لمعارفنا ومدركاتنا، ويصبح للتكنولوجيا طابع على ذواتنا، وهذا ربما أصبح الآن أكثر اتضاحًا من ذي قبل، حيث أصبح الإنسان يعتمد على التكنولوجيا في المرتبة الأولى، وخاصة في زمن الحجْر الصحي.
والتكنولوجيا والمجتمع، كما يؤكد الكاتب، هما في حالة تفاعل مستمر ودائم، كما أن التكنولوجيا ساهمت في ظهور ما يُطلق عليه بالفردانية المرتبطة، وذلك بفضل التحولات التي تطرأ على المجتمع، غير أنها أعطت للفرد الفاعل حريّة إثبات ذاته والتعبير عنها، من خلال تصفّح المدونات والمواقع والحصول على المعلومة التي يريد.
أما علاقة التكنولوجيا الجديدة بالاقتصاد، فيرى الكاتب أنها ساهمت في ظهور أشكال جديدة للتسويق، وهي ما أصبح يطلق عليه السوق الرقمية، حيث أصبحت لهذه السوق مميزاتها الخاصة، أهمّها وفرة العرض، وذلك أنها تضع أمام المستهلك مجموعة من المنتجات الثقافية الأكثر انتشارًا، وذلك بتوظيف جاذبية المواقع، مثل أمازون ويوتيوب، كما أن هذه السوق تعتمد على استراتيجية معيّنة في التسويق، أهمها الاعتماد على تقييم التسجيلات، حيث يتم تقديم العرض وفق منطق الخدمة، كما أنه سيظهر ما يطلق عليه اقتصاد الاهتمام، الذي يركز على المستهلك الذي أصبح في أعين المنتجين مساهمًا حقيقيًا ومروّجًا للمعلومة.
كما أن هذه السوق تعتمد بالأساس على الرؤية، حيث يصبح شعار «ليس المهم أن يكون إبداعيًا أو أصيلًا، بل الأهم أن يكون مرئيًا» له أهميته، غير أن هذه السوق تخلق - بلا شك - فارقًا كبيرًا بين الأفراد من حيث الدخول، وبذلك فليس الجميع يملك الأهلية للاستفادة من تلك المنتجات الرقمية المتوافرة.
قطيعة غير مسبوقة
يرصد الكاتب، في هذا الجانب، ظهور مجموعة من الشبكات التي بدأ ظهورها مع نهاية التسعينيات، والتي يطلق عليها الشبكات الـ «سيسيو ثقافية»، التي تُعرف على أنها مواقع للتواصل، حيث تشجع المستخدمين على وضع بياناتهم الشخصية المرتبطة بتعريف فريد، حتى يستطيع الآخرون الاطلاع عليها، كما أنه في بعض الأحيان يمكنهم بدورهم إضافة بعض المضامين.
ويورد الكاتب أن هناك مجموعة من الملاحظين يرون أن هذه الشبكات الـ «سيسيو ثقافية» تخلق قطيعة غير مسبوقة مع الطرق العلائقية السابقة، حيث بدأت تظهر أنواع جديدة من العلائق بين الأفراد كالمؤانسة، والتي ساهمت فيها أدوات جديدة كأدوات اتصال المجموعات.
أهم هذه المواقع التي بدأت تظهر منذ التسعينيات، هي المدونات، التي لفتت الانتباه إليها بشكل كبير، وكذلك النمو المذهل لوسائط التواصل الاجتماعي، التي أعطيت إمكانية للمستعملين أن يمتلكوا أصدقاء افتراضيين يشاركونهم اهتماماتهم، وبذلك فإن هذه المواقع أعطت فرصة جديدة للأشخاص للتعريف بذواتهم والحديث عنها، فأصبح الشخص، إضافة إلى هويته الحقيقية، يتمتّع بهوية افتراضية، وبذلك أصبح في إمكاننا حجب ما لا نريد أن يعرفه الآخرون عنّا.
