صورة الحج في السينما العربية

صورة الحج في السينما العربية

للحج‭ ‬مكانته‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الفنان‭ ‬العربي،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع،‭ ‬وفي‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة،‭ ‬فإننا‭ ‬اعتدنا‭ ‬أن‭ ‬يسجّل‭ ‬الفنان‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭ ‬على‭ ‬الجدران،‭ ‬في‭ ‬رسوم‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬البدائية،‭ ‬لكنّها‭ ‬تلخّص‭ ‬الرحلة‭ ‬بأكملها‭ ‬منذ‭ ‬مغادرة‭ ‬الدار‭ ‬وحتى‭ ‬ساعة‭ ‬العودة،‭ ‬ومثلما‭ ‬سجّل‭ ‬الفنان‭ ‬الشعبي‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة،‭ ‬فإن‭ ‬السينما‭ - ‬بدورها‭ - ‬صوّرت‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة‭ ‬بأشكال‭ ‬متعددة‭.‬

بدت‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬بشكل‭ ‬مبكّر‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬صناعة‭ ‬السينما،‭ ‬ولعل‭ ‬أولى‭ ‬تلك‭ ‬التجارب‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬الحج‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أنتجه‭ ‬استديو‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1936،‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬فؤاد‭ ‬الأول،‭ ‬وأصدر‭ ‬للفيلم‭ ‬دفترًا‭ ‬بالغ‭ ‬الفخامة،‭ ‬على‭ ‬غلافه‭ ‬صورة‭ ‬للكعبة‭ ‬المشرّفة،‭ ‬وإلى‭ ‬جوارها‭ ‬صورة‭ ‬الملك‭.‬

يصوّر‭ ‬الفيلم‭ ‬دور‭ ‬المصريين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الآونة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬كسوة‭ ‬الكعبة،‭ ‬بعد‭ ‬تصنيعها‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أمهر‭ ‬المطرّزين‭ ‬والفنانين،‭ ‬ورحلتها‭ ‬إلى‭ ‬الكعبة‭ ‬عبر‭ ‬الصحراء‭ ‬والسفن،‭ ‬والدفتر‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أغلى‭ ‬وأندر‭ ‬الوثائق‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭.‬

أما‭ ‬الرحلة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬العربية،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬الروائية‭ ‬المصرية‭ ‬قدمت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عندها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬قصص‭ ‬السفر،‭ ‬وما‭ ‬وراءها،‭ ‬أو‭ ‬أداء‭ ‬الشعائر،‭ ‬وأيضًا‭ ‬الأغنيات،‭ ‬وتصوير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الحج،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الأمر‭ ‬الأول‭ ‬فيه‭ ‬هوتالتطهّر‭.‬

المقصود‭ ‬بالحج‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الرحلة‭ ‬والشعائر‭ ‬معًا،‭ ‬وفي‭ ‬الأفلام‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬أنتجتها‭ ‬السينما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬ارتحال‭ ‬إلى‭ ‬الكعبة‭ ‬لدى‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬صوّرتها‭ ‬السينما،تومنهم‭ ‬رابعة‭ ‬العدوية،توالسيد‭ ‬أحمد‭ ‬البدوي،‭ ‬الذي‭ ‬ترجع‭ ‬جذوره‭ ‬إلى‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أعلام‭ ‬التصوّف‭.‬

لكن‭ ‬الحج‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬الأفلام‭ ‬المعاصرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رغبة‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الفريضة‭ ‬الخامسة،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬صوّرت‭ ‬لنا‭ ‬فقط‭ ‬حجاج‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬فإن‭ ‬الرحيل‭ ‬غالبًا‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بالسفن‭.‬ت

