مساحة ود أمينة شفيق

مساحة ود

أخيرا..جاءت الابنة هالة

أسرتي، أسرة صغيرة وعصرية. تتكون أسرتي من زوج، عبد الرحمن، وابنين، هشام وشريف، ثم أنا، عواطف. أسرة تلائم وتواكب العصر، أب وأم وابنان اثنان.

ولأننا أسرة صغيرة العدد فقد استطاعت أن تنعم بالدخل الذي يتحقق من عمل الأب وعمل الأم. ولأننا مهنيان، فقد وجهنا كل اهتمامنا إلى تنشئة وتربية الابنين، أرسلناهما إلى مدارس جيدة، تابعنا دراستهما، أحطناهما بكل رعاية، لذلك بارك الله فيهما. بعد دراسة جامعية أصبح هشام، المهندس هشام عبد الرحمن، ثم أصبح شريف الدكتور شريف عبدالرحمن.

مرت أسرتي بأزمات كثيرة، ثم استطاعت أن تحل مشاكل كثيرة، مرت أيامنا "يوم عسل ويوم بصل" ولكن في النهاية تجاوزنا كل الأزمات واستمرت أسرتي أسرة متماسكة.

طوال السنوات الخمس والعشرين عشت وفي ذهني وفي ضميري أني لم أنل كل ما أريد. في بداية حياتي الزوجية رسمت مستقبلي على أنني سأكون أما لولد ولبنت، هكذا تبلورت طموحاتي وآمالي، حتى أنني قررت من البداية أن أطلق اسم هشام على الولد ثم أطلق اسم هالة على البنت. بعد أن تزوجت بعام وبضعة شهور أنجبت "هشام" ثم بعد أن صار في الثانية من عمره حملت وبدأت أستعد لاستقبال هالة. أثناء الحمل أعددت كل شيء من أجل هالة، الملابس البناتي، الألوان البناتي. كل شيء كان لاستقبال الابنة هالة.

ثم وضعت شريف، فكانت الصدمة النفسية، لقد أحببت شريف لكني كنت في انتظار هالة، وعشت بعد ذلك سنوات عدة أعيد التفكير في إنجاب الطفل الثالث، لكن زوجي كان ينبهني دائما إلى أنه من المحتمل أن أنجب ولدا، فهل سأستمر في المغامرة حتى يصبح لدينا عدة أبناء يصعب توجيه العناية الكافية لهم. كان زوجي متمسكا بمبدأ إنجاب طفلين فقط، لذلك عارض دائما فكرة إنجاب الطفل الثالث. كان يقول: هذه إرادة الله وعلينا قبولها بكل رحابة صدر.

منذ يومين جاءني ابني البكر، المهندس هشام عبدالرحمن، وفاتحني في أمر زواجه، قال لي: "لي زميلة في العمل، مهندسة، لطيفة، مهذبة، رقيقة وأريد أن أتقدم إليها".

فرحت، هآنذا أبدأ مرحلة جديدة في حياتي بعد أن كنت زوجة وأما، سأصبح حماة.

سألته: ما اسمها؟ أجاب: هالة.

ازدادت سعادتي، ها هي هالة تأتي إلي لتحقيق الأمنية الغالية، سيكون لي ابنة، مهندسة، لطيفة، مهذبة ورقيقة، حققت طموحي بعد طول انتظار.

 

أمينة شفيق

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات