الحدس الطبي

الحدس الطبي

‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬ساهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدكتورة‭ ‬كارولين‭ ‬ميس‭- ‬المعروفة‭ ‬بقدرتها‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬بيانات‭ ‬طاقة‭ ‬المرضى‭ ‬وتفسيرها‭ - ‬وجراح‭ ‬الأعصاب،‭ ‬المتدرب‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬‮«‬هارفرد‮»‬،‭ ‬نورمان‭ ‬شيلي،‭ ‬بنشر‭ ‬مصطلح‭ ‬الحدس‭ ‬الطبي‭ ‬Medical‭ ‬intuition،‭ ‬وقاما‭ ‬بإعداد‭ ‬برنامج‭ ‬لمنح‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بجامعة‭ ‬هولوس‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتأهيل‭ ‬باحثين‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بطب‭ ‬الطاقة‭ ‬والطب‭ ‬البديل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأليف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬وإجراء‭ ‬بحوث‭ ‬حول‭ ‬ممارسات‭ ‬التشخيص‭. ‬ولمواجهة‭ ‬الممارسين‭ ‬غير‭ ‬المؤهلين،‭ ‬قرر‭ ‬شيلي‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬لمنح‭ ‬مصداقية‭ ‬للمصطلح‭. ‬وقام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬ميس،‭ ‬بتأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأمريكي‭ ‬للحدس‭ ‬الطبي‭ ‬العلمي‭ ‬ABSMI،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬البديلة،‭ ‬ومن‭ ‬مهماته‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات‭ ‬ومنح‭ ‬الشهادات‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬امتهان‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المهن‭. ‬وترى‭ ‬ميس‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحدس‭ ‬الطبي‭ ‬الحدسي‭ ‬كعلم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نموذج‭ ‬علاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الجديد‭ ‬بات‭ ‬ضرورة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬الجاد‭ ‬لنضج‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وارتقائه‭ ‬ليقف‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬العلوم‭ ‬الأخرى‭.‬

تشير‭ ‬ميس‭ - ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬كتبها‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعًا،‭ ‬ومحاضراتها‭ ‬المنشورة‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب
إلى‭ ‬أن‭ ‬الحدس‭ ‬ليس‭ ‬موهبة‭ ‬باطنية‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬أشخاص‭ ‬دون‭ ‬سواهم؛‭ ‬ولا‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬لحماية‭ ‬الذات‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭ ‬والعلاقات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكاسب‭ ‬مادية؛‭ ‬ولكنه‭ ‬قدرة‭ ‬نمتلكها‭ ‬جميعًا‭. ‬وتكمن‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الاستجابة‭ ‬لما‭ ‬يخبرنا‭ ‬به‭ ‬الحدس؛‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬بنفسه‭ ‬ولا‭ ‬يصدقها،‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يتجاهل‭ ‬ما‭ ‬يمليه‭ ‬عليه‭ ‬حدسه،‭ ‬مثلًا،‭ ‬أو‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين،‭ ‬رغم‭ ‬إحساسه‭ ‬بضرورة‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنه‭ ‬يفتقد‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬ويرى‭ ‬الآخر‭ ‬منافساً‭ ‬له‭. ‬

  ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬الطبيعية،‭ ‬يقرأ‭ ‬حدسنا‭ ‬بصور‭ ‬آلية‭ ‬معلومات‭ ‬طاقات‭ ‬من‭ ‬حولنا؛‭ ‬وأثناء‭ ‬تواصلنا‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬محيطنا،‭ ‬يرسل‭ ‬مجال‭ ‬طاقتنا‭ ‬المحيط‭ ‬بالجسد‭ ‬رسائل،‭ ‬ونستقبل‭ ‬بدورنا‭ ‬رسائل‭ ‬أخرى‭ ‬تكون‭ ‬بمنزلة‭ ‬الانطباعات‭ ‬التي‭ ‬نكونها‭ ‬حدسًا‭. ‬ويستطيع‭ ‬الحدس‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬الطاقة‭ ‬ويقوم‭ ‬بتفسيرها‭ ‬وترجمتها‭ ‬عبر‭ ‬مراكز‭ ‬طاقة‭ ‬تلعب‭ ‬دور‭ ‬محطة‭ ‬الاستقبال‭ ‬والإرسال‭ ‬التي‭ ‬تنبهنا‭ ‬بشعور‭ ‬أو‭ ‬غريزة‭ ‬باطنية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬جيد‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬التوازن‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬

