المديح والمدّاحون أصوات من السماء

المديح والمدّاحون  أصوات من السماء

أن‭ ‬تلمس‭ ‬أناملك‭ ‬النار‭ ‬أو‭ ‬يخترق‭ ‬البرد‭ ‬عظامك،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬ولد‭ ‬العين‭ ‬ذعرًا‭ ‬في‭ ‬المحجر،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يضطرب‭ ‬القلب‭ ‬وترتعش‭ ‬الجوانح‭ ‬وينفطر‭ ‬الفؤاد‭ ‬وتتحلل‭ ‬الدماء،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تذوب‭ ‬في‭ ‬السحيم‭ ‬بخارًا‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تتسامي‭ ‬هالة‭ ‬حول‭ ‬القمر‭ ‬أو‭ ‬ضبابًا‭ ‬في‭ ‬الشفق،‭ ‬أو‭ ‬تتجمع‭ ‬كنقطة‭ ‬ندى‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬زهرة،‭ ‬أن‭ ‬تتجول‭ ‬وتسافر‭ ‬وتصعد‭ ‬وتضطرب‭ ‬وتصمت‭ ‬وتتوغل‭ ‬داخل‭ ‬كيانك‭ ‬وتاريخك‭ ‬وعقيدتك،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬المديح،‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬يجعلك‭ ‬تتفتت‭ ‬وتذوب‭ ‬وتتكون‭ ‬وتتألق‭ ‬وتتجمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أبياته‭ ‬ومفرداته‭ ‬وموسيقاه‭ ‬التي‭ ‬تغلّف‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ ‬الإنساني،‭ ‬والتي‭ ‬تجعلك‭ ‬تتعلّم‭ ‬كيف‭ ‬تترك‭ ‬الضجيج‭ ‬والديون‭ ‬والمعارك‭ ‬وطلبات‭ ‬الأسرة،‭ ‬لتتلقى‭ ‬أول‭ ‬شعاع‭ ‬للشمس،‭ ‬أو‭ ‬تنتبه‭ ‬لتودع‭ ‬آخر‭ ‬شعاع‭ ‬شاحب‭ ‬للقمر‭. ‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك؛‭ ‬كيف‭ ‬لصوت‭ ‬أن‭ ‬يجذبك‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬قلبك‭ ‬كي‭ ‬يحولك‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر؟‭ ‬وكيف‭ ‬لتنهيدة‭ ‬صدر‭ ‬أن‭ ‬تحيلك‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقعه؟‭ ‬وكيف‭ ‬لجملة‭ ‬شعرية‭ ‬تجعلك‭ ‬تلقي‭ ‬كل‭ ‬ملابسك‭ ‬وتترك‭ ‬كل‭ ‬أمجادك،‭ ‬وتتوقف‭ ‬لحظة‭ ‬أمام‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقبض‭ ‬عليه،‭ ‬لكنه‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬داخلك،‭ ‬يزلزلك‭ ‬ويفتّتك،‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬بجمعك‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبإنجابك‭ ‬من‭ ‬جديد؟‭ ‬أصوات‭ ‬المدّاحين‭ ‬تفعل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭.‬

 

