إبراهيم البغلي .. نصير ٦٠ ألف مُسِن في الكويت

إبراهيم البغلي .. نصير ٦٠ ألف مُسِن في الكويت

على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬كان‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭ ‬ولايزال‭ ‬ركيزة‭ ‬لبناء‭ ‬الأسرة‭ ‬المتماسكة‭. ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬استمد‭ ‬خصاله‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الشرق‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الترابط‭ ‬والتراحم‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬ملازمًا‭ ‬لثقافتهم‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الابن‭ ‬البار‮»‬‭ ‬امتداداً‭ ‬تاريخياً‭ ‬لهذا‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬تجاه‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬واحتضان‭ ‬فئة‭ ‬المسنين‭ ‬وبما‭ ‬يوفر‭  ‬لهم‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وإنسانية‭ ‬وفكرة‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬المستوحاة‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭. ‬

والسيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬طاهر‭ ‬البغلي‭ ‬عرف‭ ‬معنى‭ ‬المسن‭ ‬وإن‭ ‬قارب‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬السابعة‭ ‬والسبعين‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬وهو‭ ‬بمبادرته‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬الابن‭ ‬البار‮»‬‭ ‬كان‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬لتطبيق‭ ‬القول‭ ‬الشائع‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يحن‭ ‬على‭ ‬العود‭ ‬إلا‭ ‬صاحبه‮»‬‭. ‬

توجه‭ ‬البغلي‭ ‬إلى‭ ‬شريحة‭ ‬اجتماعية‭ ‬يزيد‭ ‬عددها‭ ‬على‭ ‬60‭ ‬ألفًا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الكويت‭ ‬والوافدين‭ ‬ممن‭ ‬تجاوزت‭ ‬أعمارهم‭ ‬الخامسة‭ ‬والستين‭ ‬وهي‭ ‬سن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬وكأنه‭ ‬يردد‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬همك‭ ‬إلا‭ ‬اللي‭ ‬من‭ ‬دمك‮»‬‭.‬

دخل‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬المسنين‭ ‬والرفق‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬أبوابه‭ ‬الواسعة،‭ ‬إيمانًا‭ ‬منه‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬ووفاءً‭ ‬لهم‭ ‬ولما‭ ‬قدموه‭ ‬من‭ ‬تضحيات،‭ ‬وذلك‭ ‬بتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬لهم‭ ‬وإشعارهم‭ ‬بإنسانيتهم‭ ‬وحفظ‭ ‬كرامتهم‭. ‬

آمن‭ ‬بثقافة‭ ‬التطوع،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يسعى‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬المبرات‭ ‬الخيرية،‭ ‬فكبار‭ ‬السن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬هم‭ ‬نبع‭ ‬العطاء‭ ‬الدائم‭ ‬وعنوان‭ ‬الإيثار،‭ ‬والواجب‭ ‬يقتضي‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم‭ ‬ورد‭ ‬الجميل‭ ‬لهم،‭ ‬وغايته‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بارًا‭ ‬بهم‭ ‬وبوالديه‭ ‬اللذين‭ ‬يحن‭ ‬إليهما‭ ‬ويشعر‭ ‬أنهما‭ ‬مازالا‭ ‬حاضرين‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬وفي‭ ‬خطواته‭.‬

بنى‭ ‬السيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬البغلي‭ ‬ركائز‭ ‬مجتمعية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬التجربة،‭ ‬بحيث‭ ‬باتت‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام،‭ ‬بمنزلة‭ ‬ثقافة‭ ‬توعوية،‭ ‬عنوانها‭ ‬رعاية‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وغرس‭ ‬مفهوم‭ ‬الابن‭ ‬البار،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬أقام‭ ‬مجموعة‭ ‬مسابقات‭ ‬تتصل‭ ‬بالقصة‭ ‬والصورة،‭ ‬تسلط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬التميز‭ ‬والإبداع‭ ‬وبما‭ ‬يجذر‭ ‬الدعوة‭ ‬لتحصين‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬التفكك‭ ‬والتباعد‭ ‬بين‭ ‬أبنائها‭.‬

نجح‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬بطاقة‭ ‬مسن‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬عون‭ ‬حقيقي‭ ‬لهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬تتيح‭ ‬لحاملها‭ ‬الأفضلية‭ ‬بالمعاملات‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬أينما‭ ‬ذهب،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬له‭ ‬كمواقف‭ ‬للسيارات‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬احتياجاته‭ ‬قبل‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭. ‬

عمله‭ ‬في‭ ‬كشافة‭ ‬الكويت‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬زرع‭ ‬فيه‭ ‬خصال‭ ‬التطوع،‭ ‬ليعززها‭ ‬بمساعدة‭ ‬المسنين‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬وإشاعة‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬وغرسها‭ ‬بعقول‭ ‬الناشئة‭ ‬والأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬أقام‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬بينهم‭. ‬

