عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
«العربي الصغير» وإعلام المستقبل تغطية لندوة بمعرض مسقط الدولي للكتاب بدورته الـ 25
احتضنت العاصمة العمانية مسقط نخبة من المعنيين والمهتمين بأدب وإعلام الطفل في ندوة «أطفالنا وإعلام المستقبل» بنسختها الثالثة، التي عقدت في الفترة من 26 إلى 27 فبراير الماضي، ضمن أنشطة وفعاليات معرض مسقط للكتاب الدولي بدورته الـ 25، برعاية وزير الإعلام العماني د. عبدالمنعم الحسني، والرئيسة الفخرية لمكتبة الطفل في مسقط، صاحبة السمو د. منى بنت فهد آل سعيد، وممثلة منظمة اليونيسيف في السلطنة، لنا الوريكات، ومشاركة نخبة من المعنيين والباحثين بأدب وإعلام الطفل من مختلف الدول العربية، وبحضور لافت من المهتمين بالأطفال والناشئة وطلبة المدارس بجميع المراحل.
عُقدت أعمال الندوة على مدى يومين، وجاءت أولى جلساتها تحت محور صناعة الإعلام الجديد، وفيها قدّمت د. صفا أبو العزم، من مصر، ورقة بعنوان «صناعة المحتوى الإلكتروني للأطفال... آليات ومعايير»، وتلتها هناء بنت جمعة السليمية، بشرح واف وورقة قيّمة حول «صناعة المحتوى الإلكتروني للأطفال... واقع وتاريخ وانتشار ونماذج».
أدار الجلسة د. عامر العيـسري، (أكاديمي من جامعــــة السلطــــان قابوس)، وجـــاءت الجلســة الثانية باستعراض لتجارب شخصية حول صناعة المحتوى الإعلامي الإلكتروني الموجّه للأطفال، وأثراها كل من الشاعر الفتي يزيد البلوشي، والإعلامي الشاب محمود الوهيبي.
وفي المحور ذاته، قدّم د. هاني القاضي تجربته الأطول عمرًا في صناعة إعلام المستقبل للطفل العماني.
كما تحدثت المذيعة ابتهال الزدجالية عن تجربتها في تقديم برامج الطفل في سنّ مبكّرة، وكيفية توظيفها لدراستها في نطاق صناعة الإعلام الجديد.
وتحت عنوان «صناعة الإعلام الجديد... صحف وقنوات موجّهة للأطفال»، كانت الجلسة الثالثة، التي شاركت فيها مجلة العربي الصغير، ممثلة بالمشرفة الفنية للمجلة هذايل الحوقل، بورقة استعرضت فيها تجربة «العربي الصغير» كإحدى الوسائل الإعلامية الورقية التي خاطبت فتيان العالم العربي وفتياته على مدى 34 عامًا، وانتهجت الحياد في الطرح، موازنةً بين كفّتي التثقيف والترفيه في المحتوى دون تطرّف أو إسفاف في عقلية الطفل القارئ.
واشتملت الورقة المقدّمة من المجلة على أبرز التحديات التي تجاوزتها بفضل تكاتُف القائمين عليها، وحرصهم على وجودهم في الساحة الثقافية العربية، كما تطرّقت الورقة إلى واقع المطبوعات الورقية الدورية في ظل الصحافة الإلكترونية والعالَم الرقمي، والمحاولات المبذولة من أسرة مجلة العربي الصغير لمسايرة التطور التقني، مع الحفاظ على النسخة الورقية التي مازالت تحظى بإقبال واسع من قرائها في مختلف أنحاء العالم.
براعم ومرشد
كما تناول إلياس خوري من أسرة قناة براعم، خطة عمل القناة لمواكبة التطورات التكنولوجية في الإعلام الجديد لتتفق مع ثقافة الطفل العربي وتنشئته أينما كان، وقد أدارت الجلسة مديرة الإعلام الجديد في وزارة الإعلام العمانية دينا بنت محفوظ.
