الشاعر الفلسطيني محمّد الريشة: أريد أن أكتب الحياةَ بكليَّتها شعرًا

الشاعر الفلسطيني محمّد الريشة: أريد أن أكتب الحياةَ بكليَّتها شعرًا

 شاعرٌ لغته الشعر في لحظات حبّ وغرام حتى في حديثه اليوميّ، ولا يبدو منطاد النجاة من الرتابة فحسب، بل حرية الحريّة!
محمّد حلمي الريشة شاعرٌ من طراز رفيع، هكذا قرأت وقرأ الآخر معي كتاب مثابرته وهو يربض في إيقاع الكلمات/ الخلاص... يسكن في اللغة/ الحلم أو تسكنه، لا فرق! هي وجوده الأول بجغرافيا أحاسيس لا تقبض عليها الكلمات بسهولة... اللغة/ الحلم بطل هواجسه وأحلامه وتداعياته التي ينثر عطرها في قوافي القصيدة... ولا طموح لديه أسمى وأمثل من أن يكتب الحياة شعرًا صافيًا عابرًا للأزمان!

 

شاعرٌ‭ ‬ينطق‭ ‬بملامحه‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬الشعر‭!‬

والشعر‭ ‬وحده‭ ‬بوح‭ ‬الروح‭ ‬المتشظية‭ ‬حبًّا‭ ‬وإصرارًا‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬الحياة‭ ‬وترتيبها‭... ‬لا‭ ‬ليغيّر‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصيدة‭ ‬في‭ ‬تمردها‭ ‬الضروريّ‭ ‬المحبّب،‭ ‬بل‭ ‬العيون‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬الواقع،‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬كازنتزاكي‭. ‬ليبدو‭ ‬أنّ‭ ‬دفقات‭ ‬الشعر‭ - ‬وهي‭ ‬برقّة‭ ‬تثاؤب‭ ‬فراشة‭ - ‬بدأت‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الأرض‭ / ‬الأمّ‭ ‬بضة‭ ‬الثديّ‭... ‬والشعر‭ ‬يرثه‭ ‬الاسم‭ ‬الباقي‭ ‬أبدًا،‭ ‬أثره‭ ‬المنغم‭ ‬الذي‭ ‬يدلّ‭ ‬عليه‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬زمانه‭.‬

الشعر‭ ‬لديه‭ ‬سؤال‭.. ‬وجينات‭ ‬الإبداع‭ ‬الجاد‭ ‬والهادف‭ ‬عبقرية‭ ‬السؤال‭ / ‬نضج‭ ‬الفكر‭ ‬الذي‭ ‬يتلهف‭ ‬إليه‭ ‬الجواب‭ ‬حتّى‭ ‬اللهاث‭... ‬ولا‭ ‬جدوى‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬جدواه‭!‬

لا‭ ‬يضع‭ ‬الشاعر‭ ‬الريشة‭ ‬تعريفًا‭ ‬للشعر،‭ ‬لأنه‭ ‬صعب‭ ‬التعريف،‭ ‬ومن‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬كمن‭ ‬يقبض‭ ‬على‭ ‬الجمر‭... ‬لكنّه‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬الحداثة‭ ‬نسيجًا‭ ‬تأمليًّا‭ ‬بديعًا،‭ ‬ونبوئيًّا‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬كبير،‭ ‬وحلميًّا‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬حدود‭ ‬الحلم،‭ ‬وليس‭ ‬خطابًا‭ ‬بيانيًّا،‭ ‬مقتولًا‭ ‬سلفًا‭ ‬بمفرداته‭ ‬السطحية‭ ‬المملّة‭ ‬المباشرة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬القصيدة‭ ‬المنبريّة‭ ‬سارقة‭ ‬الزمن،‭ ‬خادعة‭ ‬للأحاسيس،‭ ‬وبين‭ ‬الحداثية‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬الخيال‭ ‬لتهذّب‭ ‬القلب‭ ‬والعقل‭ ‬معًا‭... ‬الذاكرة‭ ‬والنسيان‭ ‬معًا‭.‬

 