جائزة‭ ‬‮«‬الابن‭ ‬البار‮»‬‭ ‬لصيقة‭ ‬بالسيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬البغلي،‭ ‬تسعى‭ ‬لإظهار‭ ‬هذا‭ ‬الابن‭ ‬الوفي‭ ‬ومدى‭ ‬احترامه‭ ‬ومساعدته‭ ‬لوالده‭ ‬المسن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جنوح‭ ‬البعض‭ ‬وعقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬تجاه‭ ‬والديهم،‭ ‬وهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬تكتسب‭ ‬ميزة‭ ‬تحفيز‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬لوالديهم‭ ‬عندما‭ ‬يتقدم‭ ‬بهم‭ ‬العمر‭. ‬

 

جائزة‭ ‬الابن‭ ‬البار

دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع،‭ ‬كيف‭ ‬بدأت‭ ‬بالعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬نبعت‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الابن‭ ‬البار‮»‬‭ ‬ورعاية‭ ‬المسنين؟‭ ‬يجيب‭ ‬وعلى‭ ‬لسانه‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬صحافي‭: ‬‮«‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬طرأت‭ ‬علي‭ ‬فكرة‭ ‬بدعوة‭ ‬نزلاء‭ ‬دار‭ ‬المسنين‭ ‬التابعين‭ ‬لوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لمزرعتي‭ ‬بالوفرة،‭ ‬وفعلاً‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الدعوة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬للنزلاء‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والموظفين،‭ ‬وفعلاً‭ ‬قامت‭ ‬أم‭ ‬رائد‭ ‬بمساعدة‭ ‬بناتي‭ ‬بتحضير‭ ‬غداء‭ ‬لهم‭ ‬طبخ‭ ‬بيتي‭ ‬كويتي،‭ ‬وقد‭ ‬قضينا‭ ‬يومًا‭ ‬ممتعًا‭ ‬معهم،‭ ‬فأصبحت‭ ‬عادة‭ ‬سنوية،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بيني‭ ‬وبينهم‭ ‬حتى‭ ‬المتعالجين‭ ‬بالخدمات‭ ‬المتنقلة،‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬تفاعل‭ ‬وتواصل،‭ ‬فطرح‭ ‬علي‭ ‬الإخوة‭ ‬بدار‭ ‬المسنين‭ ‬فكرة‭ ‬جائزة‭ ‬الابن‭ ‬البار‭ ‬لأرعاها،‭ ‬فوجدتها‭ ‬جيدة‭ ‬وبرًا‭ ‬بالوالدين،‭ ‬وغرسًا‭ ‬للقيم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فوافقت‭ ‬على‭ ‬رعايتها‭ ‬لعدد‭ ‬2000‭ ‬مسن،‭ ‬وشعرت‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬مقصر‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المسنين،‭ ‬فكان‭ ‬عندي‭ ‬إحساس‭ ‬باحتياجهم،‭ ‬لذا‭ ‬فكرت‭ ‬بإنشاء‭ ‬جمعية‭ ‬لرعاية‭ ‬المسنين،‭ ‬ومن‭ ‬أهدافها‭ ‬تشجيع‭ ‬الأبناء‭ ‬والبنات‭ ‬للبر‭ ‬بوالديهم،‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية،‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬باحتياجات‭ ‬المسن،‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬المسن،‭ ‬دمج‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬مع‭ ‬المسنين،‭ ‬تعزيز‭ ‬السلوك‭ ‬الإيجابي‭ ‬تجاه‭ ‬المسنين،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المعدات‭ ‬والأجهزة‭ ‬التعويضية‭ ‬للمسن،‭ ‬وتوفير‭ ‬مكان‭ ‬له‭ ‬كمنتجع‭ ‬أو‭ ‬شاليهات‭ ‬لقضاء‭ ‬الوقت،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬لبيته،‭ ‬كذلك‭ ‬توفير‭ ‬بعض‭ ‬المميزات‭ ‬للمعاقين‭ ‬كموقف‭ ‬سيارات،‭ ‬وقد‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬عام‭ ‬2007‮»‬‭.‬