المديح

إذا‭ ‬كان‭ ‬المديح،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬العلّامة‭ ‬زكي‭ ‬مبارك‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬المدائح‭ ‬النبوية‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬‮«‬فن‭ ‬من‭ ‬فنون‭ ‬الشعر‭ ‬التي‭ ‬أذاعها‭ ‬التصوف‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬لون‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬الدينية،‭ ‬وباب‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬الرفيع،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬قلوب‭ ‬مفعمة‭ ‬بالصدق‭ ‬والإخلاص‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬مميزات‭ ‬المديح‭ ‬النبوي،‭ ‬الصبغة‭ ‬الروحانية‭ ‬لقصائد‭ ‬الشعر‭ ‬الصوفي،‭ ‬مع‭ ‬تعشيقها‭ ‬بالسيرة‭ ‬المحمدية‭ ‬العطرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذكر‭ ‬تاريخ‭ ‬الدعوة‭ ‬وأسسها،‭ ‬وإظهار‭ ‬الصفات‭ ‬النبوية‭ ‬المتفردة،‭ ‬وذكر‭ ‬معجزات‭ ‬النبي‭ ([) ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬مواقفه‭ ‬الحياتية‭ ‬المقدسة،‭ ‬وأسفاره‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬تباركت‭ ‬بزيارته،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬والمواويل‭ ‬الشعبية،‭ ‬والموشحات‭ ‬والابتهالات‭ ‬الدينية،‭ ‬التي‭ ‬تصبح‭ ‬المعبّر‭ ‬الأدائي‭ ‬لخصوصية‭ ‬المديح‭ ‬النبوي،‭ ‬الذي‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬إخلاص‭ ‬المشاعر‭ ‬وصدق‭ ‬الأحاسيس‭ ‬ورهافة‭ ‬الوجدان‭ ‬وحب‭ ‬النبي‭ ‬‭([) ‬طمعًا‭ ‬بشفاعته‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬المديح‭ ‬يمتد‭ ‬ويصبح‭ ‬بهذا‭ ‬الوهج‭ ‬النبوي‭ ‬والرباني‭ ‬داخل‭ ‬نفوسنا‭ ‬الضعيفة،‭ ‬أصوات‭ ‬جعلتنا‭ ‬للحظات‭ ‬عندما‭ ‬نسمعها،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬العذوبة‭ ‬والشفافية،‭ ‬بل‭ ‬وأقرب‭ ‬ما‭ ‬نكون‭ ‬لإله‭ ‬الكون‭ ‬ورب‭ ‬السماوات‭ ‬والأرض،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الصفاء‭ ‬والطاعة،‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬الحب‭ ‬النبوي‭ ‬الذي‭ ‬نعشقه‭ ‬ونبحث‭ ‬عنه‭.‬

أصوات‭ ‬المدّاحين‭ ‬هي‭ ‬نوافذ‭ ‬ومنح‭ ‬ربانية‭ ‬لقلوبنا‭ ‬المغلقة‭ ‬والمكبلة‭ ‬بالأعباء‭ ‬الحياتية‭ ‬الصارمة،‭ ‬وتستطيع‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬أن‭ ‬تفكّ‭ ‬أسرنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬التشابكات‭ ‬التي‭ ‬نحياها،‭ ‬ولو‭ ‬لدقائق‭ ‬أو‭ ‬لحظات‭ ‬في‭ ‬أعمارنا‭ ‬القصيرة‭.‬

 

من‭ ‬عمق‭ ‬الدعوة‭ ‬النبوية

جميعنا‭ ‬ننتظر‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بشغف،‭ ‬بطقوسه‭ ‬الدينية،‭ ‬وطعامه،‭ ‬وصومه،‭ ‬لكنْ‭ ‬يظلّ‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬منه‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬الشجية،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬طقسًا‭ ‬مميزًا‭ ‬من‭ ‬طقوسه،‭ ‬فالمديح‭ ‬والمدّاحون،‭ ‬ضاربون‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬الدعوة‭ ‬المحمدية،‭ ‬وفي‭ ‬عمق‭ ‬تاريخها،‭ ‬بل‭ ‬ويساهمون‭ ‬في‭ ‬انتشارها‭.‬

ومن‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ‭ ‬النبوي‭ ‬والدعوة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬تأتي‭ ‬أسماء‭ ‬حملت‭ ‬هذا‭ ‬الحسّ‭ ‬الشفيف،‭ ‬ووضعت‭ ‬بصمتها‭ ‬على‭ ‬أذن‭ ‬وقلب‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬حيث‭ ‬رافقوا‭ ‬الدعوة‭ ‬والفتوحات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬فنجد‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ([) ‬وسلم‭ ‬عمّه‭ ‬العباس‭ ‬بن‭ ‬عبدالمطلب،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬نظم‭ ‬شعر‭ ‬المديح‭ ‬النبوي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم،‭ ‬فمدحه‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله؟‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أمتدحك،‭ ‬فقال‭ ‬
الرسول‭ (‬‭)‬‭: ‬قل،‭ ‬لا‭ ‬يفضض‭ ‬الله‭ ‬فاك‮»‬‭. ‬فأنشأ‭ ‬يقول‭: ‬

