صحة طفلك.. في سفر وانتقالات الأسرة هالة حلمي

صحة طفلك.. في سفر وانتقالات الأسرة

قد يتعرض الطفل في حله وترحاله وسفره مع الأسرة من بلد إلى آخر، إلى بعض المتاعب الصحية الناجمة عن انتقالاته، فقد لا تتحمل طبيعته الرقيقة التغيرات المناخية والطبيعية التي يواجهها بين الحين والآخر، ومما لا شك فيه أن طبيعة كل طفل تختلف عن الآخر فيما يتعرض له بعض الأطفال قد لا يواجهه أطفال آخرون.

وتقع المسئولية على عاتق الأم، فهي الملاحظة المباشرة لصحة طفلها.

فما هي الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها بعض الأطفال من جراء انتقالهم وسفرهم؟ وما هي أعراض هذه الأمراض وكيف يمكن تلافيها؟.

هذا ما يجيب عنه أطباء الأطفال في مختلف تخصصاتهم.

يقول د. محمود شفيق، رئيس قسم الأطفال بمستشفى المعادي العسكري:

أشيع في الأزمنة الماضية أن تغيير الجو يسبب كثيرا من الأمراض، ولكن في الواقع أن تغيير الجو يسبب انتعاشا فكريا وذهنيا وتجديدا للنشاط نظرا لتجديد الأجواء المحيطة وتغيير المناظر الطبيعية، مما يدخل على النفس البهجة والسرور واسترخاء الجهاز العصبي. والحقيقة أن تغيير الجو المفاجئ بمعنى الخروج المفاجئ من جو حار إلى جو بارد أو العكس قد يؤدي إلى إصابة الطفل - وهو موضوع الحديث - بكثير من أمراض الجهاز التنفسي والربو وأمراض الحساسية وذلك لأن وجود الطفل في جو حار يؤدي إلى تمدد في الأوعية الدموية المغذية للجهاز التنفسي، وعند خروجه المفاجئ إلى الأجواء الباردة يحدث انقباض مفاجئ في هذه الأوعية مما يؤدي إلى هجوم الميكروبات على الجهاز التنفسي.

وفي حالات السفر لا يكون التغيير في الجو مفاجئا بالانتقال بالطائرة في خمس أو ست ساعات. كما أن تداول معلومات الأرصاد الجوية بين البلدان يجعل الأفراد على علم كامل بالأجواء في البلاد الأخرى، مما يستدعي أن تحتاط الأم بتهيئة طفلها للمناخ الجديد بارتداء الملابس الثقيلة في حالة السفر إلى بلاد باردة، أو بالملابس الخفيفة في السفر إلى بلاد حارة، ومع هذه الوسائل البديهية التي تحتاط بها الأم فإن كثيرا من الأطفال يصابون ببعض أمراض الحساسية نتيجة ذهابهم إلى بلاد رطبة فمثلا الطفل المريض بالربو الرطوبة على جلد الطفل فيظهر الطفح الجلدي أو الالتهابات الجلدية، لذلك لا بد من المحافظة على نظافة وجفاف جلد الطفل وتجفيفه جيدا بعد الحمام، مع تجنب استعمال الملابس المصنوعة من الصناعية.

وأمراض العيون

تعتبر العيون أحد الأعضاء الحساسة بالنسبة للطفل، إذ يرى د. خالد المرشدي إخصائي العيون أن سفر الطفل يرتبط بتغيير في الجو، وفي العادات نفسها وفي طبيعة الغذاء فيقول: إنه بالنسبة لأمراض العيون التي قد يصاب بها الطفل من جراء سفره إلى أماكن حارة، نجد أن مرض "التراكوما" غير موجودة في البلاد الباردة ولا بد أن تراعى الأم في طفلها - في هذه الحالة - نظافته الشخصية بعدم لمس العين قبل غسيل الأيدي ومراعاة عدم طول الأظافر، أيضا مقاومة الحشرات الطائرة التي تنقل عدوى هذا المرض، والتخلص السليم من إفرازات العين.