شغل‭ ‬عدة‭ ‬مناصب‭ ‬قبل‭ ‬إبحاره‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬فقد‭ ‬تولى‭ ‬إدارة‭ ‬متحف‭ ‬الكويت‭ ‬الوطني‭ ‬عام‭ ‬1970،‭ ‬وشعر‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬مشوار‭ ‬حياته‭ ‬العملية‭ ‬بأهمية‭ ‬التراث،‭ ‬واتجه‭ ‬لمتحف‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬البدر‮»‬‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬بيت‭ ‬الغانم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المرسم‭ ‬الحر‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬المقتنيات‭ ‬الداخلية‭ ‬لهذه‭ ‬البيوت‭ ‬عدت‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬القديمة‭ ‬ومعرضًا‭ ‬لهواة‭ ‬الحرف‭ ‬القديمة،‭ ‬كما‭ ‬بادر‭ ‬بإنشاء‭ ‬أول‭ ‬مقهي‭ ‬شعبي‭ ‬على‭ ‬الطراز‭ ‬الكويتي‭ ‬واستمتع‭ ‬الجمهور‭ ‬به‭ ‬وبالخدمات‭ ‬التي‭ ‬يقدمها،‭ ‬كذلك‭ ‬بادر‭ ‬بإنشاء‭ ‬‮«‬يوم‭ ‬البحار‮»‬،‭ ‬بهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬البحري‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يفتخر‭ ‬بها،‭ ‬أنه‭ ‬نظم‭ ‬وأعد‭ ‬أول‭ ‬معرض‭ ‬مشترك‭ ‬للآثار‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وساهم‭ ‬بمشاريع‭ ‬الترويج‭ ‬السياحي‭ ‬وعمل‭ ‬رحلات‭ ‬بحرية‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬فيلكا‭.‬

خرج‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬والده‭ ‬بمنطقة‭ ‬شرق،‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬ديوان،‭ ‬خصص‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬لعمال‭ ‬وصناع‭ ‬البشوت‭ ‬وامتلكت‭ ‬العائلة‭ ‬مصنعًا‭ ‬للبشوت‭ ‬وآخر‭ ‬للإسفنج‭. ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬بنفسه‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وتعلم‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬أصول‭ ‬التعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬أسس‭ ‬شركة‭ ‬للحراسة‭.‬

عن‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬والعلاقة‭ ‬التي‭ ‬ارتبط‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬والديه‭ ‬يتحدث‭ ‬بالقول‭ ‬مع‭ ‬الزميلة‭ ‬هالة‭ ‬عمران‭: ‬‮«‬والدي‭ ‬طاهر‭ ‬أحمد‭ ‬البغلي‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬تجار‭ ‬البشوت‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬متخصصًا‭ ‬بخياطة‭ ‬البشوت،‭ ‬وكانت‭ ‬الخياطة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬يدوية،‭ ‬والآن‭ ‬لدينا‭ ‬مصنع‭ ‬وحيد،‭ ‬وهو‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬كويتي‭ ‬لنسج‭ ‬البشوت،‭ ‬ولدي‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬اتجها‭ ‬لتنمية‭ ‬تجارتنا‭ ‬القديمة‭ ‬‮«‬البشوت‮»‬،‭ ‬وهناك‭ ‬أنواع‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬البشوت‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬الواحد‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬من‭ ‬اتجهوا‭ ‬لصناعة‭ ‬الإسفنج‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬بدأوا‭ ‬صناعة‭ ‬الإسفنج‭ ‬وطوروها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬منحصرة‭ ‬في‭ ‬المراتب،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬الأثاث‭ ‬والديباج،‭ ‬وقد‭ ‬اتجهتُ‭ ‬مع‭ ‬ابن‭ ‬أخي‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬الحراسة‭. ‬

وتعلمت‭ ‬من‭ ‬والدي‭ ‬حب‭ ‬التجارة‭ ‬والصدق‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأمانة‭ ‬وإعطاء‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬شخصية‭ ‬اجتماعية‭ ‬محبوبة‭ ‬يحب‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭. ‬

أما‭ ‬الوالدة‭ ‬فكانت‭ ‬كنزًا‭ ‬من‭ ‬الحنان‭ ‬والعطف،‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقترب‭ ‬منها،‭ ‬وانتقلت‭ ‬إلى‭ ‬رحمة‭ ‬ربها‭. ‬

دراسته‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬ونيله‭ ‬شهادة‭ ‬الليسانس‭ ‬بالتاريخ‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬أهَّلَتْهُ‭ ‬ليكون‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬اتحاد‭ ‬المؤرخين‭ ‬العرب‭ ‬وتمثيله‭ ‬للكويت‭ ‬لدى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الذي‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬مقرًا‭ ‬له‭ ‬عند‭ ‬التأسيس‭. ‬

