على أجنحة الرياح جئن من وادي «دهب»
من الذهب الخالص، كان الفنانون قديمًا يصنعون الأواني والأباريق المعدنية، وبعد أن جاء العصر الإسلامي وجد الخزّاف الحلول بعد العديد من التجارب، إلى أن تم اكتشاف تقنية البريق المعدني للخزف، الذي يعطي التأثير المذهّب نفسه على القطعة، فأصبحت فرحة الخزاف كفرحة الإنسان باكتشاف الذهب.
خبرات ألمانية في بيت الخزف الكويتي
باختلاف سكان العالم وحضاراتهم وخبراتهم وعلومهم المتنوعة، جاءت إلى الكويت على أجنحة الرياح ثلاث خزافات قدمن من أوربا، وتحديدًا من ألمانيا، ومعهن تقنيات البريق المعدني المذهّب المختلفة بأسلوبهن في حرق «الراكو»، لتحطّ رحالهن وتجربتهن على أرض الكويت.
وقد استضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت للفنانات اللاتي قدمن للمشاركة في ورشة عمل حول الخزف وإبداعاته، ضمن أنشطة الدورة الـ25 لمهرجان القرين الثقافي، وقالت مشرفة بيت الخزف الكويتي، ديمة القريني، إن هذه المشاركة هي الأولى لبيت الخزف في مهرجان القرين الثقافي، معتبرةً إياها فرصة رائعة لإظهار جمال هذا الفن وإبداعاته، وهي ترحب بالثقافة الألمانية في هذه المشاركة التي تعزز التنوع الثقافي والانتشار العالمي من خلال تجارب 3 خزافات متميزات من ألمانيا؛ هن باربرا سابين، وكريستا جيراد، وأورسولا هيلين، وذلك ضمن جولتهن لعرض مشروعهن الخاص تحت مسمى «على أجنحة الرياح»، وقد قمن بجولة دولية بدأنها من منطقة دهب في مصر على الشاطئ وقرب الصحراء، حيث كان احتكاكهن بالرمال والصخور والرياح. ولفتت القريني إلى أن هذا الفن مازال بحاجة إلى كثير من الدعم من الجهات المعنية ليحقق أكبر انتشار.
تصميم عمل فني مركّب
في ورشة عمل على مدار خمسة أيام، قدمن عملًا مركبًا بدأ بالتشكيل اليدوي ثم بالحرق، وبعد ذلك تمت إضافة كلمة «دهب» إليه، نسبة إلى المنطقة التي أحضرن منها المادة الأولية (الطين)، وقد شاركن برؤيتهن مع الخزافين الكويتيين، الذين توافدوا للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار والمهارات فيما بينهم.
واتخذ المجسم شكل عمودين طوليين، تمحور على كل عمود منهما كتل خزفية مجوفة على شكل أحجار مختلفة، ويعلوهما شكلان للهلال والقمر المذهّبين بتقنية التذهيب المعدني للخزف.
وأشارت القريني إلى أن هذا العمل يساهم في زيادة خبرة الخزافين ومهاراتهم، بما يشكّل جسر تواصل بين «دهب» في مصر وألمانيا والكويت، وينمّي قدرات الخزافين الكويتيين وخبراتهم. ولفتت إلى أن هذا الفن مازال بحاجة إلى كثير من الدعم من الجهات المعنية، ليحقق انتشارًا أكبر، حيث إن بيت الخزف الكويتي هو حديث العهد، ومنذ أن تم افتتاحه في عام 2015 وهو يقدم فعاليات متتالية، منها ورشات العمل والمحاضرات والأمسيات الثقافية.
ومن هنا جاءت إقامة هذه الورشة وورشات أخرى، فقد سبق أن استضاف خزافين من دول الخليج العربي، وورشات للأطفال وأخرى لحريق الراكو، وغيرها من الأنشطة والفعاليات .
التقنية المستخدمة في تجويف القطع الخزفية
إحدى طرق تفريغ الهواء من مسامات الطين الخزفي