الفيلم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬تصوير‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬اإلهامب،‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬بهاء‭ ‬الدين‭ ‬شرف‭ (‬1950‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬الأفلام،‭ ‬وهي‭ ‬محدودة‭ ‬العدد‭ ‬قياسًا‭ ‬بمكانة‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭: ‬االمصري‭ ‬أفنديب‭ ‬لحسين‭ ‬صدقي‭ (‬1949‭)‬،‭ ‬ابنت‭ ‬الأكابرب،‭ ‬وادهبب،‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬أنور‭ ‬وجدي‭ (‬1953‭)‬،‭ ‬واتوحةب‭ ‬إخراج‭ ‬حسن‭ ‬الصيفي‭ (‬1958‭)‬،‭ ‬واالمرأة‭ ‬التي‭ ‬غلبت‭ ‬الشيطانب‭ ‬إخراج‭ ‬يحيى‭ ‬العلمي‭ (‬1973‭)‬،‭ ‬واأين‭ ‬تخبئون‭ ‬الشمسب‭ ‬للمخرج‭ ‬المغربي‭ ‬عبدالله‭ ‬المصباحي‭ (‬1981‭).‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬التجارب‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُنسى،‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬جسّدتها‭ ‬زينات‭ ‬صدقي‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬ادهبب،‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬الشوارع‭ ‬الذين‭ ‬تبنّتهم،‭ ‬وصاروا‭ ‬يمارسون‭ ‬الشحاذة‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬وتسكنت‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬فقير،‭ ‬هي‭ ‬مالكته،‭ ‬وفي‭ ‬غرفة‭ ‬بالدور‭ ‬الأرضي‭ ‬يسكن‭ ‬وحيد‭ ‬ألفونسو‭ ‬وابنته‭ ‬الصغيرة‭ ‬دهب،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬التسوّل‭ ‬القانوني،‭ ‬فهو‭ ‬يعزف‭ ‬على‭ ‬الكمان‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬تساعده،‭ ‬وتشتبك‭ ‬الفتاة‭ ‬دومًا‭ ‬مع‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬أعمالًا‭ ‬منافية‭ ‬للأخلاق،‭ ‬وعندما‭ ‬تعرف‭ ‬المرأة‭ ‬سرّ‭ ‬دهب،‭ ‬فإنها‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬أهلها‭ ‬الحقيقيين‭ ‬وتبلّغهم‭ ‬بالأمر،‭ ‬ونعرف‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ‬مباشرة‭ ‬قبل‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تمارس‭ ‬أعمال‭ ‬الشماتة،‭ ‬والإيقاع‭ ‬بين‭ ‬أناس‭ ‬لا‭ ‬تعرفهم‭.‬

 

‭ ‬رحلة‭ ‬للتطهّر

لم‭ ‬تكن‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬بالتجربة‭ ‬بعد،‭ ‬وبدت‭ ‬كأنها‭ ‬تتصرف‭ ‬على‭ ‬السجيّة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عندما‭ ‬تعود‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تطهّرت،‭ ‬وترى‭ ‬الحزن‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬وحيد‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬عالمه‭ ‬الثري‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬الفن،‭ ‬وعاد‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬البدروم،‭ ‬ولأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬اإنسانة‭ ‬جديدةب‭ ‬بفضل‭ ‬الحج،‭ ‬وصارت‭ ‬متطهّرة،‭ ‬فإنها‭ ‬تواسيتالرجل،‭ ‬وتذهب‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬للإدلاء‭ ‬بشهادتها‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬ربّى‭ ‬ابنته‭ ‬كأفضل‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬بينما‭ ‬الأب‭ ‬الحقيقي‭ ‬تاجَر‭ ‬في‭ ‬أبوّته،‭ ‬وتعامل‭ ‬مع‭ ‬ابنته‭ ‬كسلعة‭.‬

وكما‭ ‬نرى،‭ ‬فإن‭ ‬رحلة‭ ‬الحجتتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بمصر‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬أخرى،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬مسافات‭ ‬غير‭ ‬قصيرة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬فيلم‭ ‬وآخر‭. ‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬ذهب‭ ‬المسلمون‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة‭ ‬استجابة‭ ‬لتعاليم‭ ‬دينهم،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬الفريضة‭ ‬الخامسة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حبًّا‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬لأداء‭ ‬الشعائر‭ ‬والطواف،‭ ‬والصعود‭ ‬إلى‭ ‬عرفة،‭ ‬ورمي‭ ‬الجمرات،‭ ‬وأيضًا‭ ‬زيارة‭ ‬قبر‭ ‬الرسول‭ [‬،توالعودة‭ ‬بقلوب‭ ‬طاهرة‭ ‬مستغفرة،‭ ‬نقية‭ ‬تركت‭ ‬أدرانها،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭.‬ت