الكتابة‭ ‬تبقى‭... ‬والشعر‭ ‬أيقونتها‭ ‬في‭ ‬اللازمان‭!‬

لا‭ ‬يرى‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬د‭. ‬محمّد‭ ‬الريشة‭ ‬أنّ‭ ‬الشعر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬مكانه‭ ‬المخمليّ‭ ‬لفنّ‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬كرسيه‭ ‬الوثير،‭ ‬وهو‭ ‬البوّابة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬مرّت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قوافل‭ ‬ومواكب‭ ‬كل‭ ‬فنون‭ ‬الكتابة‭... ‬ونحن‭ ‬أمّة‭ ‬شعر،‭ ‬ولسنا‭ ‬أمّة‭ ‬شهرزاد،‭ ‬وحكاياتها‭ ‬السحرية‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعزف‭ ‬القصيدة‭/ ‬الحلم‭ ‬أوركستراها‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكونيّة‭.. ‬وفي‭ ‬شذرات‭ ‬حديثه‭ ‬الكثير‭ ‬ممّا‭ ‬يجدّد‭ ‬نبض‭ ‬القلب،‭ ‬ويعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬سكنات‭ ‬الروح‭.‬

‭-‬محمد‭ ‬حلمي‭ ‬الريشة،‭ ‬مبحرٌ‭ ‬بزورق‭ ‬بنفسجيّ‭ ‬إلى‭ ‬اللامكان،‭ ‬لإدانة‭ ‬الزمن‭ ‬بحبر‭ ‬مختلف،‭ ‬وريشة‭ ‬لا‭ ‬ترتجف،‭ ‬وهو‭ ‬يكتب‭ ‬شهادة‭ ‬بأبجدية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ضدّ‭ ‬العالم،‭ ‬وانتصارًا‭ ‬لحياة‭ ‬بعد‭ ‬الحياة‭! ‬ماذا‭ ‬قلت،‭ ‬وماذا‭ ‬تقول،‭ ‬وستقول‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬شاعر‭ ‬تتوسّل‭ ‬الكلمات‭ ‬أصابعه‭ ‬وقريحته‭ ‬معًا؟

‭- ‬قلت‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬الشّاعر‭ ‬فيّ‭ ‬أن‭ ‬يقوله،‭ ‬على‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬القول‭/ ‬الأقوال‭ ‬تبقى‭ ‬ناقصةً،‭ ‬وغير‭ ‬مشبعة‭ ‬لشاعر‭ ‬نهم‭ ‬مثلي،‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬الحياة‭ ‬بكلّيّتها‭ ‬شعرًا؛‭ ‬بأن‭ ‬ينتصر‭ ‬للحقّ،‭ ‬والحرّيّة،‭ ‬والجمال‭/ ‬الإنسان‭. ‬

لكنّي،‭ ‬وبعد‭ ‬مشوار‭ ‬شعريّ‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬زمنيًا،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّني‭ ‬أشعر‭ ‬بحاجتي‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬الزّمن‭/ ‬زمني؛
لأقول‭/ ‬أكتب‭ ‬ما‭ ‬أنتظره‭ ‬وينتظرني،‭ ‬فالأعمال‭ ‬اليوميّة‭ ‬المتكاثرة‭ ‬في‭ ‬شتّى‭ ‬الحقول‭ ‬الثّقافيّة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوظيفيّ،‭ ‬تحرّق‭ ‬أصابعي‭ ‬وعيوني،‭ ‬بل‭ ‬وتتعب‭ ‬بدني‭ ‬كلّه‭ ‬بسبب‭ ‬الجلوس‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬والذي‭ ‬ينشأ‭ ‬من‭ ‬غيبوبة‭ ‬العمل‭/ ‬الإبداع‭. ‬

أيضًا،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السّهل‭ ‬احتواء‭ ‬اللّغة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتناقي‭ ‬الشّديد‭ ‬لها؛‭ ‬فهي‭ ‬الأصل‭ ‬والصّورة،‭ ‬والمبدع‭ ‬والمرآة،‭ ‬لذا‭ ‬أعتبرها‭ (‬بطل‭) ‬النّصّ‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬عمل‭ ‬أدبيّ،‭ ‬وبخاصّة‭ ‬وبضرورة،‭ ‬الشّعر؛‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬الماحي،‭ ‬الأنيق‭ ‬الوحشيّ،‭ ‬المضيء‭ ‬نهارًا‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬الشّمس،‭ ‬المنير‭ ‬ليلًا‭ ‬رغم‭ ‬وجنة‭ ‬القمر‭. ‬يقول‭ ‬بول‭ ‬فاليري‭: ‬‮«‬في‭ ‬كلّ‭ ‬قصيدة‭ ‬عظيمة،‭ ‬قصيدةٌ‭ ‬ثانيةٌ‭ ‬هي‭ ‬اللّغة‮»‬‭. ‬