وعمومًا، فإن الاستخدام لهذه المواقع أصبح يتم وفق أشكال ثلاثة؛ التعبيرية، والمنطق العلائقي، والبحث عن الاعتراف، كما أن ذلك ساهم في طغيان النرجسية، لكنّ هذه الشبكات تبقى في الأخير وسيلة لإنشاء علاقات اجتماعية جديدة، وإن كان ذلك يقوم على تجاهل الخطورة المحتملة من إعطاء المعلومات الشخصية الوافرة، دون الاكتراث إلى ما يمكن أن تستعمل فيه.
وفرة إبداعية
أما من حيث الوفرة الإبداعية، فإن الثورة الرقمية كان لها دور بارز في هذا الجانب كذلك، حيث ظهرت مجموعة من المواقع المتعلّقة بتقاسم المضامين، سواء كانت موسيقى أو صوراً، أو فيديوهات، أو غير ذلك، مثل يوتيوب، ديلي موشن، وكذلك فليكر، وجميع هذه المواقع شهدت نجاحًا باهرًا.
والفكرة التي تقوم عليها هذه المواقع هي جعل المستهلك مساهمًا بدوره، وبذلك فهي ساهمت في ظهور ثقافة التقاسم، مستغلة في ذلك الدخول الحُر للإنترنت الذي أصبح يتمتع به الناس، فظهرت أهم الابتكارات، وهي الـ «ويكي»، وتعدّ نظامًا لتدبير مواقع الويب التشاركية، وهي آلية للكتابة تتم بشكل تعاوني، وتسمح للمستخدمين بالدخول إلى المحتوى وتغييره.
كل هذا أعطى فرصة أكثر لظهور الهواة، مما أدى إلى وفرة إبداعية في جميع المجلات الإبداعية، سواء مجال الموسيقى، حيث ظهر موقع مساحتي، أو مجال الكتابة الإبداعية، أو مجال الصور والفيديوهات، أو ألعاب الفيديو والمجموعات، كل هذا أدى إلى طفرة ثقافية نوعية، مما جعل الكاتب يتساءل: هل شهدت الممارسات الثقافية الحديثة قطيعة ثقافية مع الممارسات الأخرى، أم أن كل هذا هو مجرد تحوّل، أو مرور تدريجي من تشكيل ثقافي إلى آخر؟ ليؤكد في الأخير أن هذا مجرد تحوّل، غير أنه تحول عميق، يستدعي منّا التعامل معه بحيطة ووعي تام.
كما أن هذا التحول يجعلنا نفكر أو نتساءل عن مصير الثقافة القديمة في ظل الرقمي، وأهمها الكتابة والقراءة، التي تحولت عبر عصور الإنسانية من النقش على الطين والحجر، إلى الحبر، ثم لوحات الكتابة.
الآن نعيش عصر الكتابة على الشاشة، وغدًا ربما لا نحتاج إلى استعمال أيدينا للكتابة، بل يكفي فقط ربما التفكير في ذلك، وهذا الأمر يطرح تحديات كبيرة، سواء عن أنماط القراءة الرقمية الجديدة، وعن جدواها، هل هي قراءة متأنية أو مجرد قراءة مفتتنة، ثم التساؤل عن مستقبل الكتاب الورقي، بعدما غزا الرقمي السوق، خاصة متجر أمازون وآبل، كما أنه يجعلنا، أخيرًا، نفكر في مسألة الدماغ البشري؛ هل هو مستعد للتأقلم مع هذا الوضع الجديد، الذي تشير الدراسات الأخيرة - حسب ما يورد المؤلف - إلى أن الدماغ مستعد لذلك؟
تطوّر باهر
لا شك في أنه أمام هذا التطور الباهر الذي شهده المشهد الثقافي الإنساني بفضل التكنولوجيا، فإن قطاع الإعلام بمختلف مجالاته ودوره في التأثير على الرأي العام، سيشهد تغيرًا ملحوظًا أيضًا، حيث عرفت الساحة الإعلامية منعطفات جديدة، أهمها ظهور بيئة إعلامية جديدة، حيث لم تعد الوسائل التقليدية، مثل الصحف، والتلفاز، أو المذياع، هي الوسيط الوحيد الذي يمكن أن يكون مصدرًا للخبر، بل زاحمتها مواقع إلكترونية عدة، فأصبح المستهلك للمعلومة يتوفّر على عدة مصادر، وهذا يطرح إشكاليات وتحديات عديدة أيضًا، في شتى القطاعات، مثل قطاع الصحافة، الذي سيعرف تحولاً كبيرًا أيضًا.