 

من‭ ‬قبلها‭ ‬طبتَ‭ ‬في‭ ‬الظّلال‭ ‬وفي‭ ‬

مستودعٍ،‭ ‬حيث‭ ‬يُخصَف‭ ‬الورقُ

ثم‭ ‬هبطتَ‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬بشـرٌ

أنت‭ ‬ولا‭ ‬مضغة‭ ‬ولا‭ ‬علَقُ

 

ومن‭ ‬الصحابة‭ ‬نجد‭ ‬حسان‭ ‬بن‭ ‬ثابت‭ ‬الملقب
بـ‭ ‬‮«‬شاعر‭ ‬الرسول‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُنصب‭ ‬له‭ ‬منبرٌ‭ ‬يلقي‭ ‬فيه‭ ‬الشعر‭ ‬والمديح،‭ ‬وكعب‭ ‬بن‭ ‬مالك،‭ ‬وعبدالله‭ ‬بن‭ ‬رواحة،‭ ‬وكعب‭ ‬بن‭ ‬زهير،‭ ‬الذي‭ ‬مدح‭ ‬النبي‭ ‬‭([) ‬عندما‭ ‬كساه‭ ‬ببردته،‭ ‬فأنشد‭ ‬قصيدته‭ ‬المشهورة،‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬البُردة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬أوّلها‭:‬

 

بانت‭ ‬سعادُ‭ ‬فقلبي‭ ‬اليوم‭ ‬متبولُ

متيّم‭ ‬إثرها‭ ‬لم‭ ‬يُفدَ‭ ‬مكبول

 

وفي‭ ‬العصر‭ ‬الأموي،‭ ‬نجد‭ ‬الشاعر‭ ‬همام‭ ‬بن‭ ‬غالب،‭ ‬الشهير‭ ‬بالفرزدق،‭ ‬المتوفى‭ ‬في‭ ‬110‭ ‬هـ،‭ ‬ينشد‭ ‬قصيدته‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬النبي‭ ‬الكريم،‭ ‬عندما‭ ‬أنكر‭ ‬خليفة‭ ‬المسلمين‭ ‬حفيد‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬سيدنا‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬زين‭ ‬العابدين،‭ ‬فقال‭:‬

 

‭ ‬هَذا‭ ‬الّذي‭ ‬تَعرِفُ‭ ‬البَطْحاءُ‭ ‬وَطْأتَهُ

وَالبَيْتُ‭ ‬يعْرِفُهُ‭ ‬وَالحِلُّ‭ ‬وَالحَرَمُ

هذا‭ ‬ابنُ‭ ‬خَيرِ‭ ‬عِبادِ‭ ‬الله‭ ‬كُلّهِم

هذا‭ ‬التّقيّ‭ ‬النّقيّ‭ ‬الطّاهِرُ‭ ‬العَلَمُ

 

وفي‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬الهجري‭ ‬نرى‭ ‬أبا‭ ‬حفص‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬مرشد‭ ‬الحموي،‭ ‬الشهير‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬ابن‭ ‬الفارض‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬الشعراء‭ ‬المتصوفين،‭ ‬وكان‭ ‬أغلب‭ ‬أشعاره‭ ‬في‭ ‬العشق‭ ‬الإلهي،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬لقب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬سلطان‭ ‬العاشقين‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬النبي‭:‬

 

وجاء‭ ‬بأسرار‭ ‬الجميع‭ ‬مفيضها

علينا،‭ ‬لهم‭ ‬ختمًا‭ ‬على‭ ‬حين‭ ‬فترة

 

وقال‭:‬

فعالمنا‭ ‬منهم‭ ‬نبيّ‭ ‬ومن‭ ‬دعا‭ ‬

إلى‭ ‬الحقّ‭ ‬منّا‭ ‬قام‭ ‬بالرّسليّة

 

وفي‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬الهجري،‭ ‬جاء‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬البوصيري‭ ‬المتوفى‭ ‬في‭ ‬695هـ،‭ ‬والذي‭ ‬يعد،‭ ‬وفق‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المؤرخين،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬شعراء‭ ‬المديح‭ ‬النبوي،‭ ‬كما‭ ‬تأتي‭ ‬قصيدته‭ ‬الشهيرة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬البُردة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الكواكب‭ ‬الدريَّة‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬خير‭ ‬البريّة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬مطلعها‭:‬

 

أمِن‭ ‬تذكّر‭ ‬جيرانٍ‭ ‬بِذي‭ ‬سَلَم

مزجتُ‭ ‬دمعًا‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬مُقلة‭ ‬بدم

أم‭ ‬هبّتِ‭ ‬الرّيحُ‭ ‬من‭ ‬تلقاءِ‭ ‬كاظمةٍ

وأومضَ‭ ‬البرقُ‭ ‬في‭ ‬الظلماء‭ ‬من‭ ‬إضمِ

 

مدّاحو‭ ‬العصر‭ ‬الحديث

نصر‭ ‬الدين‭ ‬طوبار‭... ‬الكروان

مريح‭ ‬القلوب،‭ ‬الذي‭ ‬يعزف‭ ‬على‭ ‬أوتارها‭ ‬بنبراته‭ ‬الروحية،‭ ‬الابتهالات‭ ‬بصوته‭ ‬تتغلغل‭ ‬داخل‭ ‬الفؤاد‭ ‬حتى‭ ‬يهدأ‭ ‬ويستكين‭.‬

إنه‭ ‬كروان‭ ‬المنشدين،‭ ‬وملك‭ ‬الابتهالات‭ ‬الدينية،‭ ‬والصوت‭ ‬الذي‭ ‬يرفعنا‭ ‬إلى‭ ‬الآفاق‭ ‬العلا،‭ ‬يرافقنا‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬فنمتلئ‭ ‬بالروحانيات‭ ‬والهدوء‭ ‬والسكينة‭ ‬الإيمانية،‭ ‬إنه‭ ‬المبتهل‭ ‬الشيخ‭ ‬نصرالدين‭ ‬طوبار،‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬الدقهلية‭ ‬بمصر‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬ورحل‭ ‬عام‭ ‬1986‭.‬

طبقات‭ ‬صوته‭ ‬ونبراته‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تخترق‭ ‬قلوبنا‭ ‬وتزلزل‭ ‬مشاعرنا،‭ ‬بتلك‭ ‬الابتهالات‭ ‬التي‭ ‬نحفظها‭ ‬ونرددها‭ ‬وكأنها‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬قلوبنا‭ ‬نحن،‭ ‬فلا‭ ‬ننسى‭ ‬صوته‭ ‬وهو‭ ‬ينشد‭: ‬‮«‬جلّ‭ ‬المنادي‮»‬،‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬مالك‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬و«مجيب‭ ‬السائلين‮»‬،‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬ليلة‭ ‬القدر‮»‬،‭ ‬و«رمضان‭ ‬أشرق‮»‬‭.‬

‭ ‬

النقشبندي‭... ‬الأيقونة

صوت‭ ‬السماء‭ ‬العميق،‭ ‬وإمام‭ ‬المدّاحين‭ ‬قديمًا‭ ‬وحديثًا،‭ ‬وأحد‭ ‬أعذب‭ ‬وأقوى‭ ‬وأوسع‭ ‬الأصوات‭ ‬مساحة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المديح‭ ‬والابتهالات‭ ‬الدينية،‭ ‬صوت‭ ‬من‭ ‬نور،‭ ‬وكأنه‭ ‬يشقّ‭ ‬السماء‭ ‬بنفحات‭ ‬ربانية‭ ‬قادمة‭ ‬إلى‭ ‬قلوبنا‭.‬