 

للشعر‭ ‬حصته‭ ‬الكبرى،‭ ‬فهو‭ ‬بداية‭ ‬الوردة

‭-‬سيرتك‭ ‬الذاتية‭ ‬ترسم‭ ‬لي‭ ‬فسيفساء‭ ‬إبداعية‭ ‬باهرة‭: ‬شعر،‭ ‬وترجمة،‭ ‬وصحافة،‭ ‬ومعاجم،‭ ‬وأنطولوجيا،‭ ‬وغيرها‭... ‬أين‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬المضنية‭ ‬بكلّ‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬ولذة؟‭ ‬ماذا‭ ‬أخذت‭ ‬منك؟‭ ‬وماذا‭ ‬أعطتك؟

‭- ‬حقًّا‭ ‬إنّها‭ ‬رحلةٌ‭ ‬مضنيةٌ‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وقصيرةٌ‭ ‬بطولها‭ ‬النّسبيّ،‭ ‬لكنّ‭ ‬لها‭ ‬لذّة‭ ‬حبّة‭ ‬الخوخ‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬أوانها،‭ ‬بخاصّة‭ ‬حين‭ ‬يبقى،‭ ‬بقصد‭ ‬منك،‭ ‬بطء‭ ‬مذاقها‭ ‬في‭ ‬فمك‭! ‬

طبعًا‭ ‬للشّعر‭ ‬حصّته‭ ‬الكبرى؛‭ ‬فهو‭ ‬بداية‭ ‬
الوردة‭/ ‬وردتي،‭ ‬منذ‭ ‬سنيّ‭ ‬مراهقة‭ ‬استعجلت‭ ‬مرورها‭ ‬لأكون‭ ‬مُلتهم‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬شائكة،‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللّحظة‭ ‬العامرة‭ ‬بقلقي‭ ‬وردّة‭ ‬اقتناعي‭! ‬

لقد‭ ‬أخذت‭ ‬منّي،‭ ‬برضائي‭ ‬سعيًا‭ ‬حثيثًا،‭ ‬جلّ‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬وإنّي‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬أتساءل‭: ‬لم‭ ‬فعلت‭ ‬هذا؟‭ ‬وهل‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬قادني‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬بتسلّقي‭ ‬شجرة‭ ‬الشّعر‭ ‬رافضًا‭ ‬النّزول،‭ ‬على‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬أنّني‭ ‬هبطتها‭ ‬مرّات‭ ‬عدّة‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬أعود‭ ‬إليها؟‭ ‬وكلّ‭ ‬مرّة‭ ‬أعود‭ ‬إليها،‭ ‬جمالًا‭ ‬وجنونًا،‭ ‬راجيًا‭ ‬غفرانه،‭ ‬وكان‭ ‬يتقبّلني‭ ‬بقَبول‭ ‬حسَن؛‭ ‬فهو‭ ‬يعرفني‭ ‬ويعرّفني‭ ‬أكثر‭ ‬منّي‭. ‬

ما‭ ‬أعطتني‭ ‬سيرتي‭ ‬الثّقافيّة،‭ ‬هو‭ ‬اسمي‭ ‬الشّاعر؛‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬الأبقى‭ ‬منّي‭ ‬بعد‭ ‬رحيلي،‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭: ‬أعمالي‭/ ‬آثاري‭ ‬الشّعريّة،‭ ‬وغيرها،‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬مرّ‭ ‬من‭ ‬عمري‭. ‬

إذا‭ ‬كانت‭ ‬صورة‭ ‬الإنسان‭ ‬أبقى‭ ‬منه،‭ ‬فلمَ‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬أثرًا‭ ‬منه،‭ ‬يظلّ‭ ‬ينبض‭ ‬بالحياة،‭ ‬بعد‭ ‬ذهاب‭ ‬حياته؟‭! 