أمام هذا التطور المذهل، سعت الصحافة إلى البحث عن موطئ قدم لها في هذه الساحة الثقافية الجديدة التي بدأت تتشكل، من ذلك أن الصحافة ستتحول إلى صحافة رقمية بدورها، كما ستظهر صحافة رقمية جديدة أيضًا، وهذا ما ساهم في ظهور أنواع من الصحافة، مثل الصحافة التجارية التي تعالج الموضوعات وفق تطلعات الجمهور، والصحافة المتعددة الاختصاصات، أو الصحافة الجالسة الذي تعتمد على توفير المعلومة وتنظيمها، ومن ثم تسويقها، وكذلك الصحافة التفاعلية، التي أصبحت تنصت إلى انتقادات الجمهور وتتفاعل معه، موظّفةً في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي أو تقنية التعليق على الخبر، كما أن تطوّر التقنية، وخاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، أعطى فرصة للجمهور ليمارس بدوره مهمة الإعلام، عبر توثيق ما يحيط به من أحداث.
في الأخير، يمكن التساؤل عن دور هذه الثقافة التقنية في الديمقراطية، ويورد الكاتب أن هناك فئتين، الأولى ترى أن هذه التقنية هي وسيلة لإعطاء الكلمة للشعوب للتعبير عن حقها، كما أنّها تسهّل عملية التواصل والحوار بين الشعب والنُّخب السياسية بشتى أطيافها، غير أن هناك فئة ثانية، وهي أكثر تشاؤمًا، إذ تنظر بعين الريب إلى الوضع الجديد، وهذا التجاذب بين الطرفين قديم، كما يرى الكاتب، غير أنه يرى أن الدراسات الحديثة تحاول تجاوز ذلك التعارض، بمحاولة فهم الكيفية التي تقوم بها أجهزة الربط بإعادة تشكيل طرق المشاركة السياسية.
التكنولوجيا والحملات السياسية
يورد الكاتب، في الأخير، نموذجين لطرق توظيف التكنولوجيا في الحملات السياسية، النموذج الأول هو المثال الأمريكي، وذلك في الحملة الانتخابية الرقمية التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما في عام ، والتي أثارت الانتباه بشأن التأثير الحاسم الذي أحدثته، وذلك بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الحملة السياسية التي قام بها، ومن ثمّ شهد هذا الميدان، بدوره، تطورًا ملحوظًا، والمثال الثاني هو المثال الفرنسي في عام، من خلال الحملة التي قام بها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والتي بيّنت الدراسات أيضًا دور «الإنترنت» في التأثير على الناخبين، حيث لم يوظف «الإنترنت» بغرض الحوار، بل وظّفت بغرض حشد المؤيدين، لمصلحة الرئيس، كما يؤكد الكاتب أيضًا.
قد يكون كل ما سبق معلومًا للقارئ، وهذا ما يعترف به الكاتب في بداية كتابه، فهو لم يأتِ بمعلومات جديدة، غير أنه أعطى قراءة تركيبية للواقع الرقمي الجديد، وتأثيره في المجال الثقافي.
هذا الواقع الرقمي ربما تكون له مزايا عدة في حياتنا، من ذلك أنه يختصر الزمان والمكان، غير أن هذا الواقع إذا لم يتم التعامل معه بحيطة وحذر، قد يصبح عبارة عن منطقة معتمة، من يدخلها بغير كشّاف، قد يصعب عليه الخروج منها، كما أنه ينبغي علينا أن ندرك أنّ أي وسيلة نستعملها تحمل بصمة مصممها ورؤيته، بمعنى أنه إذا لم يتم التعامل بحذَر مع هذه المنتجات الجديدة، فإننا نكون قد سقطنا في فخ المنطقة المعتمة ■