وفي الإطار ذاته، انفرد رئيس مجلس إدارة مجلة مرشد، التي تعدّ أول مجلة أطفال عمانية، الناشر حمود بنعلي الطوقي، بحديث شيّق عن تجربة «مرشد» في الصحافة المطبوعة على مدى 4 سنوات، والاستعدادات الجارية لتحويلها إلى الإعلام الإلكتروني من خلال تحريك عدد من الشخصيات العمانية التي تناولتها المجلة إلى رسوم متحركة في قناة مرشد على موقع «يوتيوب».
وعليه، فإن مجلة مرشد تدخل عامها الخامس مع جملة من التطورات التكنولوجية التي تصب في مصلحة تثقيف الطفل العماني وترفيهه.
أما اليوم الثاني فقد اقتصر على جلسة واحدة جاءت بعنوان «القائمون على صناعة المحتوى الإعلامي الجديد للأطفال»، بمشاركة سماح أبوبكر، من مصر، بورقة ناقشـت فيها الكفايات والمهــارات التـــي يمتلكـــها القائـــمون على صناعة المحتوى الإعلامي الجديد للأطفال.
كما قدمت دينا بنت محفوظ ورقة قيّمة استعرضت فيها الاحتياجات والتحديات التي تواجه القائمين على صناعة المحتوى الإعلامي للأطفال، وطرحت نظرية حارس البوابة، والدور المنوط به اليوم، ومدى فعاليته، خصوصًا في ظل الغموض وعدم الاعتراف الرسمي بأغلبية صنّاع المحتوى.
وقد أردفت د. وفاء المزغني ورقة بحثية حول إعداد وتدريب الكوادر القائمة على المحتوى الإعلامي الجديد، إلى جانب إدارتها للجلسة.
توصيات الندوة
في ختام الندوة، اعتمدت جملة من التوصيات وتلاها د. عامر العيسري ومن أهمها:
- تبني مواهب وإبداعات الأطفال وتضمينها المحتوى الإلكتروني.
- إيجاد قنوات ومواقع وتطبيقات إلكترونية متخصصة في تقديم محتوى مناسب للأطفال بجميع الفئات.
- العمل على إعداد وتدريب الكوادر القائمة على تقديم الإعلام، وخصوصًا الإعلام الإلكتروني للأطفال.
- تشجيع الأبحاث والمؤلفات المعنيّة بالأطفال عامة وبالمحتوى الإعلامي الإلكتروني للأطفال وأهمية تنظيم وإقامة الدورات وورشات العمل المختصة بالمحتوى الإلكتروني.
وقد حرص الوزير الحسني على إلقاء كلمة ختامية خاطب فيها الحضور، وأكد فيها «الدور المنوط بهم كمسؤولين وأولياء أمور ومعنيين في سلطنة عمان، وضرورة الاهتمام بالمستقبل، الذي لا نبلغه إلا بالاهتمام البالغ والرعاية الشاملة لأبنائنا النشء، من خلال اكتشاف ودعم وتطوير مواهبهم وإبداعاتهم التي تثري الإعلام الجديد والساحة الثقافية»، مذكّرًا بمسابقة الإجادة في إعلام الطفل السنوية، التي تنفذها وزارة الإعلام سنويًا، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وجمعية الأطفال أولًا، ومكتبة الأطفال العامة، وشعارها لهذا العام «حب الوطن والمحافظة على مقدّراته»، داعيًا الصغار والكبار إلى المشاركة في مجالاتها الإعلامية المتنوعة.
وقد حرص القائمون على الندوة، على تكريم جميع المشاركين بالجلسات والأنشطة والفعاليات بالندوة، ومن منظمين كانوا حاضرين طوال مدة الانعقاد، إلى جانب الطلبة والطالبات الذين شاركوا في برامج حلقات العمل التي نظّمت خلال اليومين، وجاءت الأولى حول التصوير وصناعة الأفلام، وأنتج خلالها المشاركون فيديو قصيرًا عن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيّب الله ثراه، وجاءت الثانية حول تصميم مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت إلمام المشاركين بخطوات صنع المحتوى الإلكتروني.
وأسدل ستار ندوة أطفالنا وإعلام المستقبل، وتشمّرت الهمم العمانية للعمل وتنفيذ التوصيات، وترجمة المهام والأقوال على أرض الواقع، لتحرّي مستقبل مشرق واعد بقيادة سياسية حكيمة وواعية ■