تساؤلاتٌ في زمن العولمة

تساؤلاتٌ في زمن العولمة

ألأنِّ  العولمةَ، 
رغم تألُّقِها وغِناها 
وحشٌ يغتالُ التاريخْ، 
ويقطعُ كلَّ طريقٍ، 
بين الأمسِ 
وبين اليومْ 
ويطوي في لحظاتٍ 
كل مسافاتِ الكوكبْ، 
أصبح هذا الكوكبُ 
كرةً 
تتقاذفها الأقدامْ 
ورقمًا من أرقامِ 
حواسيبِ الوحشِ 
تسخرُ منه الأرقامْ...؟!

ألأنَّ الأرقام قَدَرْ، 
يتضاءلُ قدْرُ الأشياءِ 
وقدْرُ الأنباءِ 
وقدْرُ الآراءِ 
ويُشلُّ رهانُ الإنسانِ 
على الإنسانْ 
ويستغني العقلُ 
عن العقلِ 
لسلطان الأرقامْ...؟! 

ألأنَّ العددَ الهائلَ 
من سكانِ الأرضْ 
أصبح همًّا للسكانْ، 
ولأنَّ العالمَ منقسمٌ، 
بين القتلِ.. وبين القتلْ، 
قسمٌ يقتلهُ الجوعُ، 
وقسمٌ يقتله الأكلْ، 
يتحدَّثُ أربابُ العِلمِ 
ويسكتُ أربابُ الجهلْ 
عن قنبلةٍ للجيناتْ 
لا تفتكُ إلَّا 
بالطبقات وبالأعراقِ 
الدُّنيا 
وتسالمُ باقي المخلوقاتْ...؟!

ألأنَّ الإنسانْ 
كان يحاولُ دومًا 
أن يتجاوزَ خالقهُ 
ولأنَّ الموتْ... 
كان جدارًا 
بين الخالقِ 
والمخلوقْ، 
جاءَ الحاسوب: 
يحاول أيضًا،
أن يتجاوزَ 
خالِقَهُ
الإنسان...؟!
فهل سيفوزُ الحاسوبُ: 
ويلعبُ دور الخالقِ 
والمخلوقْ...؟! 

هل ستظلُّ العولمةُ 
رغم تألُّقِها وغِناها، 
وحشًا...
دجَّنَهُ أسيادٌ 
يمتلكون الكوكبْ 
يبنون لهم...
فوق الكوكبِ 
مملكةً...
لا ترحمُ سكانَ الكوكبْ...؟!
 هل سيظلُّ الحاسوبُ 
سلاحًا 
يحمي أو يغتالُ...
ولا يستغني عنهُ 
المنتحرونْ...؟!
هل سيظلُّ الحاسوبُ 
بلا رؤيا وبدون حنانْ 
وأداةً...
تجتثُّ الفقرَ 
بقتلِ الفقراءْ 
وتُزيلُ الجوعَ 
عن الأرضِ 
بقتلِ جياعِ 
الأرضْ 
وتحُلُّ قضايا ظلمِ الناسِ 
بقتلِ المظلومينْ...؟!
   هل سيصيرُ الفقر 
حكايةْ 
ويصيرُ الجوعُ 
حكايةْ 
ويصيرُ الظلمُ حكايةْ 
ويصيرُ الناسُ 
حكاية...؟! ■