عشقه‭ ‬للكشافة،‭ ‬بدأ‭ ‬معه‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬الشباب‭ ‬وهو‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬ثانوية‭ ‬الشويخ،‭ ‬حيث‭ ‬التحق‭ ‬بفرقة‭ ‬الكشافة‭ ‬عام‭ ‬1956،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬عدة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬خيمة‭ ‬معلقة،‭ ‬ثم‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬قائد‭ ‬فرقة،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬الكشفي‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬1961‭ ‬وسافر‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬والقدس،‭ ‬وصقلت‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬الكشافة‭ ‬شخصيته‭ ‬بكونها‭ ‬حركة‭ ‬تربوية‭ ‬وثقافية‭ ‬تعلم‭ ‬منها‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬وغرست‭ ‬فيه‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬وانكسار‭ ‬الذات‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭. ‬

بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬بات‭ ‬اسمه‭ ‬حاملًا‭ ‬لثلاثة‭ ‬مسميات‭: ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬الكويتية‭ ‬الخيرية‭ ‬لرعاية‭ ‬وتأهيل‭ ‬المسنين،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مبرة‭ ‬إبراهيم‭ ‬طاهر‭ ‬البغلي‭ ‬للابن‭ ‬البار،‭ ‬وراعي‭ ‬جائزة‭ ‬البغلي‭ ‬للابن‭ ‬البار،‭ ‬أما‭ ‬المبرة‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الأهلي‭ ‬التطوعي،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مجالات‭ ‬لخدمة‭ ‬ودعم‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬بار‭ ‬بوالديه‭ ‬أو‭ ‬ولي‭ ‬أمره‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬أقاربه‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬ببر‭ ‬وطنه‭ ‬ومجتمعه‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬وخدمة‭ ‬وتأهيل‭ ‬الوالدين‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الجائزة‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ومن‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬حديثًا‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬150‭ ‬متطوعًا‭ ‬يساعدون‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومراكز‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬لتسهيل‭ ‬معاملاتهم‭.‬

وفي‭ ‬لقاء‭ ‬تلفزيوني‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬القنوات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬أوضح‭ ‬البغلي‭ ‬التعريف‭ ‬القانوني‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬ونظرة‭ ‬الجمعية‭ ‬لتلك‭ ‬الفئة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬كبير‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬زاد‭ ‬عمره‭ ‬على‭ ‬65‭ ‬عاما‭ ‬ولديه‭ ‬بعض‭ ‬العوائق‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬مزاولة‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬بشكل‭ ‬سليم،‭ ‬لكن‭ ‬جمعية‭ ‬المسنين‭ ‬ليس‭ ‬هدفها‭ ‬إيواء‭ ‬المسن‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬المسنين‭ ‬المحتاجين‭ ‬للإيواء‭ ‬هم‭ ‬عدد‭ ‬قليل،‭ ‬ومع‭ ‬التوعية‭ ‬التي‭ ‬ننشرها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العدد‭ ‬يقل‭ ‬ويتراجع،‭ ‬لأن‭ ‬وجود‭ ‬المسن‭ ‬بين‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬ضرورة‭ ‬لحالته‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية،‭ ‬لكن‭ ‬هدفنا‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬عامًا،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬عوائق‭ ‬صحية‭ ‬تمنعه‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬حياته‭ ‬كاملة‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬أي‭ ‬عائق،‭ ‬والجمعية‭ ‬تساعد‭ ‬المسنين‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أجهزة‭ ‬طبية‭ ‬تساعدهم،‭ ‬والجمعية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المسنين‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬كويتي‭ ‬ووافد،‭ ‬لأن‭ ‬أهدافها‭  ‬إنسانية‭ ‬تهتم‭ ‬بجميع‭ ‬المسنين،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعنى‭ ‬بالأصحاء‭ ‬أيضًا‭ ‬الذين‭ ‬تخطوا‭ ‬65‭ ‬عاما،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاعين‭ ‬الخاص‭ ‬والحكومي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المسنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬خصومات‭ ‬لتذاكر‭ ‬الطيران‭ ‬للمسن،‭ ‬وعمل‭ ‬خصومات‭ ‬للأماكن‭ ‬السياحية‭ ‬والترفيهية‭ ‬وخصومات‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬كارت‭ ‬للمسن،‭ ‬يمنحه‭ ‬خصومات‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهذا‭ ‬الشيء‭ ‬متبع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة،‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬الكويتية‭ ‬مشكورة‭ ‬قامت‭ ‬بعمل‭ ‬كارت‭ ‬للمسن‭ ‬يسهل‭ ‬له‭ ‬الدخول‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬دوره‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب،‭ ‬وتكون‭ ‬له‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬قطاعاتها‭ ‬المختلفة‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬وفي‭ ‬العمليات‭ ‬والأشعة‭ ‬وغيرها،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬نهدف‭ ‬لتوفير‭ ‬جميع‭ ‬المزايا‭ ‬للمسنين‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكارت‭ ‬وتتحمل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الخصم،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متبع‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‮»‬‭ .