تفي‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام،‭ ‬هناك‭ ‬الباشا‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬تكاليف‭ ‬السفر،‭ ‬وأيضًا‭ ‬الفقراء،‭ ‬مثل‭ ‬شخصية‭ ‬الناسك‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اإلهامب،‭ ‬فهو‭ ‬يذهب‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬مترجّلاً،‭ ‬متحملاً‭ ‬مشقة‭ ‬السفر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحجاج‭ ‬يسافرون‭ ‬بنيّة‭ ‬التوبة‭ ‬والاستغفار‭ ‬والتطهر،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬للمعلّمة‭ ‬توحة،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬الحج‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬نهاية‭ ‬رحلة،‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬الجد‭ ‬في‭ ‬ابنت‭ ‬الأكابرب،‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العمر،‭ ‬والشيخ‭ ‬محمود‭ ‬الذي‭ ‬يمثّل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اأين‭ ‬تخبّئون‭ ‬الشمسب‭.‬

 

السبحة‭ ‬وملابس‭ ‬الإحرام

‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬االمصري‭ ‬أفنديب،‭ ‬فإننا‭ ‬أمام‭ ‬رجل‭ ‬متوسط‭ ‬الحال،‭ ‬يؤدي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬الدين،‭ ‬فهو‭ ‬يؤدي‭ ‬الصلوات،‭ ‬ويدفع‭ ‬الزكاة،‭ ‬وهو‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬تنجب‭ ‬له‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الأبناء،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬ناقمًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يدري‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬الابن‭ ‬تلو‭ ‬الآخر،‭ ‬ولما‭ ‬صار‭ ‬كبير‭ ‬السن‭ ‬حقّق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬لها‭ ‬مثيلاً،‭ ‬لكن‭ ‬بصره‭ ‬ضعُف‭ ‬كثيرًا،‭ ‬ولم‭ ‬ينتبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬حياته‭ ‬هو‭ ‬ابنه‭ ‬الذي‭ ‬تاه‭ ‬منه،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬تتضح‭ ‬الحقيقة‭ ‬حتى‭ ‬يقرر‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز،‭ ‬شاكرًا‭ ‬لله‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأفلامت‭ ‬يبدو‭ ‬زيّ‭ ‬الإحرام‭ ‬علامة‭ ‬مميزة‭ ‬للحجاج‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬معًا،‭ ‬مثلما‭ ‬رأينا‭ ‬زينات‭ ‬صدقي‭ ‬في‭ ‬ادهبب،‭ ‬وتبدو‭ ‬المسبحة‭ ‬بين‭ ‬أصابعها‭ ‬سمة‭ ‬بالغة‭ ‬الوضوح،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سنراه‭ ‬دومًا‭ ‬لدى‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬الرحلة‭ ‬المقدسة،‭ ‬مثلما‭ ‬رأينا‭ ‬وسنقدم‭ ‬من‭ ‬عوالم‭ ‬سجّلتها‭ ‬السينمـا،‭ ‬والغريب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬لجأ‭ ‬المخرجون‭ ‬وصنّاع‭ ‬الأفلام‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬اللقطات‭ ‬التسجيلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحيّة،‭ ‬ربما‭ ‬لصعوبة‭ ‬التصوير‭ ‬السينمائي‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الحشود‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تغيّر‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الفضائيات،‭ ‬حيث‭ ‬نقلت‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأحداث‭ ‬بتفاصيل‭ ‬شديدة‭ ‬الدقة،تولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬كان‭ ‬رقابيًّا،‭ ‬فموقف‭ ‬السلطات‭ ‬من‭ ‬السينما‭ ‬كان‭ ‬بالغ‭ ‬التوافق‭ ‬منذ‭ ‬الفيلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬االحجب‭ ‬الذي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليه‭.‬

وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام،‭ ‬فإن‭ ‬الشعائر‭ ‬نفسها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬ابنت‭ ‬الأكابرب،‭ ‬حيث‭ ‬تغني‭ ‬الحفيدة‭ ‬ليلى‭ ‬مراد‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬للحج‭: ‬ايا‭ ‬رايحين‭ ‬للنبي‭ ‬الغاليب،‭ ‬ويذهب‭ ‬الجد‭ ‬كي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬داره‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬زمنية،‭ ‬وقد‭ ‬تغيّر‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة،‭ ‬وبدا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اتوحةب،‭ ‬فالمرأة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الضحايا،‭ ‬وتعرضت‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الأخطار،‭ ‬تذهب‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬الجديد‭ ‬رشاد‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة،‭ ‬كي‭ ‬يستقبلها‭ ‬أهل‭ ‬المنطقةتبالاحتفالات‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المناطق،‭ ‬وقد‭ ‬ارتدى‭ ‬الزوج‭ ‬وامرأته‭ ‬ملابس‭ ‬الإحرام‭.‬

 

المعنى‭ ‬الكبير

تعال‭ ‬نشاهد‭ ‬المعنى‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يعنيه‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬االهانمب،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬ماري‭ ‬كويني‭ ‬ويحيى‭ ‬شاهين،‭ ‬هذا‭ ‬الممثل‭ ‬الذي‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬المخرجون‭ ‬دومًا‭ ‬دور‭ ‬الناسك‭ ‬المتعبّد‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬المتديّن‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومنها‭ ‬اجعلوني‭ ‬مجرمًاب‭ ‬لعاطف‭ ‬سالم‭ (‬1954‭)‬،‭ ‬واشيء‭ ‬من‭ ‬الخوفب‭ ‬لحسين‭ ‬كمال‭ (‬1969‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬فيلم‭ ‬اإلهامب،‭ ‬فإنه‭ ‬يؤدي‭ ‬دور‭ ‬الناسك‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الإنسان‭ ‬فيغادر‭ ‬قريته،‭ ‬ويتجه‭ ‬عبر‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬المكرّمة،‭ ‬وفي‭ ‬طريقه‭ ‬يعثر‭ ‬على‭ ‬امرأة‭ ‬مغمى‭ ‬عليهاتفي‭ ‬الصحراء،‭ ‬فيتولى‭ ‬مساعدتها،‭ ‬ويستمع‭ ‬إلى‭ ‬قصتها‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬ويقرر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬استكمال‭ ‬رحلته‭ ‬إلىتالأرض‭ ‬المقدسة،‭ ‬لكنه‭ ‬يقرر‭ ‬أن‭ ‬يصحب‭ ‬إلهام‭ ‬معه‭ ‬كي‭ ‬تشاركه‭ ‬تطهُّره،‭ ‬ويتزوج‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬تجاربها‭ ‬السابقة‭.‬ت

في‭ ‬عام‭ ‬1952،‭ ‬رأينا‭ ‬الممثل‭ ‬محمود‭ ‬المليجي‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬االإيمانب،‭ ‬إخراج‭ ‬أحمد‭ ‬بدرخان‭. ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أدواره‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬فهو‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬صاحب‭ ‬المجرمين‭ ‬وصار‭ ‬زعيمًا‭ ‬لهم،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬أخاه‭ ‬الأكبر‭ ‬لمقاطعته،‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬فلسطين،‭ ‬ويجد‭ ‬الرجل‭ ‬نفسه‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬أولاد‭ ‬أخيه‭ ‬عقب‭ ‬وفاته‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ويشهد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التحوّل‭ ‬والتطهُّر،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخلّص‭ ‬من‭ ‬خصمه‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬خداع‭ ‬ابنة‭ ‬أخيه‭ ‬الشابة،‭ ‬وينتهي‭ ‬الفيلم‭ ‬بالرحيل‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬سيناء‭ ‬متجهًا‭ ‬على‭ ‬قدميه‭ ‬إلى‭ ‬الكعبة،‭ ‬وقد‭ ‬امتلأ‭ ‬بمشاعر‭ ‬الإيمان‭ ‬والتطهُّر‭.‬

نحن‭ ‬هنا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬الأرض‭ ‬المقدسة،‭ ‬لكن‭ ‬المشهد‭ ‬الختامي‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬يوحي‭ ‬أنه‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬ماديات‭ ‬الدنيا‭ ‬إلى‭ ‬روحانياتها،‭ ‬وهو‭ ‬المعنى‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬القصص‭ ‬السينمائية‭ ‬دومًا‭ ‬عبر‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭.‬

 