 

جدوى‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬البشر‭ ‬إليه

‭-‬تتعدد‭ ‬فنون‭ ‬الإبداع‭ ‬بكلّ‭ ‬أسئلتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية،‭ ‬ونحن‭ ‬ننحاز‭ ‬للشعر‭ ‬دائمًا،‭ ‬لماذا‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غيره؟‭ ‬وما‭ ‬جدوى‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬وعصر‭ ‬باتا‭ ‬غير‭ ‬شعريين؟

‭- ‬ننحاز‭ ‬للشّعر‭ ‬لأنّه‭ ‬الإبداع‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يكتبنا‭! ‬فهو‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬دواخلنا،‭ ‬مثل‭ ‬نسمة‭ ‬فجريّة‭ ‬مشتهاة،‭ ‬غزيرة‭ ‬بالأسئلة‭ ‬الوجوديّة،‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬داكن‭ ‬الضّوء،‭ ‬أو‭ ‬مثل‭ ‬عاصفة‭ ‬صارخة،‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬كعب‭ ‬القلب،‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬بشاعة‭ ‬أي‭ ‬إنسان؛‭ ‬يقلّب‭ ‬الحياة‭ ‬المعطاة‭ ‬على‭ ‬جمار‭ ‬الشّرّ،‭ ‬والحروب،‭ ‬والاستغلال،‭ ‬والعبوديّة،‭ ‬والخديعة،‭ ‬وحذف‭ ‬المعنى‭ ‬الإنسانيّ‭ ‬من‭ ‬معجم‭ ‬الوجود‭ ‬الجميل‭! ‬

أمّا‭ ‬الشّقّ‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬السّؤال،‭ ‬فجواب‭ ‬الجدوى‭ ‬فيه؛‭ ‬لأنّنا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ (‬مكان‭) ‬وعصر‭ (‬زمان‭) ‬غير‭ ‬شعريّين‭. ‬وبذا،‭ ‬تظلّ‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الشّعر‭ (‬الإبداعيّ‭) ‬مهمّةً‭ ‬وضروريّةً،‭ ‬فجدواه‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬البشر‭ ‬إلى‭ ‬الشّعر،‭ ‬حاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬النّقاء‭ ‬والصّفاء‭ ‬والبهاء،‭ ‬والأمان‭ ‬والحريّة‭ ‬والحبور،‭ ‬والخير‭ ‬والعدل‭ ‬والجمال‭. ‬دور‭ ‬الشّعر‭ ‬أن‭ ‬ينادي‭ ‬بهذا‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬عالم‭ ‬وعصر،‭ ‬بأن‭ ‬يحضّ‭/ ‬يحرّض‭/ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬كيفيّة‭ ‬تصويب‭ ‬بوصلته‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬بلُغة‭ ‬راقية؛‭ ‬تنشّط‭ ‬فيه‭ ‬شبق‭ ‬الذّاكرة،‭ ‬وتثير‭ ‬فيه‭ ‬شهوة‭ ‬المخيّلة‭. 

 

الشعر‭ ‬استشراف‭ ‬الآتي‭... ‬وطارح‭ ‬أسئلة‭ ‬بلا‭ ‬إجابات‭ ‬

‭-‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عملًا‭ ‬شعريًا‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬‮«‬الخيل‭ ‬والأنثى‮»‬‭ (‬1980‭)‬،‭ ‬وليس‭ ‬انتهاء‭ ‬بـ«قمر‭ ‬أم‭ ‬حبة‭ ‬أسبرين‮»‬‭ (‬2011‭)‬،‭ ‬و«أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬فيّ‮»‬‭ (‬2015‭)... ‬أما‭ ‬زلت‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬الشعر؟‭ ‬وهل‭ ‬استطاع‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬أسئلتك‭ ‬العصية؟‭ ‬أيهما‭ ‬الأقرب‭ ‬لرؤاك،
الكلمة‭/ ‬الشعر،‭ ‬أم‭ ‬الفعل‭/ ‬الرصاصة،‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬جغرافية‭ ‬وطن‭ ‬مغيّب‭ ‬بإمضاء‭ ‬عالم‭ ‬منحاز‭ ‬للظلمة،‭ ‬ويستهجن‭ ‬مواكب‭ ‬النور؟

‭- ‬ما‭ ‬من‭ ‬مراهنة‭ ‬على‭ ‬الشّعر،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬عدو‭ ‬حصان‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬لتحقيق‭ ‬مادّيّة‭ ‬ما‭.‬

الشّعر،‭ ‬ولست‭ ‬أعرّفه،‭ ‬استشرافٌ‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬آت،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬معطيات‭ ‬الحاضر،‭ ‬وعبر‭ ‬سبر‭ ‬مسارات‭ ‬الماضي‭. ‬

والشّعر‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أدواره‭ ‬أن‭ ‬يجيب‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة،‭ ‬أيًّا‭ ‬كان‭ ‬هدفها‭ ‬أو‭ ‬فحواها،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬من‭ ‬وظائفه‭ ‬المثلى‭ ‬أن‭ ‬يطرح‭ ‬الأسئلة،‭ ‬حتّى‭ ‬الّتي‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬إجاباتٌ‭. ‬إنّ‭ ‬الأقرب‭ ‬لرؤاي‭ ‬هو‭ ‬الكلمة‭/ ‬الشّعر،‭ ‬وليس‭ ‬الفعل‭/ ‬الرّصاصة،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أهميّة‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬المحتلّ،‭ ‬واستلاب‭ ‬حضوره،‭ ‬واحتلال‭ ‬أرضه،‭ ‬وسرقة‭ ‬مقدّرات‭ ‬وطنه‭ ‬الشّرعيّ،‭ ‬فهذا‭ ‬حقٌّ‭ ‬مشروعٌ‭. ‬لقد‭ ‬قلت‭ ‬ضمن‭ ‬ذات‭ ‬نصّ‭: ‬

‮«‬‭... ‬

مهما‭ ‬نزفت‭ ‬قداسة‭ ‬الفكرة؛‭ ‬

السّيف‭ ‬للشّرّ،‭ ‬والطّيف‭ ‬للشّعر‮»‬‭. 

 

إنّنا‭ ‬أمّة‭ ‬شعر‭... ‬ولسنا‭ ‬أمّة‭ ‬شهرزاد‭ ‬

‭<‬‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الأدبية‭ ‬واللقاءات‭ ‬الشعرية‭ ‬العربية‭... ‬ماذا‭ ‬تقدّم‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬للشعر،‭ ‬وهو‭ ‬مطرود‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬الناشر‭ ‬المخملية‭ ‬الذي‭ ‬ينصب‭ ‬سريره‭ ‬تحت‭ ‬بناية‭ ‬الرواية،‭ ‬ومن‭ ‬وقت‭ ‬الجمهور‭ ‬الذهبي؟‭ ‬وماذا‭ ‬تقدّم‭ ‬للإنسان‭/ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬وسادته‭ ‬القلق‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬بيته‭ ‬وأطفاله‭ ‬وحياته؟‭ ‬حدّثني‭! ‬علّك‭ ‬تجلي‭ ‬بعض‭ ‬صدأ‭ ‬القلب،‭ ‬أخي‭ ‬الحبيب‭!‬

‭- ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تقدّم‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الأدبيّة‭ ‬والملتقيات‭ ‬الشّعريّة‭ ‬شيئًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬للشّعر؛‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬فوائدها‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرّد‭ ‬التّعارف‭ ‬الشّخصيّ‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الإدراك‭ ‬الشعريّ‭. ‬

ثمّ‭ ‬إنّ‭ ‬الشّعر‭ ‬الإبداعيّ‭ ‬الحداثيّ؛‭ ‬الشّعر‭ ‬ذا‭ ‬التّأمّل‭ ‬والتّحليق‭ ‬والمخيّلة،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قابلًا‭ ‬للإلقاء‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الشّعريّة‭ ‬العربيّة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدةً‭ ‬آنذاك،‭ ‬كذلك‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬بيانًا‭ ‬خطابيًّا‭ ‬بلغة‭ ‬سطحيّة‭ ‬مباشرة؛‭ ‬يشنّف‭ ‬الآذان‭ ‬باللّعب‭ ‬بعواطف‭ ‬المستمع‭ ‬وقت‭ ‬إلقائه،‭ ‬ويثير‭ ‬حماسة‭ ‬الأكفّ‭ ‬للتّصفيق،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬أنّه‭ ‬صار‭ ‬يطبع‭ ‬في‭ ‬كتب‭ (‬دواوين‭ ‬ومجموعات‭ ‬شعريّة‭)‬،‭ ‬وبإمكان‭ ‬القارئ‭ ‬المثقّف‭ ‬والواعي،‭ ‬وليس‭ ‬المتلقّي،‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬زمن‭ ‬ومكان‭ ‬قراءته‭ ‬للشّعر،‭ ‬وحالته‭ ‬القابلة‭ ‬لهذه‭ ‬القراءة،‭ ‬فالقراءة‭ ‬عملٌ‭ ‬إبداعيٌّ‭ ‬تال‭ ‬للكتابة‭ ‬الشّعريّة‭. ‬

