زيارة متأخرة

زيارة متأخرة

لقد أتاني، فجأةً، في أول النهارِ
أو في آخرِ النهارْ

وحطّ فوق كاهلي أثقلَ من خطيئةٍ
أو عارْ

باغتني في لحظةٍ لا نطق فيها يُرتجى
ولا قيامْ

ولم يكن أنفي ليستجيبني
لغرفِ ذرّةٍ من الهواءْ
تُطيل شهقتي
وشعلةَ الجسدْ

أفٍّ!.. لقد أدركني اليُسر أخيرًا بعدما شارفتُ
قعرَ الخاتمهْ

وكنتُ فيما فات من مراحلِ الصّبا
متيّمًا بالحرفِ
لا أطلبُ من مغانمِ الدنيا سوى أقلّ
من ثمالةِ الإناءْ
ثمالة تنقذُ من جوعٍ
ومن
خديعةِ الذّهبْ

وكم تسوّلتُ على بابِ الأدبْ!
وكم... وكم وددتُ لو أوتيتُ من فراسةِ العربْ
مقدار خَرْدلهْ

فربما أحسستُ بانتصارْ
بفتنة الأشياء والنجوم إذ ترقدُ مطمئنّة البالِ
ولا تشكو تقلُّبَ المناخِ والزمنْ

وربما استطعتُ كسر شوكةِ «الروتينِ» والمحنْ

وما سمحتُ مطلقًا بمقدَمِ الشّيخوخةِ المبكّرهْ

وربما شُفِيتُ من قروحِ نرجسيّتي
وانساب في أوردتي نسغُ الحياةِ

من جديدْ

قبيل لحظةٍ من ابتلاعِ جثماني الترابْ! ■