أكثر‭ ‬من‭ ‬تجربة

كما‭ ‬نرى،‭ ‬فإن‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬فردية،‭ ‬لكنها‭ ‬تمس‭ ‬كثيرًا‭ ‬مَن‭ ‬هُم‭ ‬حول‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬الشعائر،‭ ‬وكما‭ ‬شاهدنا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬كانت‭ ‬الرحلة‭ ‬فيها‭ ‬اجتماعية،‭ ‬ومنها‭ ‬اإلهامب‭ ‬واتوحةب،‭ ‬وأيضًا‭ ‬اأين‭ ‬تخبئونتالشمسب‭.‬ت

فيلم‭ ‬االمرأة‭ ‬التي‭ ‬غلبت‭ ‬الشيطانب‭ ‬استوحى‭ ‬قصته‭ ‬توفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬افاوستب‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الغربي،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬الكاهن‭ ‬التائب‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬حرق‭ ‬الشيطان‭ ‬بالإيمان‭ ‬والصلاة،‭ ‬وفي‭ ‬الفيلم‭ ‬نرى‭ ‬شفيقة‭ ‬تبرم‭ ‬اتفاقًا‭ ‬مدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬الشيطان‭ ‬أدهم،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬خادمة‭ ‬دميمة‭ ‬تحب‭ ‬الصحفي‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬فإن‭ ‬الشيطان‭ ‬يشتري‭ ‬روحها‭ ‬مدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬تصير‭ ‬خلالها‭ ‬نجمة‭ ‬مشهورة‭ ‬جميلة‭ ‬وثريّة،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬شراء‭ ‬مشاعر‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬تتمناه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬محمود‭ ‬تكون‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬قد‭ ‬انتهت،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تسلّم‭ ‬روحها‭ ‬وجسدها‭ ‬إلى‭ ‬الشيطان‭ ‬لتموت‭ ‬في‭ ‬غياهب‭ ‬الجحيم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تتوب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حارس‭ ‬الحديقة،‭ ‬وتقرر‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز‭ ‬لأداء‭ ‬الشعائر،‭ ‬وترتدي‭ ‬ملابس‭ ‬التوبة،‭ ‬ويفاجأ‭ ‬بها‭ ‬الشيطان‭ ‬وهي‭ ‬تصلي‭ ‬في‭ ‬الدقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حياتها،‭ ‬فيقر‭ ‬بالهزيمة‭ ‬المنكرة‭.‬

الحج‭ ‬هنا،‭ ‬كان‭ ‬الوسيلة‭ ‬المؤكدة‭ ‬للخلاص،‭ ‬التطهُّر،‭ ‬وقد‭ ‬ظلت‭ ‬شفيقة‭ ‬ترتدي‭ ‬ملابس‭ ‬الإحرام‭ ‬بعد‭ ‬عودتها‭ ‬من‭ ‬الحج،‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬تمنح‭ ‬قصرها‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬العامة‭.‬ت

عادل‭ ‬أدهم‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الشيطان،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬المخرجين‭ ‬رأوه‭ ‬دومًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬أخرى‭ ‬بأسماء‭ ‬توراتية‭ ‬غالبًا،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬اخطيئة‭ ‬ملاكب‭ ‬إخراج‭ ‬يحيى‭ ‬العلمي‭ ‬أيضًا‭ ‬عام‭ ‬1979‭.‬

 