لــــقــــد‭ ‬استــــطـــــاع‭ ‬الــــشّعـــر،‭ ‬والفنون‭ ‬الكتابيّة‭ ‬الأخرى،‭ ‬أن‭ ‬تجتاز‭ ‬الجغرافيّات‭ ‬المحدّدة‭ ‬لتنقل‭ ‬وحركة‭ ‬الثّقافة‭ ‬والمثقّفين‭ ‬عبر‭ ‬التّقنيات‭ ‬الّتي‭ ‬وفّرتها‭ ‬الشّبكة‭ ‬العالميّة،‭ ‬وبالتّالي‭ ‬أن‭ ‬تجتاز‭ ‬أيّ‭ ‬ناشر‭ ‬يرفض‭ ‬نشر‭ ‬الشّعر،‭ ‬مقابل‭ ‬نشر‭ ‬روايات،‭ ‬كثيرٌ‭ ‬منها‭ ‬هو‭ ‬مجرّد‭ ‬سرد‭ ‬حكاية‭ ‬بلغة‭ ‬عاديّة،‭ ‬لا‭ ‬تفتّح‭ ‬تفكير‭ ‬القارئ‭. ‬

هل‭ ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬أمّة‭ ‬شهرذاد‭ ‬على‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬أنّنا‭ ‬أمّة‭ ‬شعر،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬منظومًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬شعرًا؟‭ ‬لست‭ ‬أنحاز‭ ‬للشّعر‭ ‬فقط‭ ‬لأنّني‭ ‬شاعرٌ،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬كلّ‭ ‬الفنون‭ ‬الأخرى‭ ‬يستدعيها‭ ‬الشّعر‭ ‬آن‭ ‬كتابته‭.‬

المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الأدبيّة،‭ ‬واللّقاءات‭ ‬الشّعريّة‭ ‬العربيّة،‭ ‬وحتّى‭ ‬معارض‭ ‬الكتب،‭ ‬وحفلات‭ ‬التّوقيع،‭ ‬على‭ ‬الرّغم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬إقبال‭ ‬قليل‭ ‬على‭ ‬الأدب‭ ‬عمومًا،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محطّات‭ ‬تبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬بين‭ ‬الأدبيّين،‭ ‬وتقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬تنويريّة،‭ ‬وعرض‭ ‬مشاريع‭ ‬أدبيّة،‭ ‬انحيازًا‭ ‬للإبداع‭ ‬الأدبيّ‭ ‬ومبدعيه،‭ ‬لا‭ ‬مدّعيه،‭ ‬ضدّ‭ ‬ما‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬ظلاميّ‭ ‬متطرّف،‭ ‬ضمن‭ ‬مسمّيات‭ ‬مختلفة‭ ‬نعرفها،‭ ‬ويجب‭ ‬مقاومتها،‭ ‬لذا
أحثّ‭/ ‬أحرّض‭ ‬أمّة‭ ‬‮«‬اقرأ‮»‬‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬الفاعلة‭ ‬التّفاعليّة،‭ ‬بوعي‭ ‬وإدراك‭ ‬كبيرين،‭ ‬لنميز‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬ينتشر‭ ‬استخفافًا‭ ‬بعقولنا‭ ‬وما‭ ‬يمكث‭ ‬فيها‭. ‬

 

مازلنا‭ ‬نلهث‭ ‬خلف‭ ‬الآخر‭ ‬النقيض‭/ ‬القاتل‭ ‬

‭-‬كتب‭ ‬شاعر‭ ‬الحداثة‭ ‬الكبير‭ ‬أدونيس‭ ‬في‭ ‬يومياته‭ ‬الثقافية‭ ‬بمجلة‭ ‬‮«‬دبي‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬يقول‭:‬

‭- ‬‮«‬وليس‭ ‬الغد‭ ‬إلاّ‭ ‬طفلًا‭ ‬للذبح‮»‬‭!‬

‭- ‬‮«‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬أحيانًا‭ ‬كأنّ‭ ‬حياتنا‭ ‬العربية‭ ‬ليست‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ماء‭ ‬آسن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‮»‬‭!‬

‭- ‬‮«‬الموت‭ ‬نفسه‭ ‬يموت‭ ‬كلّ‭ ‬يوم‭ ‬خجلًا‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‮»‬‭!‬