إنه‭ ‬الشيخ‭ ‬سيد‭ ‬النقشبندي،‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬بمحافظة‭ ‬الدقهلية‭ ‬أيضًا‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬ورحل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬صوته‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬ذا‭ ‬مذاق‭ ‬خاص،‭ ‬تصاحبنا‭ ‬تواشيحه‭ ‬ومدائحه‭ ‬ببحّة‭ ‬صوته‭ ‬العذبة‭ ‬وكأنه‭ ‬يفطّرنا‭. ‬فلا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أذان‭ ‬الفجر،‭ ‬أو‭ ‬ونحن‭ ‬نبدأ‭ ‬إفطارنا‭ ‬إلا‭ ‬ويرافقنا‭ ‬صوتُه‭ ‬منشدًا‭: ‬‮«‬مولاي‭ ‬إني‭ ‬ببابك‭ ‬قد‭ ‬بسطتُ‭ ‬يدي‮»‬،‭ ‬و«سبحانك‭ ‬ربي‭ ‬سبحانك‮»‬‭.‬

ويعتبر‭ ‬النقشبندي‭ ‬صاحب‭ ‬مدرسة‭ ‬متفردة‭ ‬في‭ ‬الابتهالات،‭ ‬وأحد‭ ‬أشهر‭ ‬المنشدين‭ ‬والمبتهلين‭ ‬والمدّاحين‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬صوته‭ ‬علامة‭ ‬متفردة‭ ‬بالإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وعلامة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬المديح‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬

 

محمد‭ ‬الكحلاوي‭... ‬مدّاح‭ ‬الرسول

مداح‭ ‬الرسول،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يُنادى،‭ ‬وصاحب‭ ‬الملحمة‭ ‬النبوية،‭ ‬صوته‭ ‬وإنشاده‭ ‬يجعلان‭ ‬الجسد‭ ‬يهتز‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬ذبذبة‭ ‬وحسّ‭ ‬صوفي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭. ‬

إنه‭ ‬محمد‭ ‬الكحلاوي،‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية‭ (‬1‭ ‬أكتوبر‭ ‬1912‭ - ‬5‭ ‬أكتوبر‭ ‬1982‭)‬،‭ ‬صاحب‭ ‬الصوت‭ ‬ذي‭ ‬الدرجات‭ ‬المتعددة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬العمق‭ ‬البدوي‭ ‬الصافي،‭ ‬والزخم‭ ‬الشعبي‭ ‬الجميل،‭ ‬والأداء‭ ‬الديني‭ ‬المتميز،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتكرر‭. ‬

ورغم‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬ممثلاً‭ ‬ومطربًا،‭ ‬فإنه‭ ‬تركهما‭ ‬وسلك‭ ‬طريق‭ ‬الإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬والمواويل‭ ‬الشعبية،‭ ‬وبدا‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالمديح‭ ‬النبوي‭ ‬والغناء‭ ‬الشعبي،‭ ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬مدائحه‭: ‬‮«‬لاجل‭ ‬النبي‮»‬،‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬قلبي‭ ‬صلّ‭ ‬على‭ ‬النبي‮»‬،‭ ‬‮«‬وخليك‭ ‬مع‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬و«نور‭ ‬النبي‮»‬‭.‬

 

أحمد‭ ‬التوني‭... ‬ساقي‭ ‬الأرواح

نقرات‭ ‬على‭ ‬كأس‭ ‬زجاجية‭ ‬ومسبحة،‭ ‬وبعدها،‭ ‬حتمًا‭ ‬سوف‭ ‬يتمايل‭ ‬جسدك،‭ ‬وحتمًا‭ ‬ستسمو‭ ‬روحك،‭ ‬وقد‭ ‬تغادر‭ ‬جسدك‭ ‬لتمرح‭ ‬من‭ ‬النسمات،‭ ‬وتصعد‭ ‬لأعلى‭ ‬السماوات،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬صافية‭ ‬لجسدك‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

إذا‭ ‬حدث‭ ‬لك‭ ‬هذا،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنك‭ ‬تنصت‭ ‬لصوت‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬التوني،‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬الحواتكة‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬منفلوط‭ ‬بأسيوط،‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والذي‭ ‬رحل‭ ‬عام‭ ‬2014‭.‬