بين‭ ‬التسجيلي‭ ‬والتمثيلي

وقد‭ ‬أسند‭ ‬المخرج‭ ‬المغربي‭ ‬عبدالله‭ ‬المصباحي‭ ‬إلى‭ ‬أدهم‭ ‬دور‭ ‬الشيطانت‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اأين‭ ‬تخبئون‭ ‬الشمسب،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تأليفه‭ ‬وإنتاجه،‭ ‬وهنا‭ ‬هو‭ ‬الملحد‭ ‬الذي‭ ‬يكنّ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬لأخيه‭ ‬الأصغر،‭ ‬ويعرف‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمود‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬هِداية‭ ‬الأخ،‭ ‬الذي‭ ‬مات‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬ويقرر‭ ‬الانتقام‭ ‬منه،‭ ‬ويذهب‭ ‬خلفه‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الحجاز‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الحج،‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬هنا‭ ‬مشهدًا‭ ‬طويلاً‭ ‬مدته‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬فيه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشاهد‭ ‬التسجيلية‭ ‬لشعائر‭ ‬الحج‭ ‬من‭ ‬الطواف‭ ‬حول‭ ‬الكعبة،‭ ‬والسعي‭ ‬بين‭ ‬الصفا‭ ‬والمروة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬رمي‭ ‬الجمرات،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬استعان‭ ‬بفيلم‭ ‬تسجيلي‭ ‬عن‭ ‬الحجت‭ ‬وقام‭ ‬بعمل‭ ‬تركيب‭ ‬بين‭ ‬التسجيلي‭ ‬والتمثيلي،‭ ‬فالمشاهد‭ ‬التسجيلية‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الكادرات‭ ‬الواسعة،‭ ‬أو‭ ‬الكبيرة،‭ ‬والمشاهد‭ ‬التمثيلية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬قريبة،‭ ‬ويبدو‭ ‬فيها‭ ‬الممثل‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬أخرى‭ ‬مقربين‭ ‬من‭ ‬الكاميرا،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬لم‭ ‬يكلف‭ ‬نفسه‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الحجاز‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وقد‭ ‬صوّر‭ ‬إبراهيم‭ ‬أنه‭ ‬المقصود‭ ‬بالرمي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصابته‭ ‬الحجارة‭ ‬بجروح‭ ‬غائرة،‭ ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬الشعائر،‭ ‬وسط‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمود،‭ ‬فإن‭ ‬إبراهيم‭ ‬يحتك‭ ‬بالحجاج،‭ ‬ويستمع‭ ‬إلى‭ ‬الخطب‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬يلقيها‭ ‬العلماء،‭ ‬ويشعر‭ ‬بالتطهر،‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الحج‭ ‬القليلة،‭ ‬وهنا‭ ‬تنزل‭ ‬عناوين‭ ‬الفيلم‭ ‬التي‭ ‬تسأل‭ ‬المتشككين‭: ‬اأين‭ ‬تخبئون‭ ‬الشمسب،‭ ‬والمقصود‭ ‬بالشمس‭ ‬هنا،‭ ‬بالطبع،‭ ‬الحقيقة‭.‬

في‭ ‬زمن‭ ‬المجد‭ ‬الخاص‭ ‬للسينما‭ ‬الموسيقية‭ ‬غنت‭ ‬المطربات‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬للحج،‭ ‬وعلى‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬ليلى‭ ‬مراد‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬ايا‭ ‬رايحين‭ ‬للنبي‭ ‬الغاليب‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬ابنت‭ ‬الأكابرب،‭ ‬وسعاد‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اأنا‭ ‬وحديب،‭ ‬وهي‭ ‬تغني‭ ‬للرسول‭ [‬‭ ‬ايا‭ ‬حبيبي‭ ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬اللهب،‭ ‬وأيضًا‭ ‬نور‭ ‬الهدى‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬اأفراحب‭ ‬إخراج‭ ‬أحمد‭ ‬بدرخان‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬وهي‭ ‬تردد‭: ‬

 

مبروك‭ ‬يا‭ ‬حاج‭ ‬وعقبالنا

نحجّها‭ ‬ويرتاح‭ ‬بالنا

مبروك‭ ‬يا‭ ‬حاج‭ ‬وعقبالنا

يا‭ ‬مسعدك‭ ‬زرت‭ ‬الكعبة

وطفت‭ ‬بالصفا‭ ‬والمروة

يا‭ ‬ريتنا‭ ‬معاك‭ ‬صحبة

ومن‭ ‬عيون‭ ‬زمزم‭ ‬تروى

وقفت‭ ‬فوق‭ ‬عرفات

يا‭ ‬حاج‭ ‬بيت‭ ‬الله

وفزت‭ ‬بالبركات

يا‭ ‬حاج‭ ‬بيت‭ ‬الله

 

وكما‭ ‬نرى‭ ‬هنا،‭ ‬فإن‭ ‬المطربات‭ ‬يقمن‭ ‬بالغناء‭ ‬للرجل‭ ‬الذي‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الحج،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬شاركت‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المهمة‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬أفلام‭ ‬السينما،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الحج‭ ‬شعائر‭ ‬خاصة‭ ‬بالرجال‭ ‬وحدهم،‭ ‬بل‭ ‬بالجميع‭ .‬