أيضا هناك أمراض العيون التي ترتبط بالتعرض للشمس وللأشعة فوق البنفسجية مثل الرمد الربيعي، وهو عبارة عن إفرازات لزجة بيضاء بالعين مع حرقان شديد والرغبة في حك العين، كذلك فالنظر المباشر لأشعة الشمس الشديدة قد يؤدي إلى حرق مقلة العين، مما يعرض الطفل إلى ضعف شديد في الإبصار. في هذه الحالة لا بد أن تجنب الأم طفلها التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وبدون داع، ويحبذ ارتداء أنواع جيدة من النظارات الشمسية لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، والمواظبة على العلاج الموضعي إلى جانب مضادات الحساسية، كذلك التعرض لأشعة الشمس والأتربة لفترات طويلة يساعد على ظهور "الظفرة" بالعينين

الأمراض الصدرية والجلدية

ويرى د. مصطفى علي وهبة، استشاري الأمراض الصدرية أنه حين ينتقل الطفل من بيئة إلى أخرى قد يتعرض لمتاعب صحية سواء حين ينتقل من بيئة التي يعيش فيها إلى بيئة جديدة، أو حين يعود من هذه البيئة الجديدة إلى وطنه الأم فيصاب بعض الأطفال بأنواع من حساسية الصدر وضيق الشعب الهوائية كنتيجة لتغير الجو المحيط به فيتعرض إلى كحة مستمرة وضيق في التنفس ويسمع صوت مع التنفس، وتزداد هذه الأعراض ليلا أو عند التعرض لروائح نفاذه.

أما د. مصطفى أبوزيد إخصائي الأمراض الجلدية فيقول: انتقال الطفل من بلد لآخر أو من جو لآخر قد يعرضه لبعض الأمراض الجلدية مثل "الأرتيكاريا المائية أو المتحيية" وتظهر على هيئة حبوب حمراء تؤدي إلى الهرش وتتكون فقعة مائية صغيرة في منتصف الحبة بعد يوم أو يومين.

وينبغي عند علاج هذا المرض الجلدي النظافة التامة والقضاء على الحشرات المنزلية مثل الناموس، ويمنع الطفل من تناول المأكولات التي تؤدي إلى زيادة الهرش أو الحك (الموز - الفراولة - المانجو - السمك - البيض - الألبان ومنتجاتها - الشيكولاته). كذلك قد يتعرض الطفل لأرتيكاريا بسبب تغير الجو وهي مصحوبة بحكة شديدة للجلد مع تورم واحمرار متنقل في أي موضع من الجلد، ووجد أن هذه الأرتيكاريا ناتجة عن الأغذية التي تزيد الحكة وإعطاء الطفل أحد مضادات "الهستيامين".

قد يؤدي انتقال الطفل من بلد حار إلى بلد بارد إلى ظهور ما يسمى بـ " Chiblair " وهو مرض جلدي يصيب أصابع اليدين والرجلين، إذ يزرق الجلد ويشعر الطفل ببرودة أو سخونة بالأطراف، هذا المرض ينتج عن حدوث خلل في الدورة الدموية بالأطراف، وأهم شيء هنا تدفئة الطفل

أما إذا انتقل الطفل من بلد بارد إلى بلد حار فقد يتعرض إلى بعض الالتهابات البكترية التي تصيب الجلد ومنها ما يسمى "بالحصف" ويظهر على هيئة بثور صديدية حول فتحات الوجه وسريعا ما يؤدي إلى حدوث قشور، وقد يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة، ولعلاجها تزال هذه البثور بمحلول ملح مع دهان المراهم التي تحتوي على مضاد حيوي.

وهكذا فإن انتقال الطفل من بلد إلى آخر يحتاج إلى عناية واهتمام، ولا بد أن تهتم الأم بصحة طفلها بعرضه على الطبيب.

 

هالة حلمي