لقبّه‭ ‬مريدوه‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬ساقي‭ ‬الأرواح‮»‬،‭ ‬وآخرون‭ ‬لقبوه‭ ‬
بـ‭ ‬‮«‬سلطان‭ ‬المداحين‮»‬،‭ ‬ويعد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬منشدي‭ ‬الصعيد‭ ‬المصري،‭ ‬وقد‮ ‬استطاع‭ ‬بأدائه‭ ‬المتميز‭ ‬الخروج‭ ‬بالغناء‭ ‬الصوفي‭ ‬من‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬وكان‭ ‬يهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المدائح‭ ‬النبوية‭ ‬والإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬وموسيقاه‭ ‬الشجية‭ ‬المميزة‭ ‬إلى‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬المديح‭ ‬العربي‭ ‬والسيرة‭ ‬النبوية‭ ‬العطرة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬

ويتميز‭ ‬المديح‭ ‬لديه‭ ‬بأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الكلمة‭ ‬وقوّتها‭ ‬لا‭ ‬اللحن،‭ ‬حيث‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬اللحن‭ ‬خلفية‭ ‬مرافقة‭ ‬وليس‭ ‬أساسًا‭ ‬ينطلق‭ ‬منه،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬يغلّف‭ ‬الكلام‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يريد،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحفظ‭ ‬القصائد،‭ ‬فمديحه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الإنشاد‭ ‬الفطري‭ ‬القائم‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬الارتجال،‭ ‬مما‭ ‬يحفظه‭ ‬من‭ ‬أشعار‭ ‬كبار‭ ‬أئمة‭ ‬التصوف،‭ ‬مثل‭ ‬ابن‭ ‬الفارض‭ ‬والحلّاج،‭ ‬وكان‭ ‬يتبعه‭ ‬فريق‭ ‬بسيط‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬تخت‭ ‬شرقي‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬الرّق‭ ‬والناي‭ ‬والكمان‭.‬

 

ياسين‭ ‬التهامي‭... ‬شيخ‭ ‬المدّاحين

بحر‭ ‬أصوات‭ ‬متّسع،‭ ‬وفيضان‭ ‬نبرات‭ ‬صوتية‭ ‬لا‭ ‬يهدأ،‭ ‬ومحيط‭ ‬إنشاد‭ ‬ديني‭ ‬وشعبي‭ ‬لا‭ ‬ينفد،‭ ‬صاحب‭ ‬الأسلوب‭ ‬المميز‭ ‬بين‭ ‬اللهجتين‭ ‬الدارجة‭ ‬والعامية،‭ ‬مع‭ ‬تطعيمها‭ ‬بألوان‭ ‬الشعر‭ ‬الصوفي‭ ‬الفصيح‭ ‬لكبار‭ ‬الشعراء‭ ‬والمدّاحين‭.‬

لأكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬قرن،‭ ‬يقود‭ ‬صوت‭ ‬الشيخ‭ ‬ياسين‭ ‬التهامي،‭ ‬المولود‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬بقرية‭ ‬الحواتكة‭ ‬بأسيوط‭ ‬أيضًا،‭ ‬المديح‭ ‬المصري‭ ‬والعربي،‭ ‬حتى‭ ‬لقّب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬شيخ‭ ‬المداحين‮»‬‭. ‬وبسبب‭ ‬المديح‭ ‬سافر‭ ‬وأحيا‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬حفلات‭ ‬المديح‭ ‬والإنشاد‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

بل‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬جعله‭ - ‬بسبب‭ ‬نبرات‭ ‬صوته‭ ‬وتنوّعه‭ ‬الصوفي‭ - ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المدّاحين‭ ‬الذين‭ ‬يتبعهم‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬رحلاتهم‭ ‬لسماع‭ ‬إنشادهم‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مولد‭ ‬سيدنا‭ ‬الحسين‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وساحة‭ ‬السيدة‭ ‬زينب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المعظم‭.‬

 