ولا‭ ‬يغيب‭ ‬عنك‭ ‬أنه‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬الموت،‭ ‬موتنا‭ ‬نحن،‭ ‬وليس‭ ‬الآخر‭ ‬المستلذ‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬مبرمجه‭ ‬بامتياز‭... ‬موت‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬بذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬والرواة‭.. ‬المتطرفون‭ ‬التتريون‭ ‬الجدد‭ ‬يقطعون‭ ‬رؤوس‭ ‬الأبرياء،‭ ‬ويطوفون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدن‭ ‬العربية،‭ ‬ويعلّقونها‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬كل‭ ‬شارع‭... ‬ماذا‭ ‬تقول‭ ‬وأنت‭ ‬الفلسطيني‭ ‬العربي‭ ‬الأكثر‭ ‬اكتواء‭ ‬بنيران‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الميت‭ ‬بالمقلوب‭ - ‬كما‭ ‬يعبّر‭ ‬صديقنا‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬مظفر‭ ‬النواب؟

‭- ‬مرّت‭ ‬الأمّة‭ ‬العربيّة،‭ ‬خلال‭ ‬عصورها‭ ‬المختلفة،‭ ‬بأسوأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭/ ‬الوقائع،‭ ‬وكانت‭ ‬تنتصر‭ ‬للحقّ‭ ‬والعدل‭ ‬والإنسان‭ ‬العربيّ،‭ ‬وغير‭ ‬العربيّ،‭ ‬عبر‭ ‬التّعامل‭ ‬مع‭ ‬العقل‭ ‬بنشر‭ ‬الوعي‭ ‬الفكريّ،‭ ‬والحضّ‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬العلميّ،‭ ‬وتنقية‭ ‬الدّين‭ ‬من‭ ‬الشّوائب‭ ‬التي‭ ‬علقت‭ ‬به‭ ‬بفعل‭ ‬فاعلين‭ ‬مرضى،‭ ‬يعبدون‭ ‬أصنامًا‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬يقدّمون‭ ‬لها‭ ‬قرابين‭ ‬الولاء‭ ‬الأعمى،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الخسران‭ ‬المبين‭. ‬

إنّ‭ ‬مقولات‭ ‬الشّاعر‭ ‬الحداثيّ‭ ‬أدونيس،‭ ‬عن‭ ‬الموت‭ ‬العربيّ‭ ‬بأشكاله‭ ‬المذكورة،‭ ‬لهي‭ ‬تعبيراتٌ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬اليأس‭ ‬القاتلة‭ ‬التي‭ ‬أوصلنا‭/ ‬وصلنا‭ ‬إليها،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سلبت،‭ ‬برضًا‭ ‬وبغير‭ ‬رضًا،‭ ‬وأمام‭ ‬أعيننا،‭ ‬إراداتنا؛‭ ‬السّياسيّة،‭ ‬والاقتصاديّة،‭ ‬والاجتماعيّة،‭ ‬وتمّ‭ ‬تكبيلنا‭ ‬بقيود‭ ‬الاستهلاك‭ ‬البهيميّ،‭ ‬وجعلنا‭ ‬نلهث‭ ‬خلف‭ ‬الآخر‭ ‬النّقيض‭/ ‬القاتل،‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنّه‭ ‬المثال‭ ‬الحضاريّ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭! ‬لكنّ‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬ليس‭ ‬مبرّرًا‭ ‬لليأس‭ ‬والاستسلام،‭ ‬وإن‭ ‬شارفنا‭ ‬حافّة
الاحتضار‭/ ‬الموت‭ ‬بأشكاله‭ ‬الحيّة‭! ‬

لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬إنهاض‭ ‬الأدب‭ ‬والفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم،‭ ‬وإيقاظ‭ ‬العقل‭ ‬العربيّ‭ ‬العامل‭ ‬على‭ ‬التّثقيف‭ ‬والتّنوير‭ ‬والتّثوير،‭ ‬فلنا‭ ‬حصّتنا‭ ‬الحقيقيّة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحياها‭ ‬باستحقاقها،‭ ‬كما‭ ‬استحقّتها‭ ‬أممٌ‭ ‬أخرى‭ ‬ليست‭ ‬بأكثر‭ ‬منّا‭ ‬قدرةً‭ ‬وعطاءً‭ ‬وإِبداعًا‭ ‬‭.