  ‬ويرى‭ ‬المتخصصون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬طاقتنا‭ ‬نتاج‭ ‬خبراتنا‭ ‬الباطنية‭ ‬والظاهرية‭ ‬الإيجابية‭ ‬منها‭ ‬والسلبية؛‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬يتم‭ ‬تتبع‭ ‬مراكز‭ ‬الطاقة‭ ‬المعتلة،‭ ‬وتدرس‭ ‬علاقاتها‭ ‬بأعضاء‭ ‬الجسم‭ ‬وبقضايا‭ ‬مختلفة،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تحقق‭ ‬الشفاء‭ ‬بحل‭ ‬القضايا‭ ‬العالقة‭.‬

  ‬وتتعلق‭ ‬مراكز‭ ‬الطاقة‭ ‬بسبع‭ ‬مراحل‭ ‬كلاسيكية‭ ‬للترقي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬أنفسنا‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭. ‬ولكل‭ ‬ثقافة‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬تقاليدها‭ ‬الخاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنضج‭ ‬البشر‭ ‬ومقدرتهم‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬قواهم‭ ‬الشخصية‭. ‬ويعد‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬بطلًا‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬وفي‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬دروسًا‭ ‬قيمة‭. ‬ومن‭ ‬خلاصات‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬نتطور‭ ‬وتشتد‭ ‬سواعدنا‭ ‬وتكون‭ ‬المشكلات‭ ‬والضغوط‭ ‬فرصًا‭ ‬للتعلم‭ ‬والاستبصار‭. ‬أما‭ ‬أول‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬نتلقاها‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬فهي‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الأسرة‭ ‬والعائلة‭ ‬والتوافق‭ ‬مع‭ ‬قوانينها؛‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬البلوغ‭ ‬نتعلم‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأكبر،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬وقت‭ ‬نختار‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬طريقين‭: ‬إما‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬التقاليد،‭ ‬وإما‭ ‬الانسجام‭ ‬معها؛‭ ‬ثم‭ ‬نتلقى‭ ‬دروس‭ ‬اكتساب‭ ‬مهارات‭ ‬وإتقان‭ ‬مهنة‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬كسب‭ ‬الرزق،‭ ‬ثم‭ ‬نكون‭ ‬أسرًا‭ ‬جديدة،‭ ‬ومع‭ ‬تقدم‭ ‬العمر‭ ‬نتحمل‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ونتعلم‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬ونكتسب‭ ‬حكمة،‭ ‬ويتعمق‭ ‬فهمنا‭ ‬ووعينا‭.‬

‭ ‬

خريطة‭ ‬مراكز‭ ‬الطاقة

    ‬يتبع‭ ‬قارئ‭ ‬بيانات‭ ‬الطاقة‭ ‬خريطة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬آلاف‭ ‬المراكز‭ ‬الثانوية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المراكز‭ ‬السبعة‭ ‬الأساسية‭ ‬التالية‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬رحلة‭ ‬التطور‭ ‬صعودًا‭ ‬من‭ ‬الأسفل‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬تعزيزنا‭ ‬لقوانا‭ ‬الباطنية‭ ‬بمنزلة‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬سطوة‭ ‬العالم‭ ‬المادي‭ ‬على‭ ‬أجسادنا‭ ‬وأرواحنا‭: ‬

1‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬طاقة‭ ‬الجذر‭ - ‬القبيلة‭ ‬أو‭ ‬العشيرة‭ - ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬ويمثل‭ ‬قضايا‭ ‬الانتماء‭ ‬والأمن‭ ‬وتمكن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأرض‭ ‬ومع‭ ‬الطبيعة‭ ‬والواقع‭ ‬المادي،‭ ‬ومن‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬المركز‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعظام‭ ‬والمفاصل‭ ‬والدم‭ ‬وجهاز‭ ‬المناعة‭.‬

2‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬طاقة‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬أسفل‭ ‬السرة‭ ‬ويمثل‭ ‬قضايا‭ ‬اللوم،‭ ‬والشعور‭ ‬بالذنب،‭ ‬والمال،‭ ‬والتناسل،‭ ‬والسيطرة،‭ ‬والإبداع،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭. ‬ومن‭ ‬مشكلاته‭ ‬الصحية‭ ‬آلام‭ ‬في‭ ‬أسفل‭ ‬الظهر‭ ‬والحوض‭ ‬والمثانة،‭ ‬ومشكلات‭ ‬في‭ ‬الخصوبة‭.‬

3‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬الطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬الموجودة‭ ‬عند‭ ‬السرة‭ ‬ويرتبط‭ ‬بقضايا‭ ‬كالخوف‭ ‬وتقدير‭ ‬الذات‭ ‬والثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭. ‬ومن‭ ‬متاعب‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بالهضم‭ ‬والوزن‭ ‬والكلى‭ ‬والإدمان‭. ‬

4‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬الطاقة‭ ‬العاطفية‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬الذي‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬الحب،‭ ‬والكره،‭ ‬والشعور‭ ‬بالغضب،‭ ‬والتمركز‭ ‬حول‭ ‬الذات،‭ ‬والتسامح،‭ ‬والتعاطف،‭ ‬والأمل‭ ‬والثقة‭. ‬ومن‭ ‬اعتلالات‭ ‬الصحة‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالقلب‭ ‬والصدر‭ ‬والرئة‭. ‬

5‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬طاقة‭ ‬الإرادة‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الحنجرة،‭ ‬والمرتبط‭ ‬بأمور‭ ‬كالتواصل،‭ ‬والاختيار،‭ ‬وقوة‭ ‬الإرادة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأحلام،‭ ‬وإصدار‭ ‬الأحكام،‭ ‬والمعرفة‭. ‬وبعض‭ ‬مشكلاته‭ ‬الصحية،‭ ‬اضطرابات‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬والرقبة‭ ‬والفك‭ ‬والفم‭ ‬والأسنان‭.‬

6‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬طاقة‭ ‬العقل،‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الناصية‭  (‬الجبهة‭) ‬ويعرف‭ ‬بالعين‭ ‬الثالثة،‭ ‬ويتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬كالحق‭ ‬والقدرات‭ ‬الفكرية،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬الآخرين،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬من‭ ‬الخبرات،‭ ‬والذكاء‭ ‬العاطفي‭. ‬ومن‭ ‬مشكلاته‭ ‬الصحية‭ ‬اضطرابات‭ ‬الدماغ‭ ‬والأذن‭ ‬والعين،‭ ‬وسوى‭ ‬ذلك‭. 

7‭ ‬‭- ‬مركز‭ ‬الطاقة‭ ‬الروحية‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الرأس،‭ ‬بموقع‭ ‬التاج،‭ ‬ويتصل‭ ‬بالقيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬والشجاعة‭ ‬والإيثار،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الكبرى‭ ‬والارتباط‭ ‬بالكون،‭ ‬وقضايا‭ ‬التقدم‭ ‬بالعمر،‭ ‬والإيمان‭ ‬والإلهام‭. ‬ومن‭ ‬مشكلاته‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الوراثية‭ ‬والأمراض‭ ‬المهددة‭ ‬للحياة‭.‬

ووفقًا‭ ‬لدراسة‭ ‬للطبيب‭ ‬دانيال‭ ‬بينور،‭ ‬يستطيع‭ ‬قارئ‭ ‬بيانات‭ ‬الطاقة‭ ‬استنباط‭ ‬انطباعات‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬الجسد،‭ ‬والعواطف،‭ ‬والعقل،‭ ‬والعلاقات‭. ‬وتتراوح‭ ‬طرق‭ ‬التقييم‭ ‬بين‭ ‬تقارير‭ ‬قصصية‭ ‬تشرح‭ ‬المشكلات،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وطريقة‭ ‬إيجاد‭ ‬مراكز‭ ‬الطاقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للمعالجة‭. ‬كما‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬المعالجين‭ ‬المعرفة‭ ‬الباطنية‭ ‬ونظام‭ ‬الدليل‭ ‬الحدسي‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬لوضع‭ ‬اليد‭ ‬بصورة‭ ‬آلية‭ ‬على‭ ‬موطن‭ ‬العلة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬الشعور‭ ‬بمجال‭ ‬الطاقة‭ ‬الحيوية‭ ‬وتتبعه‭ ‬بالإحساس‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لون‭ ‬معين‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬يراه‭ ‬المدربون‭ ‬بسهولة؛‭ ‬وربما‭ ‬يشعر‭ ‬قارئ‭ ‬بيانات‭ ‬الطاقة‭ ‬وهو‭ ‬يمر‭ ‬بيديه‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬المريض‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الحرارة‭ ‬أو‭ ‬البرودة،‭ ‬أو‭ ‬اللزوجة،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتفاعل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬طاقة‭ ‬قارئ‭ ‬البيانات‭ ‬ومجال‭ ‬طاقة‭ ‬المريض،‭ ‬ويؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬لتحسن‭ ‬الجسد‭ ‬العليل‭.‬

 