عبدالنبي‭ ‬الرنان‭... ‬مدّاح‭ ‬الكف

جلجلة‭ ‬ورنين‭ ‬بطبقات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وإيقاع‭ ‬الطبلة،‭ ‬وتصفيق‭ ‬كفّ‭ ‬صعيدي،‭ ‬لنجد‭ ‬في‭ ‬الختام،‭ ‬مديحًا‭ ‬ذا‭ ‬طعم‭ ‬خاص،‭ ‬وعملاً‭ ‬فنيًّا‭ ‬فريدًا،‭ ‬لن‭ ‬تجده‭ ‬أو‭ ‬تسمعه‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الرنان،‭ ‬الذي‭ ‬لُقِّبَ‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬مداح‭ ‬بالكف‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬اشتهر‭ ‬الرنان،‭ ‬المولود‭ ‬بقرية‭ ‬الدير‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬إسنا‭ ‬بمحافظة‭ ‬الأقصر‭ ‬في‭ ‬صعيد‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الكف‭ ‬الصعيدي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬وسيلته‭ ‬في‭ ‬تلحين‭ ‬مدحه،‭ ‬فعن‭ ‬طريق‭ ‬التصفيق‭ ‬بشكل‭ ‬معيّن‭ ‬بالكف،‭ ‬تصدر‭ ‬موسيقى‭ ‬اتّخذ‭ ‬منها‭ ‬لحنًا‭ ‬لمدحه‭ ‬واشتهر‭ ‬بها‭.‬

وقد‭ ‬تعلّم‭ ‬تلك‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يلقي‭ ‬بها‭ ‬مدائحه‭ ‬النبوية‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬عبدالعال‭ ‬محمدين،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬فن‭ ‬الكفّ‭ ‬بالصعيد،‭ ‬وقد‭ ‬لقب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الرنان‮»‬،‭ ‬بسبب‭ ‬رنين‭ ‬صوته‭ ‬المميز‭ ‬بليالي‭ ‬المدح،‭ ‬واستعان‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بالطبلة‭ - ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬بنفسه‭ - ‬كآلة‭ ‬موسيقية،‭ ‬وارتبط‭ ‬بها‭ ‬وعزف‭ ‬عليها‭ ‬جميع‭ ‬مدائحه‭ ‬وابتهالاته،‭ ‬ولم‭ ‬يتركها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ليلة‭ ‬مدح،‭ ‬حتى‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭.‬

وبعد،‭ ‬يوجد‭ ‬بالطبع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المداحين،‭ ‬ولكل‭ ‬منهم‭ ‬مذاقه‭ ‬الخاص،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميزهم،‭ ‬حب‭ ‬الرسول‭ ‬‭([)‬،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬حناجرهم‭ ‬يتغنون‭ ‬بسيرته‭ ‬العطرة‭ ‬وفضائله،‭ ‬وتظلّ‭ ‬أصواتهم‭ ‬حاضرة‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المباركة،‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬تراث‭ ‬شعبي‭ ‬عربي‭ ‬مميز‭ ‬لهويتنا‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ترافقهم‭ ‬أيقونة‭ ‬المديح‭ ‬‮«‬بردة‭ ‬البوصيري‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬بعض‭ ‬أبياتها‭:‬

 

محمدٌ‭ ‬سيد‭ ‬الكونين‭ ‬والثقليـن‭ ‬

والفريقين‭ ‬من‭ ‬عرب‭ ‬ومن‭ ‬عَجمِ

نبينا‭ ‬الآمرُ‭ ‬الناهي،‭ ‬فلا‭ ‬أحدٌ

أبرّ‭ ‬في‭ ‬قولِ‭ ‬لا‭ ‬منهُ‭ ‬ولا‭ ‬نعم

هو‭ ‬الحبيبُ‭ ‬الذي‭ ‬تُرجى‭ ‬شفاعتُه

لكلّ‭ ‬هولٍ‭ ‬من‭ ‬الأهوال‭ ‬مقتحم

دعا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬فالمستمسكون‭ ‬به

مستمسكون‭ ‬بحبلٍ‭ ‬غيرِ‭ ‬منفصم

فاق‭ ‬النبيين‭ ‬في‭ ‬خَلْقٍ‭ ‬وفي‭ ‬خُلُقٍ

ولم‭ ‬يدانوه‭ ‬في‭ ‬علمٍ‭ ‬ولا‭ ‬كَرم‭ .‬