عقبات‭ ‬ومعوقات‭ ‬

  ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬الناشئ‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ميس،‭ ‬الفرق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬المادي‭ ‬المنطقي‭ ‬للطب‭ ‬الشائع‭ ‬والجوهر‭ ‬الفلسفي‭ ‬والعالم‭ ‬الباطني‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬لطب‭ ‬الطاقة؛‭ ‬ففي‭ ‬الطب‭ ‬التقليدي‭ ‬ينتج‭ ‬البحث‭ ‬المتكرر‭ ‬بيانات‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬وتشكل‭ ‬لبنات‭ ‬بناء‭ ‬العلم‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬مشابهة‭ ‬تتطلب‭ ‬الحل‭. ‬أما‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة،‭ ‬فتعد‭ ‬نوعًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬البيانات؛‭ ‬فهي‭ ‬بيانات‭ ‬لا‭ ‬تصمد‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬كأن‭ ‬يصاب‭ ‬شخص‭ ‬بالضيق‭ ‬في‭ ‬الـ«هنا‮»‬‭ ‬والآن‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬ليس‭ ‬بالأمس‭ ‬وربما‭ ‬ليس‭ ‬غدًا‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬غير‭ ‬مفيدة،‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬إلا‭ ‬للـ«هنا‮»‬‭ ‬والآن‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قياسها‭. ‬كما‭ ‬يصعب‭ ‬تفسير‭ ‬طاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬المغلقة‭ ‬اليوم،‭ ‬والمتدفقة‭ ‬غدًا‭ ‬بمعلومات‭ ‬ملموسة‭. ‬وإذا‭ ‬تحدث‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والمعتقدات،‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬أي‭ ‬اتجاه،‭ ‬وأي‭ ‬معتقد،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬هو‭ ‬المؤثر‭. ‬وأي‭ ‬منها‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬التوتر،‭ ‬وأي‭ ‬تفكير‭ ‬سلبي‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭. ‬

  ‬وتوجد‭ ‬تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬كقصور‭ ‬المصطلحات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطور‭ ‬هذا‭ ‬العلم،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفسر‭ ‬تشريح‭ ‬الطاقة‭ ‬بما‭ ‬يعتريها‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬وغموض،‭ ‬وتحدي‭ ‬وجود‭ ‬طريقة‭ ‬للقياس‭ ‬والربط‭ ‬بين‭ ‬قضايا‭ ‬مركز‭ ‬الطاقة‭ ‬الأول‭ ‬والمخاوف‭ ‬اليومية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬الخرافات‭ ‬على‭ ‬نضج‭ ‬الإنسان‭ ‬العاطفي‭ ‬لمعرفة‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬علاقات‭ ‬حميمية،‭ ‬وسوى‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬الطب‭ ‬التقليدي‭. ‬فالطاقة‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬العلاقات،‭ ‬وتقدير‭ ‬الذات،‭ ‬والنفوذ‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الرفض،‭ ‬والوضع‭ ‬المالي‭ ‬الشخصي،‭ ‬والحاجة‭ ‬للاعتراف،‭ ‬والخوف‭ ‬المزمن‭ ‬من‭ ‬الإذلال‭ ‬وقائمة‭ ‬بنود‭ ‬بلا‭ ‬نهاية؛‭ ‬جميعها‭ ‬مرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬بالصحة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالقوة؛‭ ‬فقليل‭ ‬الحيلة،‭ ‬كمثال،‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانه‭ ‬اتباع‭ ‬برنامج‭ ‬صحي؛‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬قياس‭ ‬شعور‭ ‬المرء‭ ‬بالقوة‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬بالطبع،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬للممارس‭ ‬القدير‭ ‬للحدس‭ ‬الطبي‭ ‬أن‭ ‬يقيمها‭. ‬

‭ ‬ومن‭ ‬العقبات‭ ‬أيضًا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بذاتية‭ ‬النتائج‭ ‬واعتمادها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نضج‭ ‬الممارس‭ ‬واتجاهاته‭ ‬ومعتقداته‭ ‬الشخصية،‭ ‬ومستوى‭ ‬الانضباط‭ ‬الباطني‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬جميعها‭ ‬دورًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬أدائه‭. ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬أمر‭ ‬توقع‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬حلاً‭ ‬لجميع‭ ‬المشكلات،‭ ‬وقراءة‭ ‬المستقبل،‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭. ‬فالممارس‭ ‬للحدس‭ ‬الطبي‭ ‬ليس‭ ‬قارئا‭ ‬للحظ‭ ‬أو‭ ‬كاشفًا‭ ‬عن‭ ‬المستقبل،‭ ‬وليس‭ ‬مشخصًا‭ ‬للمرض‭ ‬ولا‭ ‬معالجًا،‭ ‬لكنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تفسير‭ ‬بيانات‭ ‬طاقة‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬أمامه،‭ ‬ومعرفة‭ ‬علاقتها‭ ‬بالأمراض‭ ‬والأزمات‭ ‬الصحية‭. ‬أي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬كيف،‭ ‬ولماذا‭ ‬يفقد‭ ‬الإنسان‭ ‬طاقته،‭ ‬ولهذا‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يعمل‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬طبي‭ ‬متكامل‭ .‬